الباحة في الصحافة المحلية

الباحة في الصحافة المحلية





وجه بنقل مرمى نفايات بلجرشي إلى مقره الجديد . فتاة الباحة خطفها الجن . القبض على مجهولي الهوية . أطفال يبيعون الدجاج أسفل عقبة الأبناء . وجه بالاهتمام بالسياح . تفقد طريق الباحة الرياض السريع .

هذه عينة من أخبار منطقة الباحة في الصحافة المحلية ، وليست بدع من الأخبار بل إن جل أخبار المنطقة في الصحافة المحلية من هذا القبيل . إما أنها أخبار لا قيمة لها ولا تستحق النشر في صحيفة حائطية لمدرسة ابتدائية ، وإما أن تكون من الأخبار السيئة التي تعطي انطباعا غير محببا عن المنطقة ، وإما أن تكون من أخبار التطبيل غير المفيدة لكسر طول فترة الغياب عن الصحافة .

وقد نقلت ملاحظتي هذه لأحد كبار موظفي أمارة منطقة الباحة ذوي العلاقة قبل سنوات . وأذكر أن مما قلته له في ذلك اللقاء " أن خبر غير جيد بل لا يستحق النشر ، ظهر وقد وضعت صورة صاحب السمو أمير المنطقة على الخبر " وسألته " ماذا فعلتم ؟" .
لم أسمع منه رد !!! نعم لم يرد ، وقد أكتفا بهز يديه وحرك شفتيه دلالة على الحيرة . وقد استغربت منه تلك الحيرة ، أليس في منطقة الباحة ما يثير الاهتمام سوى مثل تلك الأخبار الساذجة؟ ومن المؤكد أن ظهور أخبار المنطقة أمر ضروري لهم ليُعلم أنهم لا زالوا على قيد الحياة .

وكتّاب المنطقة في مختلف الصحف المحلية على كثرتهم وقدرتهم العالية على الكتابة ، بعيدون كل البعد عن مشاكل المنطقة إلا في القليل النادر من بعضهم . وحقيقة أن هذا الأمر مما يثير استغرابي ، لماذا يكتبون في كل شئ ويحجمون عن الكتابة عن مشاكل منطقتهم ؟ أو أخبار أهالي منطقتهم الجميلة ؟ أليست الباحة جزءا من الوطن ؟ أم أنهم يخافون أن يتهموا بالمناطقية ؟ فأين هم من الدكتور حمود أبوطالب ، والدكتور على سعد الموسى ، والأستاذ صالح الشيحي وغيرهم الكثير ممن نذروا معظم كتاباتهم عن مناطقهم . أم أنهم لا يرون أهمية لمشاكل منطقة الباحة وأنها لن تكسبهم الجماهيرية التي يرغبون ؟ ولا أخالهم خائفون من المحاسبة إذا ما تحدثوا عن كثير من الأمور المزرية في المنطقة خصوصا وأن معظمهم ممن يقطن خارج المنطقة وأعمالهم بعيدة عن المسائلة ، ثم إن سقف حرية الرأي أصبح أعلى مما يكتبه معظم الكتاب في المملكة وقليلون جدا من الصحفيين ممن يلمسون ذلك السقف المرتفع فضلا عن تجاوزه .

لا أريد أن أطبل لصحيفة الباحة اليوم الإلكترونية ولست ممن يحب التطبيل ، لكن هذه الصحيفة الوليدة صنعت فرقا كبيرا في إظهار أخبار المنطقة الجميلة ، وتلمست شيئا مما كان مسكوتا عنه من احتياجات ومشاكل المنطقة ، وتتبع مختلف أخبارها ، حتى أصبحت مصدرا مهما لأخبار المنطقة . ورغم ذلك فلا زالت في بداية الطريقة والمشوار أمامها طويلا لتصبح صحيفة احترافية . ولكي تصل لتلك المكانة فإن أهم ما يجب أن تلتزم به برأيي هو المصداقية والشفافية والشمولية ، وتبتعد كل البعد عن محاباة المسئول على حساب المواطن وعدم بخس المجتهد حقه.

هذا ما قلته وأستغفر الله .


* بقلم
عبدالخالق بن علي الغامدي