تقرير عن بيت البــــــــاحه القديـــــم بالصور .. اعـــــداد وتطوير .. ابو مشاري

منطقة الباحة تعتبر من المناطق المعروفة بالعراقة والتاريخ الضارب فى جذور الماضي .
ذلك الماضي الذي نفتخر به , وهو امتداد لما نعيشه فى الحاضر وماستعيشه الأجيال القادمة
بالمستقبل ... فمن لا ماضي له ولاتراث يحكي قصة كفاح الآباء والأجداد لن يكون له تاريخ
يفتخر به حاضراً ومستقبلاً ...

ومن تراثنا الذي تتميز به منطقة الباحة هي ماتملكه من قرى متناثرة بين جبالها وعلى أطراف أوديتها


وماتملكه كذلك من القلاع والحصون التى هي رمز من رموز العز والشموخ والقوة والدفاع عن
الأرض والعرض والنفس , فقد كانت كل قريه بها عدة حصون وبأماكن متفرقة من القرية وعلى أماكن مرتفعة للمراقبة وللدفاع إن حصل هجوم من عدو على القرية من القبائل الاخرى , فهى تعتبر كالرادار حالياً او برج المراقبة حيث يوجد بها فتحات صغيرة وعلى ارتفاعات معينة وعلى جميع الأتجاهات , وكان يزيّن تلك الحصون بعض الحجارة التى تقّطع بأشكال هندسية وبلون مختلف ( حجر المرو غالباً ) مما يعطيها شكلاً جميلاً ومميزاً.



فقد كانت بيوت القرية القديمة تُبنى عادة بجدران عريضة وكان هناك سهولة التنقل بين البيوت المتجاورة من الأقارب والجيران للحاجة الماسة لبعضهم البعض , وكان مما يميز القرية القديمة
هو وجود المسجد فى الوسط ووجود الطرقات الضيقة ( المساريب ) التى تلتقى مع الطريق الداخل
للقرية والخارج منها .


وكانت بيوت القرية القديمة وتجاورها يشكل حزام آمان وملجأ آمن لأهلها حيث نجدهم قريبين من بعضهم , ونجد ان الشخص يستطيع ان يكلم جاره من خلال فتحة بالجدار التى تعتبر خير وسيط
ناقل للصوت لأغلب الجيران وهكذا ...


ولازالت هذه القرى القديمة شامخة تقاوم جميع الظروف البيئية والتغيرات الجوية لأنها مبنية بالحجر
الصلب الذي يتم جلبه من الجبال وعلى ظهور الجمال , وقد كان الباني يضيف لمسات هندسية ومواصفات رائعة وأشكال متنوعة على الحجر - مستطيل او مثلث او مربع - يلائم موقعه فى الجدار .

وكان مايميز البيوت القديمة مايلي :
- عرض الجدار فقد يصل الى 90 سم وفى هذا الجدار يوجد فتحات للمراقبة .
- الأبواب والشبابيك( تسمى البداية ) والسقوف تكون مصنوعة من خشب الشجر بالمنطقة كالعرعر
وأشجار العتم وبعض الأشجار التى يجلبونها من تهامة وبعض الاشجار التى موجودة بالجبال .
- كانت للبيوت القديمة اكثر من طابق حيث تكون الطوابق السفلية للماشية ولتخزين العلف ..
اما الطوابق العليا تكون لسكن الأسرة .
- أكثر حجرات البيت اتساعاً هو المجلس المعد لأستقبال الضيوف ثم تأتى الغرف الأخرى ..


-كان يفصل بين هذه الغرف جدران من الأخشاب النحيفة التى تسمى ( الرّص ) الذي يكسونه
بالطين بعد تربيطه بالخوص .
- غرفة النوم كانت تسمى العليّة وكان يوجد بها المسدح(السرير حالياً) المربط بالحبال فى طرفى
جدار الغرفة مما يعطي جواً رومانسياً للنوووم .
- يوجد السوارى وهى اخشاب غليظة لربط السقوف ويحمل هذه السوارى أعمدة تسمى "بالزافر"
وهى تكون عادة منقوشة ومطلية بالقار الأسود الذي يستخرجونه من اخشاب العتم بعد حرقه
وتقطيره ..وتُغطي السقوف بالطين الذي كان الأهالي يشتركون فى صنعه رجالاً ونساء وكان يسمونه
يوم ( الطينة ) .
- كانت بعض البيوت تتميز بمطل على الوادي ويسمى " العريش او الرعش " وكان يتمتع اهل
البيت بمنظرالوادي والمناظر الطبيعية من هذا المطل .


** هذه القرى القديمة تشتكى الهجر والبعد من اهلها فقد تغيرت هذه البيوت الى فلل وقصور وعمارات
شاهقة وأصبح هناك توسعاً عمرانياً وتطور فى الحركة العمرانية , وأصبحت هذه القرى تعيش فى عزلة من أهلها فى ظل تطورات العصر وتتتابع الاجيال ..

لكن هذه القرى بما تحمله من مبانى قديمة وحصون وقلاع شاهقة لازالت تقاوم كل عوامل التغيير
والتطور وتقف صامدة لتقول.. انا التاريخ انا الماضي الذي أتى بالحاضر وسيأتى بالمستقبل ..
لازال يوجد العديد من الذين يتذكرون الماضي ويأملون ان يكون هناك اهتمام لهذه القرى القديمة
وماتحتويه من تراث وآثار لكي تبقى موروثاً وتاريخاً تشهده جميع الأجيال


ان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي والشيطان
ابو مشـــــاري