الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات




ليلة في الطوارئ ! - د .موسى بن محمد بن هجاد الزهراني

فضيلة الشيخ موسى محمد هجاد الزهراني


إضافة رد
#1  
قديم 05/08/2013, 04:14 PM
المؤسس والمشـــرف العــــام
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه
 عضويتي » 2
 تسجيلي » Aug 2004
 آخر حضور » 19/03/2024 (09:42 PM)
مشآركاتي » 64,139
 نقآطي » 16605
 معدل التقييم » صقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond repute
دولتي » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 
 MMS ~
MMS ~
افتراضي ليلة في الطوارئ ! - د .موسى بن محمد بن هجاد الزهراني



ليلة في الطوارئ !
الدمام 4 ذو الحجة 1433هـ
د .موسى بن محمد بن هجاد الزهراني

بسم الله الرحمن الرحيم

.. اهتز قلبي اهتزازاً عنيفاً ؛ لمّا جاءني اتصالٌ من أحد الزملاء يخبرني فيه بوقوع حادث مروريٌّ شنيع لأحب الناس إلى قلبي (سلمان !) ؛ في طريقه لقضاء إجازة عيد الأضحى عند والديه في الجنوب..
علمتُ أن الحادث وقع في منطقة (الأفلاج) -( تبعد عن المنطقة الشرقية قرابة 700كم)- وتوفي معه أخته رحمها الله ، وابنتها (9 شهور) ، وأصيب هو وزوجته وابنه وبنته.
بلغني خبر الخدمات البدائية المتخلفة جداً ؛ التي تلقوها في مستشفى الأفلاج العام التابع لوزارة الصحة ، حتى إنهم مكثوا به ليلة كاملة ؛ كان أكبر همهم – بعد معاناتهم الجسدية والنفسية – هو أن يكُفُّوا عن وجوههم وأجسامهم أسراب ( البعوض ) التي غزتهم ؛ لتشفط ما بقي من دمائهم في أجسادهم بعد هذا الحادث !.
.. نُقلوا في سيارات متفرقة إلى المنطقة الشرقية ؛ ليس بينها سيارة إسعاف واحدة !.
في تمام الساعة العاشرة ليلاً كنتُ على أبواب قسم الطوارئ (بمجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران) أنتظر قدوم (سلمان) .. دقائق قصيرة وإذ بسيارة تقف على باب الطوارئ ؛ نظرت فإذا (سلمان) داخلها ، مستلقياً في المقعد الخلفي ، وقد علاه الشحوب ، وبدا عاجراً عن القيام إلاّ بمساعدة ؛ فلم أملك عينيَّ ، ولم تحملني قدماي .. آه يا (سلمان) .. تذكرت صحبة عشر سنين قضيتها معه ، ولم أزل ، كنت أراه كل يوم ، في العمل ، وفي المسجد.. فهو مؤذنه ، وأنا إمامه ، إنه بمثابة ابني ، بل هذا هو شعوري ، وإني لأشهد له بنقاء السريرة ، والصدق ، والأمانة ، وحب الخير ، ونكران الذات ، والهمة العالية ، ويكفي أنه لم يذكر أحدٌ عنه أنه نام عن صلاة الفجر طيلة ثمانية أعوام قضاها مؤذناً للجامع ..
كم وقف إلى جواري ، وشد من أزري ،ولم يزل؛ في تلك العواصف التي كادت تجتاحني!، حين شمت بي الأبعدون البعداء ، وتخلى عنيّ الأقربون ، لاسيما أصحاب ..« إني أحبُك في الله !» .. الذين تنكشف سوءاتهم في المحن ، فأعلمُ أنهم لم يكونوا يحبوني في الله ، ولا في غير الله ، بل كانوا لا يحبون إلا أنفسهم ويعشقونها – ولم أرد تغيير الشين والقاف وأضع مكانهما الباء والدال !- طيلة سنوات يُخدِّرونك فيها بمعسول الكلام، وطويل اللحى ، وقصير الثياب !.
.. جاء الممرضون، والطبيب ، والممرضات ، فأدخلوا (سلمان) لقسم الطوارئ ، ودخلتُ معه ، وبدأت الأحداث !.
