بانت سُعاد

كلُ منّا يبحث عن صديقة الذي أفتقده من فترة ، يسأل عنه هنا وهناك ، يُصدق السائلون
أحياناً وأحياناً يتعمدون تضليلك حسداًً من عند أنفسهم وقد يرغبون في
زيادة العناء عليك لتستمر أنت في البحث ، تطول بك السنون
تنشر تلك الأوصاف لصديقك مع مبلغٍ من المال لمن
يُجيد فن تلك الأوصاف وتطبيقها على واقع
ذلك الصديق مع وسام من الدرجة
الأولى لمن يعثر عليه ولو
بعد حين بأسم وسام
سُعـــــــــاد
الأوصاف كثيرة لكن مقتفي الأثر أقل ، ندر من تثق به ، قد يكون المال وحده مطلبهم
وقد يكون البعض يرغب في الحصول على الوسام ليقال فلان حصل
على وسام ، أخذ بعض الناس يُشكك في نوعية ذلك
الوسام إلى حد أنهم أوصفوه بإنه من مسد
لايدرون لما أُعد ذلك الوسام وأن
ذلك الصديق أغلى من
الوسام، هكذا هي
النظرة القاصرة
لدى بعض
البشر.
ذات يوم وأنت تتفقد الأصدقاء وتتلمس أحوالهم وإذا بتلك الأوصاف تنهال عليك
في أحدهم ، تغيّر شكله كثيراً عن عادته ، لكن نبضات قلبه لم يطرأ
عليها شيء ، وفيُ ذلك الصديق ، ندر ممّثله اليوم ، كلنا
ندرك ذلك . من تلك الأوصاف التي وضعتها
للبحث ، شعره كليلٍ لاضوء فيه ، قامةٌُ
كنخلةٍ عراجينها كالقمروالناس تنظر
الفطر فيه ، أما الوجه سبحان
رب صانع الحُسن فيه
والفم مبسم كل
العذب فيه.
مُقتفي الأثر ينتظرون ساعة الإنطلاق وعيونهم على المال والوسام ، يريدون
الفوز بهما من غير تعبٍ ولا حتى احتكام . نظر إليّ ذلك الصديق
بلهفة ولكن الناس حولي حد من تقدمه نحوي ، كررت
نظري مرات عده وإذا بتلك الأوصاف
لاتنطبق على غيره من الحاضرين
جازفتُ أنا وقلت :أنت ؟ قال:
نعم ، اطلقت عنان صوتي
بااانت سُعــــــــــاد