نائب أمير عسير: السياحة خيار استراتيجي ومشاريع المنطقة المعتمدة 5 مليارات

نائب أمير عسير: السياحة خيار استراتيجي ومشاريع المنطقة المعتمدة 5 مليارات

صالح الحمادي من أبها
07/09/2005

سمو الأمير إلى أي مدى تشكل السياحة مصدر دخل ورافدا اقتصاديا وهدفا استراتيجيا استثماريا في السعودية وفي منطقة عسير على وجه الخصوص؟
في الحقيقة أن تفعيل السياحة الداخلية لتكون بديلا عن السياحة الخارجية هو هدف استراتيجي نسعى إليه جميعاً بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة، واستناداً إلى ذلك نعمل جاهدين لجعل السياحة في هذه المنطقة البديل الأمثل لسياحة الخارج؛ وقد أعدت دراسة جاهزة للتنفيذ وهي (استراتيجية تنمية السياحة في منطقة عسير) لتحويل السياحة إلى صناعة حقيقية لها مردودها الاقتصادي، وتفتح آفاقا جديدة للاستثمار من خلال تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في السياحة الداخلية، وتوفر الفرص المناسبة له، وبناء على ذلك أصبحت السياحة خيارا استراتيجيا مهما من النواحي الاقتصادية ويبقى دعمه والاستفادة منه، وهو ما نتطلع إليه في السنوات المقبلة بإذن الله.

ما أبرز المشاريع التي يجرى حالياً تنفيذها في منطقة عسير، وكم تبلغ تكاليفها المالية؟
دعني بداية أقول لك وبكل صراحة إنه في ظل الدعم اللا محدود الذي تلقاه منطقة عسير من حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده - حفظهما الله - وفي ظل متابعة أخي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير المنطقة، فإن منطقة عسير تحظى بالكثير من المشاريع التي اعتمدت في الميزانية، ولعل أبرز تلك المشاريع التي بدئ في تنفيذها تمديد خطوط النقل للمياه إلى النماص شمالاً وظهران الجنوب جنوباً بتكلفة بلغت نحو ثلاثة مليارات ريال، إضافة إلى اعتماد ازدواج طريق أبها - النماص كمرحلة أولى وذلك وصولاً إلى الطائف، وازدواج طريق خميس مشيط - نجران، وازدواج طريق خميس مشيط - الرياض. والإدارة العامة للطرق والنقل في منطقة عسير تنفذ عددا من المشاريع بتكلفة تقارب 300 مليون ريال، ومن ضمنها مشروع عقبة ضلع الذي يربط مدن مرتفعات عسير بمدن تهامة عسير والشواطئ على البحر الأحمر.

وماذا عن المشاريع في مجال الخدمات البلدية؟
وفقاً للتقارير الأخيرة، فإن أمانة منطقة عسير تنفذ العديد من المشاريع الحيوية المهمة، حيث بلغ اعتماد الباب الثالث نحو 150 مليون ريال، وإجمالي قيمة المشاريع البلدية القائمة حاليا نحو نصف مليار ريال، وهناك تركيز على المجمعات القروية.

وماذا عن المشاريع في مجال الخدمات الصحية والتعليمية؟
في مجال الخدمات المتعلقة بالشؤون الصحية يتابع مدير عام الشؤون الصحية في منطقة عسير المشاريع القائمة حاليا، حيث يجري تنفيذ مشاريع صحية بأكثر من 800 مليون ريال، منها مشاريع في مدينة بيشة ومراكز صحية جديدة، إضافة إلى توفير أجهزة طبية متطورة للمستشفيات والمراكز الصحية القائمة، ولأن التعليم محور عملية البناء والتطور فإن وزير التربية والتعليم اعتمد تنفيذ عدة مشاريع، منها مشاريع مدرسية للبنين بلغت تكاليفها 350 مليون ريال، ومشاريع مدرسية للبنات بلغت تكاليفها 275 مليون ريال بما في ذلك الفصول الإضافية والترميمات وتأهيل المباني المدرسية والصيانة والنظافة. وهناك مشاريع لدى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بنحو ثلاثة ملايين ريال.