.. جيء بابنه الصغير (فارس 6 سنوات) ؛ وبه من جراء الحادث سحجات وجروحٌ في رأسه، نظرتُ إليها من قرب؛ فوجدتهم أجروا لها خياطاً ذكرني بخياط أكياس الشعير عند المزارعين فيما مضى ! بين كل خيط وخيط بُعد المشرقين !؛ ببركة مستشفى الأفلاج ، وبه أيضاً كسرٌ في ذراعه النحيلة ، أدرجوا عليها قطناً لا يقي من حرٍّ ولا قرٍّ ، يسترون بها فضيحتهم !..
ثم رأيتُ (الأشعة) لهذا الكسر ؛ فكدتُ أدعو على من أجرى له تلك الإسعافات الأولية!.
رحمك الله يا غازي القصيبي ورحم الله زمانك !، وأسكنك فسيح الجنات .
الناسُ في الطوارئ في هرجٍ ومرجٍ ..
استطعتُ أن أعلم بعضاً من تفاصيل الحادث من (سلمان) ، بعد أن هدأت نفسه .. وقد وجدته – كما عهدته – صابراً محتسباً ، مترحماً على أخته ، رحمة الله عليها .
قلت : أحسن الله عزاءك ، وعوضها الله الجنة وغفر لها .
قال : .. قبل أن يقع الحادث بدقائق .. اتصلتْ هي بإحدى أخواتها ، وقالت لها : إذا وقع لي أي أمر فأولادي أمانة في عنقك !، فغضبتُ أنا وعاتبتها ، فابتسمت ، وقالت : هذه مجرد وصية ..ثم وقع قضاء الله وقدره ، فنطقت الشهادة ، وفاضت روحها إلى بارئها .
.. بينما كنتُ أتحدث مع (سلمان) .. اضطرب الأطباء فجأة ، وأسرعت الممرضات نحو باب الطوارئ ، وسمعتُ صوت رجلٍ يـتألم بشدة ، ويصرخ بأعلى صوته .. في وضعٍ يُقطع القلب ..
أدخلوه موضوعاً على سرير المستشفى ، فإذا هو شابٌ تعرض لحادث انقلاب ، ملطخٌ وجهه بالدماء، لا يُعرف اسمُه ، ولم يكن معه أي بطاقات إثباتٍ لشخصيته .
وقد علمتُ أيضاً أنهم تنقلوا به بين عدة مستشفيات فلم يقبلوه (.. في بلاد الإنسانية!) .. حتى أتوا به أخيراً لمجمع الملك فهد الطبي ..
حاول الأطباء تهدئته كي يتمكنوا من علاجه ؛ فلم يستطيعوا ..
توقف أشرافهم على بقية المرضى والمصابين ؛ ليعالجوا حالة الهياج التي اعترت هذا الشاب.
حاول زميلٌ لي مع هذا الشاب أن يعرف اسمه .. دون جدوى ، فقد كان يصرخ بأعلى صوته ، ويردد أسماء وكلمات غير مفهومة .
كنتُ أنظر من بعيد ؛ فليس لي صلاحية الآن ( بعد أن خرجت من العمل في هذا المستشفى منذ خمسة أشهر ، أو أخرجوني منه !! في زمن الإنسانية !)..
.. دقائق دقت فيها قلوبنا بشدة ، عندما رأينا الأطباء والممرضات يوثقون أيدي هذا الشاب وأرجله بالسرير .
اضطربوا مرة أخرى .. لتدهور حالته فجأة .. فلجأوا إلى عمل إنعاش قلبيٍ له .. وتناوبوا عليه ! كلما عجز منهم أخصائي .. جاء الذي بعده ..
نظرتُ حولي .. فإذا كلُّ مَن في الطوارئ واقفين ينظرون، حابسين أنفاسهم .
دقائق .. وكأنها ساعات .. وقد شارفنا على منتصف الليل ، وفجأة !..
سكنت الحركة ، وخيّم السكون على الأطباء ، والممرضات ، وعلينا .. اقتربت قليلاً، ونظرت في وجه أحد زملائي الذين كانوا بجواره ؛ مستفهماً ؟!
فقال لي : لقد مات الشاب ..
هدوء قاتلٌ خيّم على المكان .. يقطعه صوت الممرضات ، يطلبن سترة (البلاستيك) لتغطية جسده .. ونفرّق الناس من حوله .. ولم يبق إلاَّ قطراتٌ من الدم على الأرض ؛ بدأت إحدى الممرضات في تنظيفها ..
قلتُ لصاحبي : ألم يتنبه أحدٌ منا إلى تذكيره بالنطق بالشهادة ؟ ، فتعجب صاحبي ، وقال : لم تكن نلك الصرخات إلاّ سكرات الموت ..
قلت : .. يعني هذا أن ملك الموت كان هنا قبل قليل ، مع الملائكة .. كان هنا في الطوارئ ..فازداد عجبُ صاحبي ..
أحسستُ بحقارة الحياة ..
