الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات




العرضة - عبد الله بن مرضي

منتدى التراث والثقافة والأدب الشعبي في ( المنطقة الجنوبية )


إضافة رد
#1  
قديم 17/07/2016, 03:34 PM
المؤسس والمشـــرف العــــام
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه
 عضويتي » 2
 تسجيلي » Aug 2004
 آخر حضور » 19/03/2024 (09:42 PM)
مشآركاتي » 64,139
 نقآطي » 16605
 معدل التقييم » صقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond repute
دولتي » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 
 MMS ~
MMS ~
افتراضي العرضة - عبد الله بن مرضي





لم تكن ( العرضة ) التي تتميز بها منطقة الباحة ضمن ما تتميز به في المورثات الكثيرة ، لم تكن كما نراها الآن . فلم تكن تقام للمناسبات السعيدة فحسب ، بل كانت تقام استعدادا للقتال وفي وسطه وبعد نهايته ، وخاصة عندما ينتهي القتال بالنصر . و كذلك كان اللبس مختلفاً جداً عما نراه الآن من الثياب الطويلة والطويلة جداً والشماغ الذي (يتلّثم) به الشباب وكأنه لا (يعرض) إلا مجبراً أو خجلاً . أقول كان اللبس مناسباً لأداء رقصة ( العرضة) التي يقول عنها أحد شعراء المنطقة ( رقصة الحرب ) ، فقد كانت ثياب من يؤدون تلك الرقصة لا تتعدى نصف الساق وأوساطهم مشدودة ( بالمسابت ) و ( الجنابي ) ، أما عمائمهم فقد كانوا يلفونها بشكل محكم وجيد حول رؤوسهم ، دلالة على حزمهم ووحدة رأيهم . وكانوا يرقصون بحماس يدل على القوة والشجاعة والفروسية حتى يكاد الماء يظهر من تحت أرجلهم ، ولم تكن تعيقهم عن ذلك عائقة ، فالملابس مناسبة كما أسلفنا.

هذا عن ( العرضة ) فماذا عن الشعراء ؟
كان الشاعر هو وزير أعلام قبيلته ، ولم يكن ليتخلف عنهم في مناسباتهم ، حتى ولو أُعطِي ملء الأرض ذهباً . ولم يكن الشاعر يشترط أجراً معيناً ، أو يعطى وعوداً ثم يخلفها كما نراه الآن . والحقيقة أنه مهما أُعطِي الشاعر فهو ليس كثيراً في حقه ، فالرسول صلى الله عليه وسلم أعطَى شاعره بردته وهو أغلى ما يمكن أن يحصل عليه شاعر ، والشيخ ( بالرقوش ) أعطى الشاعر الكبير محمد بن ثامرة مزرعة كاملة في ( حميم ) ، ولكن لم يكن أحداً منهم يشترط كما أسلفنا ولا يعتبر أن ما قدم له قليلاً ، بل يعتبر أن عليه واجباً بالمشاركة يؤديه بغض النظر عن ما يتقاضاه مقابلا له.
وقد كان مضمون قصائدهم يختلف جداً عما نراه اليوم من إسفاف وسخف في بعض القصائد . فكم من مرّة ساهموا في حل مشاكل قبائلهم ودفعوا شرا ً كاد أن يؤدي بحياة الكثيرين . وتراهم في نفس الوقت يثيرون حماس ربعهم ويستحثّوا همهم متى ما دعت الحاجة إلى ذلك . والشواهد في هذا كثيرة ، ولم يكن هذا هو النهج الوحيد لهم ، فالمدح والفخر والشجاعة والكرم والوصف ، كلها أساليب ومناهج طرقوها وأبدعوا فيها ، فتراهم يعبرون عن مشاكل الناس ويترجمون أحاسيسهم ، في الوقت الذي تجدهم يعبرون عن جمال مناطقهم ، بما فيها من جبال و مرتفعات وأودية ، ويصفون العشب والزهر والورد والمرعى والأمطار والبروق والرعود والزروع ، بذرها واستوائها وحصادها ، والليل والفجر والضحى والقمر والسمر والسُّرَي ، يصفون المبادئ والمثاليات ، ويشبهون كبرياء وآنفة الرجال وشموخهم بتلك الجبال التي هي " أقرب بقاع الجزيرة إلى السماء " ، ولا ينسون أن يذكّروا الناس بضربات القدر والموت والآخرة . وكل ذلك كان يأتينا في إطار شعري جميل ، لا يخرج عن حدود الأدب .
هذا هو الموروث ( القبلي ) الذي ورثناه ، وليس ما نسمعه اليوم من كلمات أقلّ ما يقال عنها إنّها بعيدة عن الموروث الجميل ، فالذبائح المكفّنة ، والكباري ، والشاحنة ، والدّهس على الشارب ، كلها مفردات لم تطور الموروث كما يقال ؟! بل خرجت عن إطاره وشذّت عن قاعدته.
هذه المقدمة دعتني أليها أمسية أحياها الشاعر المرهف الذي يتميز بحساسية وشفافية لا يدركها إلا من كان شاعراً مثله أو من يقدر للناس مقاماتهم ، فهو لم يسفّه بشعره أحداً قط ، ولم يذكر أحد من الناس أنه أساء أليه ، ويظل شعره كبيراً وعملاقاً ، كما قال عنه الشاعر الكبير( خلف بن هذال ) حينما سئل عن عبدالله بن عيضه الهريري فقال:" أنه قامة عملاقة " ، دعتني إليها تلك الأمسية التي أحياها معه زميله الشاعر الكبير محمد بن مصلح في قصر الريان في ليلة 8/5/1420هـ ، وسأحاول هنا أن أقتصر على قراءة بدع الشاعر عبدالله البيضاني .
يقول عبد الله :
كان مشعال الحجيّر ينبصر من صدر قوب
أما في ذا الوقت من شبّ اللظايا تحترق به
أبتلي قلبي مع المرسم والأوراق أبتلي
مقارنة بين الحاضر والماضي الجميل ، الماضي الذي كانت فيه المشاعل هي وسيلة الاتصال بين الناس ، حيث كان صفاء أجواء الديرة ، بكل ما تحمله كلمة صفاء من معنى ، يسمح بالاتصال ، فلا تلوث في الجو، ولا حواجز من العمران ، ولا شوائب من العلاقات ، فبمجرّد ما يُرَى مشعال الحجيّر ، يتجاوب معه أهل ( قوب) وقِس على هذا.
كان مشعال الحجيّر ينبصر من صدر قوب
هذا في الماضي ! وماذا عن الحاضر ؟
أما في ذا الوقت من شب اللظايا تحترق به .
تعبير بكلمات مختصرة يتحّسر فيها عبد الله على هذا الوقت ، حيث يتحفظ الإنسان حتى عن أن يتحدث إلى أحد أو يتصل في أحد أو يوصل خبراً إلى أحد مخافة أن يُتَّهم بالسوء ، وتعود عليه حسن نواياه بشرٍّ لم يحسب له حساب ، لذلك فإنه يفضل أن يكون وحيداَ وبعيداً بين أوراقه ومراسمه ، وفي هذا يذكّرنا أن الوحدة خير من جليس السوء أو يكاد يقول (وخير جليس في الحياه كتاب)

