جازان والأمير محمد بن ناصر .. المعجزة والإنجاز

جازان تلك القطعة الغالية من هذه الأرض الطيبة .. عشقاً ممزوجاً برائحة تراب الوطن .. وحباً يخالج النفس والهوى .. هي المطر بخيراتها المباركة وهي العطر بنسائم ذراتها العابقة .. عشقت الجمال فبادلها نفس الشعور .. أحبت التميُّز فكان عنوانها .. رسمت طريقها إلى قمة الإبداع فمنحها النجاح تذكرة مرور إلى أعالي القمة لتبقى ماثلة للعيان .. سهولها خصبة كريمة بعطائها وشواطئها شعراً ينثره المبدعون وأسراراً يفشي بها العشاق إلى الأمواج الهادرة المحملة بنسائم البحر الرائعة ذات الرائحة الجميلة التي يهيم بها من عشقه والجزر حبوب خالٍ قد سكنت خد البحر .. أو قد تكون أشبه بالنجوم وسط السماء .. وتبقى الشامخات راسيات .. جبالاً عانقت السحاب وشلالات صافحت التراب وأودية عزفت ألحاناً عذبه كعذوبة مياهها الرقراقة .. جازان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ كثيرة ومدلولات عميقة تمنحنا وثائق وطنية وإنسانية وسياحية واستثمارية .. هي كنز الوطن وسلة خبرة وفاكهته وبوابته الجنوبية الغربية على ساحل البحر الأحمر وحين كانت هكذا .. أتى فارس التنمية ورجل المنطقة الأول ومهندسها المبدع سيدي صاحب السمو الملكي الأمير - محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ووفقه - أمير منطقة جازان وساكن قلوب أبنائها .. أتى من حيث أتى المجد والعز والشرف لهذا الوطن وأبنائه .. أتى وقد شمر عن ساعديه ممتطياً صهوة جواد التحدي من أجل التنمية والبذل والعطاء لمنطقة جازان وأبنائها .. منحهم عطاءه .. أهداهم جهده .. أكرمهم بإمارته لهم، فكانت جازان وأبناؤها كما هم بعطائهم وكرمهم .. بادلوه العطاء بالعطاء والجهد بالقوة والثبات .. والكرم بالشكر والثناء والعرفان .. وأصبحت جازان أنشودة الوطن .. وروعته .. ومستقبله وهي مدرسة للعشق تمنح دروساً مجانية في حب الوطن وصوراً حيه من التضحية والفداء تبقى ذكراها خالدة في النفس والوجدان تتمثل فيها براءة الإنسانية الممزوجة بالوفاء والولاء والعطاء .. جازان هي جامعة كل المبدعين في الحياة من خدمة للدين ثم الملك والوطن والإنسانية .. وقد خطت هذه المنطقة خطوات ثابتة وقوية وقفزت نحو آفاق المستقبل بكل ثقة وعزيمة في سنوات لم تتجاوز العشر وذلك بفضل الله ثم بفضل من عشق التحدي وأعلنه أمام الواقع .. إنه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير - محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود وفقه الله وجعل الصحة والعافية وراحة البال تاجه الدائم .. وإذا أردنا أن نتعرف على تاريخه ومسيرة حياته العلمية والعملية المضيئة بالوطنية والإنسانية نجده قد درس المرحلتين المتوسطة والثانوية العامة بجمهورية مصر العربية يحمل درجتي البكالوريوس والماجستير في العلوم العسكرية .. حصل على عدة دورات عسكرية على سبيل المثال دورة المشاة، التأسيسية عام 1385هـ من مدرسة المشاة وأخرى في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك دورة الأركان في المملكة الأردنية عام 1982م ودورة في كلية الحرب في أمريكا .. شغل العديد من المناصب العسكرية إذ كان قائداً لأحد الفصائل في لواء الملك فهد الثامن عام 1382هـ كما عمل في البوليس الحربي محققاً وضابط تفتيش في التفتيش العسكرية وضابط اختبارات بقسم التدريب العام فضابط تطوير بسلاح المشاة ثم ضابط مشروع في إدارة مشاريع الألوية فمساعداً لقائد سلاح المشاة ثم قائداً لسلاح المشاة إلى أن وصل إلى قائد للقوات البرية الملكية السعودية .. واليوم هو أمير لمنطقة جازان بعد ذلك الإنجاز العملي في الميدان العسكري وقد تقلد رعاه الله العديد من الأوسمة والكثير من الميداليات مثل وسام الملك فيصل من الدرجة الأولى، وسام التقدير العسكري، نوط الخدمة، نوط الإتقان، نوط المعركة، نوط درع الجزيرة، ونوط العسكرية للمرة الخامسة، ومنذ أن تولى وفقه الله إمارة المنطقة وفي غضون بضع سنين أو تزيد توالت مشاريع الخير على المنطقة وأقبلت التنمية معانقة جازان وأبنائها وهذا ما أولته حكومتنا الرشيدة لجميع مناطق المملكة ومحافظاتها وقراها من الرعاية والاهتمام بقيادة ملك الإنسانية سيدي ووالدي خادم الحرمين الشريفين الملك - عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو لملكي الأمير - سلطان بن عبد العزيز آل سعود - رعاه الله -، وحين نقف مع تاريخ منطقة جازان على الإنجازات التي حققتها في ظل أميرها الغالي نجدها قد خطت خطوات واثبة وثابتة، فنجد سموه قد وضع حجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية في مختلف محافظات المنطقة وقراها والتي تعود بالفائدة والخير الكثير على المنطقة وأبنائها .. ففي محافظة الدرب وضع حجر الأساس لكلِّ من:

1- جسر الدرب.
2- توسعة مستشفى الدرب العام.
3- مدرسة هيجة رملان الابتدائية بتكلفة بلغت مليوناً و995 ألفاً و994 ريالاً سعودياً، والذي سيتم تنفيذها إن شاء الله على مساحة 10 آلاف متر مربع.
4- مدرسة عبد الله بن مسعود الابتدائية في منشبة بتكلفة بلغت مليونين و113 ألفاً و783 ريالاً سعودياً والذي سيتم تنفيذها إن شاء الله على مساحة 10 آلاف متر مربع.




وفي محافظة جزيرة فرسان وضع حجر الأساس لكل من:

1- مشاريع البلدية.
2- مشروع إنشاء حدائق وملاعب أطفال.
3- تحسين وتجميل شاطئ البطن الصغير.
4- دوار أمام تقاطع المحرق.
5- مشروع افتتاح مسلخ البلدية.
6- مشاريع المياه.
7- مشروع تحلية المياه المرحلة الثانية.
8- مجمع مدارس البنات لجميع المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية.

وفي محافظة صبيا:

1- افتتح المستشفى العام.
2- المركز الخيري لعلاج مرضى الكلى المكون من 25 وحدة غسل للكلى بقيمة زادت على 3 ملايين ريال سعودي على نفقة الأمير - سلطان بن محمد بن سعود الكبير جزاه الله خيراً ،لأبناء المحافظة والقرى التابعة لها. وفي محافظة أحد المسارحة دشن العديد من المشاريع شملت:

1- مستشفى أحد المسارحة وأبو عريش.
2- افتتح الإصحاح البيئي.



وفي محافظة بيش نجده - وفقه الله - قد افتتح العديد من المشاريع التنموية في المحافظة والقرى التابعة لها مثل:

1- استكمال مشروع الحزام الدائري من الجهة الجنوبية.
2- مشاريع السفلتة والإنارة بقرى الكدرة والشريعة والمطعن.
3- وضع حجر الأساس لجمعية تحفيظ القرآن الكريم من مبانٍ تجارية وسكنية تعود فوائدها المالية على طلاب الجمعية وطالباتها. وفي القطاع الجبلي أوصل الخطوط إلى أعالي القمم وحولها من طرق ترابية معقدة وصعبة إلى طرق معبدة وسهلة وأصبح الإسفلت يصافح السحاب .. هذه المعجزة وذاك الإنجاز كان حلماً يراود أبناء تلك الجبال منذ الأزل فكان تحقيقه على يد الأمير محمد بن ناصر مما جعل القطاع الجبلي يكشف أسراره الجمالية من مناظر ساحرة وطبيعة خلابة للزوار والسياح والمستثمرين، وقد بدت اليوم قرى سياحية معلقة بين الأرض والسماء حيث أوصلت الكهرباء والهاتف ما زال العمل جارياً لتنفيذه وبالنسبة للمياه فقد أوصلت عن طريق مؤسسات السقايا إلى أعالي تلك الجبال الشم الشاهقة وما زال أبناء الجبال في محافظة الدائر بني مالك يراودهم الحلم أن يروا يوماً كلية للبنات في المحافظة تغنيهم عن قطع مئات الكيلوات يومياً من أجل تعليم بناتهم .. إن الأمير محمد بن ناصر ما زال ينادي بل ويؤكد بأهمية استغلال تلك الطبيعة الخلابة للجذب السياحي مؤكداً أنها تنتظر السياح بكل شوق .. لقد حرص سموه على الوصول بالمنطقة إلى قمم التنمية وفي جميع المجالات فنجده قد وضع حجر الأساس لمشروع البرج الطبي بمدينة جازان ومشروع المدينة الطبية على طريق جازان صبيا وتشمل:

1- مستشفيات الصحة النفسية.
2- مركز معالجة الإدمان.
3- مستشفى جازان التخصصي.
4- مستشفى النساء والولادة.

وهذه المدينة الطبية تعد الأولى والأضخم من نوعها كما أوضح معالي وزير الصحة الدكتور - حمد المانع.



وفي المجال الاقتصادي شكل لجنة من الوزراء وبالاشتراك مع رجال الأعمال من أجل تطوير ميناء جازان وجذب حركة الملاحة إليه، كما أوجد مدينة صناعية متكاملة سيكون لها التأثير على رجال الأعمال والمستثمرين لتوجيه أموالهم للمنطقة، كما تم إيجاد ما يقارب 19 مشروعاً للاستزراع السمكي كما افتتح المعرض الفني الثاني الذي تنظمه جمعية الملك فهد الخيرية النسائية بالمنطقة .. لقد كان لسموه الدور الكبير والمميز في نجاح وتوسعة قرية جازان التراثية في المهرجان الوطني للتراث والثقافية الجنادرية، لقد اهتم بالتعليم في المنطقة فأقام حفلاً سنوياً على مستوى المنطقة يكرم فيه المميزون والمبدعون ودائماً ما يكون مكتبه وقلبه مفتوحان لأبناء المنطقة للاستماع لمشاكلهم وحلها، وقد أسهم في حل بعض القضايا والنزاعات مساعداً المحتاجين من الفقراء والمساكين وكذلك المتضررين من الأمطار والسيول التي شهدتها المنطقة، بل وقف بنفسه على آثارها وحين جاءت الزيارة الملكية الكريمة من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين للمنطقة، كانت جازان وأبناؤها على موعد مع مشاريع الخير والتنمية التي وضع حجر أساسها - حفظه الله - والتي تعود على أبناء المنطقة خاصة والوطن عامة بالخير الكثير إن شاء الله. ولا يخفى على القارئ أن الأمير محمد قد حرص على تطوير مطار الملك عبد الله الإقليمي وتوسعته بتكلفة بلغت 121 مليون ريال سعودي، وقد سعى جاهداً إلى إيصال الطرق المسفلتة وتوسعتها وتطويرها بين محافظات المنطقة وقراها، وكذلك الطريق المؤدي إلى منفذ الطوال المؤدي إلى دولة اليمن الشقيقة.



وفي عهده افتتحت جامعة جازان التي كانت فرحتها لا توصف وأنشئت قناة الأثير الفضائية التي تهتم بالتعريف بالمنطقة. وفي يوم السبت الموافق 4-4-1428هـ كان لأبناء وادي جازان فرحتهم الخاصة بتشريف سموه الكريم لهم وتدشين مشاريع تنموية بقيمة إجمالية قدرها 40 مليون ريال سعودي تشمل: (1) افتتاح مبنى البلدية. (2) سفلتة الشوارع وإنارتها. (3) مصدات لدرء السيول وأخطارها. (4) مشروع تصريف مياه الأمطار. (5) مشروع إنشاء سوق تجاري. علماً أن قرى وادي جازان تحتضن بعض الآثار مثل المنارة التاريخية في الريان ويعرف وادي جازان بخصوبة اراضيه وصلاحيتها للزراعية، كما رعى فعاليات اسبوع الشجرة .. هذه بعض المقتطفات عن الإنجازات التي استطعت الوصول اليها والوقوف على بعض ملامح إنشائها والتي كانت معجزة في الإنجاز التنموي الذي خطت بجازان وأبنائها للأمام بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة وقيادتها المباركة وبالجهود الجبارة لصاحب السمو الملكي الأمير - محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة جازان، وهو هدية الملك - عبد الله الغالية للمنطقة وأبنائها.

كلمة مضيئة

قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أثناء زيارته للمنطقة بتاريخ 13-10-1427هـ هذه الكلمة المؤثرة:

(من دواعي سروري العظيم أن أكون في جازان بين هذه الوجوه الكريمة المضيئة بالولاء للعقيدة والمحبة للوطن ومن دواعي فرحتي البالغة أن أبشركم أن مستقبلاً زاهراً بإذن الله ينتظر هذه المنطقة الحبيبة من المملكة من الازدهار الصناعي ومن النماء الزراعي ومن الزيادة في النقل البحري، بالإضافة لكل التجهيزات الأساسية الضرورية لتنمية شاملة تعم جازان من أقصاها إلى أقصاها. أيها الإخوة والأبناء لقد تأخرت مسيرة التنمية في جازان في الماضي لظروف لم يكن لأحد يد فيها .. إلا أن دولتكم عقدت العزم على إنهاء هذا الوضع باختزال المرحلة ومسابقة الزمن وإعطاء جازان عناية خاصة).

بقلم : جابر حسين المالكي - لواء الأمن الخاص الأول بالحرس الوطني بالرياض

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه