الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات


 
 

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02/11/2009, 12:01 PM
المؤسس والمشـــرف العــــام
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
Awards Showcase
لوني المفضل Maroon
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل : Aug 2004
 فترة الأقامة : 7615 يوم
 أخر زيارة : 10/06/2025 (02:09 AM)
 الإقامة : جدة
 المشاركات : 64,163 [ + ]
 التقييم : 16605
 معدل التقييم : صقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تهميش الوالدين في حياتنا



( تهميش الوالدين في حياتنا )





إعداد
موسى بن محمد بن هجاد الزهراني
الإهداء
إلى شيخي الفاضل ، والمربي الصادق ، وصاحب الخُلق الجمَّ ، والإخلاص البادي على صفحات المحيا ، ودرر الكلام ، وجميل الفعال ، إلى من أسَر القلوب بتمثُّله أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، إلى أول من كلّفَني بإلقاء أول درسٍ في حياتي قبل ما يزيد على اثني عشر عاماً .. إليك أهدي أوّلَ نتاج تلميذك الذي يرجو أن يجعله الله بارَّاً بك .. ووفياً لك .
إلى فضيلة الشيخ المهندس / طريف بن محمد رشيد أبي عبدالرحمن ، متعنا الله بعلمكم وحياتكم ، وبارك فيكم ، ورزقكم الدرجات العلى في جنات عدن.
محبكم
موسى بن محمد بن هجاد الزهراني






بسم الله الرحمن الرحيم

شكر وتقدير

قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يشكر الله من لا يشكر الناس )[1] ‌.‌ إني لأُسَرُّ في هذا المقام أن أشكر – بعد شكر الله تعالى حق شكره على ما امتن به عليّ وتفضل من نعمه التي لا تعد ولا تحصى – الإخوة الذين ساعدوا في إخراج هذا الكتاب ، وعلى رأسهم أخي الحبيب الشيخ / عبدالله بن سعيد آل خالد الذي لم يبخل عليّ بالنصح والتشجيع وأمور أخرى لا يرضى أن أذكرها ، ولكن الله تعالى يجزيه عليها خير الجزاء . وابني ! الفاضل / سلمان بن أسعد حريصي ، الحريص على الخير ! وقد تعب معي كثيراً .
وشكرٌ خاص جزيلاً جزيلاً ! لأخي الفاضل صاحب الأيادي البيضاء ، سعادة الدكتور / مصلح بن مهل الردادي ، أبي عبد الرحمن ، استشاري ورئيس قسم الأشعة ، بمستشفى الملك فهد بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجزاهم الله خير الجزاء وجعل ما بذلوه في موازين حسناتهم (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) الشعراء . (89) والحمد لله رب العالمين .





بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :
إنِ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ‏:‏
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) [آل عمران:102].
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) [النساء:1].

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )) [الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْدُ ‏:‏ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ .[2]أما بعد :
فمهما تحدث الدعاة عن قضية برِّ أو عقوق الوالدين ، سيبقى الموضوع بحاجة إلى إعادة وتذكير وكثرة الحديث حوله ؛ لأنه موضوع جديد قديم ، باقٍ ما بقي النوع الإنساني المكون من أبٍ وأمٍ وأبناء على وجه الأرض .. وهذه كلمات يسيرة حول هذه القضية ، حاولت جاهداً أن أستفيد من كلام وتجارب الأفاضل الذين سبقوا في هذا المضمار ، وأسأل الله تعالى أن يثيبني على ذلك ؛ وأن يغفر لوالدي ويجزيهما عني خير الجزاء ، فاللهم ارزقهما الدرجات العلى في جنات عدن (رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) .. واغفر لي تقصيري معهما ، وارزقني برهما أحياء وأمواتاً ، واجعل هذا العمل اليسير كفارة لما بدر مني تجاههما ، وارزقني برّ أبنائي وبناتي وجنبهم العقوق ، يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
موسى بن محمد بن هجاد الزهراني
الظهران ـ أذان الفجر يوم الخميس الموافق
5 /ربيع الأول‏/ 1426 هـ

العنوان : ص. ب . 946 الرمز البريدي : 31932 . المنطقة الشرقية . مجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران . الشؤون الدينية . mhajjad@islamway.net
ظاهرة تهميش الوالدين !

