النرجسية المسؤلة ...!!

النرجسية المسؤلة ...!!



أولئك الذين يأتون من الأعمال أشدها قبحا وأسوأها عاقبة وأعظمها جرما...ثم يظنون أن أحدا لن يستطيع فهم حقيقتهم.

هم ولا شك كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال لتوهم نفسها أو هي تتوهم فعلا أنها بهذا

العمل تختف عن الأنظار..!

.إن الإنسان أي إنسان كان إذا تجاسر على خرق المبادئ الدينية و النظم الإجتماعيةوأراد عن

طريق مباشر أو غير مباشر أن يستهين بالقيم الأخلاقية ملتمسا لنفسه أوهى الأعذار وأضعف

المبررات فإنه بهذا يخدع نفسه ويخدع المجتمع وبالتالي يحاول أن يخدع الله.

فما بالك إذا كان ذلك الإنسان صاحب سلطة دينية كانت أم دنيوية أو يتسنم هرم وزارة أو

مصلحة حكومية تمس حياة الناس ورزقهم ومصالحهم...؟!

فقد أضاف إلى كل ذلك الجرم جرما عظيما هو خيانته للأمانة واستهتاره بالمسؤولية الملقاة على عاتقه من ولي الأمر...ولكن هل يمكن ذلك؟!

.إن هذا الصنف من الناس عادة يستبيح لنفسه مالا يبيحه لغيره...ويحل لنفسه ما يحرمه على

سواه.ومن أجل ذلك فهم لايحسون بوخز الضمير.ولا يخشون من الانتقاد مهما كان أسلوبه أو

طريقته.وأسمًي هذا النوع النرجسيين.

وهم الذين يضحون بكل غال ونفيس من أجل إشباع أهوائهم ورغباتهم والبحث عن مصالحهم

بكل الطرق وبمختلف الوسائل والأساليب الشرعية وغيرها.

فالنرجسية صفة مشتركة لعتاة المجرمين والرؤوساء الدكتاتوريين والوزراء المتكبرين..

والمسؤولين المستهترين والموظفين المهملين والتجار الجشعين والمقاولين الفاسدين.

ولقد كان من الخير لمثل هؤلاء أن يكونوا صرحاء مع أنفسهم.

وألا ينسوا في غمرة شهواتهم وملذاتهم حساب الآخرة ومناقشة الحساب.

والذي لاشك فيه أن التجاسر على الله والاستهتار بأوامره ينتج عنه ندم محقق حيث لاينفع ندم.إن المغالطة في الحياة معناها المخادعة المكشوفة.


حتى الناس لو خفي عليهم أمرا بعضا من الوقت فلن يخفى عليهم كل الوقت.
..

وأخيرا فإن من يتعمد الإقدام على عمل ما ثم يأخذ في البحث عن وسيلة يخفف بها عن نفسه

من تبعة ذلك العمل.فإنه ولا شك أشد عقابا من غيره.

لأنه ليس هنا من معنى لتلمس الأعذار والمبررات سوى التأكد من الإقدام على عمل لايرضى

الله عنه.وليس ذنب من يتعمد الجريمة كمن وقع فيها خطأ.

فاللهم خوفك وخشيتك وعصمتك يارب .

قال تعالى :

(ولاتجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لايحب من كان خوانا أثيما*يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون مالا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا*هاأنتم جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم يكون عليهم وكيلا) ...صدق الله العظيم .