النفط الليبي مقابل السكوت عن القتل

هاهي أمريكا ، وهاهي أوروبا ، وهاهو العام بأسره ينظر إلى ليبيا وما يحدث فيها من قتل . ها أنت أيها الجاهل فجهلك فتك بغيرك ، وليته اكتفى بتضليلك وحدك ومن معك . العالم العربي لم يحرك ساكنا عمّا يجري في ليبيا . سمعنا عن الكثير من الجبابرة ، وقد فزت عليهم بحق شعبك الأعزل من السلاح ، وليتك كنت عند كلمتك التي قلما نسمعها منك في المؤتمرات العربية ، وكأنك الحاكم الوحيد الذي تجيد التعامل مع الشعب .
الغريب في الأمر السكوت المدقع من الجانب الأوربي و الأمريكي عمّا يجري رغم مطالبتها بحقوق الإنسان ، ومحاربتها للإرهاب ، وهاهو القذافي يعيث الفساد في أرضه وشعبه .ذلك الوجه القبيح حليُّ بأن يقوم بما يقوم به تجاه ذلك الشعب المسلم . أمريكا أبرمت عقدا مع القذافي فحواه (تعهد من القذافي بعدم ممارسة أي دور ارهابي ضد أمريكا والتخلي عن المشروع النووي مقابل عدم مساعدة أمريكا على قلب النظام في ليبيا .) أما أوروبا فلها مصالح بترولية في ليبيا وتخاف أن تُحرم تلك الشركات من حفها في الاستثمار في ليبيا فيما لو بقى القذافي في مكانه ، لذا فهي تلتزم الصمت عمّا يجري في ليبيا ، وقد فعلت ذلك في تونس أيضا من أجل مصالح مشتركة . أما العالم العربي فلم نعهد منهم أي مبادرات تجاه مثل هذا العمل الذي يقوم به معمّر القذافي . لم يكتفي القذافي برجاله للقيام بقتل الليبيين بل استضاف مجموعة مع المرتزقة من أفريقيا لكي يفتكون بالشعب الليبي ، ولتجنب المحاكمة المستقبلية إن حدث ذلك .
بعد أن يرحل ذلك الظالم وكتابه الأخضر سنرى الأمم الأوروبية ، وكأنها لأول مرة تسمع بما جرى في ليبيا .
42سنة والشعب الليبي تحت القهر والجور من ذلك الظالم والشعب الليبي يئن تحت جبروته رغم خروجه علينا بين كل فترة وأخرى وكأنه الحاكم الذي لا تشوبه شائبة .
كنا نسمع القذافي يطالب حسني مبارك ، وزين العابدين بن علي على ضرورة التهدئة ، وأخذ الأمور بحكمة تجاه الشعوب .فأين مصداقية الكلام معمّر .؟ .