عرض مشاركة واحدة
قديم 16/06/2020, 04:25 AM   #46
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



نتائج معركة بسل ::

حققت قوات التحالف النصر الذي طالما عملت بجهد للوصول إليه , وبناءومفاجأة الخصم المذهول من الهزيمة قام محمد علي باشا بإجراءات صارمة كانت من أول النتائج المباشرة للمعركة , بحيث وضعت بصمات التحالف على كل حدث من الأحداث اللاحقة للمعركة , نوجزها فيما يلي :

1) بدأ محمد علي باشا لابد أن ينفذ وبطريقة بربرية , أجندة التحالف ؛ بحيث تعامل بكل قسوة وجبروت مع عدوه , وهي كما أنه بصمات لهذا الألباني الفظ بما شهدت به طريقته بمذبحة القلعة وغيرها ؛ فإنها أيضاً سمة من سمات التغيير التي اختطها راسمو النظام الدولي الجديد من خلال عملية التطهير الفكري للملكية الفرنسية وأتباعها في باريس وفرنسا , فقد أعلن الباشا أن من يأتي برأس أي جندي سعودي يعطى ستة دولارات , فوضع أمامه خلال ساعة ما يزيد عن خمسة ألاف رأس جندي سعودي في وقت كان بمقدوره إيقاف الحرب واعتبارهم أسرى حرب ؛ ولكن أوامره كانت تعني قتل كل من يقبض عليه دون مراعاة لحقوق الأسرى .

2) أمر بأسر حوالي 300 مقاتل من الجنود السعوديين أحياء من خلال إعطائهم الأمان , حيث أمر بقتل خمسين منهم على أبواب مكة بأبشع طرق القتل وهي الطريقة التركية المعروفة بـ ( الخازوق ) , ولعله مما يثير الشكوك حول بعض قرارات محمد علي باشا وأن لها ارتباطات براسمي النظام الدولي الجديد ؛ قرار اتخذه على سبيل المثال بأن يقتل كل إثني عشرة جندي سعودي دفعة واحدة عند المقاهي والإستراحات العشرة بين مكة وجدة أي حوالي مائة وعشرون جندياً بنفس طريقة القتل (الخازوق )ومن المعروف أن رقم 12 هو رقم مقدس عند اليهود ؛ ولعلها أشارة أو بصمة أرادوا وضعها للتاريخ لتبيان هذه العلاقة بينهم وبين قرارات الباشا في المستقبل البعيد في وقت لا يمكن للباشا أن يفهم مغزاها , لقد أراد مقترحو هذا الرقم على محمد علي باشا أن يقولوا شيئاً لمن يفهم تلك الإشارة بالمستقبل , وقد قتل الباقين بنفس الطريقة في جدة , مما أثار اشمئزاز أهالي مكة , بل يذكر بوركهارت أن حتى أشد العملاء لمحمد علي وهو راجح الشنبري قد " احتج "على تلك الطريقة للقتل .

3) اتجهت قوات التحالف نحو مدينة تربة التي يذكر خبرها ابن بشر باقتضاب بأنه قد استولى عليها في ظل مقاومة بسيطة لأهلها , حيث تمكن محمد علي باشا من أن يخرج (( من كان في ثغورها من المسلمين )), ولكن محمد علي برسالته لأهل المدينة يقول أن فيصل الذي لم يكن قد بقي معه سوى مائة وخمسين من أتباعه اضطر إلى الانسحاب بمجرد اقتراب قوات التحالف من تربة (( وخرج أهل تربة ومن بقي من حاميتها ليقابلونا ويطلبوا منا الأمان , فوعدناهم بذلك , وأقمنا مركز قيادتنا في بلدتهم )) .

4) يؤكد بوركهارت أن بعض المنازل في تربة قد تعرضت للسرقة والسطو كما (( اختطفوا عددا من النساء العربيات الجميلات )) , بينما (( لجأت غالية إلى البدو , وكان من المحتمل أن ترسل إلى استانبول تذكاراً للانتصار , لكن لم تستطع أية اقتراحات أن تقنعها بالعودة إلى بلدتها أو تجعلها تثق بما عرضه الأتراك عليها من وعود ) , فقد انسحبت مع ما تبقى من جيش عسير حيث أرسلت مع رجال حماية من قبائل عسير إلى قرى في أعالي الجبال لكي لا تقع بيد هذا العدو الغادر .

5) تمكن محمد علي باشا بعد معركة وادي بسل إلى جانب تربه من احتلال بيشة وتبالة وكافة القرى في منطقة بيشة , وأرسل محمد علي باشا راجح الشنبري نحو رنية , ولعله ليس من المدهش أن يكون أشد فتكاً من الأعداء , فقد هرب من رنية مصلط بن قطنان فاحتلها راجح ودمَّر ثغورها وبيوتها وأشعل النيران في مساكنها


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس