الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات




مفكرة طالب العلم ..%%

المنتدى الإسلامي


إضافة رد
قديم 15/01/2013, 11:40 PM   #11
عضو مجلس الإدارة مستشار المدير العام ومشرف المنتدى الاسلامي والمساريه


أبو أنــس âيه ôîًَىà

 عضويتي » 24238
 تسجيلي » Mar 2012
 آخر حضور » 22/05/2014 (09:05 PM)
مشآركاتي » 831
 نقآطي » 3113
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي





التغيير حسب الحروف الأبجدية:





بسم الله الرحمن الرحيم

أ
1- كيف نبدأ التغيير؟
1- \" قهر الخوف هو مفتاح التغيير:
كن حرا.
قاوم القهر.
لاخير في الانسان ان لم يكن حرا.
ادحر القهرفقد خلقت حرا.
يتحول الانسان الى عامل سلبي بفقدان حريته.
الحرية هي الطريق الممهد للتغيير.\"

ب
2- ماعلاقة التغيير بالحياة؟
2- \"الحياة هي التغيير,
و التغيير حياة,
فالحياة نمو,
والنمو تغيير,
و التغييراختياري,
فاختر بحكمة,
اختر أفكارك,
اختر أفعالك,
اختر عاداتك,
اختر طباعك
اختر بحكمة.\"

ت
3- ماقيمة التغيير؟
3- \"التغيير ثابت من الثوابت الأصيلة في الانسان,
التغيير نمو,
التغيير قوة,
التغيير حياة,
التغيير تجديد,
التغيير إصلاح,
التغيير نهضة,
التغيير إحياء,
التغيير صحوة,
التغيير استعلاء,
التغيير بناء,
التغيير إعادة البناء,
التغيير قيادة,
التغيير آلة اعمار لأرض \"

ث
4- ماعلاقة التغيير بالنجاح والفشل والشجاعة؟
4- \"النجاح ليس نهائيا،
والفشل ليس قاتلا,
والتغيير هوالشجاعة في مواصلة هذا النزاع,
التغيير هو الشجاعة في مواصلة النزاع بين النجاح والفشل .
فالشجاعة هي:
هي المحرك الفعلي للعزيمة,
هي شعار الأصالة,
هي الملعب الممهد للعبة الفتح,
هي علامة الرجولة,
هي طريق السيادة,
هي مفتاح الحرية,
هي آلة إعادة البناء,
هي وقود الإصلاح,
هي الوقود الفعال لصناعة الحضارة.\"

ج
5- هل التغيير هو القرارات الكبيرة في الحياة فقط؟
5- \"قرارات التغييرالصغيرة قد تغير حياتك الى الأبد.
ومجموع القرارات الصغيرة الفعالة هو قرار عظيم حكيم.
فالبناء العظيم يتكون من لبنات صغيرة.
وكمال جسمك من خلايا دقيقة.
ومجموع أخلاقك وشخصيتك تأتي من جمع طباعك.
ومصيرك يأتي من حصاد شخصيتك. \"

ح
6- هل التغيير صعب؟
6- \"اذا كان التغيير مكلف فقد يكون رفض التغيير مدمر:
فالتغيير انتقال,
والانتقال مشقة,
والمشقة وتحملها اصرار على الحياة.
ورفض التغيير ركون,
والركون تآكل,
والتآكل تحول سلبي,
والتحول السلبي طريق الفناء.
والتحول السلبي و تكاثر الخلايا السرطانية.
ورفض التغيير تحول سلبي.

خ
7- مامدى شمولية التغيير؟
7- \"كل شيء يتغير – لاشيء يبقى بدون تغيير.
الأمم تتغير.
وطبيعة الحياة تتغير.
واكتمال خلق الانسان يأتي نتيجة تغيير,
وانتقال من طور الى طور تغيير.
واكتمال حياة الانسان تغيير.
واكتمال طبيعة الانسان تأتي نتيجة تغيير.

د
8- لماذا تبدو الصعوبة في التغيير؟
8- \"التغيير ينطوي على مخاطر,
لأن التغيير نمو,
والنمو استبدال وانتقال زماني ومكاني,
وانتقال من حال الى حال,
فالتغيير يعني الانتقال من المعلوم الى المجهول.
وكل مرحلة من مراحل النمو لها مخاطر,
مخاطر التغيير,
والتوازن والجهد والتخطيط والصبر والطموح والمرونة هي
الزيت السداسي الحافظ للتغيير الايجابي.\"

ذ
9- متى تنتهي فاعلية الانسان؟
9- \"عند التوقف عن التغيير،
نتصلب,
وتجف مياه الحياة,
فننتهي.\"

ر
10- هل الاقلاع عن التغيير صعب؟
10- \"نولد جميعا لانعلم شيئا،
وشيئا فشيئا يمتليء كتاب حلمنا,
ويحتاج مقاوم التغيير أن يبذل جهدا عاليا,
حتى لاتعمل آلة التغيير في أحلامه,
فعجلات آلة التغيير تستمد قوتها من الفعل الزمني,
والفعل الزمني شديد المراس,
والفعل الزمني جيش لايقهر,
ويحتاج الانسان أن يبذل جهدا عاليا ليبقى كما ولدته أمه,
كما يحتاج جهدا مضاعفا ليقلع عن التغيير,
ان رفضت التغيير سقطت تحت عجلاته,
ان رفضت التغيير سقطت تحت عجلات الزمن,
ان قاومت التغيير قاومت نموك,
ان حصنت نفسك ضد التغيير اصابتك عدوى التحلل,
كتحلل الاجساد بعد جفاف ماء الحياة. \"

ز
11- ماهي عناصر الحلم العظيم؟
11- كل حلم عظيم يبدأ بحالم,
تذكر دائما,
أنك تمتلك القوة,
وتمتلك الصبر,
وتمتلك أدوات التوازن,
وتمتلك الطموح العالي,
وتمتلك الهمة,
لتغيير العالم. \"

س
12- هل أثق في الحلم؟
12- ثق في نفسك تتحقق أحلامك,
فتحقيق الحلم هو التغيير,
افرز أحلامك وانتقي,
اقرأ كتاب روحك حلما حلما,
واستفت قلبك. \"

ش
13- مشاكلي عثرات أمام أحلامي !!!
3- لاتدع مشاكلك تدفعك,
واتبع أحلامك,
فالأحلام هي الطريق الممهد لقطار التغيير,
والمشاكل هي حائط الصد ضد التغيير,
ولكن
للمشاكل وجها آخر فلاتنسى قراءته,
قد يدفعك الى ادراك النقائص,
فادراك النقائص من أبجديات العباقرة. \"

ص
14- الذين يحلمون, هل يعانون؟
14- الحياة ليست سهلة لأولئك الذين يحلمون.
فالحلم هو الشروع في التغيير,
والتغيير يحتاج جهد,
والجهد معاناة,
لكنها معاناة الاختيار,
ومعاناة الاختيار صحية,
فيها المتعة ,
وفيها الحياة,
لأن الحياة كلها كدح,
والكدح حركة,
ولاحركة بدون جهد.\"

ض
15- من أين يأتينا الحلم؟
15- الأحلام هي خرائط طريق
وصور ومشاهد
تأتيك من كتاب تكتبه روحك عنك.
فالحلم منك واليك.
الحلم استعداد شخصي للتغيير,
الحلم استعداد شخصي لاستقبال رسائل الروح,
الحلم قراءة فاعلة لكتاب الروح,
كتاب الأحلام,
الحلم يأتي من ذاتك.

ط
16- ماهي العوائق التي تمنع تحقيق الحلم؟
16- \"الشيء الوحيد الذي يمنعك من تحقيق أحلامك هو أنت.
تعلم قراءة الحلم,
تعلم كتابة الحلم,
تعلم تدوين أفكارك,
وكن صديقا لروحك فهي التي تكتب أحلامك,
وكتاب الروح - كتاب أحلامك - هو ماكيت التغيير.\"

ظ
17- كيف نحقق أحلامنا؟
17- احلم!
\"لا تستسلم!
اجعل أفكارك وعقلك دائما على الهدف,
فالنظر الى الهدف متعة,
فالنظر الى الهدف تحريك للفطرة النقية,
فالنظر الى الهدف رواء للنفس في فيافي الحياة,
فالنظر الى الهدف يقوي دعائم الأمان,
فالنظر الى الهدف استدعاء للاصرار,
فالنظر الى الهدف يحرك الدوافع,
فالنظر الى الهدف يدعم الصبر,
والصبر ماكينة النجاح,
فالنظر الى الهدف حلم بالحصاد.
واحلم,
فالحلم تدريب على التغيير. \"

ع
18- ماعلاقة التغيير بذاتي؟
18- \"التغيير تجديد،
تنشيط،
متعة...
وضروري.
التغيير تحقيق الحلم,
التغيير انجاز,
والانجاز
تحقيق الذات,
بناء الثقة بالنفس. \"

غ
19- ماهي الخطوات الأولى في آفاق التغيير؟
19- \"إن الخطوة الأولى نحو التغيير هي الوعي.
الوعي أولا،
سبر واكتناه التراث
واستشراف المستقبل,
و رؤى جديدة للمستقبل,
وادراك الواقع,
والخطوة الثانية هي القبول.
والتخطيط عماد التغيير,
وقهرالخوف في المقدمة \".

ف
20- كيف ابني ثقتي بنفسي وأحقق ذاتي؟
20- \"لا شيء يحقق الذات و يبني الثقة بالنفس مثل الإنجاز,
والانجاز وليد التغيير\".

ق
21- الثقة بالنفس هبة توهب لنا؟
21- \"الثقة بالنفس هي سمة نكتسبها بأنفسنا\".
نكتسب الثقة بالنفس كلما تغيرنا,
ونتغير كلما أنجزنا.

ك
22- هل التغيير فطري؟
22- لقد خلقنا الله من ماء وطين,
والخلايا التي تكون أجسادنا ان لم تتغير نهلك,
وهذا دليل قاطع على أننا جبلنا على فطرة التغيير.

ل
23- هل التغيير فن؟
23- الحياة فن,
فاختر,
أن تكون فنانا هاويا,
أو
أن تكون فنانا محترفا,
والتغيير فنون.
والتغيير يحتاج صبر
والتغيير هوتحويل الأهداف لمشاريع
وتحويل الأهداف لشاريع يبدأ بالتخطيط.
فالتغيير هو فعل حضاري مخطط.
والتوازن هو الزيت الحافظ لآلة التغيير.

م
24- هل هناك علاقة بين طباع الانسان والتغيير؟
24- كن نفسك قبل كل شيء,
كن أنت,
كن معتقدك,
اشرق في كل عبارة تقولها,
كن أنت في كل عمل تنجزه,
فأنت أفكارك وعاداتك وطباعك,
ومصيرك رهن طباعك,
وطباعك هي آلة التغيير,
طباعك التي نمت على
الجهد والصبر والتخطيط والمرونة والتوازن,
وعشق الطموح,
فالتغيير ينبع من داخل الانسان.

ن
25- ما أعظم عوائق التغيير؟
25- \"إن أكبر عائق لتحقيق التغيير هو الخوف من الفشل,
والجهل,
وموت الطموح,
وتوقف الاجتهاد.\"

هـ
26- متى تتوحش العوائق أمام التغيير؟
26- \"العقبات هي الأشياء التي يراها الانسان عندما يحول عينيه عن هدفه.
اجعل أفكارك وعقلك وقلبك دائما على الهدف,
اجعل نظرك دائما على الهدف,
فالنظر الى الهدف يقاوم العوائق,
فالنظر الى الهدف يحرك الدوافع,
فالنظر الى الهدف يحمي النفس من الضعف,
فالنظر الى الهدف يقوي دعائم التقدم,
فالنظر الى الهدف اصرار,
فالنظر الى الهدف عماد الصبر,
والصبر ذروة سنام لتغيير\".

و
27- هل سبق الآخرين تغيير؟
27- \"لاتجعل همك في الحياة سبق الآخرين،
اجعل همك سبق الأحداث,
اجعل همك عبور الحواجزوعينك على الهدف,
اجعل همك تحقيق الارقام القياسية\"

لا
28- هل ترتبط قيمة الانسان بقيمة مايعطيه للانسانية؟
28- يأثم الانسان على الخير الذي لم يقدمه للانسانية ,
وهو يستطع.
وعطاء الانسان للانسانية مشاركة في التغيير.
واعتقد أنك لبنة هامة في آلة التغيير,

ي
29- ما آخر أبجدية في أبجديات التغيير؟
29- - \" التغيير يفتح الآفاق.\"
التغيير يرتقي بالأمم من منصة الأقوال إلى حقل الأفعال ,
التغيير يحول الأحلام المدونة في كتاب الروح الى مشاريع في أرض الواقع.
التغيير هو الوقود الناجع والفعال والحافظ لتوازن البناء الحضاري على الفطرة النقية.






 

رد مع اقتباس
قديم 18/01/2013, 03:01 AM   #12
عضو مجلس الإدارة مستشار المدير العام ومشرف المنتدى الاسلامي والمساريه


أبو أنــس âيه ôîًَىà

 عضويتي » 24238
 تسجيلي » Mar 2012
 آخر حضور » 22/05/2014 (09:05 PM)
مشآركاتي » 831
 نقآطي » 3113
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



أَمَـلُ الأُمَّــةِ ... أَصْحَابُ الهِمَّةِ



قال أبو فراس ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم - و



تحتاج الأمم جميعها إلى أصحاب الهمم والطموح، فهم صناع الحياة وقيادات المستقبل في أي أمة من الأمم في القديم والحديث .. وحتى في موازين الله تعالى في الدنيا والآخرة، فضَّل الله أصحاب الهمم العالية والطموح والمثابرة على غيرهم .. وإن كانوا مسلمين من أصحاب الحسنى ... قال تعالى:  لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاَّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (النساء – 59).
من أهل الصفة –: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فآتيه بوضوئه وحاجته ... فقال لي صلى الله عليه وسلم : (سلني) .. فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة .... فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (أو غير ذلك)؟ ... قلت: هو ذاك ... فقال صلى الله عليه وسلم : (فأعني على نفسك بكثرة السجود) ... همة عالية وطموح كبير .. تطير بصاحبها إلى الجنة.

قال المتني: إذا غامرت في شرف مروم --- فلا تـقـنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير --- كطعم الموت في أمر عظيم
يرى الجبناء أن العجز أمن --- وتلك خـديعة الطـبع اللئيم
يقول الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: ( إن لي نفساً تواقة ... وإنها لم تعط من الدنيا شيئاً إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه ... فلما أعطيت ما لا أفضل منه في الدنيا – يعني الخلافة - تاقت نفسي إلى ما هو أفضل من الدنيا كلها ... الجنة).

قال شوقي: وما نـيـل المطالب بالتمني --- ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً
وما استعصى على قوم منالٌ --- إذ الإقدام كان لهم ركاباً
وهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقف أمام العرب كلهم، وأصر على قتال المرتدين، حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنـه تعجب من موقـف أبي بكر، وطلب منه أن يتريث، فقال أبو بكر: "والله لأقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة" ... فقالوا له: ومع من تقاتلهم؟ .. فقال: " وحدي حتى تنفرد سالفتي".

ولما فرّ عبد الرحمن الداخل – صقر قريش – من العباسيين ... عرض عليه أهل المغرب أن يقيم عندهم ويحمونه ... فقال: "إن لي همة هي أعلى من ذلك" ... وتوجه تلقاء الأندلس ... ثم أهديت إليه جارية جميلة، فنظر إليها، وقال: " إن هذه من القلب والعين بمكان، وإن أنا اشتغلت عنها بهمتي فيما أطلبه ظلمتها، وإن اشتغلت بها عما أطلبه ظلمت همتي، ولا حاجة لي بها الآن" ... وردها على صاحبها.
وهذا نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله صنع منبر المسجد الأقصى، وذلك قبل تحرير القدس بعشرين عاماً، حيث كان له مطلب سام، وهمة عالية تمثلت في تحرير المسجد الأقصى من قبضة النصارى، برغم أن الأمة الإسلامية كانت مفككة آنذاك والخلافات شديدة بين قيادات المسلمين .. هيأ القوة اللازمة للتحرير.. وبنى مصانع للسلاح .. ووحد أقطار المسلمين من شمال أفريقيا إلى مصر واليمن وبلاد الشام وشمال العراق .. وجعل الناس يعيشون مرحلة التحرير وكأنها أمامهم .. وما بناء المنبر إلا نوعاً من هذه التهيئة .... وعندما توفي نور الدين جاء تلميذه من بعده صلاح الدين الأيوبي فأتم التحرير.. ووضع منبر نور الدين في مكانه في المسجد الأقصى.

وأحمد ياسين الشيخ المقعد، استطاع أن يوقظ الأمة، وان يحيي فيها معان كثيرة وعظيمة .. بدأ حياته معلماً يركز على تربية الطفل المسلم كنموذج رائع ومدرسة عظيمة تتعلم فيها الأجيال ... لم تمنعه الإعاقة من أن يكون متفوقاً متميزاً وقائداً فذاً .. أمله في الحياة أن يرضى الله عنه.. كان يقول: "يخوفوننا الموت .. نحن طلاب شهادة .. ونحن ننتظرها".

أقول ... وحين تريد هدم أمة من الأمم، فإن الأمر يبدو سهلاً ميسراً ... ضع في مواقع التأثير فيها، ومواطن القوة ومكامن المنعة، كل ذي همة متدنية، وطموح هزيل، من تمتلئ نفوسهم باليأس والقنوط، ويسهل استسلامهم لعوامل الهزيمة النفسية .. إنك إن فعلت .. أصبت أمتهم في مقتل .. وقل أن تنجو أمة يفعل بها أعدؤها مثل ذلك ...
عندما استلم شارل ديغول رئاسة الجمهورية الخامسة في فرنسا كانت الشبهات تحوم حول أحد كبار الموظفين في قصر الرئاسة بأنه يعمل لمصلحة دولة كبرى معادية ... وقد عجزت كل الأجهزة المختصة عن الوصول إلى دليل مادي واحد يدينه.

وفى النهاية رفع الأمر إلى الرئيس ديغول ... فقام باستدعاء الموظف المشتبه به إلى مكتبه ... واستثمر ديغول عنصر المفاجأة وهيبة الرئاسة .. ففاجأه بسؤاله: منذ متى وأنت تعمل لصالح الدولة كذا؟ .. فأجابه الموظف لفوره: منذ سنوات يا سيدي الرئيس ... ثم دار بينهما حوار سريع:
- الرئيس: كيف تتلقى التعليمات؟
- الجاسوس: لا أتلقى أي تعليمات.
- الرئيس: كيف ترسل تقاريرك؟
- الجاسوس: لا أرسل أية تقارير.
- الرئيس (مندهشاً): كيف يتصلون بك إذن؟!!
- الجاسوس: لا يوجد أي اتصال.
- الرئيس (مندهشاً): كيف تعمل إذن لصالح الدولة المعادية؟
- الجاسوس: إن مهمتي تنحصر من خلال موقعي بأن أختار دائما أقل الموجودين طموحاً، وأدناهم همَّةً، وأسوأهم من حيث الكفاءة والاختصاص لعضوية اللجان الحساسة والمهمة .. لتصبح توصيات هذه اللجان تفتقد الطموح والهمَّة العالية.
من أجل هذا كله ... لابد أن نبحث في أبنائنا والشباب من حولنا عن أصحاب الطموح الكبير، والهمم العالية، ونعتني بهم أيما عناية .. ففي مثل هؤلاء يكمن الأمل في مستقبل الأمة، ويسطع اليقين في عزتها وكرامتها ... وبغيرهم .. لا أمل .. ولا عزة .. ولا كرامة.

ويمكننا التعرف في أبنائنا ومن حولنا من الشباب على أصناف ثلاثة من حيث الطموح .. والأهداف .. والهمة للعمل:
1. شباب بائس يائس: طموحه متواضع ، وأهدافه هابطة ... سواء كانت له همة تحمله لتحقيق أهدافه الدنيئة التي هي صوت شهواته أم لم تكن له همة.
2. شباب حالم : يحلم بأهداف كبيرة ، وطموحات عظيمة ... ولا يعمل لأحلامه ... فلا همة له تحمله على العمل ... بل يكتفي بالأحلام ويعيش فيها.
3. شباب طموح: يحلم بأهداف كبيرة ، ويخطط لأحلامه وأهدافه ... وينفذ وينتج .. ويعمل بجهد ومثابرة ... إنه يتمتع بهمة عالية تحمله إلى المعالي.

والآن يأتي السؤال: كيف نرتفع بهمة الشباب والأبناء وننمي طموحهم؟
... ولا يمكنني أن أدعي أنها مهمة سهلة .. أبداً .. على العكس .. هي واحدة من أكثر المهام التربوية صعوبة وتعقيداً ... غير أني أبشرك رغم ذلك أنها ليست مستحيلة .. فقط .. اتبع هذه الخطوات لتصل لما تريد بإذن الله ...

1. الاستعانة بالله .. ودوام الدعاء:
فعلى الرغم من أهمية الوسائل التربوية وفاعليتها، إلا أن الأمر كله موكول لله تعالى، بيده القلوب يقلبها كيف شاء ... فلا تنس – في زحمة التربية – الاستعانة بالله دائماً ... والتوجه إليه بالدعاء ليعينك ويسددك.

2. الـصــــحـــبة الـصـــالــحــــة:
فلا يمكن تنمية أي من الجوانب الإيجابية دون أن تهيئ صحبة صالحة، تذكره إذا نسي، وتشجعه إذا أقدم، وتعينه إذا همَّ ... والصحبة ليست ضرباً من ضروب الحظ، تأتي كيفما اتفق ... بل لابد للمربي أن يعمل على ذلك ... من خلال الوسائل التالية:
* اغرسه منذ الصغر في مجتمع نافع صالح .. استغل مجتمع شباب المسجد.
* شجعه على مصادقة الصالحين منذ نعومة أظفاره.
* انتبه لأصدقائه ... راقب الأمر دائماً .. وتدخل عند الحاجة.
* انصحه بشكل دوري ... علمه فن اختيار الأصدقاء.
* تعرف على أصحابه عن قرب .. اسأل عنهم .. ولا تغفل.
* شاركهم بعض أنشطتهم .. دون فضولية أو تطفل.
* شجعهم على التخطيط المشترك ... خاصة في الدراسة وأيام الأجازات.

3. علمه مجاهدة النفس .. ومحاسبتها:
لا تكتسب الهمة العالية إلا بمجاهدة النفس ومخالفتها ... علمه أهمية استشعار الأجر والثواب في كل عمل ... وجهه إلى محادثة النفس دائما بأهمية الطموح وعلو الهمة ... دربه على مراجعة برامجه اليومية ومحاسبة نفسه عليها ... بث في نفسه روح الطموح وتحدي المهام الصعبة وإنجازها ... اجعل محاسبته لنفسه ايجابية تدفعه لتطويرها.

4. عَـوِّده الابتعاد عن سفاسف الأمور:
أصحاب الطموحات الراقية والهمم العالية لا ينغمسون في الأمور التافهة فتشغلهم عن معاليها .. عن الحسين بن علي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها .. ويكره سفسافها" (صحيح الجامع الصغير).
علمه الجدية وعدم الانشغال بتوافه الأمور ... دربه على الاستغناء عن الكماليات في حياته ... علمه أن يشغل نفسه بمعالي الأمور لتلهيه عن السفاسف ... فالحق إذا استنفد ما لدى الإنسان من طاقة مختزنة لم يجد الباطل بقية يستمد منها ... يقول الإمام الشافعي في بعض حكمه: " إذا لم تشغل نفسك بالحق ... شغلتك بالباطل ".

5. شــــــاركـــه خـــطــــطـــه:
لا شيء أكثر فاعلية في رفع الهمم من التخطيط الجيد الذي يدفع إلى التنفيذ الدقيق ... فإن كنت مربي حاذق اهتم بهذا الجانب من خلال:
* اسأله دائما عن خططه المستقبلية.
* حثه على وضع خطط لكل مرحلة من حياته.
* لا تترك الأجازات الطويلة تمر دون أن يكون لديه خطة لها.
* تشارك معه في وضع خططه .. اصنع معه أهدافاً مشتركة تنفذونها سوياً.
* علمه فنون التخطيط ورسم الأهداف و فن ترتيب الأولويات والعمل بناء عليها.
* تأكد أن أهدافه طموحة ... يحقق من خلالها إنجازاً.

6. أشركه في مشكلات الأسرة .. وخططها:
لابد أن يشعر الابن أنه جزء من كيان الأسرة .. ولابد للابن الطموح أن يشعر بأهمية رأيه وقيمته ... ولابد للابن صاحب الهمة العالية أن يكون فرداً في فريق مواجهة المشكلات التي تعترض الأسرة ... لذا ... يعمل المربي الحاذق على ذلك كله من خلال:
* الحرص على "لقاء البيت" بشكل دوري .. لتدارس أحوال الأسرة ومشكلاتها.
* طرح المشكلات التي تعترض الأسرة وخطط الأسرة المستقبلية على الأبناء – لاسيما الكبار منهم – وطلب المشورة.
* أخصص ابنك الطموح ذو الهمة العالية بجلسات مشورة خاصة.
* ادفعهم إلى تبني دور ما في مواجهة مشكلات الأسرة.
* ادمج بين خطط الأسرة وبعض أهداف الأبناء.

7. تدارس معه سير أصحاب الهمم:
يتقمص الأبناء والشباب عادة شخصية محببة إليهم ... يقلدونها ويتخيلون أنفسهم مثلها ... فالمربي الناجح إذاً يستغل هذه الحقيقة ليدفعهم إلى تقمص شخصية طموحة، ذات همة عالية ... وذلك من خلال:
* تشجيعه على القراءة ... أو نقرأ سوياً في كتب العظماء من التاريخ.
* استغلال أوقات الطعام والنوم وغيرها للحكاية في قصص عظماء الأمة.
* دراسة السيرة وقصص الأنبياء وقصص الصحابة والتابعين.
* استغلال وتوفير الوسائل الفنية والإعلامية (أفلام – مسلسلات – مسرحيات ... الخ) التي تتحدث عن عظماء الأمة.
* شجعه على اختيار واحد من العظماء ليتقمص شخصيته.

8. عزز لديه روح المنافسة:
أصحاب الطموح والهمم العالية ... يتمتعون بروح عالية من المنافسة .... احرص على تعزيز هذه الروح في نفوس أبنائك ومن حولك .. من خلال:
* تشجيعه على منافسة القمم ... في كل مجال يتقنه.
* إشراكه في المسابقات .. الصغرى ثم الكبرى.
* حثه على قبول التحديات .. مهما بدت صعبة.
* تقديم المحفزات له عند المنافسة .. والجوائز بعدها.
* تعويده على منافسة نفسه ... لتطويرها .. بأهداف طموحة.

9. علمه كيف يكتشف إمكانياته ... ويستغلها:
إذا كنا طموحين أصحاب همم عالية فلابد لنا من استثمار أفضل ما لدينا من إمكانيات ... فلدي الإنسان طاقات هائلة لم يكتشفها بعد ولم يستغلها ... إن المبدعين على مر التاريخ لم يستخدموا سوى 10% من قدراتهم الذهنية!! ... علمه أن يقوم بالخطوات التالية ليكتشف إمكانياته ويحسن استغلالها:
* وضع خطة لتحقيق الأحلام الشخصية (التخطيط السليم قبل التنفيذ).
* قبول التحديات .. رغم ما بها من مخاطر .. فهي خطوة نحو النجاح.
* الاستفادة من آراء وتجارب الآخرين.
* تحديد الأهداف بدقة .. في ضوء الإمكانيات والقدرات ... فذلك يساعدك على تنظيم وهندسة عقلك بفاعلية.
* كن رفيقا بنفسك .. لا تحط من قدرك ولا تغرق في تأنيب نفسك .
* أنت كما تظن بنفسك ... لذا حدث نفسك حديثا تنشيطيا عدة مرات في اليوم ... وكن على يقين أن الإنسان عادة يستطيع أن يفعل أكثر مما يقوم به فعلا ، لأنه يميل دائما أن يبذل مجهود أقل مما يتوفر لديه لذا عليك بتحفيز وتشجيع وتنشيط نفسك يوميا.

10. ساعده ليتغلب على التسويف والتأجيل:
فالتسويف هو العدو الأول للطموح ... والقاتل الكبير للهمم العالية ... خذ بيد ابنك خطوات كثيرة بعيداً عن التأجيل ... وذلك من خلال النصائح والخطوات التالية:
* علمه أن يضع وقتاً للانتهاء من كل مهمة.
* دربه أن يأخذ على نفسك عهداً أن لا يسوف أبداً.
* علمه كيف يشجع نفسه وأن يجعل لها حافزاً.
* دربه أن يتعرف جيداً على مهامه جيداً ليتشجع على إنجازها.
* علمه أن يبدأ في العمل الآن .. وبالمهام التي يؤجلها دائماً.
* دربه أن لا ينتظر الإيحاء أو المزاج المتلائم .. فهو لا يأتي إلا بالعمل.
* علمه عدم التردد .. فيتعرف على وقت اتخاذ القرار ولا ينتظر نتائج مثالية.
سأل العالم ابنه النجيب: يا بني .. أي غاية تطلب في حياتك؟ وأي رجل من عظماء الرجال تحب أن تكون؟ ... فأجابه: أحب أن أكون مثلك يا أبت.
فقال العالم: ويحك يا بنيّ! ... لقد صغرت نفسك، وسقطت همتك ... فلتبك على عقلك البواكي ... لقد قدرت لنفسي يا بني في مبدأ نشأتي أن أكون مثل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ... فما زلت أجد وأكد حتى بلغت المنزلة التي تراها، وبيني وبين علي رضي الله عنه ما تعلم من الشأو البعيد والمدى المستطيل ... فهل يسرك وقد طلبت منزلتي أن يكون ما بينك وبيني من المدى مثل ما بيني وبين على رضي الله عنه.



 

رد مع اقتباس
قديم 18/01/2013, 03:04 AM   #13
عضو مجلس الإدارة مستشار المدير العام ومشرف المنتدى الاسلامي والمساريه


أبو أنــس âيه ôîًَىà

 عضويتي » 24238
 تسجيلي » Mar 2012
 آخر حضور » 22/05/2014 (09:05 PM)
مشآركاتي » 831
 نقآطي » 3113
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي




كيف تطلب العلم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
فسلام على كم يا طالب العلم ورحمة الله وبركاته وبلا مقدمات فالوقت أقصر من ذلك ، أقطف لك فوائد وأجلسك على موائد وبعض الفصول التي يحتاجها طالب العلم يجدها في مثل كتاب( صيد الخاطر) لابن الجوزي و( جامع بيان العلم وفضله) لبن عبد البر، و( الفقيه والمتفقه) للخطيب البغدادي، و(نبل الإرب) للشوكاني ، ونحوها، غنما المقصود هنا كيف تطلب العلم.

كتب مرشحة للحفظ بعد حفظ كتاب الله عز وجل

1ـ بلوغ المرام في متون أحاديث الأحكام ونحوه عمدة الأحكام.
2ـ رياض الصالحين أو ما تيسر منه للخطيب والواعظ والداعية.
3ـ العمدة في الفقه أو زاد المستقنع.
4ـ نخبة الفكر والبيونية في المصطلح.
5ـ ملحة الإعراب أو ألفية ابن مالك ، أو قطر الندي في النحو.
6ـ اللمع أو الورقات في أصول الفقه.

مكتبة طالب العلم
1ـ كتاب الله عز وجل.
2ـ الكتب الستة ويجمعها وغيرها جامع الأصول ومجمع الزوائد.
3ـ فتاوى ابن تيمية.
4ـ فتح الباري.
5ـ تفسير ابن كثير.
6ـ المغني.
7ـ سبل السلام.
8- نيل الأوطار
9- البداية والنهاية
10- زاد المعاد
11- فتح المجيد، بلوغ المرام، رياض الصالحين، جامع العلوم والحكم، الآداب الشرعية، والعبرة بالجودة والمطالعة والعمل، وليس بالكثرة.

برنامج عملي لطالب العلم المبتدئ

بعد صلاة إلى طلوع الشمس وقت الحفظ، ( حفظ خمسة آيات يومياً من القرآن وحديث نبوي واحد وقطعة صغيرة من أحد المتون) .
من طلوع الشمس إلى الظهر الدراسة المنهجية أو الوظيفة أو الكسب والتجارة.
بعد الظهر مطالعة في التاريخ والأدب والغداء والقيلولة.
بعد العصر المطالعة في الأمهات في الكتب التي ذكرت آنفاً.

بعد المغرب إلى العشاء مراجعة المحفوظات من قرآن وحديث ومتون.

بعد العشاء مطالعة النشرات الإسلامية والمجلات المفيدة والكتب الثقافية فالعشاء فالنوم.

يوم الخميس للزيارات والاستجمام.

يوم الجمعة لتدبر القرآن والذكر والدعاء والتنفل وكثرة الصلاة على الرسول على ه الصلاة والسلام ومحاسبة النفس والتأمل.

كتب العقيدة

اعلم أن كتب العقيدة ثلاثة مستويات:

الأول: كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى .
الثاني: معارج القبول للشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى .
الثالث: الطحاوية.
الرابع : كتاب ( ثلاثة الأصول).
الخامس : كتاب ( القواعد الأربعة).
السادس :كتاب ( كشفالشبهات).
السابع :كتاب ( الحموية(.

وعلى ك يا طال العلم بكتب ابن تيمية شيخ الإسلام وابن القيم خاصة الأول فإنه والله إمام قل أن تقرأ لمثله.



الحديث :

1- كتاب ( فتح الباري شرح صحيح البخاري ) لابن حجرالعسقلاني ـ رحمه الله تعالى ـ
.
2- كتاب ( سبل السلام شرح بلوغ المرام ) للصنعاني , وكتابه جامع بين الحديث والفقه
.
3- كتاب ( نيل الأوطار شرح منتقىالأخبار ) للشوكاني
.
4- كتاب ( عمدة الأحكام ) للمقدسي , وهو كتاب مختصر , وأحاديثه كلها في الصحيحين أو في أحدهما فلا يحتاج إلى البحث عن صحتها
.
5- ( كتاب الأربعين النووية ) لأبي زكريا النووي - رحمه الله تعالى - وهذا كتاب طيب ؛لأن فيه آداباً , ومنهجاً جيداً , وقواعد مفيدة جداً مثل حديث ( من حسن إسلام المرءتركه ما لا يعنيه ) أخرجه الإمام أحمد ( 1 - 201 ) , والترمذي ( 2318 ) , وحسنهالنووي في ( رياض الصالحين ) صلى الله عليه وسلم 73 , وصححه أحمد شاكر ( المسند ) ( 1737 ) . فهذه قاعدة لو جعلتها هي الطريق الذي تمشي عليه لكانت كافية , وكذلك قاعدةفي النطق حديث : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) أخرجهالبخاري , كتاب الأدب , ومسلم , كتاب اللقطة , باب الضيافة
.
6- كتاب ( بلوغالمرام ) للحافظ ابن حجر العسقلاني وهو كتاب نافع ومفيد , لا سيما وأنه يذكر الرواة , ويذكر من صحح الحديث ومن ضعفه , ويعلق على الأحاديث تصحيحاً أو تضعيفاً
.
7- كتاب ( نخبة الفكر ) للحافظ ابن حجر العسقلاني , وتعتبر جامعة , وطالب العلم إذافهمها تماماً وأتقنها فهي تغني عن كتب كثيرة في المصطلح , ولابن حجر ـ رحمه اللهتعالى ـ طريقة مفيدة في تأليفها وهي السبر والتقسيم , فطالب العلم إذا قرأها يجدنشاطاً لأنها مبنية على إثارة العقل وأقول : يَحْسُن على طالب العلم أن يحفظهالأنها خلاصة مفيدة في علم المصطلح
.
8- الكتب الستة ( صحيح البخاري , ومسلم , والنسائي , وأبو داود , وابن ماجه , والترمذي ) وأنصح طالب العم أن يكثر من القراءةفيها ؛ لأن في ذلك فائدتين
:
الأولى : الرجوع إلى الأصول
.
الثانية : تكرارأسماء الرجال على ذهنه , فإذا تكررت أسماء الرجال لا يكاد يمر به رجل مثلاً من رجالالبخاري في أي سند كان إلا عرف أنه من رجال البخاري فيستفيد هذه الفائدة الحديثية .



المكتبة الصوتية والتسجيلات السمعية
لابد من سماع الشريط الإسلامي والاهتمام به فهو من أعظم الطرق الموصلة إلى العلم وليكن لك مكتبة صوتية ودرج عامر بسيارتك تسمع ما لذ وطاب.
الكتب السمعية

بعض الحواشي في فرعيات الفقه وأصول الفقه التي غصت بالمنطق والتشقيقات والتكلف نفعها قليل وتورث الدوخة وضياع الوقت وضعف البصر وإن أردت معرفة مقدار هذه الحواشي فقارن بينها وبين كتب ابن تيمية رحمه الله تعالى .


طريق الحفظ

قلل الحفوظ وكرر ما تريد أن تحفظه كثيراً خمسين مرة أو أكثر وليكن لك زميل تحفظ على ه إن تيسر لك، وأشرف أوقات الحفظ بعد الفجر وبعد المغرب ولا تحفظ عند الكسل وغاية الهم والنوم وأكثر من الاستغفار.



الصلوات ترتب الأوقات
بعض طلبة العلم يرتب برنامجه وتحصيله بعد الصلوات فمثلاً: الحفظ بعد الفجر، ومطالعة التاريخ والأدبيات بعد الظهر وتحقيق المسائل بعد العصر والمراجعة للمحفوظ بعد المغرب ومطالعة الأخبار والمجلات الإسلامية بعد العشاء، وبعض طلبة العلم يجعل الفنون على الأيام، فمثلاً الفقه يوم السبت والتفسير يوم الأحد والحديث يوم الاثنين وهكذا.

كيف تفهم كتاباً مطولاً

بعض كتب العلم طويلة مسهبة كتفسير ابن كثير وفتح الباري والمغني وغيرها، وطالب العلم إذا أراد فهم هذه المطولات فأمامه طرق:

منها : أن يكرر الكتب كل كتاب ثلاث أو أربع مرات.

ومنها: أن يقرأها واحدة متأنية معه مذكرات أو دفتر يسجل الشوارد والفوائد والنكات العلمية وما يصعب على ه ليراجع أهل العلم.
ومنها : أن يقرأ مع زميل على فترة طويلة مع المناقشة والمساءلة.



 

رد مع اقتباس
قديم 18/01/2013, 03:05 AM   #14
عضو مجلس الإدارة مستشار المدير العام ومشرف المنتدى الاسلامي والمساريه


أبو أنــس âيه ôîًَىà

 عضويتي » 24238
 تسجيلي » Mar 2012
 آخر حضور » 22/05/2014 (09:05 PM)
مشآركاتي » 831
 نقآطي » 3113
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي








اختيار الوقت في الموعظة



بسم الله الرحمن الرحيم

يُشكِّل اختيارُ الوقت ومناسبته للحال عاملاً مهمًّا في نجاح الواعِظ في دروسه مِن نواحٍ عدَّة، منها:
1-
اختيار الوقت المناسِب للوعْظ والإرشاد، فليس كلُّ وقت يصلح لوعْظ الناس وإرشادهم.
2-
ومِن ناحية الموضوع ومناسبته للحال، فليس كلُّ ما يُعلم يُقال، ولا كلُّ ما يُقال يناسِب الحال.
3-
ومِن ناحية استعداد المدعُوِّين نفسيًّا لسماع ما يُلقَى عليهم مِن دروسٍ ومواعظَ، لا بدَّ مِن مراعاة ذلك، مِن خلال التفرُّس في وجوه مَن يَحضُرون الدرس.

ولهذا سنبيِّن - أولاً - منهجَ الرسول الداعي الأوَّل - صلَّى الله عليه وسلَّم - في استغلاله لعامِل الوقْت
في الدعْوة إلى الله في مناسبات عِدَّة، تتعلَّق بمعاش العِباد، وأمور حياتهم ومعادهم، وما كان الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتَّبعه مِن أساليبَ في إيصال الحقِّ إلى الناس، ثم نبيِّن ما على الداعي إلى الحقِّ من أساليبَ ناجحة، تُمكِّنه من أن يؤثِّر فيمن يدعوهم ويعلِّمهم، ومِن الله التوفيق والسداد.


منهج الرسول في اختياره للوقت في الدعوة:

ويكمن ذلك المنهج السديد في نِقاط عدَّة، منها:


1- عدم إطالة الموعِظة؛ خشيةَ الملل والسآمة:

وهو ممَّا كان يحرِص عليه الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد قال ابنُ مسعود - رضي الله عنه -: "إَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏- صلَّى الله عليه وسلَّم - ‏كانَ ‏يَتخَوَّلُنا بالموْعِظَةِ في الأيَّامِ؛ كراهِيَةَ السَّآمةِ عليْنا"[1]، ولم يكن مِن هديه إعطاءُ دروسٍ في جميع الأيام؛ ذلك لأنَّ دعوته تأخذ أشكالاً مختلفة، تارةً بالقول، وأخْرى بالسلوك والقُدوة الحسنة.


2- استغلال الحَدَث والموقِف في التعليم والتربية:

فقد جاء في الحديثِ عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - أنه قال: "خرجْنا مع النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في جنازة رجلٍ من الأنصار، فانتهَيْنا إلى القبر، فجلَس رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجلسْنا حوله، كأنَّ على رؤوسنا الطيرَ، وفي يدِه عُودٌ ينكت به في الأرض، فرفَع رأسه فقال: ((استعيذوا بالله مِن عذاب القبر..))[2]، والموعظة عندَ القبر كان يفعلُها - صلَّى الله عليه وسلَّم - أحيانًا.

وجاء في حديث قدوم تجَّار البحرين، حيث رأى مِن حرْصهم، فاستغلَّ الموقف في توجيه نصيحةٍ تربوية انطوتْ على تحذيرٍ من فِتنة الدنيا، وتبشير للأمَّة بالرخاء المادي، فقال: ((فأبشِروا وأمِّلوا ما يَسرُّكم، فواللهِ لا الفقرَ أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تُبسَطَ عليكم الدنيا، كما بُسطِت على مَن كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتُهلككم كما أَهْلكتهم))[3].


3- إطالة الموعظة أحيانًا لطارئٍ أو حادثٍ مهم:

وممَّا يدلُّ على ذلك موعظتُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن أمور جِسام ستَقع في الأمَّة، حتى طالتْ موعظتُه فوقَ العادة، ففي صحيح مسلم عن عمرِو بن أخطبَ - رضي الله عنه - أنَّه قال: "صلَّى بنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الفجرَ، ثم صعِد المنبر فخطَبَنا حتى صلاة الظهر، ثم نزَل فصلَّى بنا الظهر، ثم صعِد المنبر فخطَبَنا حتى صلاةِ العصر، ثم نزَل فصلَّى العصر، ثم صعِد المنبر فخطبَنا حتى المغرب، فما ترَك شيئًا مما يكون إلاَّ أخْبر به أصحابَه، حفِظَه مَن حفِظه، ونسِيَه مَن نسيه، يقول: فأعْلَمُنا أحفَظُنا"[4].


4- تحيُّن الموعظة عندَ إقبال السامِع وفراغِه ونشاطه، وتَرْكها عند انشغالهم، فهو أدْعَى إلى القَبول:

ومِن ذلك: أمرُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - المدعوين بالانصراف إلى أهلِهم؛ لما رأى من تشوُّقهم إليهم؛ فعن أبي سليمان مالكِ بن الحويرث - رضي الله عنه - قال: "أتَيْنا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ونحن شبَبَةٌ متقاربون، فأقمْنا عندَه عشرين ليلة، وكان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رحيمًا رفيقًا، فظنَّ أنَّا قد اشتقْنا أهلنا؛ فسَألْنا عمَّن تركْنا من أهلنا، فأخبرْناه، فقال: ((ارْجعوا إلى أهلكم، فأقيموا فيهم، وعلِّموهم وبرُّوهم، وَصَلُّوا كذا في حين كذا، وصلُّوا كذا في حين كذا؛ فإذا حضرتِ الصلاة فليؤذِّن فيكم أحدُكم، وليؤمَّكم أكبرُكم))"[5]


5- مناسبة المقال لمقتضَى الحال:

فقد كانت مواعِظُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - واختياره الأمثل لمقتضَى الحال، مما له أبلغُ الأثر في المدعوِّين في حالة الفَرَح أو الحزن وغيرها مِن الأحوال في عامَّة مواعظِه وإرْشاده - صلَّى الله عليه وسلَّم.


6- توجيه الأنظار للتدبُّر والتفكُّر:

كان الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يستغلُّ عامِل الوقت والزمن؛ لأجْل صرْف العقول للتدبُّر في خلْق الله، وعجائب قدرته، مثْل وقت كسوف الشمس، وخسوف القمر وهبوب الرِّياح، فقد قال عندما وقَع الكسوف: ((إنَّ الشمس والقمر آيتان مِن آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد، ولكن الله تعالى يُخوِّف بها عباده))[6].


7- أوقات إقبال القلْب على ربِّه أدْعى لقَبول النُّصح والإرشاد
، خاصَّة بعد صلاة الفجْر، وفي الحديث عن أبي نَجيح العِرْباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: وعظَنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - موعظةً بليغة، وجلتْ منها القلوب، وذرفَتْ منها العيون، فقلنا: يا رسولَ الله، كأنَّها موعظة مودِّع، فأوصِنا، قال: ((أُوصيكم بتقوى الله، والسَّمْع والطاعة، وإنْ تأمَّر عليكم عبدٌ حبشي، وإنَّه من يعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومُحْدَثاتِ الأمور، فإنَّ كل بدعة ضلالة))[7]،وكان ذلك بعدَ صلاة الفجْر، وهو وقتٌ تكون فيه النفوس بعيدةً عن الشواغِل والملهيات.

8- الترغيب في العمل الصالِح في أوقات ومناسَبات معروفة؛
مثل: صيام يوم عاشوراء ورمضان، وشوَّال وذي الحجَّة، وصلاة الاستسقاء، وما يناسِب تلك الحال مِن موعظة وإرشاد.

9- الحثّ على التوبة في وقْت الاحتضار:
وهي لحظةُ انتقال الإنسان إلى عالَم جديد، يتقرَّر فيه مصيرُه؛ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "كان غلامٌ يهوديٌّ يخدُم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فمَرِض، فأتاه يعوده، فقعَد عند رأسه، فقال له: ((أسْلِم))، فنَظَر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطِعْ أبا القاسم، فأسلَمَ، فخرج النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يقول: ((الحمد لله الذي أنْقذَه مِن النار))[8].

لقد حقَّقت دعوة الرسول الكريم انقلابًا عجيبًا في كيان الإنسان،
بفضْل ما كان يمتلكه من وسائلَ فعَّالة ناجحة في الدعْوة إلى الله، فقد تحوَّل ذلك الإنسانُ مِن محبٍّ عاشِق للدنيا يموت ويحَيا مِن أجلها، لا يُفكِّر أبعد مِن شهوته وبطنه، إلى إنسانٍ يفكِّر ويجول نظره في الكون الفسيح، إلى ما وراء ذلك مِن الشوق إلى نعيمِ الآخِرة ولذَّتها، يحمل هَمَّ الدعوة والجهاد في سبيل الله، وإخراج مَن حوْله مِن البشر مِن ظُلم العباد إلى عدْل الإسلام ومساواته، ومِن عبادة الحجَرِ والبشر إلى عبادة الديَّان الذي لا يموت.

وما في قصص الصحابة الأوائل مما عجَز التاريخُ عن تفسيره، إلا بفِعْل الإيمان والتربية الحقَّة التي تلقَّوْها من المربِّي الأول، والمعلِّم الكريم محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم.


ما ينبغي على الداعي مراعاته:


ينبغي على الداعي أن يُراعيَ عامِلَ الوقت؛ حتى يكونَ ناجحًا في مواعظه، وإلا ملَّتْه النفوسُ، وسَئِمت مِن سماعه، ومن ذلك:


أولاً:
ليس كلُّ وقت يصلُح لوعْظ الناس وإرشادهم، فليس مِن الحِكمة - مثلاً - موعظةُ الناس بعْد صلاة الظهر، وهو وقتُ انشغال الناس بأعمالهم وأمور معاشِهم، أو وقت انصرافِ الناس إلى نومِهم وراحتهم في اللَّيْل، وهو مِن أخطاء بعض الوعَّاظ، يُريد أن يُلْقي مواعظَه دون إعطاء أهميَّة لحالِ مَن يدعوهم، وكأنَّه لا يخاطِب بشَرًا، لهم مشاعِرُ وأحاسيس.

ثانيًا:
مناسبة الموعظة للحال، والبعض منهم يُلقي دروسًا في الصبر على البلاء، والفِتن الواقعة في الأمَّة، وتحمُّل المصائب والنكبات في يومِ فرَح الناس وأعراسهم، حتى يُحوِّل الفرح إلى عزاء ومصيبة، ومِن الحكمة استغلالُ تلك المناسبة في موعِظة عن الشُّكر، وبيان هَدْي الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الأعراس والمناسبات.

