لا تحرموا بناتكم من حقوقهن في الميـراث فهو ذنب عظيم

قال إن ضرب الأبناء لم يقصد به الانتقام أو التعذيب.. المفتي العام موجهاً للمورثين عبر «عكاظ» :

لا تحرموا بناتكم من حقوقهن في الميـراث فهو ذنب عظيم

حاوره:محمد المصباحي «جدة»

شارك من خلال


تويتر



فيسبوك



جوجل بلس



اكتب رأيك

عندما زرته في مقره في مكة المكرمة موسم الحج، كنت أظن أنه لا يتقيد بدوام رسمي ككل المسؤولين أثناء الموسم، ولكنني عرفت عن قرب أنه كذلك لا يتقيد بدوام طوال العام، فهو طوال يومه وقليلا من ليله يتابع عمله ويفتي المستفتين ويلقي الدروس والمحاضرات، ويناقش رسائل الماجستير والدكتوراه، ويحضر المناسبات والاحتفالات.
ذلك هو والدنا سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، الذي يبدأ نشاطه اليومي عقب صلاة الفجر مباشرة، حيث يجيب على أسئلة المستفتين، وبعد تناوله الإفطار، إن لم يكن صائما في ذلك اليوم، يتوجه إلى مكتبه في الرئاسة العامة ليقوم بمهام عمله اليومي من عرض المعاملات عليه والرد على المستفتين هاتفيا حتى انتهاء فترة الدوام ليتوجه بعدها إلى الجامع لأداء الصلاة واستقبال الفتاوى قبيل الصلاة، وبعدها يلقي درسا على طلبة العلم، ويكون ذلك أيضا عقب صلاة المغرب والعشاء.
ذلك البرنامج اليومي المزدحم لسماحة الشيخ، لم يعقه عن (رياضة المشي) والجلوس مع أهله وأبنائه وأحبائه، أو مراجعة كتاب الله الكريم، أو التحضير لدرس أو محاضرة أو مناقشة لرسائل الماجستير والدكتوراه.
• سألت الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حول أن بعض الآباء يوزع تركته قبل وفاته على أبنائه الذكور ويحرم الإناث، فقال في حديث لـ«عكاظ»:
•• الله سبحانه وتعالى قسم الفرائض بين الورثة، فقال سبحانه وتعالى: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين)، وقال سبحانه وتعالى: (آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا)، وقال سبحانه وتعالى: (تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين).
فلا بد من تطبيق أحكام الشرع، فلا تحرم الإناث من حقوقهن، لأن هذا ذنب عظيم، بل لابد أن يعط كل ذي حق حقه وإلا فسيصبح الشخص ضالا مضلا، وقد قال سبحانه وتعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن).
• وعن البعض الذين يربون أبناءهم بعنف، فتتدخل الجهات الحقوقية مثل هيئة أو جمعية حقوق الإنسان من شدة الظلم الذي يلحق بالابن، فقال عبر «عكاظ» ناصحا:
ـ •• هذا خطأ كبير، إذ لا بد من التربية القويمة، فالرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، لم يقصد به بالضرب هو الانتقام أو التعذيب.
ولقد حاولت أن أستقي وقراء «عكـاظ» من ذلك العالم الجليل الذي يستفيد منه كل من يستمع إليه، سواء كان مباشرة أو عبر المحاضرات والدروس، أو من خلال الإعلام بكافة وسائله، ومن ضمن ما طرحه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من آراء علمية وفقهية:
من تلك الآراء العلمية والفقهية كان حديث سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ:
القيادة والعلماء
• يؤكد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ على الدوام على العلاقة التي تجمع ولاة الأمر في المملكة مع العلماء، حيث يقول:
•• المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، ومرورا بالملوك بعده، اهتمت بالعلماء وآلت عناية كبيرة بهم، حتى باتت العلاقة بين القيادة وعلماء المملكة ذا لحمة قوية، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يولي عناية كبيرة بهيئة كبار العلماء، كما أن المملكة تهتم عبر قراراتها بمراعاة الجانب الشرعي، وهذا يعزز من العلاقة بين القيادة وعلماء المملكة.
العلاج بطريقتين
• مع أن البعض يرى أن هناك فجوة بين المجتمع والعلماء، فإن الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ لا يرى ذلك، بل إنه يؤكد على العلاقة القوية بين أبناء المجتمع والعلماء، ورغم ذلك إلا أنه يطرح العلاج لذلك بقوله:
•• علاج المسألة يتم بطريقتين: فرجال الدين ينبغي أن تتسع قلوبهم لفئات المجتمع، وأن يعملوا وفق قول الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)، وأن يوجهوا وينصحوا بروح الأبوة، كما على فئات المجتمع المختلفة الإقبال على العلماء والتفقه من علومهم والسؤال عن الإشكالات المتنوعة.
