الشباب والفتيات.. علاقات متوترة

الشباب والفتيات.. علاقات متوترة




الرياض - شباب:
أي وصف يمكن أن تقدمه شابة سعودية لأقرانها من الشباب، وما الصورة التي تحملها أذهان الفتيات عن الشباب؟ تقول منى الباهلي: كل البنات يرون أن في الشباب كثيراً من السوء والسلبية ويرون فيهم مصادر للأذى والإزعاج، وقلة الذوق، ودليلهم الوحيد في ذلك هو ما يحدث في الشوارع من معاكسات وتصرفات تفتقد لأدنى درجات الذوق واللطف. لكن وبالمقابل فالصورة التي يحملها الشباب عن الفتيات أيضاً لا تختلف عن الصورة الأولى، ويشير عمر العتيبي إلى صورة مماثلة لذلك: الصورة العامة لدى مختلف الشباب عن الفتيات لا تعدو النظر إليهن على أنهن سطحيات ويسعين لجذب الأنظار ولا يمكن للشاب أن يثق في أي منهن لتكون زوجة.
ما الذي جعل العلاقات متوترة بهذا الشكل؟ ولماذا لا يحمل أي احد من الطرفين انطباعاً إيجابياً عن الآخر؟ تقول منى: السبب في ذلك من ناحية الفتيات هو انه لم يحدث ان وجدنا اي تعامل خارج إطار نظرة التصنيف الجنسي (رجل+امرأة) (ذكر+ انثى) وهذا ما يجعل تصرفات الشباب ونظرتهم الى الفتيات لا تخرج عن هذا السياق، فلم يحدث لأحد منهم ان تعامل مع امرأة في موقف يمكن للطرفين ان يشاهد فيه كل من الآخر جانباً غير هذا كالعمل والإنتاج والقدرة على الإبداع و العطاء، وتضيف: كثير من الفتيات هن السبب في ذلك، لأنهن لا يدفعن إلا باتجاه هذه الصورة، والبعض منهن لا تتعامل مع الشاب انطلاقاً من أبعاد شراكة إنسانية، بل تتعامل معه انطلاقاً من كونها انثى، لا تريد له ان يتعامل معها كما يتعامل مع زميله مثلاً.

في ذات الجانب يتحدث عمر ويلوم الطرفين: أنا أيضاً واقع تحت طائلة اللوم، لأننا لا نقدر من الفتيات أي شيء إيجابي أو عملي.

هذا التوتر الذي تشهده هذه العلاقة التي يفترض بها أن تكون طبيعية وعادية ناتج افتراق طويل وترسخ للصور غير الإنسانية ولا المدنية في العلاقة، حتى باتت المظاهر المشتركة لدى الطرفين ذات مدلولات سلبية، وباعثة على الإيذاء المتبادل، والعلاقات التي قد تقوم سراً وبأي شكل بين مختلف الشباب والفتيات لا تؤدي إلى الزواج غالباً، وهذه الفكرة امتدت لتشمل الفتيات ايضاً حيث بات الرأي الأكثر جذباً ان الشاب الذي يمكن ان تتعرفي به قبل الزواج لن يحترمك فيما بعد لو فكر وقبل بك كزوجة. ما الذي يمكن ان يمنح هذه العلاقة بعداً أكثر صفاء؟ في الواقع هذه المسألة لا تحل بالنيات الطيبة، وإنما تحتاج إلى أن تتم في سياق حركة اجتماعات طويلة تسهم في تفكيك تلك الأفكار التي تم تركيبها عبر التحولات الاجتماعية والثقافية التي أوجدت حالة من الحذر والتراجع بسبب نشوء قيم مدنية جديدة رسخت مخاوف من وجود علاقات تتم ضمن سياق حركة يومية لم يكن للحياة السابقة عهد بها. الشباب السعوديون الذين يدرسون في الخارج لا يحتاجون إلى وقت طويل لأن يصبحوا اكثر لطفاً في تعاملهم مع الشابات في الجامعة أو في الأماكن العامة، يحدث ذلك لأنهم يشعرون أولاً بأهمية أن تتغير الصورة النمطية التي يتعاملون بها فيما مضى، إضافة إلى ان التعامل اليومي مع النساء وفي مجالات لا اعتبار فيها إلا للعمل والانتاج او الدراسة، وما يلبث ان يصبح المشهد عادياً، ويصبح الشباب أكثر تفهماً.

السؤال.. ماذا لو عاد احد هؤلاء المبتعثين العقلاء، ومر سريعاً بشارع التحلية، كيف سيتصرف؟؟