الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات




هل فسد الزمان ؟!

فضيلة الشيخ موسى محمد هجاد الزهراني


إضافة رد
#1  
قديم 01/08/2008, 09:09 PM
داعية إسلامي معروف وشخصية مميزة وعضو شرف منتديات رباع
موسى محمد هجاد الزهراني âيه ôîًَىà
 عضويتي » 11137
 تسجيلي » Jan 2005
 آخر حضور » 18/06/2014 (02:23 PM)
مشآركاتي » 191
 نقآطي » 60
 معدل التقييم » موسى محمد هجاد الزهراني will become famous soon enough
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
هل فسد الزمان ؟!



هل فسد الزمان؟!
ينبع البحر في 13-6-1427هـ
موسى بن محمد بن هجاد الزهراني

جاء في صحيح البخاري : عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِىٍّ قَالَ أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ « اصْبِرُوا ، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِى عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ الَّذِى بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم .»[1] .
هذا حديث صحيح ينطق بما عليه أحوالنا اليوم..
لقد تغير كل شيء في حياة الناس اليوم، ولم يبق أمرٌ من أمورنا إلاّ وقد دخله ما غيّره أو أفسده أو أنقصه..
عدت إلى مسقط رأسي هذا العام لأمتع عيني بذكريات الماضي، ومراتع الصبا، وهل الحياة إلا ذكريات؟ ..
لكني فجعت لمّا رأيت الناس غير الناس.. والطبائع غير الطبائع ، والعادات غير العادات.. ما كان عيباً فيما مضى ؛ إذ كنّا صغاراً أصبح اليوم من العيب ألا تفعله!.. وما كان مروءة ورجولة وشهامة أصبح فعله تخلفاً وعدم فهم! ، تغير كل شيء إلا أسماء الناس.. فهي التي بقيت على حالها!..
تلك القرى الوادعة التي كانت تنام في أحضان الأودية بين الجبال.. تغشاها السكينة وتلمس فيها البساطة في كلِّ شيء.. تغيرت اليوم..
صعدت أعظم جبلٍ هناك (جبل الصفا).. أنا ورفيق طفولتي وابن عمي الحبيب / عبد الله بن موسى بن موسى الزهراني ، أبو خالد حفظه الله ، فرأينا العمارات المشمخرات في الهواء ! .. ورأينا القصور التي كل قصر منها كأنه ينتقم من الآخر.. بجماله وطوله وألوانه! لكنها تخفي بين جدرانها ألواناً من الهموم والغموم والمآسي والتباغض!..
القرية.. ما القرية؟! لقد كانت مجموعة بيوتٍٍ بُنيت من الحجر.. متلاصقة كلها.. تقاربت مثلما تقاربت قلوب أهلها.. كانت الأسرة الكبيرة يسعهم منزلٌ واحدٌ صغير الحجم.. صغير المساحة! ولكنه كان كبيراً بالسعادة التي كانت تملأ جوانبه ، لم يكن مقسماً إلى غرفة نوم رئيسية ، وغرفة طعام ، ومجلس رجال ومجلس نساء ... بل المجلس والغرف والاستقبال كلها كانت في مساحة واحدة صغيرة هي كل شيء ! ينام أهل البيت كلهم على فرش مرصوصة بجوار بعضها دون غضاضة - وقريتنا (رباع ) لها أعظم مكانة في نفسي ، فوالله إن وديانها وجبالها وضبابها أغلى عندي من ألف بحرٍ و(نيل) !! -.. أما اليوم.. فهذه القرية قد تمردت على تلك البيوتات الصغيرة.. فتناثرت القصور من حولها.. فأصبح للأب منزلٌ.. وللأبناء منازل.. يحرص كلٌ منهم على أن تكون بعيدة عن بعضها.. خوف المشاكل!.. وفي البيت كلٌ له غرفة خاصة.. فأصبحت البيوت مثل الفنادق تماماً لا يعلم أحدٌ بما يدور في غرفة الآخر.
تغيرت بساطة الناس تلك ؛ فأصبحت تلمس التعقيدات في حياتهم.. في كلامهم.. ومزاحهم وضحكهم المصطنع..
إن قعدت بينهم سمعت الهمز واللمز.. والتفاخر بالدنيا من أناس كنا نعرفهم فيما مضى أصدقاءَ حميمين للفقر المدقع!.. واليوم لسانُ حالهم يقول: {.. إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي .. }القصص78 .
تجلس في بعض مجالسهم وتقوم وأنت لا تسمع إلاَّ تفاهات وسذاجات! . فإن أراد أحد الكلام في الدين ثقل عليهم كلامه ومجلسه ، ولربما تطاول أحدهم عليه –وما أكثرهم- ولربما سمعت من أحدهم نقداً –وهو متكئٌ على أريكته- لعلمائنا ودعاتنا.. فتعجب من حال هذا الرويبضة الذي لا يحسن الوضوء ولا يقيم الفاتحة!! ولكنه زمانُ المال الذي يصنع المعجزات حتى جعل من الجُعل أسداً!.
أصبحوا لا يفرحون بمن أتاهم.. ولا يأسون على من فارقهم..تجلس في – بعض - مجالسهم فتسمع أخبار المساهمات.. والمؤشر الأخضر والأحمر.. الذي هربنا من سماع أخبارها في المدن فلحقتنا في القرى فشغلت قلوبهم ومجالسهم!..
وفي المقابل.. أصيب الناس بالضغوط النفسية.. نتيجة لهذه التغيرات.. هم يركضون بلهاث خلف الدنيا لإدراك السعادة.. ولم يدركوا منها إلا التعب والنصب والأمراض النفسية..
امتلأت البيوت بالقنوات الفضائية التي -أكثرها- لا تحرم حراماً! لماذا؟ بحثاً عن السعادة؟
وشركات السياحة كلَّ صيف يزدحم الناس على أبوابها ، ولربما لم يجدوا فيها حجوزات ولا مقاعد من كثرة السياح! لماذا؟ للسفر خارج البلاد للبحث عن السعادة!..
تمشي في شوارع أي مدينة –أو قرية الآن- فترى الحدائق والملاهي ومدن الألعاب.. أكثر من العمارات نفسها لماذا؟ لجلب السعادة للأولاد والبنات! ومع ذلك يخرجون منها كلَّ ليلة بسخط وعدم رضا يودّون لو أنهم وجدوا أفضل منها! فيعودون بالضغط النفسي والكآبة النفسية! .
***
أنظر إلى جوالات الجيل الجديد.. أعني أُمَّات[2] الكاميرات والبلوتوث مليئة بكل ما لا تتخيله من فاحش القول والصورة! لماذا؟ لجلب السعادة! فجلبت لنا الهمَّ والغمَّ وتمزيق الأعصاب!. مقاطع البلوتوث أصبحت مواخير زنى يحملها الشاب في جيبه حتى في الصلاة.. أقسم بالله لقد أراد أحدهم أن يأخذ رأيي في مقطع بلوتوث (جنسي) ونحن في وسط الحرم المكي.. وهو من الدعاة وليس من عوام الناس! فعجبتُ ونهرته.. وذهبت! .
هذا مقطع لرجل يزني بامرأة ويريد منك أن تتكرم بإبداء رأيك في... هل هو من رجال الهيئة كما يقول العلمانيون –لعنهم الله- أم لا؟..
وهذا مقطع آخر يريني إياه أحد الدعاة.. لشباب سعوديين يرقصون.. فأحدهم أخذته نشوة الطرب فما كان منه إلاَّ أن سجد لشاب أمرد أمامه! أقسم بالله ثانية.. لم أنتفع بنفسي تلك الليلة لما رأيت هذا المقطع.. وقلت لماذا أقحم نفسي أنا مع هؤلاء كلما جاء أحمق أخرج هذه الفضائح من جيبه انسقت له أنا ليأخذ رأيي؟! ومن أنا؟! .
وهذه مقاطع انتشرت لعمليات ذبح الأسرى في العراق سمعت بذبحهم لامرأة ووضع رأسها على صدرها؟! أهذا إسلام أيها الناس؟!.. وأنا لاأزال أجزم بأن الرافضة هم الذين يرتكبون هذه الفضائح هناك ويلصقونها بأهل السنة .
وهذه مقاطع لذبح رجل أمريكي –أظنه- في الرياض كما تذبح الشاة.. من دعاة التكفير والتفجير {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }الزخرف37 .
* * *
الأب المسكين.. يتجشم الصعاب... ويحصل على إجازته في الصيف بعد وساطات وتملقات وتنازلات ليأخذ أولاده وأسرته في نزهة في ربوع البلاد..
فينفق بالدَّين آلاف الريالات ويركض ركض الوحوش من مدينة إلى أخرى.. من منتزه إلى آخر.. يقطع آلاف الكيلومترات بحثاً للسعادة لأولاده وبناته.. فيعود بخفي حنين! سخط وغضب من أفراد أسرته ولربما ساعدتهم الأم الحمقاء على ذلك بكثرة آرائها ومقترحاتها التي تنزف ما بقي من عقل في رأس رب الأسرة وما بقي من مال في جيبه!! فإذا عاد من سفره توارى عن الناس في الحي الذي يسكنه.. ولربما هجر صلاة الجماعة.. لأن الدائنين له بالمرصاد!!.
* * *
آه.. آه.. أخرجها والله من صميم فؤادي حرقة على ما وصل إليه الحال من أوضاعنا!
لقد أصبح تكالبنا على الدنيا وتلوثنا بقذاراتها أكثر من تلوث الكفار من أهلها بها! والقادم أعظم!نسأل الله السلامة والعافية وحسن الخاتمة.
--------------------------------
[1] - حديث رقم 7068 – باب الفتن .
[2] - هكذا تنطق إذا أريد بها غير الأمهات الحقيقيات ..




رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها موسى محمد هجاد الزهراني
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
إلى الشيخ : محمد المنجد .. فصبرٌ جميل !! فضيلة الشيخ موسى محمد هجاد الزهراني 5 4342 09/01/2010 11:13 PM
في جريدة اليوم فضيلة الشيخ موسى محمد هجاد الزهراني 9 2145 22/05/2009 10:47 PM
.. ليلة مع الشعراء ! فضيلة الشيخ موسى محمد هجاد الزهراني 9 2857 12/02/2009 02:10 AM
رحلة الى الجامع الأزهر !! فضيلة الشيخ موسى محمد هجاد الزهراني 8 2833 03/02/2009 05:24 AM
الوفاء بين الكلب والسموأل ! فضيلة الشيخ موسى محمد هجاد الزهراني 8 2225 26/01/2009 06:17 AM

قديم 01/08/2008, 09:31 PM   #2
المزيونه
Guest



 عضويتي »
 تسجيلي »
 آخر حضور » 01/01/1970 (03:00 AM)
مشآركاتي » n/a
 نقآطي »
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي



الله يجزاك خير وتسلم عل الطرح الموفق


 

رد مع اقتباس
قديم 02/08/2008, 02:37 AM   #3
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


مشهور âيه ôîًَىà

 عضويتي » 245
 تسجيلي » Feb 2005
 آخر حضور » 28/02/2014 (09:03 AM)
مشآركاتي » 6,236
 نقآطي » 10000
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



فضيلة الشخ موسى بن محمد بن هجاد الزهراني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم لقد اطلعت على ما كتبت والله يجعلها في موازين اعمالك وان ينفع بها شبابنا اليوم وانا لي معك وقفات ارجو ان اكون قد ساهمت بما يكنه القلب من حب لقريتي رباع التي احبها حبا لايوصف ولها ذكريات عشتها في الصبا وعند ما كنت هناك وهناك ليس انني غادرتها وانا لااحبها بل غادرتها وانا انظر اليها كل مابتعدت خطوات اراها بجماله وطبيعتها الخلابه بتلك الصوره التي رسمتها في فودي وانا اغادرها رويدا رويدا سيرا على الاقدام عندماكانت رباع تدفن في ترابها اخر رجل من الرجال الذين كنا نعتزفيهم الشيخ جارالله بن محمد بن جارالله فقد دفن ذالك اليوم وكان يوم حزين بالنسبة لنا هنا شيخنا غادرت رباع وانا انظر اليها نظرة الوداع فقد نعودوقد لانعود شيخنا الفاضل رباع القريه الهادية في باحة نقعة بني حسن في وادي الحيط في قمت الطفاف المطله على تهامه وتشاهد منها السهول والجبال والاوديه عبر اصدارها وموقعها المرموق بين القرى رباع التي عشنا انا وانت وعاش غيرنا فيها وترعررعنا في بيوتها الحجريه المتواضعه هناك فقد ذكرتني ياشيخنا بانك عدة اليها ومن هنا تحدثت عن العادات وما شاهدته بام عينك من تغير في الحياة لقد ذكرت يا شيخنا الكريم بانك صعدة الى جبل الصفاء وهو جبل يطل على القريه من الجهة الغربية لرباع الابيه لقد صعدة الى هناك لكي تنظرالى القريه وترى بام عينك مع صحبك كيف كانت والى اي مدى سارت لقد انجزت المهمه هنا سنبدا لقد تحدثت عن المنازل وما كانت عليه سبقا وعن الجود والكرم وحسن الضيافه وتقدير الزايروالضيف والصديق والمعروف بين لناس وكيف كان الناس يعيشون لبعضهم ويستقبلون غايبهم ويرحبون بضيفهم البيوت التي لايوجد فيها مجلس ومقلط وغرفة نوم بل البيت للجميع والفرش للجميع والنفوس ترحب قبل ان تدخل على اي صديق رباع تلك القريه التي حباها الله بالعز والرجال ربا ع التي نعرفها ونعرف رجالها وشيوخها وشبابها رباع التي كانت ونتمنى ان تعود الى سابق عهدها انشالله شيخنا الكريم لقد عرجت على العادات وعلى كيف كانت القريه ايام زمان واليوم التباهي بالمباني والتباهي بالعمايرولاكن من هم الذين يدخلونها ومن هم ضيوفها الشباب الذي تغيرت افكارهم وتغيرت عاداتهم لقد حدثني احدهم بان السلام عليك هو بان يعزف لك على بوري السياره وهاذى هو السلام او يخرج يده من زجاج السياره فيلقي عليك التحيه كيف حصل هاذى اننا نعيش اليوم عصر الحضاره فلان عاد من السفر ايش يعني فلان سافر يش يعني الكل يسافر والكل يعود ان راك وتكرم ومديده لك وان كان الوقت لايسعفه فسيراك بوقت اخر هاذي هي الحضاره الله واكبر كيف كان الرجال يستقبلون السفريه عندعودتهم من السفر انا اعرف اننا كنا نحتفل ونفرح ابنا القريه جميعا بعودة اى مسافر غاب عن القرية لثلاثة شهور في جده او مكه او ادا العمره او حج وعاد القرية كلها ترحب بهم ويستقبلونهم بالترحاب والزياره وبيوتهم التي ذكرت شيخنا عامره بالرجال والقهوه العربية والعزايم والروح الطيبه والسلام من الجميع رجال وحريم وابنا صغار وكبار واننا اسرة واحده هاذه رباع والله لو انني بدات اكتب هاذي القصه لتكون صفحات لن امل من تتبع ماكان يحث قديما بيننا في القريه لقد غادرتها قبل ان ياتي اليها الازفلت او غيره او الهاتف او الحضاره او التباهي بالعمائر والقصور ونحن نويد ان تكون قريتنا قريه نموذجيه ولاكن لانويد ان تتغيرالنفوس بل نريد ان نكون كما كنا وافضل مما كنا انشالله وللحديث بقيه والله اسال ان يتم نعمته على الجميع والله يجزاكم شيخنا خير الجزا على ماسطرت من حقايق ولك تحياتي والحمدلله اننا لم نشاهد شي مما شاهدتمواقصد بها التغير في النفوس وليس التغير في الحضاره والتطاول في البنيان فهاذى حق مشروعولاكن مع التواضع فمن تواضع لله رفعه وباقين على عهد ابانا واجدادنا نتذكر رباع الحصون ورباع القريه الابيه عندما كانت تلك القريه الهاديه في نقعة بني حسن والرجال الاوفيا رحمهم الله واسكنهم جميعا فسيح جناته واخردعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ابو مشعل
مشهور
هل فسد الزمان؟!
ينبع البحر في 13-6-1427هـ
موسى بن محمد بن هجاد الزهراني
جاء في صحيح البخاري : عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِىٍّ قَالَ أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ « اصْبِرُوا ، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِى عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ الَّذِى بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم .»[1] .
هذا حديث صحيح ينطق بما عليه أحوالنا اليوم..
لقد تغير كل شيء في حياة الناس اليوم، ولم يبق أمرٌ من أمورنا إلاّ وقد دخله ما غيّره أو أفسده أو أنقصه..
عدت إلى مسقط رأسي هذا العام لأمتع عيني بذكريات الماضي، ومراتع الصبا، وهل الحياة إلا ذكريات؟ ..
لكني فجعت لمّا رأيت الناس غير الناس.. والطبائع غير الطبائع ، والعادات غير العادات.. ما كان عيباً فيما مضى ؛ إذ كنّا صغاراً أصبح اليوم من العيب ألا تفعله!.. وما كان مروءة ورجولة وشهامة أصبح فعله تخلفاً وعدم فهم! ، تغير كل شيء إلا أسماء الناس.. فهي التي بقيت على حالها!..
تلك القرى الوادعة التي كانت تنام في أحضان الأودية بين الجبال.. تغشاها السكينة وتلمس فيها البساطة في كلِّ شيء.. تغيرت اليوم..
صعدت أعظم جبلٍ هناك (جبل الصفا).. أنا ورفيق طفولتي وابن عمي الحبيب / عبد الله بن موسى بن موسى الزهراني ، أبو خالد حفظه الله ، فرأينا العمارات المشمخرات في الهواء ! .. ورأينا القصور التي كل قصر منها كأنه ينتقم من الآخر.. بجماله وطوله وألوانه! لكنها تخفي بين جدرانها ألواناً من الهموم والغموم والمآسي والتباغض!..
القرية.. ما القرية؟! لقد كانت مجموعة بيوتٍٍ بُنيت من الحجر.. متلاصقة كلها.. تقاربت مثلما تقاربت قلوب أهلها.. كانت الأسرة الكبيرة يسعهم منزلٌ واحدٌ صغير الحجم.. صغير المساحة! ولكنه كان كبيراً بالسعادة التي كانت تملأ جوانبه ، لم يكن مقسماً إلى غرفة نوم رئيسية ، وغرفة طعام ، ومجلس رجال ومجلس نساء ... بل المجلس والغرف والاستقبال كلها كانت في مساحة واحدة صغيرة هي كل شيء ! ينام أهل البيت كلهم على فرش مرصوصة بجوار بعضها دون غضاضة - وقريتنا (رباع ) لها أعظم مكانة في نفسي ، فوالله إن وديانها وجبالها وضبابها أغلى عندي من ألف بحرٍ و(نيل) !! -.. أما اليوم.. فهذه القرية قد تمردت على تلك البيوتات الصغيرة.. فتناثرت القصور من حولها.. فأصبح للأب منزلٌ.. وللأبناء منازل.. يحرص كلٌ منهم على أن تكون بعيدة عن بعضها.. خوف المشاكل!.. وفي البيت كلٌ له غرفة خاصة.. فأصبحت البيوت مثل الفنادق تماماً لا يعلم أحدٌ بما يدور في غرفة الآخر.
تغيرت بساطة الناس تلك ؛ فأصبحت تلمس التعقيدات في حياتهم.. في كلامهم.. ومزاحهم وضحكهم المصطنع..
إن قعدت بينهم سمعت الهمز واللمز.. والتفاخر بالدنيا من أناس كنا نعرفهم فيما مضى أصدقاءَ حميمين للفقر المدقع!.. واليوم لسانُ حالهم يقول: {.. إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي .. }القصص78 .
تجلس في بعض مجالسهم وتقوم وأنت لا تسمع إلاَّ تفاهات وسذاجات! . فإن أراد أحد الكلام في الدين ثقل عليهم كلامه ومجلسه ، ولربما تطاول أحدهم عليه –وما أكثرهم- ولربما سمعت من أحدهم نقداً –وهو متكئٌ على أريكته- لعلمائنا ودعاتنا.. فتعجب من حال هذا الرويبضة الذي لا يحسن الوضوء ولا يقيم الفاتحة!! ولكنه زمانُ المال الذي يصنع المعجزات حتى جعل من الجُعل أسداً!.
