الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات


 
 

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27/05/2007, 01:40 AM   #8
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 245
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
 المشاركات : 6,236 [ + ]
 التقييم :  10000
لوني المفضل : Brown
افتراضي من هو قارئي؟! **ثريا الشهري



من هو قارئي؟!

يقول محمد البشير الإبراهيمي: «أيها الأعراب! هل فيكم بقايا من حرب أم محارب، دبت بينكم العقارب وأنتم أقارب، فتكدرت المشارب وتقوضت المضارب، وغاب المسدد في الرأي والمقارب»، أرى أنها مقدمة تتناسب وأحوال فلسطين والعراق ولبنان، بل ومع هذا الإصرار العجيب على الوحشية، والألم والتمزق قل لي ماذا بإمكانك أن تكتب لو كنت مكاني؟! فأنا إلى يومنا هذا وبالرغم من كل التصريحات والتحليلات اللانهائية لم أصل لتفسير يقنعني عن اقتتال فتح وحماس! وحتى اللحظة لا أعرف بالضبط لم يقتلع أهل العراق عيونهم بأيديهم! أما لبنان، فمساحة مقالي لا تكفي لحجز الأسئلة التي تخصه! ولا زالت الكتابات تدور وتحوم وتطير حول نفس المواضيع إلى أن تنشقنا الملل حتى النخاع، وكم سألت نفسي عن نوعية قارئي! فلا أظن أن الذي يفخخ نفسه من أولئك الذين يتناولون فطورهم على رائحة القهوة ومطالعات الصحف، حتى إذا قرأ مقالا أعجب بمنطقه وبمحكم استنتاجاته طوى الصحيفة جانباً، وأدار رقماً في هاتفه المحمول ليلغي العملية المفخخة، لأنه عثر على طرح مخالف لمبدأ التفخيخ فرضي به متراجعاً ومعترفاً بذنبه، ولا أعتقد أن المنظّر الذي يقف وراء حملات الإعلانات الدموية ويدرب المجندين على الموت ممن يقرأ الصحف، فإذا فعل لأن ورقة الصحيفة التي بين يديه وكان ملفوفاً بها سلاح أو حزمة ديناميت، أقول إذا وقع نظره بالصدفة على عنوان لمقال يستنكر الإرهاب والرعب ويحكي عن صرخات الثكالى وأطفالهن، نحّى أصابع الديناميت جانبا وقرأ بتمعن ثم شرد بفكره ليحلل ويستوعب، فقام من فوره ونفض عقله مما علق به وقرر أن يتخلى عن جنونه لأنه حرام، ولا أحسب أن أغلب من يفجرون أنفسهم يملكون رفاهية القراءة أو الكتابة من الأساس، أو بذكريات المعلمة الحنون التي كانت تكافئ تلاميذها على اجتهادهم برص النجوم الذهبية على دفاترهم! أجل، إنه سؤال محير، من هو قارئي؟!
من يدير آلة الموت؟ من يضغط على مفاتيح تشغيلها؟ فمهما كان مركزه، والجهاز الذي ينتمي إليه، فهو ليس بالشخص الذي يتأثر بما تتراشقه وسائل الإعلام، وكأني أراه وهو يتلذذ بارتباكنا ويستمتع بعذاباتنا ومحاولاتنا للفهم والتعايش، فيغمض عينيه منتشياً «ببطولاته عابرة المحيطات» التي شغلت الناس وشلت حركتهم، وهو قابع في مكانه يطل عليهم من فوقه، ويبتسم، ولا يجد غضاضة في أن يخرج عليهم ليشاركهم عويلهم وشجبهم، بل ويتوعد مهددهم، (وخصوصاً جزئية الشجب والتقبيح) فالمسرحية لا تكتمل من دون تلك الحبكة الدرامية، مع احتفاظه ومن معه بالطبع بحقوق التأليف والتنفيذ، والسؤال مرة أخرى: أهذا هو قارئي؟ أم يكون ذاك الذي ظن في عقله التمام فأغلق صندوقه على ثوبه المرفي البالي وأقسم ألا يجدده أو يسمح بتجديده، وكل من جدده أصدر حكمه عليه بالإلغاء الشفهي وعادة الفعلي، فأي تحجر أرجو تغييره بمقال؟

