سلام .. يا دمعة العام

سلام؛؛ يا دمعة العام

كما تتلاشى شمس الغروب على تلالك قريتي
هناك على تلال الموج؛ أعلن العام تلاشيه، وسكب دمعة وداعه
ويالهامن دمعة، سالت على الموج لتنام بحضن الفناء، وقد أجهشت بصوتٍ تجاوبت لهالأرجاء

عليك يا " سلام "السلام
يا صورة الألم، ويا لوحة البأساء، ويامجسم الآهات
عليك الرحمة، وعليك الغفران، وعليك غصةٌ في الفؤاد تخنق – والله- كلحرف

آلامنا تطهير آثامٍ سرت = فينا وذاك الصبر أفضل صاحبِ
لم تكفنا كلالجراح لتأتنا = أخت البحار بجرحها المتثائبِ
عبارة الآلام،، ليت مشاعري = ماحال أهلك بين موجٍ غاضبِ
ألفٌ طواهم كف بؤسك واعتلى = شبح الممات على العبابالصاخبِ
لتكون أول صفحةٍ من عامهم = موتٌ؛؛ لعبرة قارئٍ أو كاتب

اعذرينييا " سلام"
فقد خانني الشعر والبيان فيك
فلم يسعفني بأكثر من خمس أبياتيتيمات
وغص بالبقية قلبي المكلوم، كما غص البحر بجثث بنيك
...

" واروِ عني طالما الدمع روى"
شطرٌ من أطلال ( ناجي)، وجدت لساني يلهج به
وحقللدمع أن يملك زمام الرواية، واللسان تسحبه يد المشاعر المنهكة فتؤخرركبه

ليت حزني يا آل " سلام"
أي قصةٍ من خيوط البؤس نسجتها لكمالأيام
وأي تراتيل من هولٍ رددتها بأسماعكم الأقدار
ظلم مازج الظلام، وريحبردٍ تعزف بالآلام، وموج منيةٍ يتخطف الأنام
\" أحسب الناس أن يتركوا أن يقولواآمنا وهم لا يفتنون"

اروِ عني يا بيان
قل لآل " سلام" بعض حديثالعيون
رجوتك يا بيان؛؛ فلمثل هذا الموقف شحذتك الزمان
يا بيان؛؛ خنتني ولاألومك، وقد خانني اللسان، وخانني الجنان
ولم تفِ إلا الدموع

عليكم سلامٌيا آل " سلام"
وهنيئاً لكم شهادةً نحسبها عند الله مقبولةً مبرورة
ولعلساعة هول، تخفف عنكم هول قيامةٍ كلنا إلى دربها خلصاء، وفيها فصل القضاء
ويومهاإخوة " سلام "؛؛ ما قيمة رعب الدنيا وساعاتها السوداء؟!.
...

في الظلماء يا " سلام"
أتيتِ ليومٍ من أيام أمتي الدامية، فأجريت توقيعاً بــ) جرح(
لنصطبح وعيوننا بين شيشان وأفغان، وعلى عراقٍ وفلسطين، ووراء كوبا وأبيغريب
فيأتينا النداء مغرباً ومبحرا، أن هاهنا يا أمة محمدٍ ألم
ومن بين زبدالتضليل والتعليل، أنجب لنا الألم ألف بؤسٍ وبؤس
فيا إله المؤمنينرحماك

ومن رحم الخضم المتلاطم
ولد لنا ناجون مذهولون، ليرووا حديث العنتوالضراء
وينثروا الملح على الجرح، في أساطير بدأت بالإهمال، وانتهت بالأهوال
وكأنما شاء الرحمن أن يضع على الجناة شهودا

والعلم عندالباري
إن كنا سنجد للمظلوم ولياً بالحق ينصره
أم يُـضم أساهم مع أسى إخوانهمخلف معتقلات الظلام
لتطوى صفحة من إبادة، وكم في تاريخ ذلنا من صفحاتٍ على الضيممطويات
...
" وارو عني طالما الدمع روى"

رواية " سلام"
حشرجةٌ صامتةٌ بحلق هذا العام
وحرقةٌ مضنيةٌ بمطلع سنةٍ حبلىبالأحلام

هنا أحباب محمد
لا تجهضوا بالآلام آمالكم، ولا تطردوا بالآهاتأحلامكم
واسعوا لتحقيقها مستضيئين بـــ" إن مع العسر يسرا * إن مع العسريسرا"

اسمحوا لي إن تفاءلت – من بين الدمع- وقلت:
)من كانت بدايته محرقه؛؛ كانت نهايته مشرقة(
ولا بأس
ابتلاءٌ باسم " السلام"
وكمبُـليت أمتنا بـاسم" السلام"

بقلم

أ - عبد الله عبد الرحمن الزهراني

مشكووور على الموضوع