حرر نفسك من شروطها

أتمنى أن يتطوع شخصان أحبهما بصدق وبعمق بالإجابة عن السؤال: هل نحن فعلا أذكياء؟ اخترت هذين الصديقين لسبب يعرفانه. فالأول يعرف لماذا عليه أن يحرر نفسه ولا يعرف كيف، والثاني يعرف كيف يحرر نفسه ولا يعرف لماذا؟

والنتيجة في النهاية واحدة؛ كل منهما يعيش أسير مسلمات تشمل: العادات والقواعد والأفعال والتحيزات التي تعمل بمثابة صناديق مغلقة تحبس صاحبها داخلها.

أفكارنا الحالية تحقق نتائجنا الحالية. لكي نغير نتائجنا علينا أن نغير أفكارنا. ولكي نغير سلوك الآخرين يجب أن نؤثر فيهم. ولن نؤثر فيهم دون أن نتأثر بهم. ومن المستحيل أن نتأثر بهم دون أن نقترب منهم.

لا بد من تغيير مفاهيمنا لنبدأ عملية التغيير من الداخل. وهذا يتم بأربع خطوات:

* إدراك مبدئي بأن العلاقة يمكن أن تكون أفضل.

* معرفة الشروط التي ستجعل العلاقة أفضل.

* اتخاذ قرار في جعل العلاقة أفضل.

* التحرك أولا لجعل العلاقة أفضل.

والتحرك أولا هو بيت القصيد. فإذا ما أردت تغيير سلوك إنسان ما، عليك أولا تغيير نفسك. والمبادرة هنا تعني الكثير. فكما يقول صديقي الدكتور علي شراب: "الحياة تحد كبير يكسبه من يقرر أن يبدأ التحدي". ومن المؤكد أن المقصود هو تحدي النفس ورغباتها، وليس تحدي الآخر.

من المستحيل إدارة أي علاقة مستقبلية دون التحرر من الأحكام الجاهزة والشروط المسبقة والأحكام المطلقة. ومن المستحيل استقبال أي رياح طازجة قادمة من الخارج دون فتح بوابات التغيير. وكما أقول دائما، فإن الله سبحانه وتعالى يجبر عقولنا على أن تتعلم كيف نعيش. ويجبر خيالنا على أن يتعلم كيف نعيش بسعادة. فمن المستحيل أن يعيش الإنسان سعيدا وخياله حبيس صناديق أحكامه الجاهزة.

هناك أربعة مستويات من الذكاء:
- ذكاء ذهني وعقلي كل الناس يملكونه.

- ذكاء نفسي وعاطفي معظم الناس يملكونه مع الذكاء السابق.

- ذكاء تنفيذي وعملي بعض الناس يملكونه مع الذكاءين السابقين.

- ذكاء تخيلي وتحرري قلة من الناس يملكونه مع الذكاءات الثلاثة السابقة.

فعندما تتحدث عن ذكائك، عن أي مستوى تتحدث بالتحديد!؟
edara.com
الاستاذ:نسيم الصمادي.. كتاب: من عجلون الى العالم