مدينة اقتصادية في حائل على غرار مدينة الملك عبد الله في رابغ

إبراهيم الجنيدي - حائل - 05/02/1427هـ
كشف لـ"الاقتصادية" منصور عقيل العمار الشمري عضو مجلس أمناء الهيئة العليا لتطوير حائل ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في حائل عن توجه الهيئة العامة للاستثمار، لإطلاق مدينة اقتصادية في حائل خلال الفترة المقبلة، ويعكف حالياً خبراء من هيئة الاستثمار على زيارة مناطق (حائل، تبوك وجازان) للوقوف ميدانياً على المزايا النسبية الاستثمارية والمعوقات لكل منطقة على حدة، على أن ترفع نتائج الزيارات الميدانية للمناطق في شهر حزيران (يونيو) 2006.
وأوضح الشمري أن توجه الحكومة بإنشاء المنطقة الاقتصادية في حائل يأتي لتشجيع الاستثمار في المنطقة، وتشجيع المواطنين على البقاء في مناطقهم لتفادي الهجرة المعاكسة للمدن الكبرى بهدف تسريع التنمية في عدد من مناطق المملكة، وإيجاد أعداد كبيرة من الوظائف للمواطنين في مناطقهم، إضافة إلى الاستفادة من الميز النسبية وتشجيع الاستثمار فيها.
وأشار الشمري إلى أن قيام تلك المناطق الاقتصادية المتخصصة سيفعل من اقتصاديات المناطق في المجالات الحيوية كافة في المجتمع، لتتكامل الجهود بين المناطق، وهو ما سينعكس بالإيجاب على الاقتصاد الوطني بشكل عام ويخفف من الضغط السكاني على المدن الرئيسية.
وتقف الهيئة العامة للاستثمار في البلاد وراء تحقيق إقامة المنطقة الاقتصادية في حائل، التي يتوقع لها أن تماثل مدينة الملك عبد الله الاقتصادية الجديدة في رابغ، إلا أن تحديد حجم هذه المناطق المتخصصة على وجه الدقة يتوقف على الإمكانيات التي تتمتع بها كل منطقة على حدة.
وأكد الشمري أن التوجه لإنشاء المناطق الاقتصادية يأتي كأحد التوجهات الوطنية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يبعث عهده الزاهر على مزيد من التفاؤل بإزالة عدد من معوقات الاستثمار على مستوى البلاد، والتوجه لبناء مجتمع حديث ورفع المستوى المعيشي للمواطن السعودي، والإسهام إسهاما فاعلا في محاربة الفقر كما وعد، وتوظيف الأيدي الوطنية ضمن اقتصاد حديث يعزز من القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، ويظهر إبداعات المواطنين في التخصصات المختلفة في مناحي الحياة الحديثة.
وأبان أن تلك التوجهات تأتي للجهود الحثيثة والصادقة التي يبذلها الأمير سعود بن عبد المحسن أمير حائل الذي يتمتع بعلاقات قوية مع المسؤولين في الوزارات والهيئات المختلفة في الدولة، لتحقيق تطوير حائل ضمن الإرادة السامية لخادم الحرمين الشريفين وحكومته التي انتهجت خطا مميزا للإصلاحات الاقتصادية للبلاد، إضافة إلى التوجه الصادق من قبل الهيئة العامة للاستثمار لتذليل الإجراءات البيروقراطية، وقال: "طالما عانى الاستثمار في المملكة من تلك الإجراءات، التي كانت سببا مباشراً لإنشاء الهيئة العامة للاستثمار تماشياً مع توجه المجلس الاقتصادي الأعلى لإيجاد بنى حديثة في بعض الهيئات العامة كما في الهيئة العليا للسياحة والهيئات الأخرى، للقفز على بعض الإجراءات الاقتصادية المهترئة التي يصعب معالجتها بواسطة الأساليب التقليدية.
وأشار عضو مجلس أمناء الهيئة العليا لتطوير حائل إلى أن الاجتماعات المتوالية التي عقدها أعضاء الفريق خلال الأيام الماضية مع أمناء هيئة تطوير حائل المقيمين في المنطقة ورجال الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية في حائل، نوقش فيها الفرص الاستثمارية الموجودة في المنطقة والمعوقات الإجرائية والمزايا النسبية لحائل، والتعرف على المتوافر من البنى التحتية وعوامل النقص التي يجب العمل على توفيرها لقيام منطقة اقتصادية متخصصة في المنطقة.
