أسلوب التربية بالقدوة:

معنى القدوة:
بيان معنى القدوة:قال في اللسان"يقال قِدوة،وقُدْوه لما يتقدى به،أبن سيده: القُدوة والقِدوة ما تسنت به..والقدوة الأسوة،يقال فلان قدوة يقتدى به[1] " فالمراد بالقدوة إذاً: من يتأسى به في جميع أحواله..قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً[2]}
أهمية القدوة في التربية:
يقول محمد قطب"من السهل تأليف كتاب في التربية،ومن السهل تخيل منهج،وإن كان في حاجة إلى إحاطة وبراعة وشمول،ولكن المنهج يظل حبراً على ورق..يظل معلقاً في الفضاء..ما لم يتحول إلى حقيقة واقعة تتحرك في واقع الأرض..ما لم يتحول إلى بشر يترجم بسلوكه وتصرفاته ومشاعره وأفكاره مبادئ المنهج ومعانيه عندئذ فقط،يتحول المنهج إلى حقيقة،يتحول إلى حركة،يتحول إلى تاريخ...لذلك بعث الله محمداً e ليكون قدوة للناس{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً[3]}،ووضع في شخصه e الصورة الكاملة للمنهج الإسلامي..الصورة الحية الخالدة على مدار التاريخ[4].وإذا كان للقدوة الدور الأكبر في التربية والتوجيه لمختلف فئات المجتمع،فإن هذا الدور يزداد أهمية في تربية الناشئة وتوجيههم.

[1] [ ابن منظور – لسان العرب،جزء 20،ص31]

[2][ الأحزاب – آية:21]

[3][ الأحزاب – آية:21].

[4][ منهج التربية الإسلامية،ج2،ص180-181].