أصبحوا لا يفرحون بمن أتاهم.. ولا يأسون على من فارقهم..تجلس في – بعض - مجالسهم فتسمع أخبار المساهمات.. والمؤشر الأخضر والأحمر.. الذي هربنا من سماع أخبارها في المدن فلحقتنا في القرى فشغلت قلوبهم ومجالسهم!..
وفي المقابل.. أصيب الناس بالضغوط النفسية.. نتيجة لهذه التغيرات.. هم يركضون بلهاث خلف الدنيا لإدراك السعادة.. ولم يدركوا منها إلا التعب والنصب والأمراض النفسية..
امتلأت البيوت بالقنوات الفضائية التي -أكثرها- لا تحرم حراماً! لماذا؟ بحثاً عن السعادة؟
وشركات السياحة كلَّ صيف يزدحم الناس على أبوابها ، ولربما لم يجدوا فيها حجوزات ولا مقاعد من كثرة السياح! لماذا؟ للسفر خارج البلاد للبحث عن السعادة!..
تمشي في شوارع أي مدينة –أو قرية الآن- فترى الحدائق والملاهي ومدن الألعاب.. أكثر من العمارات نفسها لماذا؟ لجلب السعادة للأولاد والبنات! ومع ذلك يخرجون منها كلَّ ليلة بسخط وعدم رضا يودّون لو أنهم وجدوا أفضل منها! فيعودون بالضغط النفسي والكآبة النفسية! .
***
أنظر إلى جوالات الجيل الجديد.. أعني أُمَّات[2] الكاميرات والبلوتوث مليئة بكل ما لا تتخيله من فاحش القول والصورة! لماذا؟ لجلب السعادة! فجلبت لنا الهمَّ والغمَّ وتمزيق الأعصاب!. مقاطع البلوتوث أصبحت مواخير زنى يحملها الشاب في جيبه حتى في الصلاة.. أقسم بالله لقد أراد أحدهم أن يأخذ رأيي في مقطع بلوتوث (جنسي) ونحن في وسط الحرم المكي.. وهو من الدعاة وليس من عوام الناس! فعجبتُ ونهرته.. وذهبت! .
هذا مقطع لرجل يزني بامرأة ويريد منك أن تتكرم بإبداء رأيك في... هل هو من رجال الهيئة كما يقول العلمانيون –لعنهم الله- أم لا؟..
وهذا مقطع آخر يريني إياه أحد الدعاة.. لشباب سعوديون يرقصون.. فأحدهم أخذته نشوة الطرب فما كان منه إلاَّ أن سجد لشاب أمرد أمامه! أقسم بالله ثانية.. لم أنتفع بنفسي تلك الليلة لما رأيت هذا المقطع.. وقلت لماذا أقحم نفسي أنا مع هؤلاء كلما جاء أحمق أخرج هذه الفضائح من جيبه انسقت له أنا ليأخذ رأيي؟! ومن أنا؟! .
وهذه مقاطع انتشرت لعمليات ذبح الأسرى في العراق سمعت بذبحهم لامرأة ووضع رأسها على صدرها؟! أهذا إسلام أيها الناس؟!.. وأنا لاأزال أجزم بأن الرافضة هم الذين يرتكبون هذه الفضائح هناك ويلصقونها بأهل السنة .
وهذه مقاطع لذبح رجل أمريكي –أظنه- في الرياض كما تذبح الشاة.. من دعاة التكفير والتفجير {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }الزخرف37 .
***
الأب المسكين.. يتجشم الصعاب... ويحصل على إجازته في الصيف بعد وساطات وتملقات وتنازلات ليأخذ أولاده وأسرته في نزهة في ربوع البلاد..
فينفق بالدَّين آلاف الريالات ويركض ركض الوحوش من مدينة إلى أخرى.. من منتزه إلى آخر.. يقطع آلاف الكيلومترات بحثاً للسعادة لأولاده وبناته.. فيعود بخفي حنين! سخط وغضب من أفراد أسرته ولربما ساعدتهم الأم الحمقاء على ذلك بكثرة آرائها ومقترحاتها التي تنزف ما بقي من عقل في رأس رب الأسرة وما بقي من مال في جيبه!! فإذا عاد من سفره توارى عن الناس في الحي الذي يسكنه.. ولربما هجر صلاة الجماعة.. لأن الدائنين له بالمرصاد!!.
***
آه.. آه.. أخرجها والله من صميم فؤادي حرقة على ما وصل إليه الحال من أوضاعنا!
لقد أصبح تكالبنا على الدنيا وتلوثنا بقذاراتها أكثر من تلوث الكفار من أهلها بها! والقادم أعظم!نسأل الله السلامة والعافية وحسن الخاتمة.
--------------------------------
[1] - حديث رقم 7068 – باب الفتن .
[2] - هكذا تنطق إذا أريد بها غير الأمهات الحقيقيات ..


