عرض مشاركة واحدة
قديم 23/05/2016, 01:37 PM   #3
المؤسس والمشـــرف العــــام


صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



جزاك الله خيرا .

نقل الشيخ إحسان العتيبي وفقه الله تعالى في مللتقى أهل الحديث هذا النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من مجموع الفتاوى ( 16 / 217- 220) :
قال شيخ الإسلام :
قوله ( هل أتاك حديث الغاشية . و جوه يومئذ خاشعة . عاملة ناصبة . تصلى نارا حامية . تسقى من عين آنية ) فيها قولان :
أحدهما :
أن المعنى : و جوه في الدنيا خاشعة ، عاملة ناصبة ، تصلى يوم القيامة نارا حامية ، و يعنى بها :
عبَّاد الكفار كالرهبان و عباد البدود ، و ربما تؤولت في أهل البدع كالخوارج .

القول الثاني :
أن المعنى : أنها يوم القيامة تخشع أي : تذل و تعمل و تنصب .

قلت : هذا هو الحق ، لوجوه :
أحدها :
أنه على هذا التقدير يتعلق الظرف بما يليه أي و جوه يوم الغاشية خاشعة عاملة ناصبة صالية و على الأول لا يتعلق إلا بقوله ( تصلى ) و يكون قوله ( خاشعة ) صفة للوجوه قد فصل بين الصفة و الموصوف بأجنبى متعلق بصفة أخرى متأخرة ، و التقدير : و جوه خاشعة ، عاملة ناصبة ، يومئذ تصلى نارا حامية ، و التقديم و التأخير على خلاف الأصل ، فالأصل : إقرار الكلام على نظمه و ترتيبه لا تغيير ترتيبه .

ثم إنما يجوز فيه التقديم و التأخير مع القرينة أما مع اللبس فلا يجوز لأنه يلتبس على المخاطب و معلوم أنه ليس هنا قرينة تدل على التقديم و التأخير بل القرينة تدل على خلاف ذلك فإرادة التقديم و التأخير بمثل هذا الخطاب خلاف البيان و أمر المخاطب بفهمه تكليف لما لا يطاق .

الوجه الثاني :
أن الله قد ذكر و جوه الأشقياء و وجوه السعداء فى السورة فقال بعد ذلك و جوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية و معلوم أنه إنما و صفها بالنعمة يوم القيامة لا فى الدنيا إذ هذا ليس بمدح فالواجب تشابه الكلام و تناظر القسمين لا إختلافهما و حينئذ فيكون الأشقياء و صفت و جوههم بحالها فى الآخرة .

الثالث :
أن نظير هذا التقسيم قوله ( و جوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة . و وجوه يومئذ باسرة . تظن أن يفعل بها فاقرة ) و قوله ( و جوه يومئذ مسفرة . ضاحكة مستبشرة . و وجوه يومئذ عليها غبرة . ترهقها قترة . أولئك هم الكفرة الفجرة )

و هذا كله و صف للوجوه لحالها فى الآخرة لا فى الدنيا .

الرابع :
أن و صف الوجوه بالأعمال ليس فى القرآن و إنما فى القرآن ذكر العلامة كقوله ( سيماهم فى وجوههم ) و قوله ( و لو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ) و قوله ( تعرف في و جوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا )

و ذلك لأن العمل و النصب ليس قائما بالوجوه فقط بخلاف السيما و العلامة .

الخامس :
أن قوله ( خاشعة . عاملة ناصبة ) لو جعل صفة لهم فىالدنيا لم يكن فى هذا اللفظ ذم فإن هذا إلى المدح أقرب و غايته أنه و صف مشترك بين عباد المؤمنين و عباد الكفار و الذم لا يكون بالوصف المشترك و لو أريد المختص لقيل خاشعة للأوثان مثلا عاملة لغير الله ناصبة فى طاعة الشيطان و ليس فى الكلام ما يقتضي كون هذا الوصف مختصا بالكفار و لا كونه مذموما و ليس فى القرآن ذم لهذا الوصف مطلقا و لا و عيد عليه فحمله على هذا المعنى خروج عن الخطاب المعروف فى القرآن .

السادس :
أن هذا الوصف مختص ببعض الكفار و لا موجب للتخصيص فإن الذين لا يتعبدون من الكفار أكثر وعقوبة فساقهم فى دينهم أشد فىالدنيا و الآخرة فإن من كف منهم عن المحرمات المتفق عليها و أدى الواجبات المتفق عليها لم تكن عقوبته كعقوبة الذين يدعون مع الله إلها آخر و يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق و يزنون فإذا كان الكفر و العذاب على هذا التقدير فىالقسم المتروك أكثر و أكبر كان هذا التخصيص عكس الواجب .

السابع :
أن هذا الخطاب فيه تنفير عن العبادة و النسك إبتداء ثم إذا قيد ذلك بعبادة الكفار و المبتدعة و ليس فى الخطاب تقييد كان هذا سعيا فى إصلاح الخطاب بما لم يذكر فيه )أ.هـ .


 
مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس