رسائل واتس اب جديدة كل يوم .. شاركونا بكل جديد

وردة
الضمير،
أصلا اسم منحوت من ضَمَرَ،
أي أنه يدل على الإستتار.
فهو بمعنى الوعي والشعور والإدراك والإهتمام والعمل المتقن،
وبالمجموع هو الوجدان …
وكل واحد من هذه المفاهيم نقصد به الضمير.
لكننا
في الفلسفة الأخلاقية
نجد للضمير وظيفة أدق من هذه المعاني …
لأن الإنسان
عندما يتفاعل مع الأشياء المحسوسة
وغير المحسوسة
تظهر عليه هنا علامات لا تتحدد
إلا بالصدق والكذب في الأفعال …
والتمييز بين ماهو صحيح عن ما هو باطل ..
ومعنى هذا أن الإنسان عندما يمارس الأفعال، تتحكم به قاعدة منطقية هي أن يفعل الأشياء من جهة أن الواجب حكم عليه بفعلها على نحو صحيح، وهذا الواجب لا يكون واجبا إلا من جهة المسؤولية التي تحدد مساحة الأفعال. فكيف يرتبط الضمير بالواجب من جهة الوعي بأداء الأفعال، وبالمسؤولية من جهة معرفة قوى هذه الأفعال؟ فإذا كنا نعلم أننا نفعل الأشياء من منطلق وجوب فعلها، فإن تمييز الصالح منها عن الطالح مسؤولية يقتضيها العقل. ولذلك، يكون الضمير هو الحكم بين الإنسان في سريرته بين الواجب والمسؤولية. وعليه، فصناعة الضمير هي سر غور النفس الإنسانية للركون الى الوجدان الذي به نعرف أن نفعل، أولا نفعل شيئا، إلا اذا كان واجبا، إيجابا أوسلبا.
إن تقدير ضرورة الواجب تأتي من جهة أننا نستند للمسؤولية في صياغة الأنا مسؤولة عن الفعل أوعدم الفعل!؟ ومعنى هذا أن الأنا محكومة في داخل الإنسان بالتوازن بين كل من الواجب الذي شغل الجانب الأول من كفتي الميزان، والمسؤولية التي هي في الجانب الثاني من الكفتين. وبعد هذا، إن أية قوة خارجية تتدخل في قياس العلاقة بين الواجب والمسؤولية إنما يجب أن تكون محكومة من الضمير في المعادلة، وإلا غاب الضمير عن وظيفته الوجدانية في النفس البشرية.
يطبــــع