إسرائيل وما يجري في العالم العربي

أثقلت عليكم بمقالتي حول الحكام العرب خلال الفترة الماضية ، لكن رأيت أن الوضع كان في غاية الأهمية بعد عقود من الزمن كانت تلك الأوطان ترزح تحت وطأة حكومات جعلت كل اهتمامها في مصالحها ، وأكل مقدرات شعوبها . لربما قربي من الكثير من مواطني تلك البلدان وسماعي لما يدور في بلدانهم جعلني أعيش معاناتهم ، وكأنني واحد منهم ، حتى أصبح الوضع لايمكن السكوت عليه ، وما آل إليه الوضع مع ما يجري من تغييراتعارمة ، وردت الفعل القاسية التي انتهجتها تلك الحكومات مع ما تقوم بهتلك الشعوب للحد من رغبتها في التغيير ، ومع نفاذ صبرها طالبت تلك الشعوب بإسقاط النظامبرمته ، ومن حوله ، والمقربين منه ، وتم لها ذلك حتى أن بعضها الآن شرع في تعديل الدستور ،الذي لازالت بعض الأنظمة متمسكة به وكأنه قران منزّل ، مع مناداتها بجدواه ، تأكيدهاعلى ذلك الدستور لاسيما أننا في عصر يتطلب التغيير تمشيا مع ما يجري في عالمنا اليوم.

. بعض تلك الأنظمة أطيح بها بالفعل ، وشرعت تلك الدول في تعديل دساتيرها بما يخدم شعوبها بعد قناعتها أن تلك الدساتير القديمة لم تعد فاعلة ، ولا تخدم الشعوب في عصر تتسابق الأمم برمتها إلى التقدم والازدهار.
أما اليوم فسيكون حديثنا حول موضوع في غاية الأهمية ، وهذا الموضوع يُعنى بمستقبل الأمة العربية على الساحتين الدولية والعربية نفسها . لعل ما جرى في مصر تما شيا مع الانتفاضة ضد النظام هناك ، نزع قنا ع إسرائيل التي كانت تختفي خلفه مع ذلك النظام البائد في مصر ، رغم معرفة الكثير به ، ومحاولتها الوقوف إلى جانب ذلك الطاغية حتى بالأسلحة ، والاستجداء بالرأي العام والرسمي في أوروبا ، وأمريكا للوقف إلى جانب مبارك من أجل البقاء ، لكن كما قيل (الشعوب لاتقهر،)ولم يسبق أن شعبا نهض أمام حاكمه وكان الفشل حليفة خصوصا إذا كان الشعب يدافع عن حقوق ولديه قناعة بمطالبه تجاه حكومته ، والحكومة في إسرائيل تدرك هذه الحقوق لكنها حاولت في بقاء ذلك الحاكم.إسرائيل في ورطة لاتعرف كيف يمكنها التعامل مع تلك الشعوب لاسيما أنها باتت مدركة حقوقها بعد أن أزالت تلك الأنظمة التي كانت سببا في تدني الحقوق العربية وكرامتها .
إسرائيل الآن تخشى أمور عدة في الوطن العربي رغم الوعود التي تلقتها ، ولا زالت تتلقاها من أمريكا ، وهي في نظري كما يلي :
1ـ لم تعد الشعوب العربية مستعدة للسكوت عما تقوم به إسرائيل تجاه فلسطين والدول المجاورة التي ترتبط معها بحدود جغرافية ( مصر ـ الأردن .)
2ـ أصبح الأعلام سلاح فتاك ، ولم تعد الأسلحة وحدها لها كلمة الفصل في الحروب ، بل في نظري أن سلاح الأعلام مدمّر بالفعل ، فما كانت تقوم به إسرائيل من قهر ضد الفلسطينيين أصبح مكشوفا للعالم ، وسيزيد من إقصائها على الأقل أمام شعوب العالم .، وتلك الحكومات التي كانت لديها القبضة الحديدية عندما تثور الشعوب من أجل قضية فلسطين ، لم تصمد أمام هذه الثورات أكثر من ثمانية إلى عشرين يوما ، بصرف النظر عما يجري الآن في ليبيا ، واليمن . فهاتين الدولتين لهما وضع آخر ، ولكن أرى أن مصيرهما السقوط .
3ـ لم تعد الأخبار والتحليلات السياسية حكرا على القنوات الرسمية بل أصبح العديد من القنوات الغير رسمية تقول كلماتها وتحلل ما يجري دون خوف ولا وجل ، وإسرائيل التي كانت تطمئن لوسائل الإعلام للحكومات العربية باتت الآن تدرك وضوح الحقيقة أمام الشعوب ، وعدم مقدرة الحكومات الجديدة وحتى القديمة منها لتكميم أفواه وسد أذان الشعوب العربية .
4ـ تيقنتْ إسرائيل أنه بمقدور الشعوب العربية التأثير على حكوماتها بل حتى عصيانها للقيام بما تراه في تحقيق مصلحتها ، ومصالح أمتها التي سكتت عنها عقود كثيرة .
بعد هذا التخوف ، والمعطيات السابقة التي نرى أن إسرائيل وضعتها في الحسبان قامت ببعض الإجراءات التي تراها هي أنها ستضع العالم العربي أمام الأمر الواقع وفي نظري منها :
1ـ الهجوم على غزة بين فترة وأخرى لترى ردة الفعل العربي تجاه ما يجري .صحيح أن هذا الهجوم اعتاده الفلسطينيين ، لكن في هذا الوقت بالذات ، وخصوصا بعد سقوط حسني مبارك ،ينبغي عليها أن تحصل على مزيدا من التأكيد ،و لترى ما سيحدث أو ما هي ردة الفعل لهذا العمل من قبل الحكومات الأخرى .
2ـ قامت إسرائيل تفكر ببناء ألاف المستوطنات لتضع الأمة العربية أمام واقع على الأرض ، ويصعب تغييره خصوصا بعد قبول العرب بحدود 1967م .
3ـ المحاولة الجادة في التقرب من بعض الحكومات الغير عربية لتضمن الوقوف بجانبها مثل تركيا ، والاتحاد السوفيتي .
والحقيقة أن ما نراه اليوم في العالم العربي من تغيير لبشير خير على الأمة العربية ، وعلى مستقبلها السياسي ، والاقتصادي أن لم تجد من يلتف على هذه النهضة التي تعبر عن رأي تلك الشعوب التي رزحت تحت براثن الاستعمار الأجنبي ، والحكومات الظالمة التي طالما ظلمت شعوبها ، وحالت دون تقدمه .صحيح أن الغرب الآن يرى أن هذا في صالحهم أكثر مما هو في صالح أوطانهم لكون تلك الحكومات الجديدة ستنفتح على الغرب ، وستجعل الساحة العربية مرتع لكل ما يتبناه الغرب من مفاسد ( شرق أوسط جديد ) كما يقولون .
في أمان الله

الله يعطيك العافيه
والله المستعان أحوال العالم العربي والإسلامي ما تسر لا عدو ولاصديق وإسرائيل تستغل الوضع وتصيد في الماء العكر فرصتها

الرميصاء :
الله يعطيك العافية على المرور
ونسأل الله التوفيق لكل بلد
من بلدان عالمنا
العربي .

[table1="width:70%;background-color:black;border:10px inset orange;"]

ونة جنوبية
مرحبا بك .
وتسلم على مداخلتك المفيدة
نسأل الله أن يرحمنا برحمتة .
تقبل تقديري أخي
العزيز .