وهل هناك مشاريع مماثلة للكهرباء ومشاريع تحلية المياه؟
مشاريع شركة الكهرباء المنفذة هذا العام في منطقة عسير بلغ إجمالي قائمة مشاريع الميزانية الرأسمالية المعتمدة لعام 2005، 532690 مليون ريال، أي أكثر من نصف مليار ريال. أما مشاريع التحلية فستتم توسعة محطة الشقيق لتشمل المرحلتين الثانية والثالثة بطاقة 212 ألف متر مكعب يومياً.. ويكون تنفيذ المشروع بمشاركة القطاع الخاص على أساس البناء والتملك والتشغيل، وعلى أن تقوم الدولة بإنشاء خطوط الأنابيب اللازمة لنقل المياه إلى المدن المستفيدة، مع الأخذ في الاعتبار تزامن تنفيذ خطوط الأنابيب مع جدول تنفيذ مشروع التوسعة الذي من المتوقع أن يتم طرحه للمستثمرين في الربع الثالث من عام 2005، على أن يبدأ التشغيل في الربع الثالث من عام .2008 وقد قامت المؤسسة بالإجراءات اللازمة لإعداد المواصفات ودعوة الشركات المتخصصة لإعداد الدراسات الهندسية والمواصفات والرسومات والجداول الزمنية اللازمة لمشاريع خطوط أنابيب نقل المياه لمنطقة عسير التي تشمل خط أنابيب (الشقيق ـ أبها مع تغذية رجال ألمع ـ أبها ـ سبت العلاية ـ أبها ـ ظهران الجنوب). وفي قطاع المياه بلغ إجمالي ما تم اعتماده للمشاريع الجديدة 244 مليون ريال. أما المشاريع التي سيتم تمويلها من فائض الميزانية بلغت التكاليف 521 مليون ريال. وفي مجال مشاريع الزراعة فقد بلغت التكاليف المعتمدة لمشاريع تحت التنفيذ 3700 مليون ريال. من أصل التكاليف 21 مليونا، وهناك نقلة تطويرية في مجال التعليم الفني حيث اعتمدت المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني عدة مشاريع، وقد بلغ مجموع التكاليف للمشاريع الجديدة 89 مليون ريال.

هذا يعني أن منطقة عسير على بوابة تطوير هائلة في شتى المجالات قياسا بحجم المشاريع القائمة حاليا؟
نعم لقد حظيت المنطقة بالعديد من المشاريع في مختلف المجالات، في ظل الدعم الكبير الذي تلقاه منطقة عسير من حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظهما الله - فقد تم اعتماد العديد من المشاريع في الميزانية الأخيرة بتكلفة بلغت نحو خمسة مليارات ريال، وقد تم التركيز على المشاريع التي تدارسها مجلس المنطقة ورفع تقارير عنها لأهميتها،
ولعل من أبرز تلك المشاريع، مثلاً على سبيل الذكر وليس الحصر، مشروع ازدواج طريق خميس مشيط - الرياض، وطريق خميس مشيط - نجران، وطريق أبها - النماص وصولاً إلى الطائف بتكلفة إجمالية 207799000 مليون ريال، وإنشاء مبنى جديدا لمستشفى أبها العام بسعة 200 سرير بتكلفة بلغت 100 مليون ريال، وبناء 69 مركزا صحيا في جميع محافظات ومراكز المنطقة، ولعل المشروع الأبرز هو تمديد خطوط نقل المياه إلى النماص شمالاً وظهران الجنوب.

قة شهدت منطقة عسير تطورات ملحوظة؟ كيف تنظرون لما تعتمده الوزارات من ميزانياتها لمشاريع المنطقة؟
في الواقع أن المتابع لتطور المنطقة يلاحظ ما يبذل من جهود وما يصرف عليها، ولهذا فقد شهدت منطقة عسير مثلها مثل باقي مناطق المملكة تطورا كبيراً من خلال ما حظيت به من مشاريع كبيرة في العديد من المجالات الصحية، التعليمية، الاجتماعية، والأمنية التي تقدم خدماتها للمواطنين في المنطقة، وقدمت بعض فروع الوزارات لمجلس المنطقة تقارير عما تم اعتماده من مشاريع للمنطقة ستسهم في رفاهية المواطن إن شاء الله. كما أن هناك تقارير دورية تقدم للأمير خالد الفيصل ولنا عن مراحل إنجاز تلك المشاريع.

ما مدى رضاكم عن أداء مديري الإدارات الحكومية في المنطقة؟
تمتلك الإدارات الحكومية في المنطقة الكثير من القيادات الإدارية المتميزة على مستوى المملكة، وهم يقومون بجهد متميز في سبيل الارتقاء بالخدمات المقدمة من إداراتهم لمواطني المنطقة، وإننا نأمل منهم بذل المزيد من الجهد والمتابعة والارتقاء بكل عمل يخدم المواطن للوصول إلى ما يرضي طموحات ولاة الأمر - حفظهم الله.

