الأمير / إبراهيم بن عبدالعزيز البراهيم رحمة الله عليه

الأمير / إبراهيم بن عبدالعزيز البراهيم ( 1331هـ - 1406هـ )


ولد رحمه الله في حائل عام 1331هـ. بدأ تعليمه في الطائف حيث كان والده الأمير عبدالعزيز البراهيم رحمه الله أميراً لها عام 1343هـ، وعندما انتقل والده وكيلاً لأمير المدينة المنورة عام 1346هـ واصل تعليمه في المدرسة الناصرية، أشهر مدرسة في المدينة المنورة، ثم انتقل للدراسة في مدرسة العلوم الشرعية.

كان ملازماً لوالده الذي انتقل إلى مكة المكرمة عضواً في مجلس الوكلاء عام 1355هـ.

كان واسع الاطلاع، محباً لإقتناء الكتب والاجتماع مع رجال الفكر والأدب ومحاورتهم.

عين أميراً للقنفذة عام 1371هـ إلى عام 1381هـ.

عين وكيلاً لإمارة منطقة مكة المكرمة عام 1381هـ بترشيح من الملك سعود (يرحمه الله).

نقل للعمل مستشاراً لسمو وزير الداخلية عام 1389هـ، فوكيلاً لإمارة منطقة عسير عام 1390هـ.

في 26/4/1398هـ صدر أمر ملكي كريم بتعيينه أميراً لمنطقة الباحة (غامد وزهران).



ومن إنجازاته رحمه الله التي تستحق الإشادة:

1-مطالبته بأن تكون فروع الوزارات والمؤسسات العامة مرتبطة بالوزارات والمؤسسات الأم بالرياض. حيث كانت مرتبطة بفروع أخرى في جدة وعسير والطائف وغيرها.

2-قام بزيارة عامة لجميع قرى ومدن المنطقة سجل خلال هذه الزيارة جميع احتياجات المنطقة وأعد تقريراً مفصلاً بذلك وأرسل صوراً منه للوزراء المختصين وقد ناقش مجلس الوزراء احتياجات المنطقة في إحدى جلساته عام 1398هـ.

3-قدم دعوة لجلالة الملك الراحل/ خالد بن عبدالعزيز (رحمه الله) لزيارة المنطقة ولظروف جلالته الصحية فقد ناب عنه سمو ولي عهده خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي وصل إلى المنطقة في 17/11/1398هـ واستمرت زيارته 3 أيام، اطلع خادم الحرمين الشريفين خلالها على احتياجات المنطقة عن كثب ووجَّه الوزراء الذين كانوا يرافقونه بالاهتمام كل فيما يخصّه.

4-بفضل الله ثم بفضل زيارة خادم الحرمين الشريفين وتوجيهاته السامية والمتابعة المستمرة من الأمير إبراهيم البراهيم فقد تحقق لمنطقة الباحة خلال إمارته على المنطقة مشاريع تنمويه أهمها:-

-إنشاء مقسمات الهاتف في منطقة الباحة وبعض المحافظات التابعة لها، وقد اتصلت المنطقة بالعالم الخارجي أواخر عام 1398هـ.

-إنشاء محطة للبث التلفزيوني.

5-إقامة مستشفى عام من أحدث المستشفيات في المملكة ويقع على ربوة مرتفعة تتوسط منطقة الباحة. وهو من أهم المعالم الحضارية في الباحة.

6-إنشاء مديريات عامة للشؤون الصحية وتعليم البنات والبريد والاتصالات والجوازات وغيرها.

7-إنشاء مطار الباحة.

8-فتح طرق ممهدة تربط أجزاء المنطقة ببعضها مثل طريق العقبة والطريق السياحي (الباحة – برحرح) طريق المخواة – قلوة – الشعراء – الجمرة، طريق الباحة العقيق، وطريق الأطاولة المندق، وغيرها كثير.

9-بناء واحد وعشرين سداً في المنطقة أهمها سد وادي الصدر وسد وادي العقيق.

10-بناء فندق من الدرجة الأولى وبناء مركز رياضي وأنديه رياضية ومكتباً للرئاسة العامة لرعاية الشباب.

إضافة إلى العديد من المشاريع الحيوية والخدمية الأخرى.



