قصص ناجيين وسط أمواج تسونامي...

باندا اتشيه، اندونيسيا (رويترز) -- في الوقت الذي قتلت فيه أمواج المد التي اجتاحت مناطق ساحلية على المحيط الهندي نحو 70 الفا عاش الاف اخرون ليرووا قصصا تختلط فيها الفرحة بالحزن.

وفيما يلي بعض القصص التي جمعها مراسلو رويترز من شتى أنحاء المنطقة:

احتضن ساريا دارمار (35 عاما) اثنين من ابنائه فيما أمسكت زوجته بالثالث وخرجوا من منزلهم عند مشارف بلدة باندا اتشيه الاندونيسية بسرعة بعد أن شاهدوا الناس يركضون ويصرخون "اخرجوا...اخرجوا."

لكنهم لم يتمكنوا من تجاوز سرعة الموجة العاتية التي وصلت سرعتها الى 500 كيلومتر في الساعة وعبرت المحيط الهندي في ساعة واحدة يوم الاحد وسرعان ما غطت رؤوسهم وجرفتهم.

وقال دارمار وهو يرقد في مستشفى عسكري في باندا اتشيه يوم الاربعاء وقد امتلأ جسده بالجروح وكسرت ساقه "المياه كانت قوية للغاية. امسكت بابني لاطول مدة استطعتها لكن المياه جرفتهما." كما اختفت زوجته والطفل الاخر.

يحكي دارمار انه تشبث بقطعة من الخشب وجرفته المياه الى أن ارتطم بسقف متجر مما تسبب في كسر ساقه الا أنه استطاع أن يتسلق الى القمة.

وقال دارمار "حياتي انتهت. كل ما بوسعي هو أن أفوض أمري لله."

صبية هندية تنجو من الكارثة

نجت صبية هندية عمرها 13 عاما بعد ان ظلت في البحر يومين تشبثت خلالها اولا بباب ثم شجرة ثم حقيبة في جزر اندامان ونيكوبار النائية قرب ميانمار واندونيسيا.

وقال رام كابس نائب حاكم المنطقة للصحفيين "حين جرفتها المياه طوال يومين واجهت سلاحف وأفاعي اثناء الليل.

"استطاعت في النهاية أن تبذل ما يكفي من جهد لتصل الى قرية على ساحل كار نيكوبار حيث قدم لها الناس بعض مياه جوز الهند وبعض الطعام ونقلوها الى مخيم الانقاذ."

شهر عسل دام في تايلاند

"فكرت حقا أن هذه أسوأ طريقة للموت. وقلت لنفسي أنني لا استحق أن أموت هكذا." كان هذا ما فكر فيه ويليام روبنز وهو يختبيء هو وعروسه في حجرة تخزين بأحد الفنادق فيما ارتطمت بهما أمواج المد.

كان الزوجان اللذان تزوجا حديثا يقضيان شهر العسل في جزيرة في في التي اكتسبت شهرة بسبب فيلم (الشاطئ) الذي لعب بطولته ليوناردو دي كابريو. كانا يتنزهان قرب الشاطئ يوم الاحد حين سمعا الناس يصرخون وشاهدا السياح يقفزون من الزوارق.

وقال روبنز من فراشه بالمستشفى في بوكيت حيث كسرت عظمة الترقوة ومزقت معظم أذنه اليمنى "اعتقدنا أنها قنبلة ارهابية فقفزنا من فوق سياج بالفندق واختبأنا في حجرة تخزين.

"تضافرت أيدينا وقبعنا في زاوية ثم سمعنا انفجارا مدويا لم ينته."

وبعد لحظات انهار المخبأ من حولهما وجرفتهما المياه الى مسافة 150 مترا في البحر قبل أن ينقذهما موظف بالفندق كان يستقل زورقا.

وفي مشهد آخر بتايلاند، تشبث بوري كارلسون بيأس بعمود في بهو أحد الفنادق وقد وصلت المياه الثائرة الى صدره.

وقال كارلسون (45 عاما) السويدي الذي هرع الى الفندق فيما اجتاحت موجات المد شاطئ باتونج في فوكيت "لم أستطع أن أصدق ما يحدث امام عيني". واضطر كارلسون الى أن يلتف بجسده حول العمود ويتشبث به حتى لا تجرفه المياه.

وأضاف كارلسون الذي يعمل بفندق اخر على الشاطئ "فيما كنت أقف هناك جرفت سيارة طافية الى داخل بهو الفندق وانقلبت لان التيار كان قويا جدا. المياه وصلت الى صدري وكنت ممسكا بيد صديقي لانه لا يستطيع السباحة."

وفي كولومبو، كان السائح الاردني احمد حمود مسترخيا عند حوض السباحة في منتجع على الساحل الجنوبي لسريلانكا حين أتت موجة عاتية من الشاطئ وجرفته وزوجته الى حديقة الفندق قبل أن يتمكنا من التسلق الى طابق علوي من المبنى.

نظرا في فزع من موقعهما فيما طفت امامهما الجثث والامتعة المبعثرة والاثاث. كما أنقذ ابنه وعروسه من داخل حجرتهما.

وقال حمود الذي جاء الى سريلانكا ليشهد زفاف ابنه على شاطئ من الرمال البيضاء "حين شاهدنا نشرة الاخبار صدمنا لانه لم تكن لدينا فكرة عن حجم هذا الامر."

وفي قصة أخرى بكولومبيا، كان روبرت جواشيم من المانيا يتقلب مثل الحطام العائم حين ارتطمت الموجة بحجرته في فندق بمنتجع بنتوتا الساحلي في سريلانكا.

وقال "كنا في الغرفة حين جاءت الموجة الكبيرة كسرت النافذة والباب. وعلق الباب وحوصرنا.

"ظننت أننا سنغرق. طفوت الى البوابة الرئيسية لنحو عشر دقائق ثم تشبثت بشجرة. كنت مصدوما لانني لم أكن أعلم أين زوجتي". ثم التقيا في وقت لاحق في مركز للاغاثة.

هونغ كونغ: الأمواج تبتلع زوجين

ابتلعت امواج المد زوجين من هونغ كونغ من امام حجرتهما بأحد الفنادق في فوكيت وطفيا على مرتبة وقطعة خشب الى أن جاءهما المنقذون بعد سبع ساعات.

وقالت الزوجة ليونج واي كي التي أصيبت بتمزق في أربطة القدم وجروح وكدمات "قبل أن ألحظ هذه المرتبة اعتقدت أنني سأموت فلم اكن استطيع الاستمرار مع اصابتي وانهاكي."

اما زوجها الذي تشبث بقطعة خشب فقال ان الدوامات ظلت تجتذبهما الى أسفل ثم تقذف بهما الى السطح بشكل متكرر وكانا يريان أحدهما الاخر معظم الوقت.

وقالت ليونج لصحف في هونغ كونغ "كنت أناديه باسمه كاملا باستمرار لانني فكرت أن الرجال الاخرين سيتصورون أني أناديهم اذا صحت قائلة (يا زوجي)."

وفي تايلاند، كانت تايبه- يه تشيا ني، طفلة في السادسة من عمرها من تايوان تمضي اجازة مع ابويها في جزيرة في في تشبثت بشجرة جوز هند لاكثر من 20 ساعة لتنجو من الامواج المميتة.

وقالت الطفلة للصحفيين في تايوان "لا أعرف كم من الوقت انتظرت هناك. كان وقتا طويلا. انتظرت حتى الصباح. كنت أظن أن أبي وأمي سيأتيان لانقاذي."

ووالدة هذه الطفلة هي واحدة من اثنين من تايوان فقدا في تايلاند.

وأصيبت يه بجراح في ذراعيها وساقيها وبجرح غائر في جبينها.

وفي بانكوك، التأم شمل فاتانيو با اوباس (اربع سنوات) مع والديه بعد أن تقطعت به السبل فوق شجرة في جنوب تايلاند دون طعام أو ماء لاكثر من يومين.

وقال سوتيبونج با اوباس والد فاتانيو اليوم "انها معجزة أنه ما زال حيا وما زال يطلب الحلوى والكعك. لا أدري كيف نجا. لم يصب سوى بكدمات بسيطة وبعض لسعات البعوض.

"فقدت الامل في أن أراه مجددا."

وقال سوتيبونج (26 عاما) ان ابنه كان يلعب قرب منزلهم الخشبي الصغير حين دمرت امواج المد منتجع خاو لاك.

وأضاف سوتيبونج الذي يعمل صيادا لرويترز "كنت مقتنعا أنني فقدته. كنت على مبعدة نحو ثمانية كيلومترات قبالة الساحل في زورق مع صديق حين ضربت الامواج الشاطئ. طفونا في البحر لاربع أو خمس ساعات قبل انقاذنا."

يامنّجي نجنا