كيف ترون دور رجال الأعمال في تنمية المنطقة واستثمار معطياتها؟
في الواقع أن القطاع الخاص بكل مؤسساته هو قاطرة التنمية، فجميع المؤسسات الاقتصادية في المنطقة تعتمد استثماراتها بشكل أساسي على القطاع الخاص لذلك ندعو رجــال الأعمال في المنطقة إلـى زيـادة استثماراتهم واستغلال موارد المنطقة الطبيعية والاقتصادية المتوافرة، وبلا شك سيجنون نتائج جيدة مثلما تحقق في قطاع السياحة، فالمجالات عديدة ونحن نذلل كافة الصعاب لهم.

منطقة عسير تنتظر منكم تحريك الفرص الاستثمارية فيها بجلب مستثمرين يثرون السياحة، ويتيحون فرصا وظيفية لشبابها؟
كما ذكرت سابقاً أن منطقة عسير تزخر بالكثير من الفرص الاستثمارية الواعدة، ولا سيما المشاريع الخدمية التي ستتكامل مع المشاريع الأخرى، وسيكون لها مردود اقتصادي كبير، وهناك جهود متواصلة لإيجاد مشاريع تساعد على توفير مزيد من الفرص الاستثمارية في جميع القطاعات لإتاحة مزيد من الفرص الوظيفية لأبناء المنطقة، وأنني أغتنم هذه الفرصة لأدعو شباب المنطقة إلى العمل في المشاريع الصغيرة، مستغلين الدعم الذي توفره الجهات المعنية لهم. خاصة أن هناك فرصاً استثمارية مجدية وبذلك ستوفر العديد من الفرص الوظيفية لشباب المنطقة.
وتشهد منطقة عسير حاليا تنافسا كبيرا بين المستثمرين السعوديين لإنشاء مراكز تسوق راقية وتدعم جوانب السياحة الداخلية، وتوفر أجواء تسوق جيدة على مدار العام.

ما احتياجات منطقة عسير، وهل أوصلها مجلس المنطقة للمعنيين؟
بفضل من الله ثم بتوجيهات ومتابعة أخي الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة تم توفير الخدمات الحكومية الضرورية، وأصبحت المنطقة تنعم بالكثير من الخدمات، وليس معنى ذلك أنه تمت تغطية جميع احتياجاتها بل نطمح إلى المزيد.
وقـد استطاع مجلـس المنطقة خلال دوراته السابقة إيصال ذلك إلى مقام وزارة الـداخـلية مـن خلال رفع تقرير عن التوصيات الصادرة عــن المجلـس، وكذلك بالمتابعة لما يتخذ من قرارات وما يعتمد من مشاريع في الميزانية بالتنسيق مع الـوزارات ذات العلاقة، وبـمتابعة مستمرة من مديري فروع الوزارات في المنطقة، والأمل يحدونا أن تتم تلك المشاريع بوتيرة متسارعة يلمسها المواطنون.

بصفتكم رئيسا للجنة التنشيط السياحي، ما الإجراءات المتبعة التي تتخذونها نهاية كل موسم سياحي؟
في الواقع أن لجنة التنشيط تقّوم نهاية كل موسم سياحي جميع الفعاليات المقدمة ومدى نجاحها، كما أنها تستقبل ملاحظات ومقترحات المصطافين ومن ثم نقوم بإعداد دراسة شاملة لجميع الفعاليات بهدف تطوير ما يحتاج إلى ذلك، وإضافة بعض الفعاليات المطلوبة لتلبية رغبات السائح. ولدى اللجنة الكثير من الفعاليات الرئيسة التي تخضع للتقييم ومن ثم تطويرها أو إيجاد بدائل لها، لعل من أبرزها:
1 - برنامج الضوء والصوت.
2 - الطيران الشراعي.
3 - تسلق الجبال.
4 - أسبوع الفن التشكيلي.
5 - الأمسيات الشعرية.
6 - شعراء الرد.
7 - قافلة الملتقى.
8 - أهلا صيف أبها.
9 - مهرجان أبها للطفل.
10 - مهرجان المسرح السابع.
11 - مسابقة شاعر الخليج نجم أبها.
12- دورة الوطن الرياضية.

منتدى عسير الاستثماري المقبل يشهد سوقا للمستثمرين السعوديين، ما الفرص الاستثمارية المتاحة لهم؟
تنظم الغرفة التجارية الصناعية في أبها (منتدى أبها للاستثمار)، الذي يقام لأول مرة في المنطقة، وسيكون بإذن الله تظاهرة استثمارية، حيث أعد له الكثير من أوراق العمل؛ فالمنتدى يهدف إلى ترويج منطقة عسير استثماريا وسيكشف عن العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات، ومنها قطاع التعدين والسياحة والصناعة وغيرها من القطاعات.

