الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات





الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود في ذاكرة أهالي الأحساء

منتدى الاخبار المحلية واالعالمية


إضافة رد
#1  
قديم 15/04/2009, 02:10 AM
المؤسس والمشـــرف العــــام
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه
 عضويتي » 2
 تسجيلي » Aug 2004
 آخر حضور » اليوم (03:24 AM)
مشآركاتي » 64,141
 نقآطي » 16605
 معدل التقييم » صقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond repute
دولتي » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 
 MMS ~
MMS ~
الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود في ذاكرة أهالي الأحساء



الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود في ذاكرة أهالي الأحساء بقلم: د. نبيل بن عبد الرحمن بن عبد الله المحيش 2007/06/22 الساعة 02:38
بحث
الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود في ذاكرة أهالي الأحساء
الباحث
د/ نبيل بن عبد الرحمن المحيش
مقدم إلى :
الندوة العلمية لتاريخ الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود شوال 1427 هـ

(1) أهمية الأحساء الجغرافية :
(الأحساء) واحدة من أكبر المحافظات التابعة إدارياً للمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ، وتحيط بها الصحاري والكثبان الرملية ، والهفوف والمبرز من أكبر مدن الأحساء ، إضافة إلى مدينة العيون ، والعمــــــران ، وفيها عدد كبير من القُـــــرى مثل الطَّــرَف ، والجشـــــة ، والقــــــارة ، والمنصــــــــورة .
وقد أطلق عليها عدة أسماء منها البحرين وهجر والأحساء(1)، والأحساء جمع حسي وهو الأرض الصخرية المغطاة بطبقة رملية بحيث تختزن مياه الأمطار ، وتحد الأحساء من الشمال محافظة بقيق ، وشرقاً الخليج العربي ، وجنوباً الربع الخالي ، وغرباً صحراء الدهناء .
وتتميز الأحساء بموقعها الجغرافي المتميز فهي تبعد عن دولة قطر 150 كم ، وعن الدمام 150 كم ، وعن الرياض 320 كم ، كما تبعد عن شاطئ الخليج 40 كم ، وتقدر مساحتها بحوالي 534.000 كم2 ، وتمثل 24 ٪ من إجمالي مساحة المملكة و 67 ٪ من مساحة المنطقة الشرقية ، ويقدر عدد سكانها بـ 1.5 مليون نسمة(2).
(2) أهمية الأحساء السياسية :
تستمد الأحساء أهميتها السياسية من موقعها الجغرافي المتميز المطل على الخليج العربي والمتصل بدول الخليج العربي ، وكذلك من ثرواتها الاقتصادية الكبيرة الموجودة فيها .
وتعززت أهمية الأحساء بعد اكتشاف مخزون النفط الهائل في الأحساء والمنطقــــــــة الشرقيــــــــة ، ولذلك فهي منطقة مهمَّة واستراتيجية على النطاق الإقليمي والـــدولي ، وكانت مطمـــــــعاً للقوى الكبرى المتصارعـــــــــة على الخليج .
(3) أهمية الأحساء الاقتصادية :
تتمتع الأحساء بوفرة مياهها مما ساعد على ازدهار الزراعة فيها ولا سيما زراعة التمور حيث يوجد بالأحساء أكثر من مليوني نخلة تنتج أجود أصناف التمور في العالم مثل الخلاص والشيشي ، كما تزرع فيها أنواع كثيرة من الخضروات والفواكه .
وتضم الأحساء صناعات أخرى مثل صناعة المشالح والحرف اليدوية ، وتوجــــــد أســـــــــواق كبيرة في الأحساء على مدى أيَّــــام الأسبوع أشهرها ســــوق الخميس في الهفوف ، وكانت قديماً تكتسب أهمية اقتصادية كبيرة بحكم قـــــربها من ميناء العقــــير الميناء الرئيسي الــــــذي يصـــــــل نجد وشرق الجزيرة بالعالم .
وبعد اكتشاف النفط زادت أهميتها الاقتصادية حيث يقع تحت ترابها حقـــــل الغوار أكبر حقل نفطي في العالم والذي يستخرج منه حوالي 40 ٪ من إنتاج المملكة من البترول .
(4) تاريخ الأحساء مع الدولة السعودية :
أصبحت الأحساء جزءاً من الدولة السعودية الأولى سنة 1208 هـ بعد حملات متعددة قادها الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود على الأحساء وقراها(1)واستطاع أن يهزم حكامها من بني خالد .
وبعد القضــــاء على الدولة السعودية الأولى استطاع زعماء بني خالد أن يستعيدوا حكم الأحساء ، ولكن الأحساء عادت ثانية إلى الخضوع لسلطة الدولة السعودية الثانية في عهد الإمام تركي بن عبد الله بعد معركة السبية سنة 1245 هـ ، واستولى العثمانيون على الأحساء سنة 1288 هـ وظلـت تحت حكمهم حتى استردها منهم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود سنة 1331 هـ(2).