يقول الله تعالى : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } الإسراء (24).
يتعجب الإنسان _المسلم_ الذي مُنح ولو أقل القليل من العقل _ كيف أن الله تعالى لم يقرن شيئاً من العبادات في الإسلام .. بطاعته كما قَرَن طاعة الوالدين ، وفي ذلك إشارة خفيفة إلى أن المرء المؤمن إذا أحسن إلى والديه كما يليق بكونهما سبباً لوجوده في هذه الحياة ، فإنه من باب أولى أن يحسن في عبادة ربه لأن الله عز وجل هو السبب في وجوده هو وهم في هذه الحياة ..
كم نحن بحاجة إلى إيقاظ ضمائرنا من سباتها ، فنعرف للوالدين حقهَّما علينا ، فنجلّهما ونبجّلهُما ، ونُقدّرهما حق التقدير .
كم تحدَّث الأفاضل عن هذه القضية ، وكم خطب الخطباء ، وقال الشعراء ، وكنت أظن أنني لست بحاجة إلى طرق مثل هذا الموضوع لكثرة من تحدَّث فيه .. لكنني رأيت أن أتناوله من طرفٍ آخر .. من زاوية " قضية تهميش الوالدين في حياتنا "[3] ..
وعمدتي في هذه القضية هي تلك الآية الكريمة التي صدّرت بها هذا المقال ..
* * *



نحن والوالدان :

الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان.. الوالدبالإنفاق.. والوالدة بالولادة والإشفاق.. فاللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد، ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد.
يقول حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ثلاث آياتمقرونات بثلاث، ولا تقبل واحدة بغير قرينتها..
1- وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ{التغابن:12}، فمن أطاع اللهولم يطع الرسول لم يقبل منه.
2- وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ{البقرة:43}، فمن صلى ولم يزكِّلم يقبل منه.
3- أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ{لقمان:14}، فمن شكر لله ولميشكر لوالديه لم يقبل منه.
ولأجل ذلك تكررت الوصايا في كتاب الله تعالى والإلزام ببرهما والإحسان إليهما،والتحذير من عقوقهما أو الإساءة إليهما، بأي أسلوب كان، قال الله تعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً{النساء:36}، وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً{العنكبوت:8}.
وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُأُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِيوَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ{لقمان: 14} .
فوضحت هذه الآيات ما للوالدين من جميل عظيم، وفضل كبير على أولادهما، خاصة الأم،التي قاست الصعاب والمكاره بسبب المشقة والتعب، من وحامٍ وغثيان وثقل وكرب، إلى غيرذلك مما ينال الحوامل من التعب والمشقة، وأما الوضع: فذلك إشراف على الموت، لا يعلمشدته إلا من قاساه من الأمهات.
وفي سنة رسول اللهصلى الله عليه وسلم جاء التأكيد على وجوب بِرّ الوالدين والترغيب فيه، والترهيب من عقوقهما.
ومن ذلك: ما صح عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم أنه قال: (رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطهفي سخطهم)رواه الطبراني في الكبير، وصححه العلامة الألباني.
وروى أهل السنن إلا الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاصرضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبويّ يبكيان، فقالرسول اللهصلى الله عليه وسلم: (ارجعإليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما.)
وروى الإمام أحمد في المسند وابن ماجة - واللفظ له - عن معاوية بن جاهمة السلمي: (أنه استأذن الرسولصلى الله عليه وسلم في الجهاد معه، فأمره أن يرجع ويَبرَ أُمَّه، ولما كررعليه، قالصلى الله عليه وسلم: "ويحك.. الزم رجلها... فثمّ الجنة).
وفي الصحيحين عن أبي هريرةرضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! من أحقُّالناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمّـك"، قال: ثم من؟ قال: "أمّك"، قال: ثم من؟ قال "أمّـك"، قال ثم من؟ قال: "أبوك). وهذا الحديث مقتضاه أن يكون للأمثلاثة أمثال ما للأب من البر، وذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع، فهذه تنفردبها الأم وتشقى بها، ثم تشارك الأب في التربية، وجاءت الإشارة إلى هذا في قولهتعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناًعَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ) (لقمان:14.)
وصح عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم أنه قال: {ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث. وثلاثة لا يدخلونالجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنّان بما أعطى}رواهالنسائي وأحمد والحاكم.
وروى الإمام أحمد بسند حسن عن معاذ بن جبلقال : (أوصاني رسول اللهبعشر كلمات قال: "لاتشرك بالله شيئاً، وإن قتلت وحرّقت، ولا تعقّنَّ والديك، وإن أمراك أن تخرج من أهلكومالك.." )إلى آخر الحديث.
وكما أن بر الوالدين هو هديُ نبينا محمدصلى الله عليه وسلم فهو كذلك هدي الأنبياء قبله قولاً وفعلاً، وقد سبق بيانهدي نبينا محمدصلى الله عليه وسلم في ذلكمن قوله. أما من فعلهصلى الله عليه وسلم فإنه لما مرّ على قبر والدته آمنة بنت وهب بالأبواء حيث دفنت - وهو مكان بين مكةوالمدينة - ومعه أصحابه وجيشه وعددهم ألف فارس، وذلك عام الحديبية، فتوقف وذهب يزورقبر أمه، فبكى رسول اللهصلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - وأبكى من حوله، وقال: (استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي، فزورواالقبور فإنها تذكركم الآخرة)رواه البغوي في شرح السنة، واصله فيصحيح مسلم.
وهذا إبراهيم خليل الرحمن أبو الأنبياء وإمام الحنفاء عليه السلام يخاطب أباهبالرفق واللطف واللين - مع أنه كان كافراً - إذ قال: (يا أبت) وهو يدعوه لعبادةالله وحده، وترك الشرك، ولما أعرض أبوه وهدده بالضرب والطرد، لم يزد على قوله: سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً(مريم:47).
وأثنى الله على يحيى بن زكريا عليهما السلام فقال تعالى: وَبَرّاًبِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً(مريم:14).[4]
* * *
فالله تعالى يقول : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } الإسراء (24).
نحن المخاطبون بهذه الآية ! مع أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم إلاَّ أن المعني بها بالدرجة الأولى هو نحن! لأن وقت نزولها لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم أبٌ ولا أمٌ ، ولكن الله تعالى قد خاطبنا في شخص قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم .. فخاطب الأمة جميعاً بهذا الخطاب .