ثالثًا:
على الداعي أن يتفرَّسَ في وجوه الحاضرين، ومدَى استعدادهم لتلقِّي ما يُقال لهم، فالموعظةُ الغرضُ منها هو أن يستفيدَ الحاضرون، والبعضُ من الوعَّاظ يرى تملْمُلَ الناس من درْسه وترْكهم لمجلسه، ومع ذلك تراه يستمرُّ في درسه ووعْظه، ويطيل الكلام ويُكرِّر الموعظة، وكأنه يطلب إعادةَ الثقة به، وهذا له نتائجُ عكسية تمامًا، وقد كان مِن هديه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه يُحدِّث بالحديث لو عدَّه العادُّ لأحصاه؛ لذا فمِن الحكمة قطعُ الموعظة إن لم يكن فيها مرغِّب أو مشوق آخر.
رابعًا:
عدم توفُّر الوقت الملائم لإلْقاء الموعظة، وليس مِن الضروري إلْقاء الموعظة وكأنَّها حِمْل على كاهله يريد التخلُّص منه، بل الموعظة دُررٌ وفوائدُ أثمنُ مِن المال، لا بدَّ من تحيُّنِ فرصة مناسبة؛ ليُنتفعَ منها، وتقعَ موقعها في النفوس، فتدعوهم للعمل الصالح، وترْك ما أَلِفوه من المنكرات، ويحصُل ذلك عندما يتهيَّأ الداعي إلى إلْقاء موعظته، فيحدُث أمرٌ مفاجئ؛ لذا عليه أن يدَّخِر الموعظة لوقتٍ مناسب آخر.

خامسًا:
خيرُ الكلام ما قلَّ ودلَّ: إنَّ إطالة المواعِظ لتتعدَّى أحيانًا ساعة وأكثر، هي مشكلةُ بعض الوعَّاظ، وليعلمْ هؤلاء أنَّ طاقة ذهْن الإنسان محدودةٌ لا يمكن في العادة أن تتابعَ الكلام بتركيز وانتباه لأكثرَ مِن رُبع ساعة، وبعدَها يُصاب الذِّهن بالشرود والتعب؛ ولهذا مِن الأفْضل على الواعظ أن يتَّخذ بعضَ التدابير، مثل: تدوين رؤوس الدرس والخطوط العامَّة منه في ورقة صغيرة؛ لئلاَّ يتحرَّج فيخلط في الكلام، أو يستطرد في أمْر لا علاقة له بصُلب الموضوع، كما يُشاهَد على بعض القنوات الفضائية مِن مواعظَ تتجاوز مدتها الزمنية السَّاعة والساعتين.

ومِن الأخطاء أيضًا في هذا الجانب أنَّ بعض الوعَّاظ يضع له مواعظَ مُقسَّمة على الأيام والشهور،
وكأنَّها قوالِب لوضع المستمعين والمدعوين فيها، وهو خطأٌ منهجي في الدعوة، والمنهجُ السليم أن تكون الموعظةُ مما يتلاءَم مع حال المدعوين، فينظر الداعي أيَّ مرَض أو آفة اجتماعية تغلُب على قومِه أو مجتمعه، فيتحدَّث فيها، ويُحذِّر منها، وقد قيل في تعريف الحِكمة هي: فِعْل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي.[9]


إلقاء الدرس قبْلَ وبعْد صلاة الجمعة:

سُئِل عن ذلك فضيلةُ العلاَّمة الألْباني، فأجاب - رحمه الله تعالى -: "الذي نعتقِده ونَدين الله به أنَّ هذه العادة التي سَرَت في بعض البلاد العربية، وهي: أن ينتصبَ أحدُ المدرِّسين أو الخُطباء ليلقيَ درسًا، أو كلمةً، أو موعظةً، قبل أذان الجمعة بنِصْف ساعة أو ساعة من الزَّمان، هذا لم يكن مِن عمل السلف الصالح - رضي الله عنهم - هذا مِن جهة.

ومِن جهة أخرى، فمن المعلوم لدَى علماء المسلمين قاطبةً أنَّ هناك أحاديثَ صحيحةً تأمُر المسلمين بالتبكير للحضور إلى المسْجد الجامع يومَ الجمعة، كمثل قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن راح في الساعة الأولى فكأنَّما قرَّب بَدنةً، ومَن راح في الساعة الثانية فكأنَّما قَرَّب بقَرةً...، وهكذا حتى ذكَر الكبش والدجاجة والبيضة))، وممَّا لا شكَّ فيه أنَّ حَضَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - المسلمين على التبكير في الرواح يومَ الجمعة إلى المسجد الجامع ليس هو لسماعِ الدَّرْس وإلْقائه، وإنَّما هو للتفرُّغِ في هذا اليوم لعبادة الله - عزَّ وجلَّ - ولذِكْـره، وتلاوة كتابه، وبخاصَّة منه سورة الكـهف، والجلوس للصـلاة على النبـيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - تحقيقًا لقوله في الحديث الصحيح، والمروي في السُّنن وغيرها ألاَ وهو قوله - عليه السلام -: ((أكْثِروا عليَّ مِن الصلاة يومَ الجمعة؛ فإنَّ صلاتَكم تبلُغني))، قالوا: كيف ذلك وقد أَرِمْت؟! قال: ((إنَّ الله حَرَّم على الأرض أن تأكلَ أجساد الأنبياء.....)).


أما بعْدَ الصلاة، فقد قال - رحمه الله تعالى -
: "إنْ كان أحدٌ يريد أن يُدرِّس فبعْدَ الصلاة؛ حيث يتفرَّغ الناس لسماع مَن شاء منهم، ومَن شاء القضاء، أمَّا أن ينتصبَ المدرس قبلَ صلاة الجمعة فيَفْرِض نفسه على الناس فرضًا، وفيهم المصلِّي والتالي والذاكر، فهذا هو الإيذاءُ للمؤمنين، فلا يجوز"[10].


أمثلة على ما مَرَّ:

الأمثلة في هذا الباب كثيرة، وعلى الداعي أنْ يتعود تدبر سيرة المصطفى والأحوال والظروف التي مر بها[11]، وهديه في موعظة الناس وإرشادهم؛ ليكون على بصيرة من دعوته.

ثم الاستفادة من تجارب الآخرين؛ ليضيف إلى رصيده في الدعوة إلى الله، وهذه أمثلة عامة تناسب أحوال عامة:


1-
في بداية شهر رمضان يناسب إلقاء موعظة عن أحكام الشهر الفضيل، وما يَجوز وما ينبغي تجنبه، وفي شهر ذي الحجة ما يتعلق بأحكام الحج وأركانه، والترغيب فيه، وفي ليلة العيد - الأضحى والفطر - ما ينبغي فعله للمسلم من سنن وأعمال صالحة من صِلَةِ رحم وغير ذلك، مع تقديم الدروس مقرونة بالترغيب والترهيب، وفي ليلة الجمعة ما ينبغي على المسلم عمله للحصول على أجر وثواب الجمعة.

2- يناسب في أيام الأفراح والأعراس التحدُّث عن الترغيب في الزواج، وبيان فضائله، وشكر نعمة الله على نعمة العِفَّة والإحصان، وفضل إدخال السُّرور على قلب المسلم، والصلح بين الإخوان.

3- في يوم العزاء وفَقْد الأحبة الحث على الصبر، وتحمُّل المصائب، وثواب الصابرين، وما يترتب عليه من أجر وأهمية الإيمان بالقدر والقضاء، وأن الموت يَجري على كل نفس، وبيان عظم الجزاء للصابرين، والحذر من الجزع والتسخط، وأنَّه لا يأتي بنتيجة، بل يستوجب غضب الله ومقته، وبيان أهمية مواساة المسلم في المصيبة.

4- في وقت حدوث نزاع أو قتال أهمية الصلح بين المسلمين، وأنَّه أفضل درجة من الصيام والقيام، وأن الساعي إليه من أفضل عباد الله، وأن المسلمين إخوة متحابون، وأن الساعي للفتنة من شر عباد الله، وخاصَّة الفتنة بين الزوجين والأحبة، والتفريق بينهما، وأنه من أقرب الناس للشيطان.

5- في وقت احتلال بلاد الإسلام، وانتهاك دياره وحرماته، وسلب خيراته - الحث على الجهاد - النفس والعدو - وأنَّه عز المسلمين وسبب لنصرهم، وأنَّ التخاذُل يوجب تسلط الأعداء، والواجب على كل مسلم إعانة المجاهدين، ولو بالكلمة، وأن من لم يحدث بالغزو مات ميتة جاهلية، ويتم ذلك وَفْقَ مشورة أهل العلم والرأي الصائب؛ كي تؤتي ثمارها.

6- في وقت انشغال الناس بالدنيا وملذاتها، وغفلتهم عن معاني الآخرة وأهوالها، والاستعداد لها - التذكير بأحوال الموتى، وما يلاقيه كل من المؤمن والكافر من نعيم أو عذاب في القبر، وربطه بمعاني التوحيد والعقيدة الإسلامية، وما بعد الموت من نعيم مقيم أو عذاب أليم، والحساب على الصغيرة والكبيرة وَفْقَ ميزانٍ دقيق لا يظلم فيه أحد من عباد الله، والاستشهاد الجيد بالآيات، والأحاديث، والتنوع ما بين حديث وآية وشعر، وقول مأثور، وحكمة جليلة.

7- في وقت وقوع الزلازل والكوارث، ووقوع القتل والفتن، وتكالب الأعداء - الحث على الاعتصام بحبل الله والتوبة، والخروج من المظالم، والتضرع إلى الله، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن ما يقع هو بسبب ذنوب بني آدم وفسادهم، والواجب على كل مسلم التوبة والرُّجوع وعدم التسويف، بل المبادرة والإقلاع عن المعاصي.

8- في وقت الحاجة والفقر، وانتشار العوز في بلاد الإسلام - الحث على الإنفاق في سبيل الله، وأنَّ المال هو وديعة بيد المسلم، وأنَّ الواجب تقديمُ الدعم المادي لإخوة الإسلام في أيِّ مكان مهما اختلفت أشكالُهم وألوانهم، وكذا في وقت نشر الأفكار الهدَّامة ودعمها من قبل المؤسسات الغربية، وغيرها، الواجب تذكير الأمة بأهمية التصدي للباطل، إما بالكلمة أو بالمال؛ لئلا يستشري الباطل، وتضل الأمة عن الطريق القويم، وأنَّ من لم يقم بواجبه فلا يَلومَنَّ إلا نفسه.

9- في وقت خروج الفئات الباغية على شرع الله، ومنازعة أولي الأمر، وقيامهم بأعمال تضر بالمجتمع المسلم من قتل للأبرياء، وسَفْكٍ للدماء - الواجب التحذير منهم ومن أفعالهم، وبيان ما يعتقدونه من أفكار باطلة، وأنه الواجب طاعة أولي الأمر؛ لئلا ينفلت وتكون فوضى في بلاد الإسلام؛ مما يوجب العبث، وتسلُّط الكفرة على ديار المسلمين، ومثله التصدي لأفكار من ينتسب إلى الإسلام في الظاهر وهو يُخالفه في الاعتقاد كالرافضة، فالواجب بيان عقائدهم وضلالهم، وأنَّهم يستعملون التقيَّة في نشر الباطل، فالواجب الاعتصام بين المسلمين، والتصدي لترويج باطلهم وإفكهم.

10- في وقت يرى فيه الداعية أنَّ المسلمين قد هجروا كتاب ربهم، وتدبر آياته، والعمل به - لا بُدَّ من بيان فضل تلاوته، وأنَّه حبل الله المتين، ونجاة المسلم في الدنيا والآخرة، وأنَّه يشفع لقارئه، وأنَّ هجرانه يعني ظلام القلوب والبيوت، والبُعد عن رحمة الله، وبيان فضائله من الآيات والأحاديث، وهذا مِمَّا ينبغي التذكير به في كل مناسبة.

جامع ينبغي التذكير به دومًا:

ينبغي ربط كل موعظة وإرشاد بالأصل العظيم، وهو طاعة الله وطاعة رسوله، وأن نجاة المسلمين وسعادتهم في كل زمان ومكان تكمُن في تحقيق هذين الأمرين، وأي موعظة تخلو من التذكير بهذا الأصل القويم سيكون تأثيرها مؤقتًا، وتصل الموعظة إلى القلوب هامدة ميتة؛ ولهذا ينبغي التذكير بالهدف والغاية التي خلق من أجلها الخلق، ألاَ وهي عبادة الله وحدَه لا شريك له والعمل على مرضاته، وطاعة رسوله الكريم، والتطلع إلى ما عند الملك الكريم من الجزاء العاجل في الدنيا من الاطمئنان، والسعادة الحَقَّة وفي الأجل من الفوز بنعيم الجنة، وما أعَدَّ الله لأهلها من الكرامة والنعيم المقيم، وقد أخبر الله أنَّ أهلَ طاعة الله وطاعة الرسول هُم من أهل الرحمة؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71]، وفي الدار الآخرة أخبر بما أعده للمؤمنين والمؤمنات من الخيرات، والنعيم المقيم في جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها أبدًا، فقال - تعالى -: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ﴾ [التوبة: 72].

وصَلَّى الله على محمد عبد الله ورسوله، وعلى آله وصحبه أجمعين.




 

رد مع اقتباس
قديم 25/01/2013, 11:10 PM   #15
عضو مجلس الإدارة مستشار المدير العام ومشرف المنتدى الاسلامي والمساريه


أبو أنــس âيه ôîًَىà

 عضويتي » 24238
 تسجيلي » Mar 2012
 آخر حضور » 22/05/2014 (09:05 PM)
مشآركاتي » 831
 نقآطي » 3113
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي




الجزء الأول ؛

أعني بالشجاعة القدرة على تحمل المسؤولية و المبادرة و مواجهة في حدود الإمكانيات الحقيقية للشخص، و من الممكن تقسيم الشجاعة إلى شجاعة فكرية و شجاعة حركية.

- تتجلى الشجاعة الفكرية في القدرة على التفكير خارج الصندوق ( تفكير إبداعي أو تفكير نقدي ) و القدرة على اتخاذ القرار بالوقوف مع الحق لا مع الذات السفلى ( الأنانية و الشهوات ) ؛ فكثير من الناجحين و المؤثرين غيروا مواقفهم و آراءهم بعد أن تبين لهم الحق مثل السحرة مع سيدنا موسى عليه السلام و كذلك الإمام الشافعي رحمه الله عند تغييره لفقهه مع سفره من العراق لمصر، و كثير من الناجحين الذين نعايش هم قادرين على اتخاذ القرار و التقدم بمسؤولية و مبادرة قل نظيرها ، يدخل ضمن الشجاعة الفكرية القدرة على المبادرة و خلق أفكار جديدة ؛ ولعل ما نشهده اليوم من تهاوي للشركات الضخمة و ظهور قوي لشركات بدأت بشباب فكر خارج الصندوق مثل مؤسس الفيس بوك أ مؤسسي يوتوب و الكثير من المشاريع التي بدأت بحلم و فكرة إبداعية ، و العكس بالنسبة لشركة مثل IBM التي كانت مسيطرة على سوق الإلكترونيات و البرامج إلى أن تراجعت قدرتها على الإبداع ؛ فظهرت شركة صغير اسمها ماكنتوش لم تبدي لها IBM أي اهتمام لكن هذه الشركة أبدعت لتصبح الشبح الذي يطارد IBM إلى اليوم ليس هذا فقط بل ظهرت شركة أخر ى للبرمجيات اسمها مايكروسوفت استطاعة السيطرة على أكثر من 90% من سوق البرمجيات ، وهكذا أصبحت رائدة الإلكترونيات محصورة في الزاوية بسبب ضعف قدرتها على الإبداع – شجاعة فكرية - .

من الشجاعة الفكرية اتخاذ المواقف انطلاقا من المبادئ و الأخلاق و بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة في المدى العدد ، وهذه قصة حقيقية لأحد المديرين للفنادق الدولية حيث انه كان يعمل بأحد الفنادق العالمية و التي من ضمن خدماتها توفير المشروبات الكحولية للزبائن ، عان صديقنا كثيرا من تأنيب الضمير و القلب معا ، ضميره يكلمه فيقول : الرزق على الله ؛ فالله الرازق و الإنسان إما يحلله أو يحرمه و يجيب قلبه فيقول: إنك تقتلني بكثرة الذنوب ،أخد صديقنا أخيرا القرار بترك العمل و بينما هو منكب على كتابة الاستقالة إذا بالهاتف يرن أجاب صديقنا على الهاتف فإذا بالمدير العام لمجموعة الفنادق يكلم صديقنا و يطلب منه أن يدير فرع المجموعة بالسعودية ، وطبعا هذا الفرع لا يقدم المشروبات الكحولية ، و للعلم فصديقنا مازال يدير الفندق إلى غاية سماعي لهذه القصة.