 

رد مع اقتباس
قديم 02/08/2008, 07:16 PM   #4


رحاب الرحمن âيه ôîًَىà

 عضويتي » 5380
 تسجيلي » Dec 2006
 آخر حضور » 08/05/2012 (02:57 AM)
مشآركاتي » 5,918
 نقآطي » 660
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي




مقال مميز ما شاء الله
جزاك الله خيرا


 

رد مع اقتباس
قديم 03/08/2008, 01:49 AM   #5
المؤسس والمشـــرف العــــام


صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



ذكرتني بالذي مضى وانقضى .. زمان كله حلو رغم بساطته وبساطة اهله رحم الله من مات منهم ومتع الله من عاش بوافر الصحة ..
نعم هو الحال كما ذكرت وكلنا نتحسر على طيبة القلوب لاجوع البطون . الناس جوعى ولكن قلوبهم شبعانه بحب بعضهم البعض ..
لاتذهب في مكان الا وتسمع الكلمات الجميلة بينهم كل يهب لمساعدة الآخر ويمد يد العون له بدون ان يطلب منه ذلك ..
اتذكر ان جدي حمود بن احمد الحارثي كان يقلع صفيانن من المقلع في جبل الصفا ليبني بيته في القرية فهب ابناء القرية جميعا كبيرهم وصغيرهم ليساعدوه عند المقلع واعتقد حينها لم يبقى احد في القرية .
كانت في روسهم شيمة ونخوه ورجولة قل ان تجدها في اي مكان . ويوم الدفنة مابقي احد في القرية الا وشارك وعند الانتهاء عرضوا فرحة بمنزل جديد تم بناؤه في رباع كانوا يفرحون اكثر من صاحب البيت ببيته . كانوا يتشاركون ويتساعدون في الصرام والحرث والدياس والبناء وكل شي .
رغم ضيق ذات اليد كانت القلوب اصفى من بياض الشمس ..
اما الحديث عن البلوتوث فللاسف ماتقوله ياشيخ عين الصواب فقد ذهب الحياء من وجوه الناس .
لكن يشهد الله اننا نفرح عندما نقابل شيوخنا ودعاة الخير أمثالك ..


 
مواضيع : صقر الجنوب


التعديل الأخير تم بواسطة صقر الجنوب ; 03/08/2008 الساعة 01:57 AM

رد مع اقتباس
قديم 03/08/2008, 02:48 AM   #6
داعية إسلامي معروف وشخصية مميزة وعضو شرف منتديات رباع


موسى محمد هجاد الزهراني âيه ôîًَىà

 عضويتي » 11137
 تسجيلي » Jan 2005
 آخر حضور » 18/06/2014 (02:23 PM)
مشآركاتي » 191
 نقآطي » 60
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



أخي أبا مشعل ( مشهور)
خالي أبا أحمد (صقر الجنوب ).. شكراً لكما على عظيم كرمكما في التعليق .. وهذا إنما هو فيض المشاعر والعيش في واقعنا .. فلم يبق لنا من ماضينا سوى الذكريات .. نرجوا الله تعالى أن يوفقنا لكل خير ..

خالي .. أرجو أن أراك إن شاء الله الأسبوع القادم في القرية !!


 

رد مع اقتباس
قديم 05/08/2008, 01:49 AM   #7
شاعر وعضو شرف منتديات رباع


فهدعبدالواحد âيه ôîًَىà

 عضويتي » 8762
 تسجيلي » Feb 2008
 آخر حضور » 30/10/2009 (08:46 PM)
مشآركاتي » 29
 نقآطي » 10
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي



اخي واستاذي الكاتب موسى هجاد اولا اريد استفسر هل كنت معلم وهل عملت بمدرسة
بالخزمر قبل فتره ليست قصيره
هذا استفسار فقط لانني كنت احد طلابك واحمل لك كل التقدير اشكرك على مقالتك الجميله فعلا والله انها الواقع فيا ليت ان كل واحد منا يسأل ابوه وجده عن حالتهم زمان وبعدها يعرف ان الناس لا يقاسون بالماده واضيف الى كلامك استاذي العزيز مشكله خطيره جدا الاحظتها انه كان عندنا بعض الشباب وسافروا وهم لايحملون إلا الابتدائيه وقامو جزاهم الله خيرا بتربية اللحا وقصرو الثياب ( مع العلم انني ارجو ان لايفهم من كلامي هذا انني ضد تربية اللحية وتقصير الثوب حاشا لله) ورجعو الينا واذا بهم يحرمون كل شي ويفتون في كل شي والله ان بعض المسائل يتحفظ من الافتاء فيها كبار العلماء وهم يفتون ويجزمون وانا والله جلست مع كثير منهم في اماكن فيها بعض المصارحات والمزاح فوجدتهم والله يحملون في قلوبهم اشياء والله انني يمنعني الحياء من ذكرها ويحقدون ويلمزون وعندما اريد ان اتعمق معهم في بعض المسائل الدينية بحكم انني والحمدلله خريج جامعه ومعلم والحمدلله اجدهم ليس لديهم اي علم وانما يقولون سمعنا وقرينا في بعض الكتيبات الصغيره وتجدهم يقومو بأثارة الفرقة بين الجماعه فو الله انني من قريه لايتجاوز عدد الصفوف في الجامع الرئسي فيها عن صفين وإن لدينا ثلاثة مساجد اليس هذا بالله من الفرقة وعدم التلاحم انا لله وانا اليه راجعون وامل ان لا احد ياخذ علي لانني فعلا تكلمت بشي واقع والسلام عليكم .


 

رد مع اقتباس
قديم 05/08/2008, 03:31 AM   #8
داعية إسلامي معروف وشخصية مميزة وعضو شرف منتديات رباع


موسى محمد هجاد الزهراني âيه ôîًَىà

 عضويتي » 11137
 تسجيلي » Jan 2005
 آخر حضور » 18/06/2014 (02:23 PM)
مشآركاتي » 191
 نقآطي » 60
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي شكرا أخي فهد



أخي الكريم فهد
أشكر لك مشاعرك الطيبة ...
أما الذي درسك فهو ابن عمي وتاج رأسي وكبير عائلتنا اليوم الأستاذ : محمد موسى هجاد الزهراني أطال الله في عمره .. وهو الآن مدرس في قرية رباع ..

أما ماذكرت من أصحاب الالتزام الأجوف فهم - بكل أسف - كثير .. وكان لي شريط في التسجيلات الإسلامية بعنوان الالتزام لنقد مثل هؤلاء.. وأتفق معك تماماً في كل ما تفضلت به .

أشكرك من كل قلبي .. ولعلي أزور قريتكم في زيارة دعوية قريباً إن شاء الله عن طريق مركز الدعوة في المندق ...وفقك الله


 

رد مع اقتباس
قديم 08/09/2008, 05:56 PM   #9
إبن المسارية


الرحال999 âيه ôîًَىà

 عضويتي » 11539
 تسجيلي » Aug 2008
 آخر حضور » 19/09/2009 (09:43 PM)
مشآركاتي » 734
 نقآطي » 156
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



اخي الحبيب موسى
انها صورة من صور الماضي الجميل وكذلك صورة لواقعنا المر
واصعب مافيه الان انك اصبحت لاتستطيع التمييز بين عدوك وصديقك
فمنهم من يتخذ من اخيك موضوع تنكيت لكي يضحكك
واذا غبت انت وحضر اخوك عمل معه نفس الشيء

نسأل الله ان يجزيك خير الجزاء
وتقبل مروري


الرحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ال999


 

رد مع اقتباس
قديم 26/09/2008, 07:32 PM   #10


ج/المنصور âيه ôîًَىà

 عضويتي » 261
 تسجيلي » Feb 2005
 آخر حضور » 05/08/2012 (06:05 AM)
مشآركاتي » 151
 نقآطي » 10
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشكر الشيخ موسى على هذاء الموضوع الجميل (هل فسد الزمان؟) والله اني اشهد ان الزمان اختلاف اختلاف كثير والكن الامل بالله سبحانه وتعالي ثم بالصالحين وارجو ان العقلاء يكونون مع كل زمان عقلاء بختلافاته

وانت ياشيخ موسى خير دليل


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

الساعة الآن 07:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w