كبار المستثمرين السعوديين هاجرت أموالهم إلى بعض المناطق العربية وبالذات إلى دبي.. لماذا؟
من حيث المبدأ إن تنقل الرساميل العربية بطريقة متبادلة مع بعضها بعضا ظاهرة صحية. ولا أوافقك الرأي أن معظم الأموال المحلية انتقلت إلى الخارج، فالأرقام المالية الضخمة التي وصلت إليها السوق السعودية بلغت قيمة التداولات اليومية فيها بنحو 20 مليار ريال، وهذا يدل على أن الأموال السعودية يستثمر معظمها داخل المملكة.
ودعني أوضح لك أن الأمر لا يتعلق بهجرة الأموال بقدر ما يتعلق بالفرص التجارية للاستثمار والترويج لها بأسلوب مناسب وناجح، وهو ما نأمل من رجال الأعمال البحث عنه ودراسته، وكذلك التسهيلات المقدمة لهم مــن الجــانب الحكومي تلعب دوراً مهماً في جذب الاستثمارات.

وكيف نستقطب رأس المال الأجنبي؟
المجال مفتوح لرأس المال الأجنبي ونرحب بأي مستثمر أجنبي، ومستعدون لتقديم كافة التسهيلات ولدينا بعض المستثمرين الخليجيين وحصلوا على كافة التسهيلات ولا يوجد أي عوائق أمامهم، ووجود رأسمال أجنبي منافس لرأس المال السعودي يتيح فرصا وظيفية للشباب السعوديين ويسهم في جودة المنتج.

وما الفرص المتاحة أمام رأس المال الأجنبي لتشجيعه؟
لكل منطقة من بلادنا الغالية خصوصية، ففي منطقة عسير هناك عدة فرص استثمارية، خاصة في المجال السياحي، والمنطقة بحاجة لقرى سياحية وفنادق، مدن ملاه ترفيهية، ومتنزهات ومطاعم مميزة، وهذه كلها متاحة أمام أي مستثمر سعودي أو أجنبي.

سوق الخضار أصبحت وسط البلد وتشوه الصورة الحضارية لمدينة أبها، هل هناك نية لنقلها؟
في الواقع أن أمانة منطقة عسير تقوم حالياً بتجهيز موقع جديد وكبير لسوق الخضار والخدمات والأنشطة التابعة لها، وقد تم الانتهاء تقريباً من تسوية الأرض وتقدر مساحتها بنحو 300 ألف متر مربع، وتجرى الاستعدادات النهائية لإنجاز الموقع واستخدامه وهو يقع على طريق الرياض، ونأمل أن يكون هذا الموقع دافعاً لإظهار السوق بالمظهر اللائق بحيث تكون معلماً من معالم مدينة أبها وتحظى برضى الجميع.

المخططات الجديدة انتشرت بشكل لافت، هل هناك نطاق عمراني لأبها الحضارية؟
في الحقيقة إن المخططات السكنية الجديدة تخضع قبل اعتمادها لعدة معايير واشتراطات لا بد من توافرها في موقع من مواقع هذه المخططات، حيث ينقسم المخطط الهيكلي إلى أربع مراحل تنمية عمرانية، وكل مرحلة يلزم تحديد كل موقع والمرحلة التي يقع فيها المخطط الهيكلي. كما أنه يوجد في المخطط الهيكلي استخدامات للأراضي تم اعتمادها حسب التصور المستقبلي لمدينة أبها ويتم تنزيل الموقع على المخطط سواء سكنيا أو زراعيا أو صناعيا.
وأخيراً يتم تنزيل الموقع على صورة من مخطط النطاق العمراني لمعرفة المرحلة التي يقع ضمنها هل هي الأولى أو الثانية التي شملها المخطط الهيكلي في المرحلة الأولى وتطبق عليها الاشتراطات نفسها الخاصة بهذه المرحلة، وبعد التأكد من جميع الخطوات المشار إليها سابقاً يتم البدء في مراحل التخطيط المتبعة. لذا فإن جميع المخططات المعتمدة أو الجاري اعتمادها تخضع للمعاير التخطيطية بالمخطط الهيكلي العام لضبط تنمية المدينة حسب استخدام الأراضي والمرحلة العمرانية التنموية لها.