ويحمل الحائليون آمالا عريضة بأن تكون منطقتهم ميناءً جافا وعرينا للصناعات التكنولوجية النظيفة والصناعات التحويلية في المجال الزراعي والسياحي والتعدين، بعد إنجاز الطريق الدولي حائل – الجوف وطريق حائل - المدينة المنورة وطريق حائل – رفحاء وطريق سامودا – العلا المار بحائل وسكة حديد أبو عجرم حائل – حائل – الرياض – الجبيل والذي سيتفرع منه سكة حديد حائل – الزبيرة (أغنى المناطق السعودية بمادة البوكسايت التي تستخدم في صناعات الألمنيوم)-الجبيل.
من جانبه أوضح علي الصالح السبهان عضو مجلس منطقة حائل وعضو لجنة الاتصال أن حائل تمتلك عدداً كبيراً من المزايا النسبية التي لم تستغل بعد، مؤكدا أن تلك المزايا النسبية متى ما وضعت في عين الاعتبار ستحدث نقلة نوعية في ازدهار المنطقة، وأشار إلى أن أبرز المزايا النسبية لحائل أنها تتميز بكونها في شمال وسط المملكة، ما سهل لها ذلك أن ترتبط بالحدود مع ست مناطق إدارية، إذ تبعد عن الوجه على ساحل البحر الأحمر 530 كيلومترا بطريق معبد، وتبعد عن السفانية على شاطئ الخليج العربي بمسافة 625 كيلومترا، وأضاف "نأمل في القريب العاجل أن يتم اعتماد طريق حائل – ساموده – أم عشر السريع، الذي لا تتجاوز مسافته 334 كيلومترا لترتبط حائل مع الحدود الكويتية، وأشار إلى أن طريق حائل - رفحاء السريع والبالغة مسافته الإجمالية 320 كيلومترا سيربط حائل بالحدود العراقية، إضافة إلى أن حائل تبعد عن عمان العاصمة الأردنية 650 كيلومترا، وسترتبط بها بواسطة طريق حائل – الجوف الذي سينتهي العمل به قريبا، وطريق حائل القصيم السريع بمسافة 240 كيلومترا، وطريق حائل – المدينة المنورة الذي رصد له 200 مليون ريال للعام الحالي سيربط حائل ربطا كاملا في جميع الاتجاهات.
وأبان السبهان أن حائل ترتفع عن مستوى سطح البحر بين 1000- 1350 مترا ما أدى ذلك إلى تميز مناخها مقارنة بمناطق أخرى في البلاد، وهو ما يساعد على العمل المنتج، وأضاف: "درجات الحرارة في حائل تتراوح بين 23 - 29 درجة مئوية، برطوبة بين 10 إلى 44 وسرعة رياح من 10 إلى 45 كيلومترا في الساعة لمدة سبعة أشهر في العام، وهي أنسب درجة تناسب جسم الإنسان للعمل، ما يساعد ذلك على ارتفاع درجات الإنتاج.
وعن المزايا الجيولوجية والثروة المعدنية قال السبهان حائل منجم كبير للمواد التعدينية في ظل وجود البوكسايت لصناعة الألمنيوم والمقنزايت لصناعة الحراريات والكاولين لصناعة السيراميك والسيلكا لصناعة الزجاج، وتعتبر السيلكا في حائل من أرقى أنواع السيلكا في العالم، إضافة إلى الذهب والحديد والجرانيت والمواد الأولية للأسمنت.
ووصف السبهان حائل بالمتحف الكبير المفتوح لاحتوائها على أعداد كبيرة من آثار التاريخ القديم في جانين وجبة وفدك والشويمس والمحجتين في الشملي، وأضاف: "تعد الآثار في أم سنمان في جبة من أقدم الحضارات في العالم، إذ ثبت أن ساكني الموقع هم أول من استخدم العربة قبل أكثر من ثمانية آلاف سنة"، إضافة إلى طريق زبيدة وقبر حاتم الطائي في توارن وقبر عنترة في النعي، إضافة إلى المواقع السياحية التي يأتي من أبرزها جبال أجا ورمان وسلمى، التي تحتوي على عدد كبير من المواقع السياحية والعيون والجبل الأبيض الذي يحتوي على مغارات عجيبة ومميزة، والسهول الواسعة والأودية والنفود التي تمتاز بالغطاء النباتي.
وعن المزايا الزراعية لحائل قال السبهان "تعتبر حائل متميزة زراعيا عن بقية مناطق المملكة، لوفرة مياهها العذبة واعتدال مناخها وخصوبة أرضها، ما يساعد ذلك في أن يكون إنتاج النخيل والقمح والشعير والبطاطس والزيتون والخضراوات أعلى نسبة إنتاج للهكتار على مستوى البلاد، بناء على الدراسات المقدمة عن طريق الدار السعودية للخدمات الاستشارية.

مشكور على المواضيع المتميزه

شكرا لك على الإبداع المتواصل