من أسلوبه في الحكم والإدارة:

1-كان شديد الحرص على تطبيق مبدأ العدالة بين مواطني إمارته فكانت معاملته لأصحاب القضايا واحدة مهما كانت منزلتهم الاجتماعية وصلتهم به.

2-كان لايتسرع في إصدار القرار وكان يقوم بنفسه بالاطلاع على طبيعة أماكن النزاع القبلي والجماعي للتأكد من حقيقة الأمر قبل اتخاذ الإجراء.

3-أوجد لجنة في الإمارة باسم لجنة "التقويم" اختار أعضائها من كبار موظفي الدولة من ذوي الخبرات، مهمة هذه اللجنة هي دراسة القضايا التي تحال إليها منه وتقديم رأيها له.

4-أوجد مكتب له في إمارة المخواة وذلك تسهيلاً على سكان تهامة الذين لايحتملون جو السراة في فصل الشتاء وكان يستقبل فيه الأهالي ويستمع إلى شكاواهم ومطالبهم يومي السبت والأحد من كل أسبوع طوال أشهر الشتاء. وكان لذلك القرار أثره الطيب في نفوس الأهالي هناك.

5-أوجد جلسة مسائية في منزله لاستقبال مديري الإدارات الحكومية وأعيان المنطقة وذوي الحاجات.

6-كان يقضي عطلة الأسبوع في متابعة مشاريع المنطقة وكان يوجه المهندسين والمشرفين ويحثهم على سرعة الإنتاج.

7-وزّع المشاريع على أجزاء المنطقة توزيعاً عادلاً خدمة للجميع وحتى لايتركز السكان في مدينة واحدة.



مواقفه الإنسانية:

إن مواقفه الإنسانية كثيرة ولكن سوف نقتصر الحديث على بعض منها:

1-قرر مساعدات سنوية لبعض أسر المنطقة التي فقدت عائلها أو من هي في حاجة إلى المساعدة.

2-شارك في دعم أنشطة الجمعيات الخيرية في المملكة وفي جميع الأعمال الإنسانية.

3-أول من أيّد فكرة إنشاء جمعية البر الخيرية بالمنطقة وأول مؤسسيها والداعمين لها.

4-كان يطلب من مكتبه في الأمارة تزويده بمعلومات عن المرضى والمتوفين من أبناء المنطقة ليقوم بزيارة المريض ومواساة أسر المتوفى.

5-في إحدى جولاته، وأثناء مروره بإحدى القرى، رأى حريقاً في إحدى المنازل فقام ومرافقوه بمساعدة الأهالي في إخماد الحريق. وقد عوض صاحب المنزل عمّا فقده في الحريق.

6-في أحد ليالي عيد الفطر عرضت عليه بيانات السجناء الذين تعذر إطلاقهم بسبب مبالغ مالية بسيطة أو غرامات للدولة فقام بحصر المبالغ وإرسالها إلى إدارة السجن وإطلاق سراح السجناء مما كان له أثر بالغ في نفوس السجناء وذويهم.

7-كان شديد الوفاء لأصدقاء والده الذين كانوا في المنطقة أو خارجها، وكان يزورهم ويدعوهم لحضور المناسبات ويعطف على المحتاج منهم.

8-دعا مشايخ القبائل للاجتماع بأفراد قبائلهم للاتفاق على تخفيض المهور بعد أن لاحظ غلاء المهور في المنطقة.



وفي الثامن والعشرين من شهر رجب 1406هـ الموافق 7 إبريل سنة 1986م توفي رحمه الله في منطقة حائل حيث كان في زيارة لها وقد جاء في بيان نعيه من الديوان الملكي ما يلي "توفي الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم على إثر حادث انقلاب سيارته صباح هذا اليوم الاثنين الموافق 28/7/1406هـ ، ويعتبر الفقيد من الرجال المخلصين الذين أدّوا واجبهم بإخلاص وأمانة حيث أمضى سنوات طويلة أميراً لعدد من المدن آخرها إمارة الباحة وضواحيها، وكان الفقيد طوال حياته مثالاً للصلاح والتقوى وأداء الواجب في خدمة دينه ومليكه وبلاده، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته".



المرجع: كتاب (غامد وزهران السكان والمكان)

تأليـف: علي بن صالح السلوك.