الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات




عندما طاردني الموت /** مشعل السديري الشرق الاوسط

استشارات قانونية وشرعية وعقود مجانية و مشاكل وحلول


إضافة رد
#1  
قديم 22/12/2007, 03:22 PM
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
مشهور âيه ôîًَىà
 عضويتي » 245
 تسجيلي » Feb 2005
 آخر حضور » 28/02/2014 (09:03 AM)
مشآركاتي » 6,236
 نقآطي » 10000
 معدل التقييم » مشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond repute
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي عندما طاردني الموت /** مشعل السديري الشرق الاوسط



عندما طاردني الموت

دعيت قبل عدة أيام لمناسبة اجتماعية في قرية صغيرة تبعد عن الرياض مائة كيلومتر تقريباً، وبعد أن انتهيت من تأدية واجبي، تذكرت رجلاً لطيفاً خفيف ظل، وصديقاً لأحد أقاربي، وهو من سكان هذه القرية وأعرف منزله، فاستغللتها فرصة طالما أنني وصلت إلى هنا وقد مضت عدة أعوام لم أشاهده فيها، والاتصالات بيننا كانت كلها تتم دائماً بواسطة التليفون، لهذا قررت الذهاب للسلام عليه وتمضية بعض الوقت معه.

وفعلاً انطلقت بسيارتي نحو منزله، وقبل أن اصل اتصلت به من تليفوني المحمول لكي أعلمه أنني على وشك الوصول إلى منزله، فرد عليّ بترحاب شديد قائلاً: «أرجوك انتظر لا تتحرك لأنني بعد ثلاث دقائق سوف أكون عندك، حيث إنني قادم من المستشفى، فقد أخذت جثمان أختي التي توفيت ليلة البارحة، أخذتها من ثلاجة المستشفى وهي معي الآن في السيارة».

طبعاً تفاجأت من كلامه، وارتج عليّ، وقررت أن أغلق التليفون، وانطلق مبتعداً عن المنزل وصاحبه، وقبل أن أنفذ هذا القرار، وإذا بصاحبنا يصل، ويوقف سيارته أمام سيارتي تماماً، وينزل منها مقبلاً نحوي (مهليا)، وقبل أن يصلني (ضربت) بعيني نحو حوض سيارته (الفان) الكبيرة، وإذا بي أشاهد فعلاً صندوقاً طويلاً ممدداً داخله، فعرفت انه يحتوي على (جثة) أخته، فازداد اضطرابي وتصافق ركبي وانسكب عرقي.

غير أن الرجل أخذني بالأحضان وكنت بين يديه (كالخرقة)، ودعاني للدخول إلى المنزل لتناول القهوة، فقلت بيني وبين نفسي: قهوة إيه ونيلة إيه، وبأي (نفس) سوف نتجرعها وأمام باب المنزل ترقد جثة ممددة؟!.. أخذت اعتذر منه، وهو يزداد إصراراً، إلى درجة أنني فكرت بـ«شَتمِه» عله يغضب مني ويطلق سراحي، وأخيراً وبعد عناء شديد وافق (على شرط).. انه بعد غسل الجثة، والصلاة عليها، أن اذهب معهم إلى المقبرة لدفنها، ثم أتناول العشاء معهم في المنزل.. فقلت له: عظم الله أجرك وأحسن عزاءك، ولكنني يا صاحبي لم ادخل ولا مرّة في حياتي إلى مقبرة، والمرة الوحيدة التي (اعتقد) إنني سوف ادخلها هي عندما أكون ممدداً لا حراك بي كأختك المرحومة، ثم إنني صائم، فقال: ولكن العشاء ليلاً ؟! فقلت: إن لديّ حمية.

