لولا الأمل ونعمة النسيان بقلمي

الســـلام عليـــكم ورحـــمة الله وبركـــاتــه




في ساعة شعرت ان الحزن في قلبي بلغ مني مبلغه وانتشر في عروقي وجرى في جسمي مجرى الدم فكدت اختنق وانازع من شدة قسوته وجبروته على قلبي الذي انهكته الهموم والاحزان فلم يعد بستطاعته ان يتحمل حزنا اخر ولم يعد يقوى على الصمود ....
في لحظة حزن ويأس فكرت كيف لي ان اسعف قلبي وكيف لي ان اعطيه جرعة من القوة والتحمل فأخذت ابحث يمينا ويسارا لعلي اجد مايعينني او يلهمني او اجد من يمد يده الى قلبي فينتشله..
ولكن لم اجد شيء جميع من حولي لا يعلمون ان قلبي يكاد يغرق وهو يغوص في بحر احزانه ....
ولا يعلمون ان قلبي يحتضر لانهم لم يعهدوه الا صابرا قويا فظنوا ان قلبي من حديد لا يعلمون ان الحديد يصدا ويتأكل فكيف بقلبي الضعيف الذي كبروضعف قبل حينه...
وانا افكر في قلبي الذي ينزف الما وحزنا تذكرت اني لا املك الا الكتابه ولا املك الا الورقة والقلم لأسطر عليها مايجول في نفسي فهي من تحتويني وهي من تسمعني وهي في بحر الحزن قاربي ومجدافي ....
فبدأت اسطر عليها مافي قلبي لعلي اخفف عنه مابه ولعلي اجد له ما يتنفس من خلاله .....
فكتبت هذه الحروف والكلمات التي بثت الأمل في نفسي واعادت الابتسامة الى قلبي وكانت له ضمادا ودواء......
مهما يمر علينا من لحظات سواء مفرحه او محزنه فأن فالحياة تستمر بحلوها ومرها فنتعرض للابتلاء ونتعرض للمرض والحزن والفرح والفراق تكثر همومنا واوجاعنا وتكثر متاعبنا والامنا فحينا نعيش في فرح وسرور وحينا نعيش في الم وحزن وهذه حكمة الخالق وهذه هي الحياه لا نملك الا الرضاء بالقضاء والقدر والعمل جاهدين على تخطي مافيها بالصبر ونعمة النسيان ..


من منا ماصل الى قمة الفرح ومن منا من ماوصل الى قمة الحزن ومن منامن كاد اليأس ان يقضي عليه ومن منا من انساه الفرح حزنه وهمه
بعد ان شعر بان لاهم الاهمه ولا حزن الاحزنه فيصغر الحزن ويكبر الفرح ويغطي عليه ولكنه لا يقضي عليه بل يبقى في الذاكره فتهتز مشاعرنا وتدمع اعيننا ولكن يبقى النسيان هو البلسم الشافي وتستمر الحياه......


عندما نغوص في اعماقنا نجد فراغات كثيره مليئة بلحظات سعيدة واخرى مليئة بحزن والم ولولا الامل ونعمة النسيان لما واصلنا السير في درب ملئ بالشوك املا للوصول الى بستان من الازهار والاشجار المثمره ...
ولولا الأمل ونعمة النسيان لما وصلنا الى شاطئ الراحه الذي اعيانا السير لنصل اليه ....
ولولا النسيان لبقينا نغوص في بحر الحزن الذي تتلاطم امواجه فلا نصل الى شاطئه الى بعد ان يعيينا التعب ويصيبنا الاعياء وربما لا نستطيع الخروج منه ونبقى في اعماقه .....
سبحان الله الذي انعم علينا بنعمة النسيان وسبحان الله الذي جعلنا مؤمنين بقضاءه وقدره وسبحان الله الذي له حكمه في كل شيء فجميع مايصيبنا هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى واختبار لايماننا......
بقلمي

لؤلؤة زهران

الإثنين 22/04/1432 هـ