المبحث الأول
(علاقة الملك سعود بالأحساء)
(1) الملك عبد العزيز يعين سعوداً أميراً على الأحساء لمدة 4 أشهر :
قام الملك عبد العزيز بتعيين الأمير عبد الله بن جلوي أميراً على الأحساء بعد ضمها سنة 1331 هـ ، وقــــد أرســـل الأمير ابنه فهد في سرية سنة 1347 هـ إلى العوينة في هجرة الصــــــرار وقُتل فهد بن عبد الله بن جلوي في القتال الــــــذي دار مـــــع العجمان إضافــــــة إلى مقتل زعيم العجمان ضيدان بن حثلين(1).
ولما وصلت الأخبار إلى الأمير عبد الله بن جلوي حزن على وفاة ابنه ومرض مرضاً شديداً ، وحينما علم الملك عبد العزيز آل سعود بهذه الأحداث أرسل ولده الكبير سعود على رأس قوة كبيرة لمواجهة العجمان واستلام زمام الأمارة في الأحساء حتى يشفى الأمير عبد الله(2)، وبقي الأمير سعود أميراً على الأحساء مدة أربعة شهور(3).
(2) زيارات الملك سعود للأحساء :
تعددت زيارات الملك سعود للأحساء في عهد والده حيث كان حريصاً على اللقاء بالمواطنين وحضور الاحتفالات التي تقام ترحيباً به ، ومن ذلك زيارته في سنة 1364 هـ ، وقد ورد في جريدة أم القرى وصف لزيارته لمدرسة الهفوف الأولى : (( بمناسبة تشريف حضرة صاحب السمو الملكي (ولي العهد) وحضرات أصحاب السمو إخوانه الأمراء (الأحساء) أقامت (مدرسة الهفوف) احتفالاً رائعاً ترحيباً بسموه الكريم حضره ما ينوف عن (ألف شخص) من علماء البلاد ، وأغنيائها وكبار موظفيها .
وقد كانت المدرسة ـ في تلك الليلة ويومها ـ تلبس ثوباً قشيباً من الزينة داخلاً وخارجاً ، وكانت الأعلام العربية الخفاقة ترفرف على شرفاتها ، وما وافت الساعة الثانية عشر والنصف (بالتوقيت الغروبي) من تلك الليلة حتى أخذت جموع المدعوين تتوافد على المدرسة زرافات ووحداناً حتى غصت بهم صالتها وأبهاؤها ، وامتلأت بهم سطوحها .
وفي الساعة الثانية والنصف شرف حضرة صاحب السمو الملكي (ولي العهد) فأدت له ثلة من الجند التحية العسكرية ، واستقبلته هيئة المدرسة بمباخر العود ، ومنذ تشريف سموه هزجت فرقة الأناشيد نشيد استقبال سموه وكان بصحبته أصحاب السمو الأمراء : أحمد بن عبد الرحمن ، وسمـــــو الأمير شقران ، وأصحاب السمو الملكي إخوان سموه الأمراء : ناصر ، ومساعد ، وعبد المحسن ، وطلال ، وأحمد ، وسلطان ، وبندر ، وعبد الرحمن ، ومتعب ، ومشاري ، وتركي ، وأصحاب السمو الأمراء : سعود بن محمد ، وفيصل بن تركي ، وفهد بن تركي ، وعبد المحسن بن جلوي ، ومحمد بن تركي ، ومحمد بن فهد الجلوي ، وعبد العزيز بن سعود الجلوي ، وعبد العزيز السديري .
وعندما استقر بسموه المكان افتتحت الحفلة بآي من الذكر الحكيم ، ثم وقف مدير المدرسة فألقى كلمة قيمة رحب فيها بسمو الأمير المعظم شاكراً له تفضله لشمول هذا الحفل بشخصه الكريم ، ومعدداً الحسنات العظمى لجلالة الملك المعظم على العلم والمعارف ، وقد قوبلت بمنتهى الاستحسان ، ثم تتابع الخطباء والشعراء مرحبين بسمو الأمير المعظم وإخوانـــــــه الأمراء ، ومشيدين بالجهــــود الجبارة والعظيمة التي يسديها جلالـــــة الملك المعظم وأنجاله الفخام ، وكان سمو ولي العهد يبدي استحسانه لكل خطيب .