غير أن هناك الشق الآخر من القراء، شق قد يقرأ لك فيجد في بعضه راحة أو شفاء لما في خاطره، أو ينتهي من المقال فلا يندم على الدقائق التي قضاها بصحبتك، فهو إذن مثلك أو يقاربك في التفكير، وهذا النوع من القراء لا تبذل جهداً يذكر في توجهه، فلم يكن من مدمني السفك والسحق، فعالجته من إدمانه، ولم تنحرف بوصلته فعدلتها لمسارها، فلا عبرة بفضل كلماتك عليه، إنما هو وعاء قد غرف منه قبلك وازداد منه بعدك، ولو لم تكن أنت لكان غيرك، فالقارئ الذي يشبهك ويتجاوب معك لا يمثل تحدياً لفكرك ونهجك في طرح قناعاتك بتسلسل ومنطق وتدليل، ولكن قل لي ماذا يفعل الكاتب بالقارئ العنيد الذي يرى في تبني رأي مغاير تنازلا لا يسامح نفسه عليه؟ فهذا النوع من البشر مستعد للذهاب إلى أبعد مجاهل الجهل فيجهل فوق جهل الجاهلين حتى لا يقال أنه كان يجاهر بشيء، والآن يجاهر بغيره، ولا أدري كيف نتقدم وننتهي من طاحونة الغباء بهذه العقلية المتأخرة والمؤخّرة! ولا أدري وأنا المعنية بهذا القارئ بالذات، ماذا عليّ أن أسوق له من براهين لتزيل عنه الحرج ويقدم على خطوة التصحيح إن وجد فيما أقول وتبعاً للدين وعرف الأخلاق والثقافة الحسنة شيئاً أصوب وأفضل مما تخمر في عقله.

منطقتنا هي مهد الأديان السماوية، وفيها قامت الحضارات، فأين كمن الخلل حتى أضحينا أكثر الشعوب تصفية لدمائنا؟ هل هي جينات متعطشة للقتل تسري في عروقنا ونتوارثها! هل هي مناهج تعليمية وبيئات محلية شجعت على هذا المفهوم! فنحن لم نعر بالا للمقدس الديني مع أننا أكثر الناس تشدقاً به، ولم نحتفظ بما في المقدس البشري إلا بقدر ما يحقق أغراضنا منه، فكل مقدس ويكتسب مكانة مطلقة من خلال إيمان الناس به، والخطر كما أرى أننا على وشك الإيمان بمقدسنا البشري الذي يمجد الحرب والدمار وبأي نتيجة، إن لم نكن قد قدسناه بالفعل، وهي دائرة جهنمية لا يخرج منها من يقع بها، والأخطر من هذا، أنها دائرة تبدأ فتمتد وتحصد في طريقها باقي الشجر، فهل بإمكان كلمة أن توقف دبابة عن اقتلاع وردة؟ أتمنى...وليت الأمور تأتي بالتمني، فمن يقتل لا ينتظر مقالا إصلاحياً ليزعزعه، ومن يأمر القاتل بالقتل ليس من دعاة اقرأ، بل اقتل ولا تلتفت وراءك، ومن يموّل القاتل ومحرّضه من المستبعد أن يقلب حياته مقال يخالفه، ومع هذا فليس لنا سوى أن تستمر رسالتنا، على أمل أن تصل يوماً إلى أحدهم فتحدث في حياته فرقاً فيكف عنّا فساده، فمن أحيى نفساً فكأنه أحيى الناس جميعاً، وهكذا هي مهمة الكلمة.

كلمة أخيرة: ما أغربنا نحن العرب، نقطع أوصالنا ثم نتهم الأجنبي بتقطيعها، فإذا قطعنا الأجنبي اتهمنا أنفسنا بتقطيعها...فمتى تطهر أيدينا حتى نتعرف على الخائن منا ومنهم!


 
 توقيع : مشهور



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w