يا محمد وين أروح من الدروب وفين أصوب
لا تقول ويش في زميلي بعد هذا الودّ وشبه
قد صليت الجمر حتى والجمر ما ينصلــي
يتسآءل مع رفيق دربه قديما محمد بن مصلح بأسلوب فيه من العتب والاعتذار ما لا يعرفه إلا الشاعر كما يقال وهنا نقرأ ؛ أن عبد الله البيضاني ليس بمسرور مع رفاق الدرب الجدد، كما كان مرتاحاً للشاعر الكبير محمد بن مصلح وأمثاله ، فالساحة أصبحت تعجّ بشعراء يقف معهم عبد الله مجبراً كمن يصالي الجمر على حرارته المعروفة
باقصد الأجواد والأبطال والطارف ينوب
أترك اللي لا لفيته حط لي في الصدر تعبه
لا يباشرني بمصفاة ولا ياهب طلي
هنا يحلّق بنا عبد الله البيضاني على أجنحة الإبداع ، و آفاق المعاني ، بأبيات جميلة مترابطة ، إن عبد الله هنا أختصر الكتب والأمثال والحكم ، ليأتي بها شعراً في ثلاثة أبيات ، مطربة ، وجميلة ، ومكتملة ، فالطارف من الأجواد يكفيك عن من إذا ضِفته أتعب قلبك بالكلام ! حتى لو يضيّفكْ بما في الجزيرة من أبل ، فالمثل يقول " يا نحلة لا تلقصيني ولا أبغي لك عسل " ، ولا أستبعد أن يكون الشاعر هنا قصد حادثة بعينها، ولكنها حكمة عامة تصلح لأي زمان ومكان ، وقد لامسَتْ شغاف الحاضرين وحلقت بهم عبر الضباب الذي كان يغطي سماء الحفل في ذلك اليوم ، حتى أختلط الرذاذ الذي يخرج من أفواههم وهم يرددون القصيدة بشكل متكرر ، أختلط مع رطوبة الضباب الذي كانوا يحلقون فيه ، وما ذاك إلا لأن القصيدة ترجمت أحاسيسهم .
مرة أتجاوب معك ومرارا أعوّد جنوب
لا تقول شبّ العقايب يا عساها ما تشبه
لا تحددني عليها شف لغيري وأبدلي
أختتم البيضاني هذا اللون الذي أطرب الحاضرين بإعلان موقف وتوضيح مبدأ ، حيث يفيد بأنه يحتار في مسايرة بعض الشعراء ، فطبيعة عبد الله أنه لا يحب الخروج عن المألوف ، ولا يريد إثارة المشاكل ويحدد هنا منهجه ويقول :" أنا لا أصلح لمثل ما تذهبون أليه فابحثوا عن غيري وبدلاً مني " وهذا هو منهج الشعراء الّسليم الذي كان والذي نريد.

هذه قراءة سريعة غير متخصصة من إنسان غير متفرغ وغير متخصص يعجبه الموروث ويهتم به كثيراً ، غير أنه لا يجد الوقت الذي يتابع فيه كل ما يقال وكل ما يكتب عنه ، وفي نفس الوقت لا يريد أن ينطبق علينا قول الشاعر
:
ألهي بني تغلب عن كل مكرمة
قصيدة قالها عمر بن كلثوم.



 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب


رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها صقر الجنوب
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
الشعراء بن حوقان وعبدالواحد منتدى القصائد الجنوبية ( المنقولة) 0 411 04/01/2024 11:35 AM
القصة (مورد المثل) منتدى القصص و الروايات المتنوعة 0 397 02/01/2024 09:28 AM
الله لايجزي الغنادير بالخير منتدى القصائد النبطية والقلطة ( المنقولة) 1 239 28/12/2023 05:06 PM
قصة وسيرة صدام حسين منتدى القصص و الروايات المتنوعة 2 588 28/12/2023 04:58 PM
مت شهيدا قصة فكاهية منتدى القصص و الروايات المتنوعة 0 337 28/12/2023 04:54 PM

إضافة رد


(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 :
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

الساعة الآن 02:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w