وقد مُثّلت في الحفل بعض الروايات العربية والمحاورات الطريفة التي كان لها أحسن الأثر وأجمل الوقع في نفوس الحاضرين ، كما كان الخطباء والشعراء يقاطعون بالتصفيق الحاد والاستحسان ، وقد كانت فرقة الأناشيد تشنّف الأسماع بين الفينة والأخرى بأناشيدها الرائقة ، وحوالي الساعة السادسة انتهى الحفـــــل بتلاوة آي من الذكر الحكيم من الطالب (عبد الله النعيم) .
ثم تفضّل سمو الأمير المعظم بتسليم شهادات ناجحي العام الماضي إلى أربابها بيده الكريمة ، وبعد ذلك خرج سموه مشيَّعاً بمثل ما قوبل به من التحية والإكرام ، وانصرف الحاضرون معجبين بهذه الروح الطيبة التي لمسوها في طلاب هذه المدرسة ، داعين بالتوفيق وطول البقاء لمن كانت هذه المؤسسة من غرس يده : جلالة العاهل المعظم(1) )) .
وقد تعددت هذه الزيارات بعد توليه الملك في سنة 1373 هـ حيث كانت سياسته تقوم على تفقد أحوال رعيته في مختلف المدن والقرى ، ومن أقواله : ( منذ تبوأت عرش البلاد رأيت أن من أقدس واجباتي في مستهل ولايتي عليكم أن أطوف بأنحاء البلاد قطراً قطراً ، وقرية قرية ، وقبيلة قبيلة ، لأتفقد شئون رعيتي وأسمع بأذني وأرى بعيني وألمس بيدي أمانيهم وآمالهم وأتعرف على حاجاتهم عن كثب )(2).
ويشير إلى أهمية هذه الزيارات في تقوية ودعم الأفكار الإصلاحية المهمة لنهضة المملكة فيقول :
( إني أحسُّ أن الاتصـــــال المباشــــر بالشعـــــــب يأتي بالفـــــــوائد الجمّـــــَة ويمهــــــــد التجاوب الطبيعي بينه وبين ولاة الأمور ويمكن من تقويـــــــة روابط المحبة والثقة فضلاً عن أنه يقوي الأفكار الإصلاحية ويعطيها حقها من الاهتمام والرعاية )(1) .
وقــــــد قـــــــام الملك سعود بعــــــدد مــــــن الـــــــزيارات للأحساء ، وهي على النحـــــــــو التالي :
(1) زيارته في شهر ربيع الآخر سنة 1374 هـ .
(2) زيارته في شهر ربيع الآخر سنة 1375 هـ .
(3) زيارته في شهر ربيع الآخر سنة 1377 هـ .
(4) زيارته في شهر شـــــــــــوال سنة 1378 هـ .
(5) زيارته في شهر جمادى الأولى سنة 1379 هـ .
(6) زيارته في شهر ذي القعدة سنة 1379 هـ .
(7) زيارته في شهر ذي القعدة سنة 1381 هـ(2) .
ومن خلال النظر في تفاصيل هذه الزيارات يمكننا أن نتوصل إلى ما يلي :
[1] امتداد وقت الزيارة للأحساء والمنطقة الشرقية حتى تصل إلى 15 يوماً .
[2] تتضمن هذه الــــــــزيارات افتتاح بعض المشاريع التنموية مثل افتتــــاح مصنع الأسمنت سنة 1381 هـ .
[3] تتضمن هذه الزيارات لقاءات مع العلماء والوجهاء والمواطنين وزيارات تفقدية مثل زيارته للمعهد العلمي في الأحساء سنة 1377 هـ ، وحضوره مباراة لكرة القدم سنة 1379 هـ .

