امريكا تبارك خطة اسرائيلية سرية للاحتفاظ بالقدس

امريكا تبارك خطة اسرائيلية سرية للاحتفاظ بالقدس

عبدالقادر فارس (غزة)

كشفت صحيفة '' معاريف '' العبرية عن الخطة السياسية الحقيقية والتي ستكون بديلا عن خطة خارطة الطريق التي أعدها رئيس الحكومة الإسرائيلية أريل شارون لفرضها على الفلسطينيين في فترة ولايته المقبلة .

ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من شارون أن الخطة ستركز على موضوع القدس لأنها اللعبة الوحيدة في المستقبل , ومن المناسب أن يبدأ التفكير فيها بجدية والتعود عليها , مضيفة أنه وعندما تخرج الخطة الى النور فإن شارون سينكرها بشدة .

وقالت '' معاريف '' المراقب للمستقبل القريب وقبل إجراء الانتخابات الإسرائيلية في فبراير وبعد أن '' يغطي الغبار '' الانتخابات التشريعية الفلسطينية إذا ما جرت في موعدها , فإن التقديرات الرسمية تتوقع موجة خطيرة من العمليات الفدائية التي لم تشهد إسرائيل مثلها من قبل.

ولفتت الصحيفة إلى ان الخلافات في الرأي بين إسرائيل الولايات المتحدة, في هذه القضية ليست كبيرة للغاية, وأن الخلاف يتمحور حول 8-12% من نسبة الأراضي التي ستقوم إسرائيل بضمها. وقال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى, عرضوا الخطة الإسرائيلية على كبار مسؤولي البيت الأبيض إنه بما أنه لا يوجد احتمال حقيقي وعملي للتوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص بين إسرائيل والفلسطينيين, فإن الولايات المتحدة باعتبارها الدولة العظمى التي تحدد سير الأمور في الشرق الأوسط, ستكون شريك إسرائيل في هذه المحادثات, وان الولايات المتحدة ستكون بمثابة وصي على الفلسطينيين, الذين وللأسف غير قادرين على إدارة أمورهم- حسب معاريف -.

وأشارت إلى أن الهدف الإسرائيلي هو استغلال الفرصة السانحة والمتمثلة بإدارة بوش المؤيدة لإسرائيل بغية الحصول على اتفاق موقع مع الولايات المتحدة بشأن الحدود الشرقية لإسرائيل, كما ستسعى إسرائيل إلى الحصول على رفض أمريكي قاطع لحق العودة الفلسطيني, وموافقة أمريكية للسيادة الإسرائيلية الكاملة على البلدة القديمة للقدس, فيما تكون السيادة على باقي الأحياء العربية في شرقي القدس تابعة للدولة الفلسطينية.

من جهة ثانية اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس ان الانتخابات التشريعية لن تجرى اذا لم تسمح اسرائيل لسكان القدس المحتلة بالمشاركة. وقال في تصريح له من الدوحة ان الفصائل متفقة على انه لا انتخابات بدون القدس. واضاف الجميع متفقون على ان القدس يجب ان تكون مشمولة بالانتخابات حسب معايير 1996م مشيرا الى ان اسرائيل لم تعط جوابا واضحا ومحددا في هذا الشأن.

وفي غزة احتجزت مجموعة مسلحة مساء امس سيارتين تابعيتن للأمن الفلسطيني في خان يونس. وقالت المصادر ان المسلحين الذين تمكنوا من الفرار ينتمون لفتح ويطالبون باطلاق زميل لهم اعتقل امس الاول.

ولقد تعرض يابانيان امس لمحاولة خطف في رفح جنوب غزة قبل ان تتدخل الشرطة الفلسطينية وتحبط المحاولة. واعتبر الناطق باسم الداخلية الفلسطينية توفيق ابوخوصة ان تعميم حالة الفوضى يخدم المصلحة الاسرائيلية واعترف بوجود ازمة حقيقية بعد زيادة استخدام السلاح في الشارع, لكن رفض القول بأن السلطة في حال فشل او انهيار الا ان هناك حالة ضعف في الشرطة والاجهزة الامنية فالسلاح الموجود في الشارع ثلاثة اضعاف ما تملكه السلطة الوطنية. من جانبه سيقرر زعيم الليكود بنيامين نتنياهو تاريخ استقالة وزراء الحزب لاربعة من الحكومة.

ومن جهة اخرى أكد الدكتور نبيل شعث, عضو اللجنة المركزية لحركة ''فتح'' ومرشحها للانتخابات التشريعية, ان تأجيل إجراء الانتخابات التشريعية لن يتم إلا في حالة وقوع حالتين وهما: ''ان يكون هناك اجماع وطني على التأجيل او ان تعلن حكومة الاحتلال الإسرائيلية صراحة وبقرار رسمي انها لن تسمح بإجراء الانتخابات التشريعية في مدينة القدس'' نافيا ان يكون من بين الموقعين على رسالة وجهها بعض اعضاء اللجنة المركزية لحركة ''فتح'' الى الرئيس محمود عباس تطالبه بتأجيل الانتخابات.

ولم يستبعد شعث ان يقوم المبعوثان الامريكيان اليوت ابرامز وديفيد ولش لدى وصولهما الى المنطقة يوم الخميس المقبل بالضغط على الحكومة الاسرائيلية للسماح بمشاركة المقدسيين في الانتخابات التشريعية دون اية عراقيل. الى ذلك اقترح ثمانية من أعضاء قيادة حركة ''فتح'' تأجيل الانتخابات التشريعية المقررة في 25 يناير.