صناعة السياحة محور النشاط الاقتصادي في عسير.. ما أبرز المشاريع السياحية المستقبلية في منطقة عسير؟
في الحقيقة منطقة عسير - بإذن الله - مقبلة على طفرة سياحية فريدة ومنظمة، ومنها بطبيعة الحال العديد من المشاريع السياحية المستقبلية، ومنها مشروع تطوير مركز مدينة أبها، الذي يعد من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية، وهذا المشروع سيضم العديد من الاستثمارات الاقتصادية السياحية والترفيهية والتجارية، التي ستكون ذات أثر فعال في الهوية السياحية لمنطقة عسير، كما أن هناك دراسة شاملة لمركزي مدينتي أبها وأحد رفيدة، إضافة إلى بعض المشاريع التي نذكر منها حسب الأولوية متنزه للحياة البرية ومشروع متحف إقليمي خاص بمنطقة عسير، ومنتجع بيئي مقترح له أن يكون ضمن محمية ريدة، وكذلك تحسين وتطوير متنزه المحفار في تنومة، وتطوير وتحسين قرية المقر السياحية في النماص وقرية الجهمة في بني بشر، وكذلك دراسة وتنظيم الاستثمارات على ساحل منطقة عسير بالتعاون مع الجهات المعنية، وكذلك إتمام أعمال إنشاء متنزه البلدية في بيشة، إقامة مركز معلومات للسياح في عدد من مدن منطقة عسير. وهناك الكثير من المشاريع التي نأمل أن تكون دعماً جوهرياً للسياحة في منطقة عسير.

كيف تنظرون إلى السياحة الداخلية؟
بالنظر لمفهوم السياحة العالمي والاهتمام البالغ الذي توليه الدول لهذا النشاط، الذي أصبح يشكل لدى عدد من الدول مصدر الدخل الأول لها؛ وبالنظر لمفهوم السياحة الداخلية في المملكة العربية السعودية فإنها أيضاً - بإذن الله - في طريقها لأن تصبح أهم مصادر الدخل في المملكة نتيجة لعدة عوامل، لعل أهمها اتساع رقعة المملكة والتنوع الجغرافي والبيئي والتاريخي، والاهتمام الرسمي والشعبي بصناعة السياحة، فإنني أستطيع القول إن المملكة - بإذن الله - مقبلة على الكثير من التطوير والتنمية السياحية التي سيكون المواطن السعودي أول المستفيدين منها وأكثر المستخدمين لها من خلال زيادة النقد الأجنبي وتنويع مصادر الدخل الوطني، وإيجاد الفرص الوظيفية ودعم عمليات سعودة الوظائف، وتشجيع تنمية مشاريع الأعمال المتوسطة والصغيرة من خلال تحفيز القطاع الخاصة وتشجيعه على الاستثمار في قطاع السياحة وتوفير الفرص المناسبة له؛ وبناء عليه فإن السياحة الداخلية أصبحت خياراً استراتيجياً مهماً من النواحي الاقتصادية في المقام الأول والنواحي الاجتماعية والثقافية وغيرها من الجوانب الأخرى، وينبغي بالتالي دعم هذا الخيار والاستفادة منه قدر الإمكان وتحقيق الفائدة المرجوة منه.

وماذا تقول مؤشرات الدراسة لديكم؟
مؤشرات الدراسات لدينا تشير إلى أن عدد الوافدين بغرض الاستجمام والسياحة في منطقة عسير عام 1424/1425هـ نحو مليون سائح من مناطق السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، بينما كان العدد عام 1420هـ نحو 350 ألف سائح، وعام 1421هـ 405 آلاف سائح تقريبا، وفي عام 1422هـ نحو نصف مليون مصطاف، والتوقعات تشير إلى ارتفاع الأعداد هذا العام بحيث يتجاوز العدد المليون، حيث إن نسب التشغيل للفنادق والمراكز السكنية 100 في المائة أغلب أيام صيف هذا العام؛ ووفق الدراسات الميدانية فقد وجد أن نسبة المصطافين من دول مجلس التعاون الخليجي إلى نسبة زوار عسير راوحت بين 6 و8 في المائة، وكان الأغلبية منهم يأتون من الكويت والإمارات ثم قطر في المرتبة الثالثة.

هل لسموكم من كلمة أخيرة؟
أود أن أقدم لكم شكري على هذا اللقاء .. مؤكداً في الوقت ذاته أننا نعمل جاهدين لتنفيذ التوجيهات الكريمة من مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده التي تحثنا باستمرار على تلمس احتياجات المواطنين والعمل على تلبيتها وخدمة المنطقة والارتقاء بها، وذلك في ظل دعم كريم لا محدود منهما ـ حفظهما الله ـ وسدد على الخير خطاهما.