هل يكفي لبن الثدي؟

---- كيف للأم أن تعرف مقدار كمية الحليب ( الطبيعي ) تكفي الطفل أم لا ؟

إن واحدة من أهم المخاوف التي تشغل بال الأم الجديدة ، هي ما إذا كان لبنها يكفي طفلها أم لا !!
أثناء وجودها بالمستشفى ، تلحظ الأم من السجلات الطبية - بعد مرور أيام قليلة - انخفاض وزن الطفل عنه في وقت الولادة ، وهذا بالتأكيد يشعرها بالقلق والخوف من أن لبنها غير كاف أو غير جيد . مع أن هذا النقص في وزن الطفل أمر طبيعي لأن الطفل يفقد الماء والسوائل الزائدة الموجودة في جسمه ، وستلحظ الأم أن عين الطفل قد قل انتفاخها يوماً بعد يوم وذلك حتى يمكنه رؤية ما حوله بسهولة . تبدأ مرحلة زيادة الوزن بعد مرور عدة أيام ، في هذا الوقت يكون الطفل قد عاد إلى المنزل مع والدته وفي الأحوال الطبيعية يستعيد الطفل ما كان عليه من وزن وقت الولادة عند عمر أسبوعين تقريباً

وعلى الرغم من أن الأم لن تستطيع رؤية كمية اللبن التي يتجرعها ابنها من الثدي ، إلا أن هناك علامات أخرى ستعينها على إدراك ما إذا كان لبنها كاف لطفلها أم لا . ومن هذه العلامات ما يلي:
o أن يرضع ثمان مرات على الأقل خلال الأربع وعشرين ساعة ، وكلما كان أكثر كلما كان أفضل
o في كل مرة يرضع الطفل بطريقة فعالة وبإيقاع منتظم (يمص / ثم يرتاح / ثم يمص) لمدة لا تقل عن عشر دقائق
o بعد بدء الرضاعة بدقائق قليلة يمكن للأم سماع صوت ابتلاع الطفل للبن
o بعد الرضاعة يصير الثدي مرتخياً ومرناً.
o أهم العلامات الدالة على كفاية لبن الأم هو زيادة وزن الطفل بانتظام ، وللتعرف على ذلك بدقة يستحسن تسجيل وزن الطفل على منحنى نمو الطفل (growth chart) .. من الواجب وزن الطفل مرة كل شهر أو شهرين بانتظام، وإذا كان هناك قلقاً أو تخوفاً على الطفل فيجب وزنه كل أسبوع - تذكر أن في الأيام الأولى عقب الولادة يفقد الطفل بعض الوزن طبيعياً ، ويتوقف ذلك عند اليوم الرابع أو الخامس ، ومن المفترض أن يستعيد الطفل وزنه المماثل لوزنه وقت الولادة عند عمر أسبوعين
o كذلك يكون من علامات الرضاعة الكافية إخراج البول 6 مرات يومياً على الأقل
o يبدأ الطفل في إخراج البراز ذو اللون الأصفر من اليوم الثالث بعد الولادة، ويكون من علامات الرضاعة الكافية أن يخرج الطفل البراز مرة واحدة في اليوم على الأقل
o بعد الانتهاء من الرضاعة يبدو الراحة والهدوء على الطفل

بعض الملاحظات الهامة:
o في الأيام الأولى يكون من المعتاد أن يستيقظ الطفل كثيراً ، ويطلب الرضاعة كثيراً ، ويبدو هائجاً صعب الإرضاء ؛ هذا يجعل الأب والأم والأهل يظنون (خطأ) أن لبن الثدي غير كاف ، ولكن هذا السلوك للطفل يعتبر طبيعياً في بداية مرحلة الرضاعة
o للأسف أن كثيراً من الآباء والأمهات الجدد يتسرعون بإعطاء زجاجة الرضاعة بناء على توصية الأهل ، وهذا سبب من أكثر الأسباب في بدء الرضاعة الصناعية
o قد يتزامن هياج الطفل مع مرحلة ارتخاء ثدي الأم ، وهي مرحلة طبيعية تأتي بعد مرحلة امتلاء الثدي واحتقانه باللبن ، وهذا أيضاً يثير قلق الأم ويجعلها تظن أن اللبن أصبح قليلاً.
o إن من واجب الفريق الطبي والأب والأهل تشجيع الأم وطمأنتها وجعلها تكتسب الثقة في نفسها وفي قدرتها على الإرضاع بنجاح .. فهياج الطفل ما هو إلا مرحلة مؤقتة ، وهو لا يعني بالضرورة فشل الأم وعدم قدرتها على الإرضاع .
o يجب التأكيد على أن لبن الثدي هو الأفضل للطفل ، وأنه كاف تماماً لجميع احتياجاته حتى عمر 6 شهور دون إضافة أي غذاء خارجي
o على الأم أن تبدأ الإرضاع بالثدي الأكثر امتلاء ، وتترك الرضيع عليه حتى ينتهي منه تماماً ثم تنقله إلى الثدي الآخر .. لأن هذا يضمن للطفل الحصول على الجزء الأخير من لبن الثدي (hind milk) وهو لبن كثيف ومغذ وغني بالدهون .

إذا كان هناك قلق يثيرك عن كفاية لبن الثدي ، فعليك مراجعة الطبيب أو الطبيبة المسئولة ، فهما قادران على إعطائك المشورة ومساعدتك على تخطي هذا القلق .

يعطيك العافيه يا مبدعه
وتقبلي خالص شكري وتقديري

ياربي يعااافيج