المبحث الثاني
ذكريات أهالي الأحساء عن الملك سعود
يتذكر أهالي الأحساء الملك سعود الملك العطوف الكريم الذي يسعدون جميعاً بلقائه في كل سنة يزور فيها الأحساء حيث تقام له الاحتفالات وتنشد فيه القصائد والمدائح ، وفي ذلك يقول مؤرخ الأحساء محمد بن عبد الله آل عبد القادر(1) : ((على أثر وفاة الملك عبد العزيز بايع الناس عامة جلالة الملك سعود ، ولم يتخلف عنها أحد ، وجعل ولي عهده أخاه فيصلاً ، وكان الملك سعود ـ حفظه الله ـ السلوانة الكبرى والبلسم الشافي لذلك الجرح الدامي ، فضمَّد جراح المسلمــــــين بما أســــــدى إليهم من المعروف وساوى فيه بين الشريف والمشروف ، فقام برحلات عامة إلى جميع مدن المملكة وقراها وبواديها ، وأسبغ العطاء على جميع الفقراء والضعفاء ، وساعد المنكوبين ، وفرّج كرب المكروبين ، وقضى كثيراً من دين المدينين ، وإذا كانت المدينة أو القرية محتاجة إلى شيء من الإصــــــلاح ، أو بناء مسجد ، أو إجراء ماء ، أو بناء مدرسة لم يفارقها حتى يأمر بإصلاح ما تحتاج إليه ، وفي كل سنة يقوم بجولة في جميع أنحاء المملكة إلى عامنا هذا عام التاسع والسبعين وثلاثمائة وألف .
وأول زيارة قام بها إلى الأحساء بعد توليه الملك في سادس عشر ربيع الثاني سنة 1374 هـ ، فأقام له أهل (الأحساء) مهرجاناً عظيماً في(محاسن) في الصحراء الغربية المحاذية لبلد (المبرز) ، وألقيت فيه القصائد والخطب الترحيبية بجلالته ، وفي اليوم الثاني أقام له أهل (المبرز) احتفالاً شائقاً على (عين أم السبعة) الشهيرة في الأحساء ، وزُينت العين وساحاتها بأنواع الزينة والأعـــــــلام وأقـــــــواس النصر والمصابيح الكهربائية ، ونُصب السرادق الفخم مطلاً على حوض العين المملوء بمائها الأزرق الصافي ، فكان منظراً جميلاً خلاباً(1) )) ، وألقيت في ذلك الحفل قصائد ترحيبية ، ومنها قصيدة الشيخ محمد آل عبد القادر التي يقول فيها :

بوادرُ الخيرِ من يمناك تبتدرُ
ورونق الجود في لألاء غرتكم
هذي ((أم سبعة)) يجري نهرها مرحاً
قد أجَّج الشوق في أحشائه لهباً
كأنه واصفرار الشمس يصبغه
((آل السعود)) على حافاته نزلوا
هم الألى تشرق الدنيا ببهجتهم
مساعر الحرب إن طارت عجاجتها
كم عمّروا مدناً كم دمروا دولاً



لا ((أم سبعة)) و ((النيل)) الذي ذكروا
يغار منه ضياء الشمس والقمرُ
يسمو برؤياك أحقاباً ويفتخر
فمنذ كان لهذا الوصل ينتظر
خدود غيد علاها الورس والخفر
سعود بدر تليه الأنجم الزهر
وينزل النصر عند الباس والظفر
لا يرهبون لقا العدا وإن كثروا
كم أرشدوا أمماً لولاهمُ كفروا(2)




وأنشد الشاعر الشيخ محمد آل عبد القادر هذه الأبيات بعد أمر الملك سعود بمساعدة الفلاحين بمليوني ريال :

لك الإحسان والمنن الجسامُ
ملأتَ قلوبنا حباً وشوقاً
وفيت لنا بما أملى رجانا
ولولا ما مننت به علينا
فهذي ((هجر)) ترفل في حلاها
وصارت جنة يعنو إليها
فمملكة تكون لها عماداً
جمعت بسالة وصفاء ذهن
ترى عقبى الأمور إذا ادلهمت
مهابتكم تقوم مقام جيش
تقدمكم إلى العلياء ملك
وأنت سليله وإليك تعزى
وقد أوتيت ما لم يؤت ملك
ج

ومنا الشكر ما سجع الحمامُ
وتم لنا بلقياك المرام
من النعما وعادتك التمام
لكان الحرث ليس له قوام
يسير بها التقدم والنظام
طريدُ الفقر والقوم الكرام
تحل بها السعادة والوئام
وجوداً لا يحاكيه الغمام
وتدرك ما يراد وما يرام
ويغني عنه من فيك الكلام
علا عزاً وأكبره الأنام
صفاة المجد ليس بها انثلام
عليك صلاة ربي والسلام(1)




ومن أدباء الأحساء الذين مدحوا الملك سعود الشاعر محمد عبد الله حمد الملحم(2) وقد أثنى على تمسكه بأحكام الشريعة وأعماله الجليلة ورحَّب بمقدمه إلى الأحساء التي تنتظر غوثه وعطاءه ، يقول :

طّرِبَ الربيعُ إلى الربيعِ المقبلِ
ينسابُ من دنيا الهنا متدفّقاً
وتمايلت أغصانُه نشوانةً
فالبدرُ يشرقُ من على ملكوتِهِ
وسرى النسيمُ على الغصونِ منبّهاً
يا بلبلاً هزَّ العواطفَ لحنُهُ
رجِّعْ غِناك على مشاعر أُمَّةٍ
حُبّاً تنامى في عميقِ قلوبنا
مَلِكٌ تملَّك في القلوبِ مكانةً
يا قائدَ ((الشرقِ)) العظيم جميعِهِ
واصِلْ كفاحَك أنت منصورٌ فما
إلا بتحكيمِ الشَّريعةِ بيننا
حسبي إذا ما قُمتُ أتلو منشداً
ينساب ثرَّاً من صميم مشاعري
أمليكًنا أعمالُكم مشهودةٌ
أسْقيتُمُ أرضَ ((العلومِ)) فأنبتت
فغَدَتْ رياضاً حافلاتٍ بالجَنَى
شرَّفتُمُ يا مَلْكَنا ((أحساءَكُم))
يا مَلْكَنا إن ((الحَسَا)) ظمآنةٌ
سُحُبُ السَّماحةِ في يديك مطيرةٌ
فأغِثْ مَوَاتَ ((حسائِنا)) من فيضِكم
فكأنَّ بينك والسَّحائِبِ موعداً



فشدا له لحنَ الغرامِ الأغزلِ
فناً يشعُّ من الطِّرازِ الأوَّلِ
في ((مهرجانٍ)) بالجمالِ مُكلَّلِ
متصفّحاً وجه الطبيعةِ يجتلي
أزهارَها وطيورَها ((للمحْفَلِ))
يشدو القصيدَ على ضِفافِ الجدْولِ
هامت هُياماً بالمليكِ الأمْثلِ
ونُذِيعُهُ بلقا ((سعودِ)) الأوَّلِ
جعلتْهُ من بينِ الملوكِ بمنزِلِ
لِحِمَى السَّلامِ ورِفْعَةِ المستَقْبَلِ
نِلْنا المكانةَ والمقامَ المُعْتَلِي
مَنْ حَكَّمَ الإسلامَ حتماً يعتلي
لحناً نديّاً من فؤادِ مُجْذَلِ
لِمَلِيكِنا البطلِ الأغرِّ الأعدَلِ
لا زلتُمُ للشَّعبِ خيرَ مُؤّمَّلِ
من كل صِنفٍ مُستطَابِ المأكَلِ
تُؤتي الثّمارَ شهيَةً للآكِلِ
يا مرحباً بالمجْتَلَى في المجْتَلِي
فأفِضْ عليها من نَدَاكَ المُرْسَلِ
عَمَّتْ على الدنيا بغيثٍ أجزَلِ
تبدو عروساً في الحُليّ الأجملِ
في حِلّكَ الميمونِ والمُتَرَحَّلِ(1)




ومن رجال الأحساء المعاصرين الذين التقوا مع الملك سعود الأديب السفير الشيخ أحمد بن علي آل مبارك(2)الذي يتحدث كثيراً عن صفات الملك سعود ومن أبرزها الكرم والسخاء ، وقد تعددت لقاءاته بالملك سعود وخاصة بعد تعيين الشيخ أحمد في السفارة السعودية في الكويت وتعيينه بعد ذلك قنصلاً في البصرة(3) .
وهـــــذا وصف لإحدى زيــــــارات الملك سعود إلى الأحساء سنة 1374 هـ بعد تولـــــيه الملك حيث أقيم لـــــه حفـــــــــل كبير وتبارى فيـــــه الخطباء بخطَبِهِم أمام جلالته :
((خرج أهالي الأحساء إلى (محاسن) حيث أقيم الحفل الشعبي الرائع الذي شرفه حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم ، فمنذ ظهر اليوم ، والأهالي من (منطقة الأحساء) يذهبون إلى (محاسن) لإظهار شعورهم وولائهم للجالس على العرش .
وفي تمام الساعة العاشرة من عصر اليوم غادر الموكب القصر العامر المعد لنزول جلالته واتجه إلى (محاسن) حيث هذا الاحتفال الشعبي الرائع ، وعندما وصل جلالة الملك المفدى أدَّت ثلة من جنود الحرس السلام الملكي ، بينما أخذت الجماهير الغفيرة تهتف بحياة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وكان ـ حفظه الله ـ يحيي هذه الجماهير مُلوّحاً بيده الكريمة .
وبعد أن أخذ جلالته مجلسه من صدر المكان افتُتح الحفل بتلاوةٍ من آي الذكر الحكيم ، ثم تعاقب الخطباء بين يدي جلالته حيث تشرَّفوا بإلقاء كلمات الترحيب التي أشاروا فيها إلى ما لجلالته من أيادي بيضاء على أبناء شعبه عامة ، وعلى أبناء الأحساء خاصة .
هذا وقد ألقى سعادة الأستاذ (عبد الله بالخير) كلمة شكر تفضل ـ حفظه الله ـ بتوجيهها إلى أبناء (الأحساء) ، وبعد ذلك جاءت القبائل التي بالأحساء تعرض أمام جلالته ، وظل جلالته يشاهد العرض مدة من الوقت ، ولما أذَّن المؤذّنُ للمغرب نهض ـ حفظه الله ـ لأداء هذه الفريضة المقدسة ونهض جميع المدعوين ، ونهضت الجماهير الغفيرة لأداء هذه الفريضة .
وبعـــــد الانتهــــــاء من الصـــــلاة تقدَّم سمو الأمير سعود بن جلوي فعرض على أنظـــــار جلالتــــــه بعـــــض الأوراق الهامـــــــة ، وبعــــد أن نظـــــرها ـ حفظه الله ـ تفضل فانتقل إلى مائدة العشاء الفخمة التي حوت ما لذَّ وطاب من أنــــــواع الأطعمــــــة ومختلف الفواكه ، وقــــــد صُفَّت عليها الذبائح بحيث صفَّت على كل مائدة عشرون ذبيحة .
وبعد أن تناول ـ حفظه الله ـ الطعام ، وفي معيته المرافقون لجلالته ، وإلى يمينه المرافقون لجلالته في هــــــذه الــــرحلة والأمـــــراء والأعيان ، تفضـل ـ حفظه الله ـ فعاد إلى مكان الاستقـبال الذي أعد للبرنامج الخطابي .
وبعـــــد أن أخذ جلالته مكانه من صدر الاحتفال أديرت القهوة العربية ، وكؤوس المرطبات ، وألقيت كلمات الترحيب التي تشرف بإلقائها بعض طــــــلاب المدارس .
هذا وقد تفضل جلالة الملك المحبوب فتبرع بمبلغ مائتي ألف ريال عربي سعودي لأهالي (الأحساء) ، وقد صمَّم وجهاؤهم وأعيانهم على الاستعانة بهذا المبلغ في تعبيد شوارع الأحساء ، وأخذت الجماهير تهتف بحياة جلالته عندما أعلن هذا النبأ .
هذا وقد غادر ـ حفظه الله ـ مكان الاحتفال مودعاً من الجماهير الغفيرة بالهتاف بحياة جلالته ، وقصد الموكب الملكي إلى القصر العامر المعدّ لنزول جلالة المليك المحبوب(1) )) .
وقد استمرت ذاكرة هذه الزيارات الميمونة في ذاكرة أهالي الأحساء يرويها الآباء للأبناء على مر الأيام والسنين .

المراجع
[1] الأحساء ، عبد الله حمد المطلق ، الرئاسة العامة لرعاية الشباب ، ط 1 ـ 1424 هـ .
[2] الأحساء اليوم ، فرحان العقيل ، الشركة الشرقية للصحافة والطباعة والإعلام ـ 1427 هـ .
[3] تاريخ المملكة العربية السعودية ، صلاح الدين المختار ، دار مكتبة الحياة ـ بدون تاريخ .
[4] تاريخ المملكة العربية السعودية ، د. عبد الله صالح العثيمين ، ط 6 ـ 1425 هـ .
[5] تاريخ هجر ، عبد الرحمن عثمان الملا ، مكتبة التعاون الثقافي بالأحساء ، ط 1 ـ 1410 هـ .
[6] تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد ، محمد عبد الله العبد القادر ، دارة الملك عبد العزيز ، ط 2 ـ 1419 هـ .
[7] الذكرى السابعة لجلوس جلالة الملك سعود على العرش 23/5/1380 هـ ، بدون تاريخ ـ مطابع الأصفهاني ، جدة .
[8] عنوان المجد ، عثمان بن بشر ، ط 2 ـ 1391 هـ .
[9] كانت أشبه بالجامعة (قصة التعليم في الأحساء في عهد الملك عبد العزيز) ، د. محمد بن عبد اللطيف الملحم ، ط 1 ـ 1419 هـ .
[10] معجم البلدان ، ياقوت الحموي . [LIST][*]مقابلات ولقاءات : [/LIST]مقابلة مع الشيخ أحمد بن علي المبارك . [LIST][*]الدوريات : [/LIST](1) صحيفة أم القرى .
(2) صحيفة البـــــــــلاد .





(1) معجم البلدان لياقوت الحموي 1/347 .
(2) الأحساء اليوم لفرحان العقيل ص 18 .
(1) تاريخ المملكة العربية السعودية ، د. العثيمين 1/122 ، وعنوان المجد 1/130 ـ 131 .
(2) المرجع السابق 2/24 .
(1) تاريخ هجر 2/789 . وانظر تحفة المستفيد 1/378 .
(2) تاريخ المملكة العربية السعودية في ماضيها وحاضرها ، صلاح الدين المختار : 2/450 .
(3) من لقاء وحديث مع الشيخ أحمد بن علي آل الشيخ مبارك في 2/3/1427 هـ .
(1) جريدة أم القرى ، العدد 1063 تاريخ 3/8/1364 هـ .
(2) كتاب الذكرى السابعة لجلوس الملك سعود على العرش 23/5/1380 هـ ص 21 .
(1) المرجع السابق ص 21 .
(2) المرجع : صحيفة أم القرى من سنة 1374 هـ إلى سنة 1384 هـ .
(1) محمــد بن عبد الله آل عبد القادر : ولـد سنة 1312 هـ ، عمل قاضياً في المبرز ، وهو عالم وشاعر ومؤرخ ، ومن مؤلفاته كتاب تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد ، توفي سنة 1391 هـ .
(1) تحفة المستفيد : 1/393 ـ 394 .
(2) المرجع السابق : 1/394 .
(1) المرجع السابق : 1/394 ـ 395 .
(2) ولد في الهفوف سنة 1355 هـ وتخرج من كلية الشريعة بالرياض ، له شعر كثير نُشر جزء منه وبقي كثير من شعره مخطوطاً .
(1) كانت أشبه بالجامعة ، ص 282 .
(2) ولد في الأحساء سنة 1337 هـ ، ودرس في الأزهر ، وعمل مديراً لتعليم جدة وسفيراً للمملكة في قطر ، وله كتاب رحلة الأمل والألم وديوان شعر ورسائل في المودة والعتاب .
(3) لقاء مع الشيخ أحمد بن علي المبارك في 2/3/1427 هـ .
(1) جريدة البلاد ، العدد 1721 ، تاريخ 18/3/1374 هـ .



 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب


رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها صقر الجنوب
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
الشعراء بن حوقان وعبدالواحد منتدى القصائد الجنوبية ( المنقولة) 0 2073 04/01/2024 11:35 AM
القصة (مورد المثل) منتدى القصص و الروايات المتنوعة 0 1963 02/01/2024 09:28 AM
الله لايجزي الغنادير بالخير منتدى القصائد النبطية والقلطة ( المنقولة) 1 1485 28/12/2023 05:06 PM
قصة وسيرة صدام حسين منتدى القصص و الروايات المتنوعة 2 2144 28/12/2023 04:58 PM
مت شهيدا قصة فكاهية منتدى القصص و الروايات المتنوعة 0 1694 28/12/2023 04:54 PM

قديم 15/04/2009, 02:36 AM   #2
الإدارة


الصورة الرمزية همسة شوق
همسة شوق âيه ôîًَىà

 عضويتي » 12331
 تسجيلي » Oct 2008
 آخر حضور » 12/01/2014 (04:43 AM)
مشآركاتي » 16,842
 نقآطي » 12150
دولتي » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



موضوع راااااائع بروعتك
وشامل للمعلومااات
يعطيك الف عافيه ماقصرت
تقبل مروري
لاهنت ..........


 

رد مع اقتباس
قديم 20/04/2009, 02:55 PM   #3
المزيونه
Guest


الصورة الرمزية المزيونه

 عضويتي »
 تسجيلي »
 آخر حضور » 01/01/1970 (03:00 AM)
مشآركاتي » n/a
 نقآطي »
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي



عـوافي والله


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

الساعة الآن 04:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w