![]() |
![]() |
![]() |
|
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() ![]() مسألة اكتفاء
في تراث الشعوب دعابات كثيرة على بعضها البعض. وأحيانا ضمن الشعب الواحد. فالمصريون يركبون النكات ثم ينسبونها الى الصعايدة. والسوريون يحولونها الى نقاش بين أهل حماة وأهل حمص. والبريطانيون ينكتون على الايرلنديين. والفرنسيون على البلجيكيين. والألمان على البولنديين. وأهل الولايات الكندية على مقاطعة نيوفاوندلاند.. وهلم جرا. غير أن بعض الشعوب التي يقوم بينها عداء تاريخي وحروب، تميل الى مزج الدعابة بالسخرية الحادة، أو الجارحة، كما هو الأمر بين الفرنسيين والإنكليز. أو العكس. ويعود ذلك الى زمن بعيد. وكان صامويل جونسون واضع القاموس الذي يحمل اسمه (القرن الثامن عشر) يزدري جيرانه عبر القنال. وكان مرة يشرح لأستاذه السابق في أوكسفورد كيف انه سوف ينهي قاموسه في ثلاث سنوات. فقال الأستاذ «لكن الأكاديمية الفرنسية، المؤلفة من 40 عضواً، أمضت اربعين عاماً لاستكمال قاموسها». فأجاب جونسون: «هذه هي النسبة على وجه الضبط. دعنا نعمل حساباً صغيراً: أربعون مرة أربعين تساوي 1600. ونسبة ثلاثة على 1600 هي نسبة المقارنة بين الفرنسي والإنكليزي». ودارت دعابات كثيرة حول القاموس الإنكليزي الأشهر وصاحبه، ومنها انه بعد صدوره التقى جونسون سيدتين معروفتين قالتا له: «كم نريد أن نشكرك لأنك لم تدرج الكلمات الملعونة في قاموسك». فرد على الفور: «أيتها الملعونتان. لقد أمضينا وقتاً طويلاً في تقليب الصفحات للتأكد من ذلك». وسألته سيدة عن معنى كلمة معينة ولماذا اختار تفسيراً معيناً. وكانت تتوقع منه الدفاع عن وجهة نظره، لكنه قال: «إنه الجهل يا سيدتي. الجهل ولا شيء سواه». وعرف عنه انه لا يحب الموسيقى إطلاقا. واضطر مرة حضور حفل عزف على «الهارب». ولما انتهت العازفة سألته اذا كان يحب الموسيقى، فأجاب: «اطلاقاً. لكنها الأقرب الى قلبي بين جميع انواع الضجيج». وكما كان جونسون يزدري الفرنسيين كان يتعالى على الاسكوتلنديين. وفي إحدى الجلسات قال له صديق اسكوتلندي: «انك تتجاهل دائماً ما لهذا البلد من آفاق». فأجاب جونسون على الفور: «الأفق الوحيد المفتوح أمامكم هو انكلترا». وسئل مرة ان كان احد يمكن ان يجاري شاعراً اسكوتلندياً شهيراً فقال: «طبعاً. الكثيرون من الرجال ومن النساء ومن الاطفال». وقيل له مرة ان صديقاً له تزوج مرة ثانية بعد طلاقه فقال: «هذا يحدث دائماً. الأمل ينتصر على التجربة». وروي له مرة أن خطيباً بالغ في رثاء احد الوجهاء، فقال: «ولم لا؟ إن الخطباء لا يؤدون القسم». وكان معاونه في وضع القاموس أكثر دقة منه، فانتفض في وجهه ذات يوم قائلاً: «اسمع يا بوزويل ـ ليس لديك سوى موضوعين: انت وأنا. وقد سئمت الاثنين معاً». جاءه مرة شاب متعال وقال: «قل لي يا دكتور جونسون. ماذا تعطي مقابل ان تكون شاباً ووسيماً مثلي؟». فأجاب: «ايها الشاب لن اطمح الى كل ذلك. سوف اكتفي بأن أكون غبياً ومدعياً». ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية ) |
|||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |