الباحة عاصمة الفساد

الباحة عاصمة الفساد



غانم الحمر

المقولة التي تنتشر هذه الأيام في أوساط الناس هي أن «الباحة أضحت عاصمة الفساد»، وهذه العبارة لو عُدّلت إلى (الباحة عاصمة مكافحة الفساد) لأصبحت صحيحة %100، فالفساد يتكشف في الباحة وتسقط عن سوءته ورقة التوت كما تسقط أوراق اللوز في بداية الشتاء، وتبدأ بالتصدي لأي داء عضال وكشفه وتعريته أولاً ثم بعد ذلك اجتثاث الغرغرينة وتطهير الجرح، وصحيفة «الشرق» توالي يوميا أو شبه يومي نشر ما تم كشفه من قضايا فساد بداية من الصكوك المشبوهة، ثم إيقاف شيكات نزع الملكيات المشكوك فيها التي وصلت إلى مبالغ خيالية، ثم تغيير في مسار طرق كبيرة لمصالح خاصة.
آخر ما نشرته صحيفة الشرق في عددها 101 هو حكم المحكمة العليا بالرياض القاضي بنقض صك لنجل أحد المسؤولين السابقين والصادر من مكتب رئيس محاكم الباحة السابق لمساحة تقدر بثلاثين ألف متر مربع في غابة رغدان المعلم السياحي والمتنفس الوحيد لأبناء المنطقة، واستندت المحكمة في حيثيات النقض إلى عدم صحة إجراء التمليك ومخالفتها للأنظمة الصريحة، والظريف في الأمر أن سبب التملك المستند إليه في طلب حجة الاستحكام هو هبة شيخ القبيلة لابن المسؤول.
تأملوا، صك بمساحة ثلاثين ألف متر مربع لأفضل مكان سياحي بالباحة + هبة من شيخ قبيلة + صادر من مكتب رئيس محاكم + ابن مسؤول سابق = (كعكة على مستوى القمة)، ثم اسألوا «الأمانة» على مدى عشرين عاما هل مُنح المواطنون منحا سكنية بمدينة مثل الباحة بمثل هذه المساحة أو أقل؟
أخيرا أعان الله أمير الباحة الذي لا يفتأ أن يقول للناس (أنا خادم لكم) على ترقيع ما فات وعلى إعادة إعمار الباحة من جديد، قلوبنا معك أبا تركي.