- أما الشجاعة الحركية فهي القدرة على المبادرة بتحمل مسؤولية الأعمال رغم صعوبتها و معرفة أن الدين هو العمل الجاد المتقن و أن كل درهم نتقاضاه سنسأل عنه ، هل استحققناه أم لا ؟ ، إن السفر لطلب الرزق أو العلم شجاعة حركية إن العمل الخيري و الاغاثي شجاعة حركية .
إن ما قام به رائد التنمية البشرية الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله و أدخله فسيح جناته بعد نجاحه في الغرب و بروزه من أهم و أكثر الشخصيات تأثيرا بأمريكا الشمالية بالعودة لأرض الوطن و بدأ رحلة جديدة مليئة بالصعوبات و الحواجز في بلدان لا و لم تعرف عن التنمية البشرية إلا القليل ، شجاعة فكرية و عمله على أرض الوطن و جولاته العالمية شجاعة حركية قل نظيرها في العالم العربي .
ليتسم الشخص بالشجاعة لا بد أن يتصف بالشجاعة الفكرية و الحركية فالشجاعة الفكرية تكون في غالب الحالات دافعا للشجاعة الحركية لتضع هذه الأفكار أو المواقف في واقع الناس و داخل حياتهم.

الجزء الثاني ؛



تتمة لما سبق سأحاول بعون الله إلقاء الضوء عن مجموعة من النقاط المهمة في موضوع الشجاعة ، و أبدا أولا بمعيقات الشجاعة و أذكر هنا سببين اعتبرهما الأهم في التأثير علينا إما سلبا أو إيجابا :

- التجارب السابقة : يعد الماضي كنزا مهما لمن استطاع الاستفادة من مكنوناته النفيسة وتجاربه المليئة بالحكمة و الخبرة ، بشرط أن تستطيع الاستفادة من الخبرات و التجارب وأن تنسى الألم و الشقاء وهذا بكل تأكيد صعب و لكنه ممكن ببعض الممارسة و استعمال بعض التقنيات مثل التخيل، من الطرق التي أعجبتني تصحيح و إعادة المشهد بعد التعلم من التجربة و ذلك بإعادة تخيل المشهد و لكن هذه المرة و أنت متمكن من المعلومة و ممارس للمهارة فتعيد نفس المشهد و أنت البطل القادر على الاستفادة من الموقف لأقصى درجة ، ربما يبدو لك أن هذا الكلام غير عملي لكن لو أعدت التجربة بثقة و لعدة مرات أعدك أنك لن تستطيع التفرقة بين التجربة الأولى " الحقيقية " و التجربة الثانية " التخيل " ، وذلك لأنه تبث علميا أن العقل لا يفرق بين الحقيقة و الخيال عند التذكر.
لما كل هذا الحديث عن التجارب السابقة لأنها مربط الفرس فأنت لن تقدم بشجاعة على موقف أو مشكلة معينة إذا كانت تجاربك السابقة سيئة و سلبية، لذلك أنصحك يا صديقي بأن تحتفظ بالخبرة و تنسى التجربة السلبية.

- السبب الثاني هو عدم الثقة بالذات و قدرتها على النجاح ، و هذا السبب مرتبط إلى حد ما بالسبب الأول ، لكنه ليس المؤثر الوحيد فبالإضافة للتجارب السلبية التي تضعف ثقتنا بأنفسنا هناك كذلك ضعف تقننا بالله لأن الذي يثق بالله يعلم يقينا و باعتقاد راسخ – وليس معلومة محفوظة فقط – أن الله لا يضيع من عمل عملا صالحا بل يعينه و يقويه ، ومن كان الله معه فلم الخوف و الجزع من المبادرة و المشاركة في كل ما أحس في نفسي القدرة على تحقيقه أو المساهمة في إنجاحه، ثم المؤثر الثالث بهذا السبب هو المحيط حيث أن المحيط اليائس يزرع الإحباط في النفس ، وكما تنتقل الأمراض الوبائية تنتقل الأمراض النفسية بل ربما هي أكثر عدوى من أمراض الجسد ، فأنصحك صديقي بالهروب و النجاة من كل محيط موبوء بأمراض اليأس و الإحباط – سأل الممكن المستحيل : أين تعيش ، فقال : في عقول اليائسين - .

كل إنسان يمتلك قدرا من الشجاعة يرتفع و ينخفض حسب أحوال الشخص و نفسيته ، وحسب قدرته على المبادرة و خَلق الدوافع الذاتية ، و حسب إيمانه برسالته و عمله الذي يؤديه، لذلك على الإنسان أن يقوي عزيمته بشيئين أولا بقربه من الله ومعرفته بأسمائه و صفاته فذلك يزيد من قدرته على المبادرة لإحساسه بأنه ليس وحيدا في الساحة ولكن من وراءه رب قوي قادر فعال لما يريد، ثم برسم أهداف قادرة على تحريك رغبته و إرادته لتكون الشعلة التي لا تنطفئ للعمل والجد و المبادرة ثم يتخذ من نفسه دوافع تعينه على صعوبات الحياة و نكساتها .

و أخيرا اختم بقصة قرأتها و أعجبتني فأردته أن تشاركوني بها و هي لطبيب كان قادرا على أخد القرار و الانتصار لمبادئه رغم ما كان يعانيه من مشاكل و أحزان ؛

دخل جراح إلى المستشفى بعد أن تم استدعاؤه على عجل لإجراء عملية فورية لأحد المرضى.
وحضر إلى المستشفى وبدل ثيابه واغتسل استعدادا لإجراء العملية .
قبل أن يدخل إلى غرفة العمليات وجد والد المريض يزرع الممر جيئة وذهابا ، وعلامات الغضب بادية على وجهه وما أن رأى الطبيب حتى صرخ في وجهه قائلا :
علام كل التأخير يا دكتور ؟
ألا تدرك أن حياة ابني في خطر ؟
أليس لديك أي إحساس بالمسؤولية ؟
ابتسم الطبيب برفق وقال :
أنا أسف يا أخي فلم أكن في المستشفى وقد حضرت حالما تلقيت النداء وبأسرع ما يمكنني ، والآن أرجو أن تهدأ وتدعني أقوم بعملي وكن على ثقة أن ابنك سيكون في رعاية الله وأيدي أمينة .
لم تهدأ ثورة الأب وقال للطبيب : أهدأ ؟ !!!!!!
ما أبردك يا أخي لو كانت حياة ابنك على المحك هل كنت ستهدأ ؟
ماذا لو مات ولدك ما ستفعل ؟
ابتسم الطبيب وقال : أقول كما قال الله عز وجل : { الذِين إذا أصابتهم مصيبَة قالوا إِنا لِلّهِ وإِنَـا إِليهِ راجعون }
يا أخي الطبيب لا يطيل عمرا ولا يقصره والأعمار بيد الله ونحن سنبذل كل جهدنا لإنقاذه
ولكن الوضع خطير جدا وإن حصل شيء فيجب أن تقول : إنا لله وإنا أليه راجعون, اتق الله وأذهب إلى مصلى المستشفى وصل وادع الله أن ينجي ولدك .
هز الأب كتفه ساخرا وقال : ما أسهل الموعظة عندما تمس شخصا آخر لا يمت لك بصلة .
دخل الطبيب إلى غرفة العمليات ، واستغرقت العملية عدة ساعات ،وخرج الطبيب على عجل وقال لوالد المريض : ابشر يا أخي فقد نجحت العملية تماما والحمد لله ،وسيكون أبنك بخير ،والآن اعذرني فيجب أن أسرع بالذهاب فورا ، وستشرح لك الممرضة الحالة بالتفصيل
حاول الأب أن يوجه للطبيب أسئلة أخرى ولكنه انصرف على عجل .
انتظر الأب دقائق حتى خرج أبنه من غرفة العمليات ،ومعه الممرضة فقال لها الأب :
ما بال هذا الطبيب المغرور لم ينتظر دقائق حتى أسأله عن تفاصيل حالة ولدي؟
فجأة أجهشت الممرضة بالبكاء وقالت له : لقد توفي ابن الدكتور يوم أمس على اثر حادثة ،
وقد كان يستعد لمراسم الدفن عندما اتصلنا به للحضور فورا ، لأن ليس لدينا جراح غيره وهاهو قد ذهب مسرعا لمراسم الدفن وهو قد ترك حزنه على ولده كي ينقذ حياة ولدك !!!!!

و أختم بقولة العرب قديما " إنما الشجاعة صبر ساعة "




 

رد مع اقتباس
قديم 25/01/2013, 11:11 PM   #16
عضو مجلس الإدارة مستشار المدير العام ومشرف المنتدى الاسلامي والمساريه


أبو أنــس âيه ôîًَىà

 عضويتي » 24238
 تسجيلي » Mar 2012
 آخر حضور » 22/05/2014 (09:05 PM)
مشآركاتي » 831
 نقآطي » 3113
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي








التغيير حسب الحروف الأبجدية:





بسم الله الرحمن الرحيم

أ
1- كيف نبدأ التغيير؟
1- \" قهر الخوف هو مفتاح التغيير:
كن حرا.
قاوم القهر.
لاخير في الانسان ان لم يكن حرا.
ادحر القهرفقد خلقت حرا.
يتحول الانسان الى عامل سلبي بفقدان حريته.
الحرية هي الطريق الممهد للتغيير.\"

ب
2- ماعلاقة التغيير بالحياة؟
2- \"الحياة هي التغيير,
و التغيير حياة,
فالحياة نمو,
والنمو تغيير,
و التغييراختياري,
فاختر بحكمة,
اختر أفكارك,
اختر أفعالك,
اختر عاداتك,
اختر طباعك
اختر بحكمة.\"

ت
3- ماقيمة التغيير؟
3- \"التغيير ثابت من الثوابت الأصيلة في الانسان,
التغيير نمو,
التغيير قوة,
التغيير حياة,
التغيير تجديد,
التغيير إصلاح,
التغيير نهضة,
التغيير إحياء,
التغيير صحوة,
التغيير استعلاء,
التغيير بناء,
التغيير إعادة البناء,
التغيير قيادة,
التغيير آلة اعمار لأرض \"

ث
4- ماعلاقة التغيير بالنجاح والفشل والشجاعة؟
4- \"النجاح ليس نهائيا،
والفشل ليس قاتلا,
والتغيير هوالشجاعة في مواصلة هذا النزاع,
التغيير هو الشجاعة في مواصلة النزاع بين النجاح والفشل .
فالشجاعة هي:
هي المحرك الفعلي للعزيمة,
هي شعار الأصالة,
هي الملعب الممهد للعبة الفتح,
هي علامة الرجولة,
هي طريق السيادة,
هي مفتاح الحرية,
هي آلة إعادة البناء,
هي وقود الإصلاح,
هي الوقود الفعال لصناعة الحضارة.\"

ج
5- هل التغيير هو القرارات الكبيرة في الحياة فقط؟
5- \"قرارات التغييرالصغيرة قد تغير حياتك الى الأبد.
ومجموع القرارات الصغيرة الفعالة هو قرار عظيم حكيم.
فالبناء العظيم يتكون من لبنات صغيرة.
وكمال جسمك من خلايا دقيقة.
ومجموع أخلاقك وشخصيتك تأتي من جمع طباعك.
ومصيرك يأتي من حصاد شخصيتك. \"

ح
6- هل التغيير صعب؟
6- \"اذا كان التغيير مكلف فقد يكون رفض التغيير مدمر:
فالتغيير انتقال,
والانتقال مشقة,
والمشقة وتحملها اصرار على الحياة.
ورفض التغيير ركون,
والركون تآكل,
والتآكل تحول سلبي,
والتحول السلبي طريق الفناء.
والتحول السلبي و تكاثر الخلايا السرطانية.
ورفض التغيير تحول سلبي.

خ
7- مامدى شمولية التغيير؟
7- \"كل شيء يتغير – لاشيء يبقى بدون تغيير.
الأمم تتغير.
وطبيعة الحياة تتغير.
واكتمال خلق الانسان يأتي نتيجة تغيير,
وانتقال من طور الى طور تغيير.
واكتمال حياة الانسان تغيير.
واكتمال طبيعة الانسان تأتي نتيجة تغيير.

د
8- لماذا تبدو الصعوبة في التغيير؟
8- \"التغيير ينطوي على مخاطر,
لأن التغيير نمو,
والنمو استبدال وانتقال زماني ومكاني,
وانتقال من حال الى حال,
فالتغيير يعني الانتقال من المعلوم الى المجهول.
وكل مرحلة من مراحل النمو لها مخاطر,
مخاطر التغيير,
والتوازن والجهد والتخطيط والصبر والطموح والمرونة هي
الزيت السداسي الحافظ للتغيير الايجابي.\"

ذ
9- متى تنتهي فاعلية الانسان؟
9- \"عند التوقف عن التغيير،
نتصلب,
وتجف مياه الحياة,
فننتهي.\"

ر
10- هل الاقلاع عن التغيير صعب؟
10- \"نولد جميعا لانعلم شيئا،
وشيئا فشيئا يمتليء كتاب حلمنا,
ويحتاج مقاوم التغيير أن يبذل جهدا عاليا,
حتى لاتعمل آلة التغيير في أحلامه,
فعجلات آلة التغيير تستمد قوتها من الفعل الزمني,
والفعل الزمني شديد المراس,
والفعل الزمني جيش لايقهر,
ويحتاج الانسان أن يبذل جهدا عاليا ليبقى كما ولدته أمه,
كما يحتاج جهدا مضاعفا ليقلع عن التغيير,
ان رفضت التغيير سقطت تحت عجلاته,
ان رفضت التغيير سقطت تحت عجلات الزمن,
ان قاومت التغيير قاومت نموك,
ان حصنت نفسك ضد التغيير اصابتك عدوى التحلل,
كتحلل الاجساد بعد جفاف ماء الحياة. \"

ز
11- ماهي عناصر الحلم العظيم؟
11- كل حلم عظيم يبدأ بحالم,
تذكر دائما,
أنك تمتلك القوة,
وتمتلك الصبر,
وتمتلك أدوات التوازن,
وتمتلك الطموح العالي,
وتمتلك الهمة,
لتغيير العالم. \"

س
12- هل أثق في الحلم؟
12- ثق في نفسك تتحقق أحلامك,
فتحقيق الحلم هو التغيير,
افرز أحلامك وانتقي,
اقرأ كتاب روحك حلما حلما,
واستفت قلبك. \"

ش
13- مشاكلي عثرات أمام أحلامي !!!
3- لاتدع مشاكلك تدفعك,
واتبع أحلامك,
فالأحلام هي الطريق الممهد لقطار التغيير,
والمشاكل هي حائط الصد ضد التغيير,
ولكن
للمشاكل وجها آخر فلاتنسى قراءته,
قد يدفعك الى ادراك النقائص,
فادراك النقائص من أبجديات العباقرة. \"

ص
14- الذين يحلمون, هل يعانون؟
14- الحياة ليست سهلة لأولئك الذين يحلمون.
فالحلم هو الشروع في التغيير,
والتغيير يحتاج جهد,
والجهد معاناة,
لكنها معاناة الاختيار,
ومعاناة الاختيار صحية,
فيها المتعة ,
وفيها الحياة,
لأن الحياة كلها كدح,
والكدح حركة,
ولاحركة بدون جهد.\"

ض
15- من أين يأتينا الحلم؟
15- الأحلام هي خرائط طريق
وصور ومشاهد
تأتيك من كتاب تكتبه روحك عنك.
فالحلم منك واليك.
الحلم استعداد شخصي للتغيير,
الحلم استعداد شخصي لاستقبال رسائل الروح,
الحلم قراءة فاعلة لكتاب الروح,
كتاب الأحلام,
الحلم يأتي من ذاتك.

ط
16- ماهي العوائق التي تمنع تحقيق الحلم؟
16- \"الشيء الوحيد الذي يمنعك من تحقيق أحلامك هو أنت.
تعلم قراءة الحلم,
تعلم كتابة الحلم,
تعلم تدوين أفكارك,
وكن صديقا لروحك فهي التي تكتب أحلامك,
وكتاب الروح - كتاب أحلامك - هو ماكيت التغيير.\"

ظ
17- كيف نحقق أحلامنا؟
17- احلم!
\"لا تستسلم!
اجعل أفكارك وعقلك دائما على الهدف,
فالنظر الى الهدف متعة,
فالنظر الى الهدف تحريك للفطرة النقية,
فالنظر الى الهدف رواء للنفس في فيافي الحياة,
فالنظر الى الهدف يقوي دعائم الأمان,
فالنظر الى الهدف استدعاء للاصرار,
فالنظر الى الهدف يحرك الدوافع,
فالنظر الى الهدف يدعم الصبر,
والصبر ماكينة النجاح,
فالنظر الى الهدف حلم بالحصاد.
واحلم,
فالحلم تدريب على التغيير. \"

ع
18- ماعلاقة التغيير بذاتي؟
18- \"التغيير تجديد،
تنشيط،
متعة...
وضروري.
التغيير تحقيق الحلم,
التغيير انجاز,
والانجاز
تحقيق الذات,
بناء الثقة بالنفس. \"

غ
19- ماهي الخطوات الأولى في آفاق التغيير؟
19- \"إن الخطوة الأولى نحو التغيير هي الوعي.
الوعي أولا،
سبر واكتناه التراث
واستشراف المستقبل,
و رؤى جديدة للمستقبل,
وادراك الواقع,
والخطوة الثانية هي القبول.
والتخطيط عماد التغيير,
وقهرالخوف في المقدمة \".

