مروءة تُـخـرج صاحبها من السجن .
هذه القصة سمعتها في قناة بداية وهي : أن هناك رجلاً كان مسافراً بعائلته على إحدى الخطوط السريعة وفي الليل وإذا بعطل مفاجئ يحدث لسيارته ، وقد حاول إصلاحها وتشغيلها لكن دون جدوى فرضي بقضاء الله وجلست عائلته بالسيارة وهو أخذ يؤشر للسيارات المارة في الخط السريع لعل أحداً يقف ليساعده ، وفجأة توقّـف عنده شخص بسيارته وكان بمفرده وترجّل منها وسلّم على الرجل وقال له : خيراً إن شاء الله سلامات أي خدمة ، فقال له صاحب العائلة لقد تعطّلت سيارتي فجأة وحاولت إصلاحها ولكنني لم أستطع ، حاول هذا الرجل الشهم أن يُصلح السيارة ولكن دون جدوى ثم قال للرجل صاحب العائلة ، هذه سيارتي أكمل سفرك فيها مع أسرتك وأنا سأجلس هنا عند سيارتك وإذا وصلت مدينتك إحضر معك سطحة لنحمل عليها سيارتك إلى الورشة ، قال له صاحب العائلة هذا غير معقول يعني أنك ستمكث هنا قرابة الــ 10 ساعات ، قال الرجل لا بأس أنا رجل بمفردي وأنـتـم عائلة توكل على الله وواصل سفرك ، قام صاحب العائلة وأخذ سيارة الرجل الشهم ورقم هاتف منزله لأن هذه القصة قبل وجود الجوالات وانطلق بعائلته ، وفي اليوم الثاني وعندما وصل الرجل بعائلته إلى مدينته أخذ سطحة وركب مع سائقها وتوجهوا صوب سيارته المتعطلة على الخط السريع والتي يوجد فيها الرجل الشهم ، وصل الرجل بالسطحة إلى سيارته وفيها الرجل الشهم وقام بشكره والثناء عليه وأعطاه مفاتيح سيارته وتوادعا بالدموع وذهب كلاً في حاله .
مرت الأيام والشهور وتذكّر صاحب السيارة المعطوبة المعروف الذي صنعه له الرجل الشهم فأتصل ليسأل عنه ، فقالت زوجته هل أنت من الديانة حسبي الله عليكم لقد جلستم خلفه حتى وضعتموه في السجن وجلست تبكي على الهاتف فعرف أنه مسجون في دين ، فقال لها ما إسم السجن الذي زوجك مسجون فيه فذكرت له إسم السجن ، فتوجه للسجن وسأل عن الرجل وقالوا له موجود وهو مسجون في ديون ، وحاول أن يقابله ليعرف منه ولكنهم رفضوا فسألهم عن مقدار الدين الذي عليه فقالوا لا نعلم فالشخص الموجود لديه سجل الديون غير موجود الآن تعال في وقت آخر ، فقال لهم أنا أُريد أن أسدد ديونه فأعطاهم 100 ألف ريال وقال لهم سددوا عنه وذهب في حال سبيله ، ثم قام بالإتصال بزوجته وأخبرها بأنه قد قام بسداد ديون زوجها ففرحت وأنهارت تبكي وتدعي له بطولة العمر والرزق الوفير ، وبعد كم يوم أتصل عليها ليطمئن عليه فقالت له إنه لم يطلع من السجن ، ثم قام وأتجه للسجن الذي مسجون فيه هذا الرجل الشهم وقابل العسكري الذي أخذ منه الفلوس وسأله عنه وقال لهم ، لماذا لم يخرج فلان من سجنه وأنا قد سددت عنه ، فقال له العسكري الدين الذي عليه مليون ريال وليس 100 ألف وقال العسكري أنا حائر في أمري ومتعجب منك ومن المسجون ، فأنت سددت عنه 100 ألف ولم تذكر إسمك وصاحبك قال لنا ماذا تصنع لي 100 ألف ريال وطلب منا أن نطلق بها سراح بعض زملائه المسجونين ممن ديونهم على 5000 أو 10000 ريال وقد أطلقنا بها سراح 12 سجيناً ، قال الرجل خيراً إن شاء الله وأنصرف ، وغاب شهر ثم عاد وقد جمع المليون ريال من جماعته وأهل الخير وبعض مدخراته وأعطاهم المبلغ ولم يذكر إسمه وانصرف في حال سبيله .
هذه القصة دليل على أن البذل في سبـيـل الله وعون الآخرين لا يذهب هَـبـاءً بل يكون جزاءه أضعاف مضاعفة وسريعاً في نفس الوقت ، ولا غرابة في ذلك فالمتصدق يـتعامل مع من إتصف بالرّحمة والكرم والغِـنَـى وهو سبحانه جل جلاله فقد تعهّد في كتابه وعلى لسان نـبـيـه صلى الله عليه وسلم بأن يُـخلـف على الباذلـيـن من أجلـه .
دمتم في صحة وعافية وحفظكم الباري .