ياليتني قدّمتُ لحياتي .....

--------------------------------------------------------------------------------


آية من سورة الفجر ، تقرع القلوب وتهزها
هزاً عنيفا...
يقولها الإنسان المهمل المفرط الكافر بلقاء
الله ..ياليتني قدمت لحياتي ، بعد أن عاين
الأهوال وحصاد الأعمال ....
فيظهر له شريط عمره ويتجلى له تقصيره
وتفريطه في جنب الله ، يرى تفريطه في
ساعات عمره ودقائقه وثوانيه ، يرى تفريطه
في أوقات الصحة وعدم أغتنام الشباب وضياع
المال بلا فائدة يجنيها في آخرته فيقول ذلك بعد
أن عاين أهوال القيامة وشدّتها ..
يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى !!
عند ذلك يقول مقولته التي تنبئ عن يأسه
وتحسره وندمه : ياليتني قدمت لحياتي ...
ويخبرنا تبارك وتعالى عن أحوال المفرطين عند
نزول ملك الموت بهم ( ربّ ارجعون لعلي أعمل
صالحاً فيما تركت ) ولكن الله بعلمه الغيب عن
أحوالهم يقول : كلا إنها كلمةٌ هو قائلها ومن
ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون ) .....
فالله عزو جل يعلم أنهم لو ردّوا لعادوا لما نهوا
عنه ( ولو ردّوا لعادوا لما نهو عنه ) ....
هذه الآيات من يتدبرها ويقف عندها يوقن بأهمية
المسارعة بالتوبة وعدم التسويف بل لابد أن يجزم
على عمل الصالحات ويسارع في اغتنام العمر بما
ينفعه ويفتش في أحواله ويسدّ الثغرات التي يلج
منها الشيطان ليفسد عليه دينه ...
ياليتني قدمت لحياتي ....
ضاع العمر ..
وضاع الشباب ..
وضاع المال ...
وضاعت الصحة ..
فماذا بقي وقد ضاع هذا كله ..؟؟؟
وهو مقدم على قبره لامحالة ، القبر الذي هو أول
منازل الآخرة ، فماذا قدم وقدّ ضيّع كل فرصة كان
بإمكانه تداركها فيما ينفعه ...
ماأشدّ تحسره وقد فرط في هذا كله ولم يقدم شيئاً
ينفعه ويعيذه من عذاب الله ...
أعاذني الله وإياكم من ذلك ورزقنا التوبة النصوح
والعمل الصالح الذي يقربنا إلى الله ....
فحريٌ بنا وقد أمهلنا ربنا إلى هذه الساعة أن نقدّم
في حياتنا ما ينفعنا في آخرتنا ويبيّض وجوهنا وييمن
كتابنا ونسارع في أغتنام الأوقات الفاضلة التي نعوض
بها تقصيرنا ونتدارك مافاتنا ونستغل أيام العمر بالطاعات
ونحذر من التسويف في كل أمرٍ ينفعنا في آخرانا ...
نسأل الله أن يعيننا على ذلك ويثبتنا على دينه .....
اللهم آمين .....

جزاك الله خيرا وبارك لك

واياك اختي ام رتيبه