ف
20- كيف ابني ثقتي بنفسي وأحقق ذاتي؟
20- \"لا شيء يحقق الذات و يبني الثقة بالنفس مثل الإنجاز,
والانجاز وليد التغيير\".

ق
21- الثقة بالنفس هبة توهب لنا؟
21- \"الثقة بالنفس هي سمة نكتسبها بأنفسنا\".
نكتسب الثقة بالنفس كلما تغيرنا,
ونتغير كلما أنجزنا.

ك
22- هل التغيير فطري؟
22- لقد خلقنا الله من ماء وطين,
والخلايا التي تكون أجسادنا ان لم تتغير نهلك,
وهذا دليل قاطع على أننا جبلنا على فطرة التغيير.

ل
23- هل التغيير فن؟
23- الحياة فن,
فاختر,
أن تكون فنانا هاويا,
أو
أن تكون فنانا محترفا,
والتغيير فنون.
والتغيير يحتاج صبر
والتغيير هوتحويل الأهداف لمشاريع
وتحويل الأهداف لشاريع يبدأ بالتخطيط.
فالتغيير هو فعل حضاري مخطط.
والتوازن هو الزيت الحافظ لآلة التغيير.

م
24- هل هناك علاقة بين طباع الانسان والتغيير؟
24- كن نفسك قبل كل شيء,
كن أنت,
كن معتقدك,
اشرق في كل عبارة تقولها,
كن أنت في كل عمل تنجزه,
فأنت أفكارك وعاداتك وطباعك,
ومصيرك رهن طباعك,
وطباعك هي آلة التغيير,
طباعك التي نمت على
الجهد والصبر والتخطيط والمرونة والتوازن,
وعشق الطموح,
فالتغيير ينبع من داخل الانسان.

ن
25- ما أعظم عوائق التغيير؟
25- \"إن أكبر عائق لتحقيق التغيير هو الخوف من الفشل,
والجهل,
وموت الطموح,
وتوقف الاجتهاد.\"

هـ
26- متى تتوحش العوائق أمام التغيير؟
26- \"العقبات هي الأشياء التي يراها الانسان عندما يحول عينيه عن هدفه.
اجعل أفكارك وعقلك وقلبك دائما على الهدف,
اجعل نظرك دائما على الهدف,
فالنظر الى الهدف يقاوم العوائق,
فالنظر الى الهدف يحرك الدوافع,
فالنظر الى الهدف يحمي النفس من الضعف,
فالنظر الى الهدف يقوي دعائم التقدم,
فالنظر الى الهدف اصرار,
فالنظر الى الهدف عماد الصبر,
والصبر ذروة سنام لتغيير\".

و
27- هل سبق الآخرين تغيير؟
27- \"لاتجعل همك في الحياة سبق الآخرين،
اجعل همك سبق الأحداث,
اجعل همك عبور الحواجزوعينك على الهدف,
اجعل همك تحقيق الارقام القياسية\"

لا
28- هل ترتبط قيمة الانسان بقيمة مايعطيه للانسانية؟
28- يأثم الانسان على الخير الذي لم يقدمه للانسانية ,
وهو يستطع.
وعطاء الانسان للانسانية مشاركة في التغيير.
واعتقد أنك لبنة هامة في آلة التغيير,

ي
29- ما آخر أبجدية في أبجديات التغيير؟
29- - \" التغيير يفتح الآفاق.\"
التغيير يرتقي بالأمم من منصة الأقوال إلى حقل الأفعال ,
التغيير يحول الأحلام المدونة في كتاب الروح الى مشاريع في أرض الواقع.
التغيير هو الوقود الناجع والفعال والحافظ لتوازن البناء الحضاري على الفطرة النقية.


 

رد مع اقتباس
قديم 25/01/2013, 11:13 PM   #17
عضو مجلس الإدارة مستشار المدير العام ومشرف المنتدى الاسلامي والمساريه


أبو أنــس âيه ôîًَىà

 عضويتي » 24238
 تسجيلي » Mar 2012
 آخر حضور » 22/05/2014 (09:05 PM)
مشآركاتي » 831
 نقآطي » 3113
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي




الدعوة إلى الله .. مهمة تحتاج إلى صبر



إن بناء وتشيد القصور ، وإقامة المشاريع العملاقة ، واستخراج الكنوز وتنقيتها من شوائب الأرض ، بل إن هدم الجبال ، وردم المحيطات ، وحفر الأنهار ، كل ذلك هين يسير بجانب تغيير سلوك إنسان ، إن تغيير السلوك يحتاج إلى أضعاف مضاعفة من الجهد المبذول في القيام بهذه المهمات الصعبة التي ذكرناها ؛ وذلك نظراً لما أودعه الله في هذا الإنسان من قوة عظيمة تفوق الجبال والبحار وكل الكائنات وذلك رغم صغر حجمه .

والدعوة إلى الله هي في جملتها حزمة من قوانين ومعارف وأخلاق وسلوكيات يحملها الداعية ليغير بها المدعو ؛ فهي ليست كلمات تقال ولكنها كالبذرة توضع في الأرض ، لو تركها الزارع وشأنها لضاعت وتغلبت عليها حشرات الأرض ؛ لكنه إذا تناولها بالعناية والرعاية والتعهد أثمرت ونفع الله بها الزارع وغيره من الناس .

قد يصيب اليأس بعض الدعاة إلى الله ، فهو يلقي بالموعظة تلو الموعظة ، وهو يفكر ويبتكر ، ثم يطبق على أرض الواقع ؛ ولكن بعد هذا المجهود قد لا يجد الثمرة المرجوة ، فيصاب الداعية باليأس من المدعوين .

وذلك يحدث لعدم رعاية المدعو وتعهده بالتربية ، أو لأن الداعية لا يبذل جهداً مع مدعويه ، أو لأن الداعية يستعجل قطف الثمرة قبل نضوجها واستوائها .

ومن خلال قرائتنا لآيات القرآن الكريم يتبين لنا تاريخاً كبيراً للدعاة والمصلحين من الأنبياء والمرسلين والصالحين ممن اختارهم الله لتبليغ دعوته ونشر رسالته ،صبروا على قومهم فلم ييأسوا حتى كتب لهم الفوز بالقلوب وإقبالها على الله عزوجل " حتى إذا استيئس الرسل وظنو أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا " [جزء من الآية 110:يوسف] ، فها هو أبو الأنبياء نوح عليه السلام يستفرغ قصارى جهده لتبليغ دعوته لقومه " قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً " [نوح :5] " ثم إني دعوتهم جهاراً (8) ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً (9) " [نوح] ومكث عليه السلام على هذه الحالة تسعمائة وخمسين عاماً " فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً " [ العنكبوت :14] وها هو خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام ينتقل من موقف إلى موقف ومن حالة إلى أخرى في الدعوة إلى الله " وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناماً آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين " [ الأنعام :74] " وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان " [جزء من الآية 80: الأنعام] " ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه " [جزء من الآية 258 : البقرة] " إذ قال لأبيه ياأبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً " [42 : مريم] ، وها هو خاتم الأنبياء والمرسلين لا يكل ولا يمل في دعوته لقومه " فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً " [الكهف : 6] " لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين " [3: الشعراء ] ، وهكذا كان حال الأنبياء والمرسلين والصالحين على مر العصور كانوا يتحلون بالصبر في دعوتهم لأقوامهم ، لم تكن كلمة اليأس موجودة في قواميسهم.

وعن عائشة – رضي الله عنها- أنها قالت للنبي – صلى الله عليه وسلم – هل أتى عليك يوم كان أشدَّ من يوم أحد ؟ قال : لقد لقيتُ من قومك ، وكان أشدُّ ما لقيتُه منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي وإذا أنا بسحابةٍ قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل – عليه السلام – فناداني فقال : إن الله - تعالى – قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم . فناداني ملك الجبال فسلَّم عليَّ ثم قال : يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك ، فما شئت : إن شئت أن أطبقت عليهم الأخشبين . فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً " [متفق عليه] .

وعلى هذا النهج من الصبر على المدعوين سار الصحابة – رضوان الله عليهم- فها هو مصعب بن عمير – رضي الله عنه - عاد إلى نبيه فاتحاً للقلوب ، فاستحق بحق أن يلقبه النبي – صلى الله عليه وسلم – بمصعب الخير ، فذات يوم كان مصعب جالسًا ومعه سعد بن زرارة وهو يعظ الناس ففوجئ بقدوم أسيد بن حضير سيد بني عبد الأشهل بالمدينة وهو يكاد ينفجر من فرط الغضب على ذلك الرجل الذي جاء من مكة ليفتن قومه عن دينهم، فوقف مصعب أمام أسيد وقد كان ثائرًا، ولكن مصعب انفجرت أساريره عن ابتسامة وضاءة وخاطب أسيد قائلاً: أو لا تجلس فتستمع؟ فإن رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره. قال أسيد: أنصفت. وركز حربته وجلس يصغى وأخذت أسارير وجهه تنفرج كلما مضى مصعب في تلاوة القرآن وفي شرح الدعوة للإسلام, ولم يكد يفرغ من كلامه حتى وقف أسيد يتلو الشهادتين. سرى النبأ في المدينة كالبرق فجاء سعد بن معاذ وتلاه سعد بن عبادة وتلاهم عدد من أشراف الأوس والخزرج. وارتجت أرجاء المدينة من فرط التكبير. وفى موسم الحج التالي لبيعة العقبة قدم من يثرب سبعون مسلمًا من بينهم امرأتان، وكان ذلك فاتحة مباركة لهجرة الرسول إلى المدينة.

وهاهم الدعاة والمصلحون في كل عصر يسيرون على نهجه – صلى الله عليه وسلم – وصحابته – الكرام – فها هو البنا – رحمه الله !
يزور ثلاثة آلاف قرية في مصر من جملة الأربعة آلاف قرية ، كان ينتقل من محافظة إلى أخرى في يوم واحد ، بل إنه كان يصلي الظهر في مركز كذا بمحافظة كذا ويصلي العصر في مركز آخر بمحافظة أخرى ، لم يكن البنا تذوق عيناه طعم النوم إلا ساعات معدودة ، بل دقائق معدودة ينامها في وسائل المواصلات ، ومع ذلك كان البنا _رحمه الله ! يعرف حق ربه ، كان يقف بين يديه بالليل بعد انقضاء النهار بتعبه ومشقته ، وكأن هذا الإتصال بينه وبين ربه هو شحنته التي كان يتزود بها لتكملة المسير .

ذات يوم كان أحد قيادات الإخوان يتنقل في إحدى محافظات الصعيد ، ووجد جبلاً شاهقاً يرى الناس من فوقه كحجم النمل الصغير ، فحدثه مرافقه : ياأستاذ ، أتعرف هذا الجبل ، ذات يوم صعدته مع الإمام البنا لدعوة الناس عليه ، ووجد البنا أناساً منعزلين عن الحياة ، فأخذ يحدثهم عن دعوة الإسلام بأسلوب يحمل الحب والشفقة عليهم .

هكذا أخي الداعية ، لا يستطيع أحدنا أن يحمل دعوة الخير إلا إذا حمل مؤهلاتها ، وعرفنا أن أهم مؤهلات الداعية هي الصبر على المدعو والإشفاق عليه ، وتحمل المشاق في سبيل هدايته ودعوته ، وتعريفه بربه – عزوجل .

إن خلق اليأس ليس في قواميس الدعاة إلى الله ، فهم يبذلون ويجتهدون ويتيقنون أن الله معهم ولن يترهم أعمالهم ، فهم لذلك لا يألون جهداً في دعوة غيرهم ، ولا يعدمون وسيلة في الوصول إلى قلوب المدعوين ، فهم يعلمون أن هداية فرد خير من الدنيا وما فيها ، وخير مما طلعت عليه الشمس ، بل خير من حمر النعم .

جعلنا الله وإياكم من الداعين إليه ، الدالين خلقه إلى دينه ودعوته ، وأن يفتح الله لنا وبنا وعلينا .


 

رد مع اقتباس
قديم 28/01/2013, 10:14 PM   #18
عضو مجلس الإدارة مستشار المدير العام ومشرف المنتدى الاسلامي والمساريه


أبو أنــس âيه ôîًَىà

 عضويتي » 24238
 تسجيلي » Mar 2012
 آخر حضور » 22/05/2014 (09:05 PM)
مشآركاتي » 831
 نقآطي » 3113
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي




طالب العلم المتأنق

الإسلام لا يعترف بالدروشة فهو دين روعة وجمال. ولماذا يتدروش بعض الناس في لباسهم يقبلون الغتر ويرتدون الثياب المتسخة ويهملون النظافة والأناقة وحسن الهندام.
علبة الصابون بريال واحد، وكي الثوب بريالين والسواك بريال فلماذا نذهب إلى سيرة بعض الزهاد ونترك سيرة محمد عليه الصلاة والسلام.

بشاشة طالب العلم

طالب العلم بشوش طلق المحيا، بادي الثنايا، يكاد يذوب رقة وخلقاً أما الفضاضة والغلظة فمن أخلاق جفاة الأعراب وجنود البرير : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ).

خطأ يرتكبه بعض الطلاب

بعض طلبة العلم يتشاغل بحفظ المتون والمنظومات وينسي حفظ كتاب الله تعالى وماذا تنفعه هذه المتون والمنظومات وقد نسي القرآن، إنما من يحفظ القرآن كفاه وشفاه ومن يحفظ غير القرآن مهما كان لا يكفيه عن القرآن.

لا عبرة بكثرة الكتب

تجد عالماً من أكبر العلماء ليس في بيته سوي عشرة كتب هضمها وفهمها ، وتجد طالباً عارياً من العلم في بيته مكتبة هائلة لا يعرف منها إلا عناوين الكتب فالعبرة بالمضمون لا المظاهر.
مراحل طلب الحديث

لطالب الحديث ثلاث مراحل:
المرحلة الأولي: قراءة المختصرات كمختصر البخاري للزبيدي ومختصر مسلم للمنذري وأمثالها ليشع طالب العلم من المتون.
المرحلة الثانية : قراءة الأحاديث في أصولها كصحيح البخاري ومسلم والسنن والمسند.
المرحلة الثالثة: قراءة الشروح كفتح الباري وشرح النووي وتحفة الأخوذي وغيرها.

الكنز الثمين

إذا حضرت موضوعاً أو بحثت بحثاً فاحتفظ بأوراقه فإنك تعود إليه أحوج ما تكون وحبذا أن يكون لك أدراج للبحث وللفوائد والفهارس.

عزلة وقتية

طالب العلم له عزلة وقتية يرتاح فيها جسمه وقلبه وفكره يخلو فيها بربه ويطالع فيها مكتبته لينشط على مخالطة الناس.

لباس طالب العلم

الأبيض النظيف أجمل لباس وإياك ولباس الميوعة والأنوثة أووخصال الفطرة كإعفاء اللحية وقص الشارب وغيرها. لباس الشحاذين والسوقة وليكن لباسط وسطاً معتدلاً متأنقاً وعلى ك بالطيب والسواك

لا تكن منبتا

يروى عنه صلي الله عليه وسلم في الحديث : (( أن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهراً أبقي)).
فلا تكن يا طالب العلم منبتاً أي لا تجهد نفسك وتتعبها حتى تكل وتمل والإتعاب يكون بكثرة الحفظ وبكثرة المطالعة ولكن بقصد القصد تبلغ.

دواء يعين على الحفظ

قالوا مما يعين على الحفظ: أكل الزبيب ، وقالوا مما يضعف الحفظ: أكل الباذنجان ، قلنا : دعونا من الزبيب والباذنجان أعظم ما يعين على الحفظ تقوى الرحمن، واتقوا الله ويعلمكم الله.
قال الشافعي :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلــم بأن العلـم نور
ونور الله لا يؤتى لعــاصي

ليس كل قارىء مستفيد

قد يوجد من يقرأ بفهم لكن في علوم لا تنفع أو في مواد غيرها أنفع، منها: كالذي يقرأ ليله ونهاره في المجلات والصحف فحسب ، أو في كتب فكرية ويجعلها عمدته ومصره، وسيعلم هاذ أنه ليس بيده شيء ؛ فالعلم شيء والكلام شيء آخر.
طالب العلم يتخول الناس بالموعظة
إملال الناس والإطالة على هم في الكلام وتكثير الوعظ والدروس على هم منفر، فيا طالب العلم ليكن لك درس أو درسين كل أسبوع فحسب واحرص على التحضير وحسن الإلقاء والعرض.