والذي ذكرني بهذه الحادثة (المناخوليا) هي مكالمة أتتني قبل يومين من قارئة تقول إنها معجبة ببعض ما اكتب وكارهة للكثير مما أكتب ـ وهذا متوقع وطبيعي ـ غير أن ما أفزعني هو عندما أجهشت بالبكاء فجأة بصوت مرتفع، وأرعبني أكثر وأكثر، عندما قالت من دون مقدمات: إن أمي ماتت على يدي، فقلت: يا ساتر، ثم سألتها لا شعوريا: هل قتلتها؟! فقالت: إن شاء الله أنت تنقتل، قصدي ماتت بحضني وعلى صدري، فقلت: الله يرحمها، وأنا ما هو دخلي؟!، فقالت: أريدك أن تتوسط لي عند المسؤولين بالجريدة لينشروا لي رثاء كتبته بأمي.. أرسلت لي الرثاء، وبدوري أرسلته للجريدة.

غير إنني بكل شجاعة أقول لكم: إنني بعد ذلك لم أنم طوال عدة ليال قرير العين كعادتي، لأن (الوساوس) أخذت تطاردني من كل جانب، والحكاية كلها (موت في موت)، وأنا من عشاق الحياة إلى درجة البكاء.

فأين المهرب ؟! أريد أن استنشق المزيد من الهواء.





التعليــقــــات
ضيف الله الثمالي، «المملكة العربية السعودية»، 22/12/2007
أستاذ مشعل، والله حتى أنا رعبت من صديقك هذا ومن هذه المتصلة. أسلوب شيق ومعبر. حماك الله.

Ahmad Barbar، «المانيا»، 22/12/2007
لا مفر من الموت وعلينا توقعه في كل لحظة والاستعداد لما بعده. الموت هو نهاية كل مخلوق ومجرد ذكره يشعر الانسان بقشعريرة تهز حتى روحه. الموت بداية لنهاية ظلم الدنيا والانتقال الى عدالة السماء.

خالد... القصيم(الرس)، «المملكة العربية السعودية»، 22/12/2007
استاذ مشعل اوصيك بزيارة المقابر.....من فتره الى فتره...

كانيساركي برواري، «النرويج»، 22/12/2007
استاذ مشعل هذا شيئ طبيعي لو لم نعرف الموت لا نعرف قيمة الحياة والتشبث بها ولا يجدر بنا ان نتغاضى عن الموت بل نواجه الموت بشجاعة لان ذلك جزء من عقيدتنا وفي الحقيقة استقبالنا للموت يجب ان يكون كما صاحبكم استقبل موت اخته { رحمها الله } لا بالعويل واللطم. هنا عندما يموت احدهم يحزنون ويلبسون الثياب الانيقة ويحملون باقات من الزهور ويتذكرون حياته ومناقبه وكفى وبعد ذاك يزورون قبره ليعتنوا بالزهور التي زرعوها على قبره.

عبدالله المرشود، «المملكة العربية السعودية»، 22/12/2007
مارأيت حقاً كالموت يهرب عنه الناس وهو ملاقيهم، لكن ثقتي في خالقي أنه لن يخيبني إذا أحسنت العمل وخوفي منه كبير إذا أسأت العمل ويارب حسن الختام.

إبراهيم بن محمد، «المملكة العربية السعودية»، 22/12/2007
تأثرت بما حصل لك مع صديقك، وأود أن تتذكر الموت حتى تذهب هذه الرهبة، تعيد لنا البهجه بكتابات لا نمل من قراءتها، وشكرا لكم..



 توقيع : مشهور


رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها مشهور
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
صور: وزير النقل يباشر ميدانياً التحقّق من مسبّبات... محـليــــــــات 0 1769 21/12/2013 01:19 AM
صور: رجال الحرس الوطني ينفذون حرباً إفتراضية أمام... محـليــــــــات 0 1961 21/12/2013 12:42 AM
راتب الزوجة … أهو للزوجة وحدها؟ منتدى حواء 1 3764 21/12/2013 12:19 AM
عن ماذا تبحث الفتاه في شريك حياتها ؟ منتدى العرائيس 0 5967 21/12/2013 12:13 AM
تركي الفيصل ينفي لقاءه بمسولين اسرايلين في موناكو منتدى الاحداث السياسية والجريمة 0 1862 20/12/2013 11:12 PM

إضافة رد


(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

الساعة الآن 10:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w