رحم الله عبدالله الفيصل.. رائد الشعر والرياضة

الاستاذ صلاح بن سعيد بن ناصر الزهراني
المستشار مبكتب وكيل امانة مدينة الرياض لشئؤن الخدمات
كل يوم ياتي الينا بخبر جديد هذه ما سطره في جريدة الجزيرة السعودية
عن احد اعمدة الشعر انه صاحب السمو الملكي الامير عبدالله الفيصل رحمه الله
وقد كتب عنه وعن ذكريات الماضي لسموه شكرا استاذ صلاح على ما قدمة لرمز
من رموز الادب والشعر والرياضة في المملكة صاحب السمو الملكي الامري عبدالله الفيصل رحمه الله
مشهور


رحم الله عبدالله الفيصل.. رائد الشعر والرياضة
صلاح سعيد الزهراني/ أمانة منطقة الرياض


مع قلمي جلست أسترجع الماضي وأجتر الذكريات بحلوها ومرّها، وذكرت في نفسي نعمة من نعم الله تعالى على الإنسان، هي نعمة النسيان.. والنسيان محمود في مواضع ومذموم في أخرى، فمن المواضع التي يُحمد فيها نسيان الإساءة والألم وتجاوز بعض الأصدقاء وحادثات الدهر الملمة والأليمة، ومما يؤخذ عليه نسيان المعروف أو نكران الجميل.

وحمدت الله عز وجل على نعمته، فلولا النسيان ما برئت جراح القلب والنفس، ولامتلأت صدورنا بالأحزان التي تثقل كاهلنا وتعجزنا عن مواصلة الحياة والتنعم بما فيها من النعم، فكم من عزيز قضى وحبيب مضى إلى طريق الكل وارده يوماً مهما طال به الأجل وامتدت به صفحات الأيام، ومرّ شريط الذكريات سريعاً، وتوقف عند رجل ألهمنا الله عليه الصبر، هو أبو خالد، ينبوع الحب الذي لا ينضب، وأمير الشعر والأدب ورائد الرياضة الأول الراحل الكبير الأمير عبدالله الفيصل أسكنه الله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.

أتم دراسته ثم بدأ في تلبية نداء موهبته وتثقيف نفسه تثقيفاً ذاتياً، يغذي ملكاته الأدبية والشعرية ويشرب من مناهل من سبقوه في ميادين البلاغة والأدب وليتزود بما يُمكن من زاد يعينه على مواصلة الدرب، وكان محباً للاطلاع والقراءة، فقرأ في التاريخ والأدب والسياسة، نظم الشعر الذي تغنت به القلوب قبل أن تنطقه الألسن أو تلحظه العيون، فصيح اللسان، كريم الخصال وطيب الفعال، شاعر متدفق الإحساس لم نر مثله إلا فيما مضى من الأولين، بكته الرياضة والرياضيون.. ونعاه الأهل والمحبون.

أحب العلم وأمضى الكثير من الوقت في القراءة والاطلاع في الأدب والتاريخ والسياسة، أحب الشعر ولا غرابة في ذلك فوالده الشاعر المفوه الفيصل - رحمه الله - أحب شعر الرواد مثل طرفة، النابغة، امرؤ القيس، عنترة، المتنبي، إبراهيم ناجي، أحمد شوقي، والكثير ممن أثروا المكتبة العربية.

برز عبدالله الفيصل - رحمه الله - كرائد للشعر في بلادنا، تغنى بشعره المشاهير مثل كوكب الشرق (أم كلثوم) وغيرها من أعلام الفن في بلادنا والدول العربية، ترك لنا ثروة لا تُقدر بثمن من الشعر غزلاً وحكمة وتاريخاً، أصدر دواوين عدة من شعره الجميل، ترجمت أعماله إلى عدة لغات منها الإنجليزية، الفرنسية، الروسية.

حصل على الكثير من الأوسمة والشهادات منها الدكتوراه الفخرية الأولى من مؤتمر الشعراء العالميين في سان فرانسيسكو عام 1981م.. ثم جائزة الدولة التقديرية في بلادنا، وحصل على اللوحة الألفينيسية لمدينة باريس عام 1985م، منحه الملك الحسن الثاني عاهل المغرب العضوية في الأكاديمية الملكية المغربية عام 1986م كواحد من أبرز الشعراء والأدباء العرب، رأس وفد المملكة لمجتمع الأدباء والشعراء في المربد في العراق عام 1986م، منح درجة الدكتوراه الفخرية الثانية في الأدب والعلوم الإنسانية في عام 1989م من جامعة شو بولاية شمال كارولينا في الولايات المتحدة الأمريكية، من مؤسسي مؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس مجلس أمنائها المكون من أبناء الملك فيصل - رحمه الله -.

أما في المجال الرياضي فكان - رحمه الله - هو الرائد الأول للرياضة في بلادنا.. له لمسات لا تُنسى، ففي بداياتنا كنا لا نعرف الكثير عن رياضة كرة القدم فكان يلعب معنا ويدربنا إخوة من السودان وبعض الدول التي كان لها السبق، وكان سموه يقسم وقته بين الأدب والرياضة.. وضع الأسس المتينة للنهضة الرياضية السعودية وفي الكثير من المجالات، وقد تبنى سموه أول دوري رسمي منظم في المنطقة الغربية في ذلك الوقت شارك فيه الاتحاد، الثغر، أهلي مكة، الهلال البحري، الوحدة في عام 1372هـ.. وشكَّل سموه الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم للإشراف على المباريات تحت مسمى: (اللجنة العليا لاتحاد كرة القدم)، أمر سموه عام 1375هـ بإنشاء صندوق اللاعبين وافتتح التبرع بمبلغ ثلاثة آلاف ريال، وكان هذا المبلغ وقتها له قيمته، ابتعث العديد من الكوادر الوطنية عام 1375هـ لدورات تحكيمية وأوجد لجنة لمراقبة الحكام.

تبنى إقامة المباريات التي تدعم القضايا العربية والإنسانية، أقر - رحمه الله - نظام الإعانة للأندية، اعتبر من رواد الحركة الرياضية في المملكة باعتراف اللجنة الأولمبية الدولية، أُطلق اسمه على ملعب رعاية الشباب بجدة عرفاناً بجهود سموه، اعترف الاتحاد الدولي والآسيوي والعربي بدورة الصداقة الدولية لكرة القدم التي تحمل كأس سموه - رحمه الله -، مدّ جسور الصداقة بين الفرق السعودية والعربية وانتخب رئيساً شرفياً للنادي الأهلي المصري.

رحمك الله يا أبا خالد فلمساتك الأدبية والرياضية لن ينساها أي مواطن سعودي على مر الزمن ويكفي أن نقول لأبنائنا من بعدنا ترحموا على الرائد الأول للرياضية والشعر في بلادنا.. ذكراك يا ابن الفيصل ستبقى في قلوبنا ووجداننا أبد الدهر.

وفي الختام:

دقات قلب المرء قائلة له

إن الحياة دقائق وثوان

فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها

فالذكر للإنسان عمر ثان

الامير عبد الله الفيصل أمير الشعراء بدون شك بعد ان رحل احمد شوقي وكان مدرسة مستقلة واكثر من ابدع في الشعر بكافة انواعه النبطي والغنائي والفصحى ....
له روائع مغناة كان منها اغنيتي ثورة الشك ومن اجل عينيك التي غنتها سيدة الغناء العربي لسيد الشعرالعربي ..
في لقاء عندما سئل عن الامير الشاعر خالد الفيصل وان خالد يقول ان عبد الله الفيصل استاذي فرد بعفوية ومحبة لاخية قال نعم في صغره كنت استاذه والان اصبح استاذي .. لم يتمالك الامير الشاعر خالد الفيصل وعبد الله الفيصل يقول مثل هذا الكلام عنه الا ان اغرورقت عيناه بالدمع وقال قصيدة رائعة في اخيه بسبب هذا الموقف الراقي والرائع من امير الشعراء الى دايم السيف