أحذر ذكر أسماء الناس في معرض الكلام والنقد

من الحكمة إبهام أسماء العلماء في معرض الرد أو الانتقاد إطفاء للفتنة، وإنهاء للتشويش وسداً لباب التطفل على جلالة العلماء.

لا تفضح عصاة المسلمين بذكر أسمائهم

كان الرسول صلي الله عليه وسلم إذا أراد أن ينبه على خطأ قال : (( ما بال أقوام يصنعون كذا وكذا)).
فعلى الداعية وطالب العلم ألا يذكر أسماء عصاة المسلمين أمام الناس كأسماء المغنين والممثلين والرياضيين ، فلعل الله أن يتوب على هم والستر الستر بلا توبيخ.

إلى الذين ينتقضون الدراسة المنهجية

سمعت شباباً لا يرضون بالدراسة المنهجية بحجة أنها قليلة البركة ضحلة العطاء مضيعة للوقت فطالعنا الواقع فوجدنا أذكياء الطلاب وأبطال الساحة وفرسان الميدان جلهم أو كلهم من أبناء الدراسة المنهجية وأهل الاطلاع. إذن بين الدراسة والتحصيل الشخصي من أحسن ما يكون.

لا تسمع كلام من يهون من شأن العلم

قد تسمع من يسليك عن طلب العلم بحجة الدعوة ويقول لك: نحن بحاجة إلى دعاة لا إلى علماء، فإن سمعت هذا فابرك على صدره واقرأ عليه آية الكرسي فإن معه القرين.

أغتنم أنفاس عمرك

الوقت هو الحياة وطالب العلم أحرص الناس على الوقت ومضيع الوقت في القيل والقال واللغو وأخبار الناس لا يكون عالماً ومن أنذر أعذر.

صبر ومثابرة

يقول أحدهم وقد احسن:

اصبر ولا تضجر من مطلب
فآفة الطالب أن يضــجرا
أما تري الحبل بطول المدى
على صليب الصخر قد أثرا

عند المفاجأة

إذا طلب من طالب العلم مفأجاة أن يتكلم في مجلس أو مجتمع أو منتدى ولم يكن أعد للموقف عدته فعليه بعد طلب العون من الله تعالى أمرين:
الأول: مراعاة موقف الحديث وملابسات المقام وما يناسب الحال والمكان والزمان.
الثاني : أن يتحدث عن موضوع سبق له أن قد تحدث فيه وهضمه وفهمه ولو كرره.

لا تستأثر بالمجلس

من قلة العلم وضحالة الفهم أن يستأثر طالب العلم بالحديث في المجلس مع زملائه وأقرانه ويمنعهم من الكلام إلا إذا سئل أو طلب منه أن يتحدث أما إذا تبرع هو بالثرثرة فهذه رعونة.


 

رد مع اقتباس
قديم 01/02/2013, 09:40 PM   #19
عضو مجلس الإدارة مستشار المدير العام ومشرف المنتدى الاسلامي والمساريه


أبو أنــس âيه ôîًَىà

 عضويتي » 24238
 تسجيلي » Mar 2012
 آخر حضور » 22/05/2014 (09:05 PM)
مشآركاتي » 831
 نقآطي » 3113
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي




طالب العلم إمام في الخير

قال تعالى : ( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) قيل في معناها: نأتم بغير ويأتم بنا غيرنا من الصالحين. ومن إمامة طالب العلم أن يكون مسارعاً إلى الصف الأول في الصلاة محافظاً على السنن والنوافل سباقاً غلي الخيرات مسارعاً إلى الصالحات.
كيف تكون مصيبة الناس بطالب العلم إذا صلي الفجر في بيته أو نام عن صلاة الفجر؟ وقس على ذلك.

انظر بعينين

يقولون : من اكتفي بالحديث عن الفقه أو بالفقه عن الحديث كان كصاحب العين الواحدة لا يري بالأخرى ، ومن جمع بينهما كان كصاحب العينين، ومن فقدهما فهو أعمي.

أمن يجيب المضطر إذا دعاه

إذا صعبت عليك مسألة واستشكلت قضية فعليك بكثرة الدعاء والتضرع إلى الحي القيوم، فلا يكشف الضر إلا هو ولا يحل العقد غيره: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِف).

ولرب نازلة يضيق بها الفتي
ضرعاً وعند الله منها المخرج

دفتر الجيب لجمع الفوائد

من طلبة العلم من يحمل بجيبه دفتراً للفوائد كلما سمع فائدة أو حكمة أو حديثاً أو بيتاً أو لطيفة سجلها واحتفظ بها وهذا سوف يكون ثري المعلومات واسع الاطلاع.

لا تحجم عن الإمامة والخطابة

قد يحجم البعض عن الإمامة بالناس وعن خطبة الجمعة بحجة الخوف من الشهرة والظهور وهذه وسوسة، وهل يستفيد طالب العلم ويحفظ وينتبه إلا إذا تصدر بالإخلاص ، إن الإمامة والخطابة تعين بعد الله تعالى على الحفظ والفهم وسعة الاطلاع والجرأة ثم هي من اشرف العبادات وهل كان محمد صلي الله على ه وسلم إلا إماماً خطيباً.

تقدم فيهم شهماً إمامـــاً
ولولاه لما ركبوا وراءه

أدب التصرف

طالب العلم حكيم في تصرفاته أدبياً في إجراءته فإذا زار إخوانه زارهم في وقت مناسب للزيارة، وإذا اتصل بالهاتف اتصل في وقت مناسب للاتصال، ما رأيك في طالب يتصل في ساعة متأخرة من الليل أو بعد الفجر أو عند القيلولة أهذا وقت كلام واتصال؟!.

الكامل من العلماء

من فهم نصوص الشريعة كتاباً وسنة وأقوال السلف وعرف مع ذلك الواقع الذي يعيش فيه فأنزل النصوص منازلهم من الواقع فهو الكامل ، ومن عرف المرض ولا علاج لديه، ومن فهم النصوص ولم يعلم الواقع كان كمن عنده علاج وهو لا يعرف المرض.

فكن رجلاً رجله في الثري
وهامة همته في الثريا

لا تتقمص شخصية غيرك

بعض الناس سريع الذوبان في غيره مغرم بالتقليد ينصهر بالحرارة وينكمش بالبرودة إذا أعجبه شخص قلده في كل شيء حتى في سعاله وعطاسه وتثاؤبه وضحكة وبكائه وهذا يدل على انهزام الإرادة وهزال الشخصية، والرجل كل الرجل هو العصامي في شخصية يأخذ من الصالحين معاني الفضل التي فيهم كالكرم والصبر والحلم والشجاعة ويدع هذه الأمور الجبلية التي لا طائل لمحاكاتهم فيها.

نظرة في كتاب المحلي لابن حزم

سمعت من يحذر طلبة العلم من القراءة في المحلي لابن حزم فحملت هذا التحذير على أحد سببين:
الأول: أن هذا المحذر مقلد تشبع بالتقليد لا يري الخروج على المذهب طرفة عين وابن حزم في نظره عدو لهذا النهج أو لأن هذا المحذر ما قرأ المحلي وما مر عليه.
صحيح أن المحلي فيه أمور لا يوافق على ها القياس والتأويل في الصفات والنقد المرير للعلماء وبعض المسائل . لكن أين الكنوز التي فيه من علم أصيل وتأصيل ودليل ونقل عجيب؟! فاستفد يا طالب العلم منه ولا تسمع للمثبط.

في ظلال القرآن لسيد قطب

فيه مواضع كتأويل في بعض آيات الصفات وبعض الملاحظات ولكنه من أجمل ما كتب في موضوعه، وهو يدل على صدق صاحبه وإخلاصه فطالعه يا طالب العلم وما أروع عباراته خاصة للخطيب والداعية.

وسط بين طرفين

لا أريدك أن تكون يا طالب العلم مقلداً جامداً فالمقلد أعمي ولا أريدك أن تهاجم العلماء وتستقل برأيك ، لا هذا ولا هذا والوسط الاعتصام بالدليل والاستفادة من كلام العلماء.

فيد لا بد منه

دعوى التمسك بالكتاب والسنة تدعيها كل طائفة حتى المبتدعة ولكن الفارق بينهم وبين أهل السنة في هذه الدعوى أن أهل السنة يدعون للتمسك بالكتاب والسنة على نهج الكتاب والسنة كما فهمها أولئك تماماً وهذا قيد لا بد منه.

رأي طريف

اشتغال طلبة العلم بكثرة التأليف تحصيل حاصل وتكثير للمكتبة الإسلامية ولو تفرغ طلبة العلم لتعلى م الناس وتفهيم كتب السلف كان أجدي وأنفع ومن جرب عرف.

من أحسن كتب التفسير

طفت في كثير من كتب التفسير فما رأيت مثل تفسيرين: تفسير ابن كثير وتفسير القرطبى وثالثها تفسير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، أما تفسير ابن جرير الطبرى فطويل ولبه عند ابن كثير، وأما فتح القدير فغالبه نحو وصرف وفيه فوائد، وأما الخازن ففيه بدع ومخالفات. وأما الرازي فطويل يسرح في أودية ويأتي بأوابد وزاد المسير من أجمع الكتب لأقوال المفسرين ولكن أين الأحاديث النبوية في التفسير.

التصحيح والتضعيف أمر اجتهادي

لا يلزم قول أحد في تصحيح حديث أو تضعيفه إذا خالفه إمام مثله إلا بمرجحات، وبعض الطلبة يلزمون بعضهم بتصحيح أو تضعيف لأحد العلماء قد خالفهم قوم فلماذا يؤخذ بقول هذا ويطرح قول ذلك؟!

إذا سألك عامي

إن سألك عامي عن مسألة فاذكر الجواب الراجح الذي تطمئن إليه النفس ولا يلزمك أن تذكر له أقوال العلماء في المسألة فيقع في حيص بيص.

الردود قسمان

رد على كافر فهاذ واجب ومن أحسن ما يكون : (َ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ). ورد على مخالف في مسألة سبق فيها الخلاف عند السلف ولم يجمع على ها فلا تشغل نفسك بهذا الرد، والله الموفق.

إعارة الكتب

لا تمنع مسلماً من كتاب يريد الاستفادة منه ولكن سجل اسم المستعير والكتاب ومدة الإعارة لتكون لك بينة فالبينة على المدعي وإلى مين على من أنكر .

ترتيب المكتبة
إما على الفنون أو على حروف المعجم أو على المؤلفين وليكن لك فهرس إذا كثرت الكتب ودرج للمجلات الإسلامية والنشرات ليسهل مراجعتها عند الحاجة.

حبذا

حبذا المغني ولو خرجت أحاديثه، وحبذا المجموع لو ترك وجوه الأصحاب من خراسانيين وعراقيين، وحبذا المحلي لو أثبت القياس وترك تجريح الناس، وحبذا ابن كثير في التفسير لو أعرض عن بعض الإسرائيليات ، وحبذا التمهيد لو كان مرتباً، وحبذا زاد المعاد لو ترك الاستطراد ، وما سلم من النقص إلا كتاب الله عز وجل : ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً).

مع علماء الجرح والتعديل

أبو حاتم والأزدي والجوزجاني متشددون، والبخاري والنسائي والذهبي معتدلون، وابن حبان والحاكم والترمذي متساهلون.

علمان وإمامان

إذا رأيت الرجل يضع من شأن أحمد بن حنبل فهو عدو للسنة وإذا رأيت الرجل يحط من قدر ابن تيمية فهو مخالف لمتعقد السلف الصالح في الغالب.

دعوة موفقة

إنما نجحت دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بعد توفيق الله لثلاثة أسباب:
إخلاص صاحبها.
لاعتصامه بالكتاب والسنة.
لمعرفته لواقعة ولانضمام من نصره بالسيف.
أعوذ بالله من تغلظ المشايخ
بعض الفضوليين همهم تغليظ العلماء وتعجيزهم بالأسئلة وليس المقصود الاستفادة وهؤلاء يظهر الله للناس عوارهم وعثراتهم، وعلمهم قليل البركة ضحل المنفعة نسأل الله التوفيق.

الدعوة عند أهل السنة

الدعوة عند أهل السنة على قسمين:
دعوة العامة: وهؤلاء يعلمون ما ينفعهم ولا يشوش أذهانهم.
دعوة الخاصة: وهؤلاء يناصحون سراً كولاة الأمر ولا تذكر نصيحتهم على رؤوس العامة إذ لا مصلحة في ذلك.

خير الخيرين وشر الشرين

الفطن اللبق من يعرف خير الخيرين وشر الشرين، أما معرفة الخير من الشر فكل الناس يعرفه ، وعلى طالب العلم عند دعوته وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر أن ينظر في المصلحة وتحقيقها ويبدأ بالكبار قبل الصغار من الأمور أي الأولويات . هل يصح أن تنكر تعلى ق صورة في مكان لا يصلي أصحابه؟ أو تطالب قوماً يشربون الخمر بترك الإسبال؟

ووضع الندي في موضع السيف في العلا
مضر كوضع السيف في موضع الندي

ختاماً

في الختام أزجي لك تحياتي يا طالب العلم ودعائي لك بالتوفيق ولعلك تدعو لي معك بالهداية والثبات، أسال الله تعالى أن يغفر لي ولك وأن يشرح صدري وصدرك للإسلام ، وسلام على ك ورحمة الله وبركاته وصلي الله على محمد وآله وصحبه ، وإلى لقاء


 

رد مع اقتباس
قديم 02/02/2013, 09:31 PM   #20
عضو مجلس الإدارة مستشار المدير العام ومشرف المنتدى الاسلامي والمساريه


أبو أنــس âيه ôîًَىà

 عضويتي » 24238
 تسجيلي » Mar 2012
 آخر حضور » 22/05/2014 (09:05 PM)
مشآركاتي » 831
 نقآطي » 3113
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
الترغيب في طلب العلم وبيان فضله:
أيها الأخوة الكرام، في كتاب العلم، وفي الترغيب في طلب العلم وبيان فضله من كتاب الترغيب والترهيب للإمام المنذري، عن معاوية بن أبي سفيان، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم:

(( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين ))
[ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان]
فقِه، بالكسر، بمعنى فهم، وفقُه أي صار عالماً فقيهاً .
ورد في الحديث الشريف أن أعرابياً جاء النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله عظني ولا تطل ؟ فتلا عليه النبي الكريم قوله تعالى:

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾
( سورة الزلزلة )
فقال هذا الأعرابي: كُفيت، اكتفى بهذه الآية، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن قال: فقُه الرجل، أي صار فقيهاً، آية واحدة اكتفى بها، ورآها منهجاً في حياته.
فقِه بمعنى علم، أو فهم، وفقُه بمعنى صار فقيهاً عالماً، فالإنسان كل آية من آيات الله عز وجل تكفيه منهجاً كاملاً طوال حياته، فكيف بكتاب كريم فيه منهج تفصيلي ؟.
قيمة الإنسان في علمه و عمله:
أيها الأخوة، الجماد شيء يشغل حيزاً، وله أبعاد ثلاثة، وله وزن، لكن النبات شيء يشغل حيزاً وله أبعاد ثلاثة، وله وزن، وينمو، والحيوان شيء يشغل حيزاً وله أبعاد ثلاثة، وينمو، ويتحرك، أما الإنسان شيء يشغل حيزاً وله أبعاد ثلاثة، وينمو، ويتحرك، ويفكر، فإذا ألغينا فكر الإنسان وعقله، ألغينا وجوده الإنساني .
لذلك رتبة العلم أعلى الرتب، هناك قيم تواضع على أنها قيم مرجحة بين بني البشر القرآن الكريم أغفلها كلها إلا قيمة العمل وقيمة العمل، قال تعالى:

﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾
( سورة الأنعام الآية: 132 )
هذه قيمة العمل .
وقال:

﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
( سورة الزمر الآية: 9 )
هذه قيمة العلم، ما سوى ذلك قيم تواضع الناس على أنها قيم مرجحة لكن القرآن الكريم ما أغفلها، فالإنسان قيمته فيما يعمل، وفيما يعلم، علمه وعمله .
ورد أن رجلاً من التابعين كان قصير القامة، أحنف الرجل، مائل الذقن، غائر العينين، ناتئ الوجنتين، ليس شيء من قبح المنظر إلا وهو آخذ منه بنصيب، وكان مع ذلك سيد قومه، كان إذا غضب غضبَ لغضبته مئة ألف سيف، لا يسألونه فيمَ غضب ؟ وكان إذا علم أن الماء يفسد مروءته ما شربه، هذا الرجل هو الأحنف بن قيس، إذا غضب غضبَ لغضبته مئة ألف سيف لا يسألونه فيم غضب ؟
من عظّم أرباب الأموال و الأقوياء فقد ضاع و ضلّ سواء السبيل:
معنى ذلك أن الإنسان في التقييم الصحيح يُقيّم من خلال علمه، ومن خلال عمله، وأية أمة تحل قيماً أخرى، وموازين أخرى غير هذا الميزان ضلت سواء السبيل .

(( من تضعضع لغني ذهب ثلثا دينه ))
[ البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود] .
إذا عظّم الناس أرباب الأموال، وعظّم الناس الأقوياء، ولم يوقروا أهل العلم هؤلاء قد ضاعوا وضلوا سواء السبيل .

(( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه ))
[أحمد والطبراني والحاكم عبادة بن الصامت]
فالنبي عليه الصلاة والسلام حينما قال:

(( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين ))
[ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان]
أي الإنسان حينما يتعلم يؤكد إنسانيته، يظل المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد جهل، كن عالماً، أو متعلماً، أو مستمعاً، أو محباً، ولا تكن الخامسة فتهلك، طالب العلم آثر الآخرة على الدنيا فربحهما معاً، والجاهل آثر الدنيا على الآخرة فخسرهما معاً، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً .
التعرف إلى الله عز وجل علم من أرقى العلوم:
الحقيقة كل علم ممتع، هناك علوم بفروع دقيقة جداً، لكن هناك علماً ممتعاً نافعاً، لو إنسان اختص اختصاصاً نادراً لجاءه دخل كبير جداً، لأنه متعلم إلا أن علمه نادر، ينفع الأمة فانتفع هو بهذا العلم، فكل علم ممتع، لكن هناك علماً ممتعاً نافعاً، أما هناك علم ممتع نافع مسعد، العلم بالله هو العلم، الممتع، النافع، المسعد في الدنيا والآخرة، لو إنسان معه اختصاص نادر جداً، وجاءه ملك الموت انتهى اختصاصه، وانتهى دخله، أما إذا تعرف إلى الله عز وجل هذا علم من أرقى العلوم، وفضل الذي يعرف الله عز وجل عمن يعرف خلقه كلكم يعلم أن هناك علماً بالله، وأن هناك علماً بخلق الله، وأن هناك علماً بأمر الله، العلم بخلق الله هذه العلوم الكونية، الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والتاريخ، والجغرافيا، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم الذرة، وعلم الفلك، هذا علم بخلق الله، وأن تعرف الحلال، والحرام، والخير، والشر، وأحكام الطلاق، وأحكام البيوع، وأحكام التجويد، ...إلخ هذا علم بأمر الله، العلم بخلق الله وأمر الله يقتضي المدارسة، ما لم تجلس على ركبتيك، وتقرأ الكتاب، تمحص، تراجع، تسأل، تذاكر، تكتب، تلخص، تقرأ ملياً، لن تتعلم، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقال:

(( إنما العلم بالتعلم ))
[أخرجه الطبراني عن معاوية ]
العلم بالله يقتضي المجاهدة والعلم بخلقه وبأمره يقتضي المدارسة:
إلا أن العلم بالله شيء آخر، يقول بعض العلماء: جاهد تشاهد، العلم بالله يقتضي المجاهدة، أما العلم بخلقه وبأمره يقتضي المدارسة، بخلقه وبأمره يجب أن تقرأ، يجب أن تذاكر، أن تراجع، أن تلخص، أن تؤدي امتحاناً، هذا علم بخلق الله وبأمر الله، إلا أن العلم بالله يقتضي أن تجاهد نفسك وهواك، العلم بخلق الله وأمر الله يحتاج كما قلت إلى مدارسة، ولكن هذه المعلومات تبقى بالدماغ، ولا علاقة لها بالنفس، قد تجد إنساناً متخصصاً بأعلى اختصاص ولا يصلي، أو يرتكب بعض الفواحش، أو يشرب الخمر، وأنت إذا أتيت طبيباً رفيع المستوى في اختصاصه، لا تطالبه أن يكون مستقيماً، لك منه علمه، أما إذا أردت أن تصل إلى الله مع عالم لا تقبل منه إلا أن يكون مطبقاً لعلمه، فقط عالم الدين لا تقبله أنت إلا إذا كان مطبقاً لما يقول:

وعالم بعلمه لم يعملن معذب من قبل عباد الوثن
***
أما العالم بالله هذا العلم لا يبقى في ذهنه يسري إلى نفسه، فلابدّ من أن ينعكس على نفسه تواضعاً، وأدباً، ورحمة، العلم بالله يسمو بالإنسان، وثمنه باهظ إلا أن نتائجه باهرة .
العلم والحكمة يعطيهما الله عز وجل لمن يحب فقط:
كلكم يعلم أن الله أعطى المال لمن لا يحب، وأعطاه لمن يحب، أعطاه لقارون وهو لا يحبه، أعطاه لبعض الصحابة الكرام وهو يحبهم، سيدنا ابن عوف، وسيدنا عثمان، وابن عوف كما تعلمون سمع السيدة عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً، فقال رضي الله عنه: والله لأدخلنها خبباً، وما عليّ إذا كنت أُنفق مئة في الصباح فيؤتيه الله ألفاً في المساء .
فلذلك أعطى المال لمن يحب، وأعطاه لمن لا يحب، أعطى القوة والسلطان لمن يحب ولمن لا يحب، أعطاها لسيدنا سليمان وهو نبي كريم .

﴿ وَهَبْ لِي مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ﴾
( سورة ص الآية: 35 ) .
وأعطى الملك لمن يحب، إلا أن العلم والحكمة يعطيهما لمن يحب فقط .

﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾


`( سورة القصص )
الإنسان لينظر هل حظوظه في الدنيا من جنس حظوظ الذين لا يحبهم الله عز وجل أم من جنس الذين يحبهم ؟ فإذا سمح الله لك أن تعرفه، وسمح الله لك أن تدعو إليه، فهذا شرف عظيم، ورتبة العلم أعلى الرتب .
طلب العلم فريضة على كل مسلم:
والحقيقة أن الأقوياء في العالم كيف يحكمون ؟ يحكمون برأي العلماء والخبراء، وفي النهاية تبقى مرتبة العلم أعلى مرتبة في الأرض .
لذلك طلب العلم فريضة على كل مسلم، أي على كل شخص مسلم .

(( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين ))
[ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان]
كلمة يفقهه في الدين في الأصل لها معنى عميق جداً، ثم اصطلح على أن هذه الكلمة تعني معرفة أحكام الدين الفرعية، هناك للدين أصول وله فروعه، نحن الآن نتفق أو نحن الآن نفهم أن فلاناً فقيه، أي يعرف تفاصيل الأحكام المستنبطة من كليات الدين، إلا أن كلمة فقُه الرجل، وفلان فقيه، ويفقه في الدين، تعني عند رسول الله المعنى اللغوي الأصلي هو الفهم، أو التعمق في الفهم، فالإنسان إذا فهم حقيقة الدين سعد في الدنيا والآخرة، والشيء الثابت أن هناك عابد، وهنالك عالم .

(( ولفقيه واحدٌ أشد على الشيطان من ألف عابد ))
[أخرجه أحمد عن أبي هريرة ]
والنبي عليه الصلاة والسلام ـ وفيما تعرفون ـ عندما رأى رجلاً يصلي في المسجد في غير أوقات الصلاة سأله من يطعمك ؟ قال: أخي، فقال: أخوك أعبد منك، وحينما أمسك يد صاحبي جليل وقد كانت خشنة رفعها وقال: هذه اليد يحبها الله ورسوله، فالنبي الكريم يؤكد قيم العمل .
لكن حينما شكا رجل شريكه الذي لا يعمل كثيراً معه، وكان طالب علم قال عليه الصلاة والسلام: "لعلك ترزق به"، اختلف الوضع، لأن العابد لنفسه لكن طالب العلم لغيره، فالذي يتعلم ليعلم و لينقذ الناس .
الدعوة إلى الله فرض عين ولكن في حدود ما تعلم ومع من تعرف:
الحقيقة الدقيقة: أن الإنسان حينما تستقر حقيقة الإيمان في قلبه لا يمكن إلا أن تعبر عن ذاتها بحركة نحو خدمة الخلق، وتعريفهم بالله، لا يوجد إنسان يستقر في قلبه الإيمان ويبقى ساكتاً، بل إن الناس يغفلون عن أن الدعوة إلى الله فرض عين، ولكن في حدود ما تعلم، ومع من تعرف، هناك دعوة إلى الله فرض كفاية، إذا قام بها البعض سقطت عن الكل، مأخوذ هذا من قوله تعالى:

﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾
( سورة آل عمران الآية: 104 )
وهناك دعوة إلى الله دعوة عين:

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا ﴾
( سورة العصر )
التواصي بالحق أحد أركان النجاة، بل إن إتباعك للنبي يعني أن تدعو إلى الله والدليل:

﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾
( سورة يوسف )
﴿ أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾
لابد من أن تدعو إلى الله ولكن دعوة بشكل مبسط .

(( بلِّغُوا عني ولو آية ))
[أخرجه البخاري والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ]
في حدود ما تعلم، حضرت خطبة جمعة سمعت تفسير آية، أعجبك هذا التفسير نقلت هذا للناس، سمعت تفسير حديث نقلته للناس، سمعت حكماً فقهياً نقلته للناس، سمعت موقفاً لصحابي جليل نقلته للناس، هذه الدعوة التي هي فرض عين، في حدود ما تعلم وفي حدود من تعلم، تعلم حقيقة، وحولك أناس يلوذون بك هم كما وصفهم النبي خاصة نفسك .
وهذا الحديث متفق عليه، وكما تعلمون أن الحديث المتفق عليه هو أعلى أنواع الأحاديث على الإطلاق، لأن كتاب البخاري ومسلم هما أصح كتابين بعد كتاب الله، فإذا اجتمعا على حديث واحد فهذا من أرقى الأحاديث .
السلامة والسعادة مطلبان أساسيان لكل إنسان:
لذلك أنتم حينما تطلبون العلم، وتفهمون حقيقة الدين، هذا خير كبير، بل إن الإنسان يتحرك وفق تصور، الذي يقدم على سرقة لماذا سرق ؟ لأنه رأى رؤيا شيطانية أن السرقة فيها دخل كبير وجهد كبير، فإذ وقع في العدالة وسيق إلى السجن يدرك خطأه الكبير، لكن العلم حارس لك .
سيدنا علي يقول: "العلم خير من المال، لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال " الإنسان إذا كان طلب العلم أي يطبق تعليمات الصانع، و يعيش حياة هادئة وادعة سليمة، يهديهم:

﴿ سُبُلَ السَّلَامِ ﴾
( سورة المائدة الآية: 16 )
الإنسان إذا طلب العلم، وطبقه، اهتدى إلى طريق سلامته في الدنيا والآخرة، وإلى طريق سعادته، وكلكم يعلم أن السلامة والسعادة مطلبان أساسيان لكل إنسان، السلامة في تطبيق منهج الله، والسعادة في القرب من الله، وليس هناك طريق آخر، لا تسلم إلا إذا طبقت أحكام الشريعة، ولا تسعد إلا إذا اقتربت من الله عز وجل بشكل أو بآخر .
طلب العلم أحد أسرع الطرق إلى الله عز وجل:
الله عز وجل أرادنا أن نقبل عليه، لذلك جعل لنا طرقاً إليه، الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، أي العمل الصالح طريق، وتلاوة القرآن طريق، وإنفاق المال طريق، وطلب العلم طريق، فكل شيء يقربك من الله عز وجل مغطى بكلمة الوسيلة:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾
( سورة المائدة الآية: 35 )
وطلب العلم أحد أسرع الطرق إلى الله .

(( فضلُ العَالِم على العَابِدِ كَفَضْلِي على أدْناكم كفضلة القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ))
[ أخرجه الدرامي عن الحسن البصري ]
لابد من أن تكون على صلة بشكل أو بآخر بالعلم، كن عالماً، أو متعلماً، أو مستمعاً، أو محباً، وهذا الذي يأتي إلى بيت من بيوت الله ليطلب العلم .

(( وَإِنَّ الملائكةَ لَتَضع أجنحَتَها لطالبِ العلم رضا بما يصنع ))
[أخرجه أبو داود والترمذي عن أبي الدرداء ]
(( وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَبْتَغِي بِهِ الْعِلْمَ ))
[أخرجه الدرامي عن عبد الله بن عباس ]
أحياناً الإنسان يرتدي ثيابه ويخرج من بيته ليتاجر، ليعقد صفقه، ليحضر حفلة، ليلبي دعوة، أما حينما ترتدي ثيابك وتخرج من بيتك لتعرف الله، لتعرف كتابه، لتعرف سنة نبيه، لتعرف أحكام دينه، أنت بهذا الخروج من البيت تسلك طريقاً ينتهي بك إلى الجنة، فهذا الحديث من أمهات الأحاديث:

(( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين ))
[ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان]
من طلب العلم كي يتفقه في الدين فقد حقق وجوده الإنساني:
أنت حينما تطلب العلم كي تتفقه في الدين تحقق وجودك الإنساني، هناك وجود حيواني، الإنسان يأكل ويشرب، هذا وجود حيواني، ينام وجود حيواني، يعمل وجود حيواني، يستريح حيواني، أما حينما يطلب العلم حقق وجوده الإنساني، ورتبة العلم أعلى الرتب، وما من شيء تسمو إليه كأن تطلب العلم الصحيح، لكن النبي عليه الصلاة والسلام قال:

(( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع ))
[أخرجه ابن ماجه وابن حبان عن أنس بن مالك ]
وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم مرة إلى مسجد فرأى أناساً تحلقوا حول رجل، قال: من هذا ؟ قالوا: نسابة، والنبي عليه الصلاة والسلام حكيم في تصرفاته، قال: وما نسابة ؟ هو يعرف من هو، ولكن هذا السؤال كما يقول بعض العلماء: سؤال العارف، قالوا: هو رجل يعرف أنساب العرب، فقال عليه الصلاة والسلام: "ذلك علم لا ينفع من تعلمه، ولا يضر من جهل به ".
وما أكثر العلوم التي نتعلمها ولا تنفعنا، فالنبي استعاذ من علم لا ينفع، أنت لك عمر محدود، والآخرة مديدة، يجب أن تقرأ الكتاب الذي ينفعك في آخرتك، تصور إنساناً عنده مكتبة أربعة جدران، من الأرض إلى السقف كلها كتب، وعنده بعد يومين امتحان أي كتاب ينبغي أن يقرأه ؟ الكتاب المقرر، الذي سيؤدي به الامتحان، والذي سيكون مصير نجاحه في هذا الامتحان، يجب أن تعلم أنت أي كتاب ينبغي أن تقرأه في الدنيا، إنه كلام الله وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه .
من طلب العلم و عمل به نفعه هذا في قبره:
لذلك طلب العلم شيء أساسي جداً، وأنا أتألم أشد الألم حينما يقول أحدهم: والله لا يوجد عندي وقت، نقول لك: لماذا لا يوجد عندك وقت ؟ أي شيء أعظم في الحياة الدنيا من أن تعرف الله، لا يوجد عندي وقت، عندك وقت كي تخوض مع الخائضين ؟ عندك وقت تبدده في توافه الأعمال ؟ عندك وقت تبدده بشيء ينقضي عند الموت ؟ .
كنت أقول لكم: الموت ينهي كل شيء، ينهي غنى الغني، وفقر الفقير، وقوة القوي، وضعف الضعيف، وصحة الصحيح، ومرض المريض، ينهي كل شيء، إلا أنك إذا طلبت العلم وعملت به نفعك هذا في قبرك، فالقبر صندوق العمل .

(( مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّههُ في الدِّين ))
[ متفق عليه عن معاوية بن أبي سفيان]
إذا إنسان طلب العلم، وتفقه في الدين، معنى ذلك عرض نفسه للخير، كأنه قال: يا رب أنا أريد الخير منك، أنا أريد فضلك، والعلم ثمين جداً، وأثمن منه أن تطبقه .

(( اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ بَعْدَ أَنْ تَعْلَمُوا فَلَنْ يَأْجُرَكُمْ اللَّهُ بِالْعِلْمِ حَتَّى تَعْمَلُوا ))
[أخرجه الدرامي عن معاذ بن جبل ]
وكل علم وبال على صاحبه ما لم يعمل به .

والحمد لله رب العالمين


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 3 :
, ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

الساعة الآن 02:14 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w