المنصب تكليف
• وفي كلمة في حق كل من تحمل مسؤولية ولم يقم بدوره فيها على أكمل وجه، يقول الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ:
•• أولا ليعلم أن ما أنيط إليه إنما هو أمانة، وليحرص على اتباع ما جاء في سنتنا وأن يراعي كل من تحته وأن يقدم الخدمة لهم بما ييسر به أمورهم، وأن يحرصوا على التواضع كما كان عليه قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يقضي حاجاتهم، وأن يستغل منصبه في كل خير، وأن يحافظ على الأموال وأن يعلم أن هذا المنصب إنما هو تكليف ويعمل وفق قوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا).
• وفي حديث لسماحة الشيخ لمن يتطاول على الفتوى برغم عدم أهليته، يقول سماحته:
•• الفتوى من غير علم من أعظم الذنوب لأنها قد تحلل المحرمات أو العكس، ولا ينبغي أن ندخل الأهواء في هذا المجال، وإنما الأساس في ذلك هو العلم المستند إلى كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
اختيار الصديق
• حول كيفية مواجهة الشباب للأفكار المنحرفة والضالة، قال سماحته:
•• الأفكار المضللة والمخالفة للعقيدة الإسلامية السمحة لا أصل تستند إليه، وأنها تضر بالمجتمع، وتؤدي به إلى المهالك، وأن نلفت انتباههم إلى أن العقيدة الإسلامية السمحة والوسطية هي التي جاءت في القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتفقه من العلماء الموثوقين، وعلى الشباب أيضا اختيار الأصدقاء من ذوي الأخلاق الحسنة والتقوى والاستقامة والابتعاد عما دون ذلك لئلا يتأثر بهم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
• وفي حديث للشباب أيضا حول كيفية استخدام التقنية الحديثة عبر الأجهزة الذكية أو الإنترنت خاصة أن التقنية أصبحت مفتوحة ويستخدمها كل الأعمار من الأبناء والبنات، يوجه الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ نصيحته للآباء والمعلمين والشباب بقوله:
•• هذا الموضوع ينبغي أن يتكاتف فيه الثلاثي؛ الآباء والمعلمون والشباب، فالآباء يجب أن يربوا أبناءهم تربية قويمة وتتم تنشئتهم على أسس سليمة وفطرة قويمة، وعلى الثقة بالنفس، وأن يعلموا أن النصيحة الحسنة تحقق ما لا يحققه الضرب والعنف والشدة، كما على المعلمين تأصيل الوازع الديني في نفوس الأبناء ونصحهم وإرشادهم وأن يكونوا قدوة حسنة لهم، أما الشباب فلا بد أن يمثلوا دينهم تمثيلا وسطيا حسنا، فلا يتأثروا بالمواقع المشبوهة، أو رفقاء السوء وغيرهم.
• وفي موضوع ثالث متعلق بالشباب، من قلة الأماكن المتاحة لهم لممارسة هوياتهم، يقول الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في كلمة موجهة للأمة كلها:
•• على الأمة أن تحتوي شبابها وتقيم لهم الأنشطة المختلفة والمتنوعة، بما يكفل لهم الابتعاد عن المنكرات، لأنهم أمانة في أعناقنا، وينبغي إقامة المناشط المتعددة لهم والمسابقات الثقافية، فيكون لقاء المختصين بهم بصورة شهرية لمناقشتهم ومعرفة احتياجاتهم وإقناعهم، ولا بد على ذلك من الصبر والإقناع دون اتخاذ الجبر أو القوة.
الصدقة تزيل البلاء
• وآخر ما استقيته من سماحه الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، حديث عن أسباب الأمراض النفسية والقلق والأرق، فيقول عن ذلك:
•• الإصابة بهذه الأمراض ترجع إلى البعد عن الدين وقراءة القرآن، فالله سبحانه وتعالى يقول: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، والعلاج يكون بالرجوع إلى الدين الله ودعاؤه بتفريج الكربات، والعمل بما جاء في سنته صلى الله عليه وسلم، فالله سبحانه وتعالى يقول: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)، كما بين أن الدعاء بتفريج الكروب يعين على إزاحة الهم، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (وإذا سألك عبداي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) وليعلم أن الصدقة تزيل البلاء.

الله يحفض الشيخ ويعطيك العافيه ياصقر وسلمت على اهتمامك بالاخرين تحياتي

مديرنا الفاضل اشكرك على ماقدمت بارك الله فيك

بارك الله فيكم جميعا وبالفعلا ابتلينا بهذه الطامة الكبرى في حرمان البنات من حقوقهن الشرعية والعياذ بالله

اللهم لاتواخذنا بما عملوا

موضوع قيم جداً جزاك الله خير الجزاء أخي العزيز أبا أحمد

جازاك الله كل الخير
وجعل ما تقدم
في موازين
حسناتك
وردددة