فالله تعالى يقول للولد _ في هذه الآية _{ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً }...أيها الولد .. يا من جعل الله والديك سبباً في وجودك في هذه الحياة .. هل قدَّرت هذه النعمة حق قدرها ؟ هل خطر على بالك _ وأنت اليوم تسرح وتمرح وأصبح لك اسمٌ لامعٌ _ هل خطر على بالك أنك كنت يوماً من الدهر نسياً منسياً ! فأخذ والداك بيديك نحو آفاق الحياة ، تعِبا عليك تعباً لا يعلمه إلاَّ الله ! . سهرا لتنام أنت ، وبكيا لتضحك ، وجاعا لتشبع ، كانا يتلذذان بضمّك وشمّك ! بل لم يكونا يتضجران من كثرة إزعاجك أو أمورٍ تتعلق بنظافتك . كانت أمُّك تزيل عنك الأذى وهي فَرحةٌ مسرورة ، فلم تكن تتأفّف من رائحتك .. وكان أبوك .. لربما أخرج اللقمة من فيه ليطعمك إياها .. ويشعر ببالغ السعادة .. هل تعلم بذلك الآن أم أنك لا تريد أن تعلم ؟! ..
* * *
وحول قوله تعالى : ({ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ }الإسراء23 .. قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في كلام له نفيس – حذفت منه أسانيد الأحاديث عمداً خشية الإطالة -(خَصَّ حَالَة الْكِبَر لِأَنَّهَا الْحَالَة الَّتِي يَحْتَاجَانِ فِيهَا إِلَى بِرّه لِتَغَيُّرِ الْحَال عَلَيْهِمَا بِالضَّعْفِ وَالْكِبَر ; فَأَلْزَمَ فِي هَذِهِ الْحَالَة مِنْ مُرَاعَاة أَحْوَالهمَا أَكْثَر مِمَّا أَلْزَمَهُ مِنْ قَبْل , لِأَنَّهُمَا فِي هَذِهِ الْحَالَة قَدْ صَارَا كَلًّا عَلَيْهِ , فَيَحْتَاجَانِ أَنْ يَلِي مِنْهُمَا فِي الْكِبَر مَا كَانَ يَحْتَاج فِي صِغَره أَنْ يَلِيَا مِنْهُ ; فَلِذَلِكَ خَصَّ هَذِهِ الْحَالَة بِالذِّكْرِ . وَأَيْضًا فَطُول الْمُكْث لِلْمَرْءِ يُوجِب الِاسْتِثْقَال لِلْمَرْءِ عَادَة وَيَحْصُل الْمَلَل وَيَكْثُر الضَّجَر فَيَظْهَر غَضَبه عَلَى أَبَوَيْهِ وَتَنْتَفِخ لَهُمَا أَوْدَاجه , وَيَسْتَطِيل عَلَيْهِمَا بِدَالَّةِ الْبُنُوَّة وَقِلَّة الدِّيَانَة , وَأَقَلّ الْمَكْرُوه مَا يُظَهِّرهُ بِتَنَفُّسِهِ الْمُتَرَدِّد مِنْ الضَّجَر . وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يُقَابِلهُمَا بِالْقَوْلِ الْمَوْصُوف بِالْكَرَامَةِ , وَهُوَ السَّالِم عَنْ كُلّ عَيْب فَقَالَ : " فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفّ وَلَا تَنْهَرهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا " . رَوَى مُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( رَغِمَ أَنْفه رَغِمَ أَنْفه رَغِمَ أَنْفه ) قِيلَ : مَنْ يَا رَسُول اللَّه ؟ قَالَ : ( مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْد الْكِبَر أَحَدهمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُل الْجَنَّة ) . وَقَالَ الْبُخَارِيّ فِي كِتَاب الْوَالِدَيْنِ : ... عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( رَغِمَ أَنْف رَجُل ذُكِرْت عِنْده فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ . رَغِمَ أَنْف رَجُل أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْد الْكِبَر أَوْ أَحَدهمَا فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّة . وَرَغِمَ أَنْف رَجُل دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَان ثُمَّ اِنْسَلَخَ قَبْل أَنْ يُغْفَر لَهُ ) . ....وعَنْ سَعْد بْن إِسْحَاق بْن كَعْب بْن عُجْرَة السَّالِمِيّ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : إِنَّ كَعْب بْن عُجْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَحْضِرُوا الْمِنْبَر ) فَلَمَّا خَرَجَ رَقِيَ إِلَى الْمِنْبَر , فَرَقِيَ فِي أَوَّل دَرَجَة مِنْهُ قَالَ آمِينَ ثُمَّ رَقِيَ فِي الثَّانِيَة فَقَالَ آمِينَ ثُمَّ لَمَّا رَقِيَ فِي الثَّالِثَة قَالَ آمِينَ , فَلَمَّا فَرَغَ وَنَزَلَ مِنْ الْمِنْبَر قُلْنَا : يَا رَسُول اللَّه , لَقَدْ سَمِعْنَا مِنْك الْيَوْم شَيْئًا مَا كُنَّا نَسْمَعهُ مِنْك ؟ قَالَ : ( وَسَمِعْتُمُوهُ ) ؟ قُلْنَا نَعَمْ . قَالَ : ( إِنَّ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام اِعْتَرَضَ قَالَ : بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَان فَلَمْ يُغْفَر لَهُ فَقُلْت آمِينَ فَلَمَّا رَقِيت فِي الثَّانِيَة قَالَ بَعُدَ مَنْ ذُكِرْت عِنْده فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْك فَقُلْت آمِينَ فَلَمَّا رَقِيت فِي الثَّالِثَة قَالَ بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ عِنْده أَبَوَاهُ الْكِبَر أَوْ أَحَدهمَا فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّة قُلْت آمِينَ ) . ....وعن سَلَمَة بْن وَرْدَان سَمِعْت أَنَسًا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَقُول : اِرْتَقَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَر دَرَجَة فَقَالَ آمِينَ ثُمَّ اِرْتَقَى دَرَجَة فَقَالَ آمِينَ ثُمَّ اِرْتَقَى الدَّرَجَة الثَّالِثَة فَقَالَ آمِينَ , ثُمَّ اِسْتَوَى وَجَلَسَ فَقَالَ أَصْحَابه : يَا رَسُول اللَّه , عَلَامَ أَمَّنْت ؟ قَالَ : ( أَتَانِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ رَغِمَ أَنْف مَنْ ذُكِرْت عِنْده فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْك فَقُلْت آمِينَ وَرَغِمَ أَنْف مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدهمَا فَلَمْ يَدْخُل الْجَنَّة فَقُلْت آمِينَ ) الْحَدِيث . فَالسَّعِيد الَّذِي يُبَادِر اِغْتِنَام فُرْصَة بِرّهمَا لِئَلَّا تَفُوتهُ بِمَوْتِهِمَا فَيَنْدَم عَلَى ذَلِكَ . وَالشَّقِيّ مَنْ عَقَّهُمَا , لَا سِيَّمَا مَنْ بَلَغَهُ الْأَمْر بِبِرِّهِمَا )[5] .

* * *

.. فالله تعالى يقول { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ }الإسراء23 .. أليس الولد مُطالبَاً ببرَّ والديه على كل حال ؟ فلماذا إذن خصَّ الله تعالى حالة الكبر بالذكر ؟! ..
إن الإنسان _ أيها الأفاضل _ إذا تقدم في السنّ كَثُرتْ همومُه وغمومُه ، وزفيره وآلامه .. ويشتد حنينه إلى الماضي ، وتعتمل الذكريات في مخيلته كالضباب الذي يكسو أعالي الجبال ، فتراه يأتي تارةً ويذهب أخرى، يشعر بأسفٍ شديدٍ على أيامه الخوالي عندما كان بكامل صحته وقد امتلأ شباباً ،ونشاطاً ، وقوةً .. واليوم ! اليوم لم يبق له من ذلك كله إلاَّ الذكريات والحسرات ! ، فمن يشعرُ به ؟ ومن يواسيه ؟ .
يجلس في المجالس فيحف به الناس فيحلو له الحديث عن ماضيه ، وتجاربه في الحياة ، فلا يحضر مجلسه ويسمعه إلاّ شبابٌ لا يفقهون من حديثه إلاَّ أنه عاش في حِقبٍ مضت في الجوع والفقر ! ، لا يعنيهم ذلك في شيء ! أما هو فيتألم أشدَّ الألم ؛ لأنَّ الذين كانوا يُعظِّمون كلامَه _ من أقرانه وأترابه _ قد ذهبوا إلى الله وسبقوه .. وتركوه في قومٍ لا يحَفَلون به وبكلامه وذكرياته ، بل قد يعتبرونه كلاماً على هامش الحياة ، أمراً قد عفى عليه الزمن ! .

* * *

.. ومن المعلوم أيضاً .. أن الإنسان إذا تقدم في السنّ ، وبلغ من الكبر عتياً .. فإنه تكثر أمراضه وأوجاعه ، فيعاني آلآم مرض الشيخوخة ، ولربما أُصيبَ بمرض ارتفاع ضغط الدم ، و" السكري " .. وانحناء الظهر ، وترهّل الجِلْد ... فيحتاج إلى من يهتم به ؛ ويراعي مشاعره وأحاسيسه ، فقد يغضب لأِْتفَهِ الأسباب ، وتستفزُّ مشاعره أبسط التصرفات .. فهو بحاجةٍ إلى مزيدٍ من العنايةِ والرعايةِ ،والأخذ بخاطره كما يقال .
وإذا تقدم به السنُّ ، فإنه يكثر اشتغاله بمن حوله ، وبما لايعنيه ، وتكثر أسئلته ، ولربما إذا سمعته – أيها الولد – قلتَ ما جدوى كثرة هذه الأسئلة ؟ فهو يسأل من حوله :
من هذا الذي طرق الباب ؟!
من الذي جاءكم ؟
فيماذا كنتم تتحدثون ؟
لماذا لا تسمعونني كلامكم ؟
من أعطيت سيارتك ؟
لماذا تأخذ سيارة فلان ؟
أراك تلبس ثوبك ! أين تريد أن تذهب ؟
لماذا لا تستأذن إذا أردت الخروج من المنزل ؟
لماذا لا تقبّل رأسي ويدي كما يفعل أولاد فلانٍ بأبيهم ؟
لماذا تجلس في غرفتك وتتركني لوحدي ؟
لماذا لا تتحدث معي ! وتخبرني بأمورك أو تأخذ رأيي ؟ ..
ولماذا .. ولماذا .. ولماذا ..
أسئلة كثيرة .. لربما لو سمعها الابن ولم يكن لديه إيمانٌ قوي ، أو رجولة وشهامة ، أو بقية من عطف وحنان وشفقة ... لربما نهر هذا الوالد ، أو الوالدة ، أو رفع يده وهزها في وجهه ، أو ارتكب أعمالاً لا تليق ، وكان الواجب عليه أن يصبر .. ويتحمّل أسئلته، بل ويجيب عنها بكل ارتياح ، و يريه ابتسامة الرضى والسرور ، ويشعره بعدم التبرّم والتضجر ، فإذا فعل هذا ؛ فإنَّ والده بلا شكٍ سيُكبر منه هذا الفعل .. ومع مرور الزمن سينقلب الحال ، وسيكون قربه من والده كفيلاً بعلاج أمورٍ كان يظن أنها مستعصيةٌ على العلاج ..
* * *
ومن المعلوم أيضاً .. أن الوالد إذا تقدم به العُمُر ..فإنه سيعجز عن إثبات وجوده _ كما يقال _ في بيته .. كما كان يفعل قبل أن يصل إلى ما وصل إليه . كان كالملكِ في بيته ، يقوم بما يقوم به كرماء الرجال وذوو الشهامة والمروءة .. من إكرامٍ ضيفٍ ، أومواساة قريب أو صديق .. أو زيارة مريض .. أو السفر لأداء ما يرى أنه واجبٌ القيامُ به .. من تعزية قومٍ أو مشاركتهم في أفراحهم ، أو صلة رحم ، أو زيارة قريب ، .. يقوم بذلك كله دون أن يستشير أحداً ، أو يلتفت إلى أحدٍ ، وكان هو المنفق المتكفل بأمور المنزل ، ومعلوم أن السيادة والريادة تكون غالباً في الناس لمن كان باذلاً ، ولهذا يقول الله تعالى عن هذه القضية- أعني الإنفاق - : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ } النساء (34) فالرجل إنما ساد المرأة بهذه الأمور ، بسبب فضل الرجال على النساء وإفضالهم عليهن، فتفضيل الرجال على النساء من وجوه متعددة: من كون الولايات مختصة بالرجال، والنبوة، والرسالة، واختصاصهم بكثير من العبادات كالجهاد والأعياد والجمع. وبما خصهم الله به من العقل والرزانة والصبر والجلد الذي ليس للنساء مثله. وكذلك خصهم بالنفقات على الزوجات بل وكثير من النفقات يختص بها الرجال ويتميزون عن النساء.
ولعل هذا سر قوله: { وَبِمَا أَنْفَقُوا } وحذف المفعول ليدل على عموم النفقة. فعلم من هذا كله أن الرجل كالوالي والسيد لامرأته، وهي عنده عانية أسيرة خادمة،فوظيفته أن يقوم بما استرعاه الله به .[6]
هذا حال الرجل مع المرأة في أمور النفقة ، ولكن المنفق عند الناس في كل ما من شأنه التسابق في الإنفاق فإنه يكون هو المقدم والمعظم والذي تشرأب إليه الأعناق بالإكبار والإجلال ، وليس هذا بالأمر الهين ، فقديما قال المتنبي :
لولا المشقة ساد الناس كلهم * * * الجود يفقر والإقدام قتّال[7]
فلا يقدم على الجود والإنفاق إلاّ كرماء الرجال ، فالأب كان يعيش بهذه النفسية العظيمة التي تجعله متربعاً على عرش الكرم ، ينفق على البيت وأهله وغيرهم كيف يشاء .
واليوم .. قد وصل إلى حالٍ .. يرى نفسه فيها عاجزاً عن القيام بأي أمرٍ دون أن يساعده أحد .. فهو يأمل من أبنائه أن يتفطَّن أحدُهم لهذا الأمر فتأتي المبادرة منه قبل أن يسمعها من الوالد ؛ ليحفظ الأب مكانته وماءَ وجهه ، فإذا غفل الأبناء عن هذا فإن أعراضَ الاكتئاب ، والهمَّ ، والغمَّ ،وطول التفكير وإشغال البال ، ستعتري قلب هذا الأب ، ولربما كان حييّاً ، ذا وقار ، وأدبٍ .. فيستحيي من أبنائه أن يعرض عليهم الأمر .. فيعيش منزوياً ، معزولاً ، مهمشاً في منزلٍ كان هو سيده في يوم من الأيام ، وقد يريد أحد الأبناء البِرَّ به ، فيخطيء التصرف ، ويسيء العرض ، فقد يقول لأبيه :
يا والدي ! لماذا تشغل نفسك بمن طرق الباب ؟ ومن جاء ومن ذهب ؟! لو كنتُ أنا مكانك لما اشتغلتُ بهذه الأمور .. ولعمدتُ إلى العبادة ؛ فأشتغل بها وأدعُ ما سواها .. وقد يقول له ما هو أقسى من هذا .. كأن يقول :_ لو كنتُ أنا مكانك وتقدم بي السنُّ .. لقمتُ إلى سجادة الصلاة فأفرشها على الأرض وأدقّ عليها مسماراً ، أربط به حبلاً ثم أربطه في رجلي ، فأعبد الله تعالى وأتفرغ للعبادة .. وأريح بالي ! ..
فإذا سمع الوالد هذه العبارات فإنه سيتألم ، وتنجرحُ مشاعره ، ويشعر أنه أصبح عالةً على أهل البيت .. وأنهم إنما يتنظرون أن يأخذ الله أمانته _ كما يعبرّون _ كناية عن الموت! .. فتنهار نفسيته .. ويدب الوهن إلى جسده .. ونحن بعدها نذهبُ بهذا الأب إلى الطبيب .. ونذهب بتلك الأُمَّ إلى الطبيبة ! أو إلى من يرقيهما الرقية الشرعّية! وفي واقع الأمر ليس بهما علةٌ تحتاج إلى علاج ! وإنما أمراضهما نحن سببها بهذا التهميش الذي هو في كثير من الأحيان ليس مقصوداً لذاته .. وإنما نروم به البرَّ بالوالد أو الوالدة ..
وكما قال الشاعر :_
رام نفعاً فضرَّ من غير قصدٍ *** ومن البِِرِّ ما يكون عقوقاً[8] .

* * *



[1] - (‌صحيح‌)‌ انظر حديث رقم‌:‌ 7719 في صحيح الجامع‌.‌



[2] - ـ هذه خطبه الحاجة رواها الترمذي وحسنه ( 1105)، والنسائي (6/89)، وابن ماجه ( 1892)، انظر تخريجها مبسوطاً في كتاب ( خطبة الحاجة ) للشيخ : محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - .

[3] - وقد استفدت كثيراً من مجالس الشيخ الدكتور / خالد بن عثمان السبت ، بجامع القادسية الذي كنت إمامه بمجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران . وفقه الله وبارك في علمه .

[4] - وجوب بر الوالدين والتحذير من عقوقهما . الشيخ / خالد بن عبدالرحمن الشايع . دار الوطن . بالرياض .

[5] - تفسير القرطبي ( الجامع لأحكام القرءان ) سورة الإسراء آية رقم 23.

[6] - تفسير الشيخ / عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله . سورة النساء .

[7] - ديوان المتنبي 490 .

[8] - ينسب للإمام الشافعي رحمه الله والله أعلم .



مواضيع : صقر الجنوب


رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها صقر الجنوب
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
دهاء الشيخ محمد بن يحيى العسيري شيخ رباع تاريخ قرية رباع بين الماضي والحاضر 0 6473 20/10/2024 02:27 PM
وقفات ودروس من حروب بخروش بن علاس ضد جحافل... تاريخ زهران وغامد 2 10835 17/09/2024 11:11 PM
الشعراء بن حوقان وعبدالواحد منتدى القصائد الجنوبية ( المنقولة) 0 19905 04/01/2024 11:35 AM
القصة (مورد المثل) منتدى القصص و الروايات المتنوعة 1 18603 02/01/2024 09:28 AM
الله لايجزي الغنادير بالخير منتدى القصائد النبطية والقلطة ( المنقولة) 1 16315 28/12/2023 05:06 PM

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w