عرض مشاركة واحدة
قديم 03/11/2016, 01:37 AM   #112


الصورة الرمزية زهراني كح
زهراني كح âيه ôîًَىà

 عضويتي » 13772
 تسجيلي » Jan 2009
 آخر حضور » 07/05/2019 (11:48 PM)
مشآركاتي » 1,198
 نقآطي » 1425
دولتي » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



نحن والأشياء والبشر حولنا..!




خطر لي أن أتتبع مسيرة النبض في حياة العلاقة الوطيدة بيننا والأشياء والبشر من حولنا ، وآثرت ألا أظلم بعض أشيائنا الحميمة المتواجدة في كل التفاصيل الجميلة وغيرها على حساب كثير من العلاقات التي نتشبث بها رغم سطحيتها وغيابها عن الوجود الحقيقي حين الأزمات !

لقد بتّ أكثر اقتناعا بأني حين أعيش يوما أوأكثر دون جهاز الجوال معناه أن أقضي تلك الفترة بحثا عن مفقود ، وأن أظل أتحسّس يدي ومخبأتي بحثا عن الدفء الغائب ..

وحين أعيش شهراً في منزل مهجور في ضاحية خارج حدود العالم وجهاز الكمبيوتر المحمول والجوال يتنفسان ذات غربتي وينعمان بالعيش إلى جواري فلن أشعر بإحساس البعد عن البشر ! باختصار لأن أشيائنا أصبحت حميمية أكثر من البشر ، إذ هي من يشعرنا بالاحتياج إليه أكثر من البشر ، وكذا الرغبة في الإبقاء عليها قريبة من نبض قلوبنا أكثر منهم ، وأولئك البشر هم من يصنعون الفاجعة في قلب الإحساس بالفقد في كل مرة أمنحهم وفائي وكثيرا من معاني القرب والتودد .

مابال تلك القلوب التي أسررنا لها بتلك المشاعر الفياضة تتنكر لكل لحظة صفاء جمعتنا على بساط الحب ، وتمعن في إيلامنا وتجريعنا كؤوس الخيبة وأصناف الهجر ؟

ومابالنا لانستفيق من غيبوبة الانتظار المرير ، ونصحو من غفوة الحلم الكبير ؟

موجعٌ هذا الاحساس حدّ الموت ، أن تجد نفسك في لحظةٍ وحيداً لامؤنس لوحشتك ولا رفيق يشاركك همّك ..

وأن تجد نفسك مجبراً على تصديق حقيقة أن كثيراً ممن حولك أصبحوا يتماهون كالسراب ، أنت فقط من يرفض الإيمان بتلك الحقيقة السوداء !

هل نستسلم لتلك القناعات التي باتت تكبر تأكيداً يوماً بعد يوم ؟

هل نرضى بالبقاء في عالمٍ لا يقدّر المعاني البيضاء للتواصل الجميل والحبّ البرئ والصدق والوفاء ?!

هل نواصل صمتنا المقيت في وجه أولئك العابثين بمشاعرنا ، الذين يمارسون صنوف القسوة ?

ويواصلون العزف على أوتار الوهم محاولين إقناعنا أن المحبّة في القلوب ،

وأن أشغال الحياة هي من تأخذهم بعيداً عن كلّ معاني التواصل ،

ولاتسمح لهم بالتواجد في محيطنا إلا من أجل قضاء مصالحهم التي يستحيل أن نتوانى في قضاءها لهم ..

هل نحن بتلك السّذاجة السمجة لنستجدي وفاءاً لم تخلقه الحياة في قلوبٍ طالما أحببنا العيش إلى جوارها

ومشاركتها تفاصيل حياتنا الجميلة والمره ؟

هل أصابتنا لوثة المادّيات الكريهة وعدوى المصالح اللاإنسانية التي تلفّ أجواء العالم اليوم ؟!

أم أن جنوناً ما ينهش أجساد علاقة البشر بعضهم ببعض ؟

ماسبق استفهامات لم تجد الإجابات التي تطفئ لهيبها في ثنايا القلب ، وآثرت نثرها بين أيديكم

علّ مشكاة بصائر نيّرةٍ تعين على تجاوزها بسلام .. وليسلم الأوفياء في زمن الخديعة والنفاق ..


 
 توقيع : زهراني كح

يشرفني ويسعدني زيارتكم لحساباتي بتويتروانستقرام

ابو خالد الكردشي.

@A_KARDSHE

ابوخالد الكردشي

lkrdshy


رد مع اقتباس