فيما بعد .. علمتُ أنهم اتصلوا بالمرور ، وأخبروهم أن اسم هذا الشاب هو(بندر ) رحمك الله يا بندر ..
عدتُ إلى (سلمان) الذي كان يشعر بما حدث ، ولا يستطيع أن يلتفت .. سألني فأخبرته .. فحمد الله واسترجع !.
.. لحظات .. وإذ بنا نسمع صرخات امرأة تشقُّ الآفاق .. تدخل محمولة على السرير ، بعد أن أنزلتها سيارة عادية على باب الطوارئ .. يرافقها شاب في الثلاثينيات من عمره ، وامرأة ..
أسرع طاقم الطوارئ مرة أخرى إلى هذه المرأة ، وتوالت الإجراءات لإسعافها إلى قُبيل الفجر ..
فلما هدأت الأمور قليلاً .. اتجهتُ إلى هذا الشاب الذي كان يبدو عليها القلق ، وسألته: طمنا على الأهل ؟
قال : أي أهل ؟!
فخجلتُ ، وقلت : هذه المرأة التي معكم ؟!
ابتسم ابتسامة الألم ، وقال :يا أخي .. والله لا نعرفها ! ..
فتعجبت أشد من عجب صاحبي أول الليل ! ..
وأكمل كلامه :.. هذه المرأة وقع لزوجها حادثٌ وهي معه ، وكان الاصطدام أمام أعيننا، فنزلنا ، ووجدنا زوجها قد فارق الحياة ، رحمه الله .
فلم يبق إلا هي في الطريق الطويل ، فاتصلنا بالمرور ، وأخبرناهم ، وحملنا المرأة أنا وزوجتي؛ لنكسب الأجر ، وننقذها ، فليست من المروءة أن نتركها لوحدها مهما كانت المسؤولية علينا!.
ثم قال :.. وبعد أن أوصلناها إلى هنا ، وتحسنت حالتها ، سألتها زوجتي عن اسمها واسم زوجها ، وأبيها ، فأخبرتنا ، واتصلنا بأبيها في ( الجنوب) ، وأخبرناه ، وهو الآن قريبٌ من (الرياض ) قادمٌ للمستشفى..
وقال أيضاً : .. ولم نخبرها بموت زوجها ، كلما سألتنا أخبرناها بأن المرور نقله إلى مستشفى في (الخُبَر ) ..
عندئذٍ نظرتُ إلى هذا الشاب بإكبار وإعجاب ، ونزلتْ دموعي بغزارة ، وشددت على يديه ، وسألته عن اسمه ورقمه ، فقال : ( أحمد الجهني ) وهذا رقم هاتفي ! فهممت أن أُقبِّل يده .. ولم أنسَ أنه لم يكن ملتحياً !ولا معسول الكلام ! لكنه كان شهماً كريماً !.
لم أّكُفَّ عن البكاء إلاّ بعد أن سمعتُ عبر (سماعات المستشفى) :( الله أكبر .. الله أكبر .. الصلاة خيرٌ من النوم ..) .. أذان الفجر .



مواضيع : صقر الجنوب


رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها صقر الجنوب
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
الشعراء بن حوقان وعبدالواحد منتدى القصائد الجنوبية ( المنقولة) 0 416 04/01/2024 11:35 AM
القصة (مورد المثل) منتدى القصص و الروايات المتنوعة 0 400 02/01/2024 09:28 AM
الله لايجزي الغنادير بالخير منتدى القصائد النبطية والقلطة ( المنقولة) 1 241 28/12/2023 05:06 PM
قصة وسيرة صدام حسين منتدى القصص و الروايات المتنوعة 2 592 28/12/2023 04:58 PM
مت شهيدا قصة فكاهية منتدى القصص و الروايات المتنوعة 0 339 28/12/2023 04:54 PM

قديم 16/09/2014, 07:55 PM   #2


تخصصي دعوة âيه ôîًَىà

 عضويتي » 25703
 تسجيلي » Sep 2014
 آخر حضور » 20/09/2014 (05:19 PM)
مشآركاتي » 11
 نقآطي » 100
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي



هل الشيخ موسى الزهراني له حساب في تويتر او ايميل اريد التواصل معه ضروري جدا


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 :
,
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

الساعة الآن 01:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w