السيول تكشف (فضائح) الطرق وتحولها إلى (الإنعاش)

السيول تكشف (فضائح) الطرق وتحولها إلى (الإنعاش)

خالد الخضري وعبد الرحمن أبو رياح وناصر القحطاني ومحمد آل ناجم وسالم سحمان

لو توقفت قليلا لقراءة التصريحات المنسوبة لمسؤولي وزارة النقل في الصحف المحلية ستجد أن الحياة ''وردية'' وأن طرقنا على ما يرام. ولو قررت تجميع المبالغ التي تنفق على صيانة الطرق والتي تنشر في الصحف يوميا ستكتشف أنها بالمليارات . وبنظرة أخرى للطرق الموجودة، خاصة في الجنوب، ستجد صورة مغايرة لهذه التصريحات الوردية والمليارات التي يفترض أنها تنفق على الصيانة.. فضحايا الحوادث يرتفع عددهم يوما بعد الآخر في ظل تهالك الطرق وغياب الصيانة ورداءتها وعدم تحملها للصدمات .. فالسيول تأتي كل عام لتكشف ما يصرح به المسؤولون يوميا .

والسؤال الذي يفرض نفسه : أين تذهب هذه المليارات ؟

قبل الإجابة على السؤال لابد من رصد بعض الاقتراحات التي أوردها المشاركون في هذا التحقيق ومن أهمها : تشكيل لجنة سرية لمتابعة ما ينفذ من مشروعات الطرق والوقوف أمام المناطق التي تكثر بها الحوادث المرورية .. ربما تتكشف الصورة الحقيقية لطرقنا (المريضة) و(الهزيلة) قبل أن تتحول لغرفة الإنعاش .

طرق الطائف ..

كلها مشاكل !

يقول عبد الرحمن الثقفي، من الطائف، إن هناك مشكلة فعلية يعاني منها سكان المحافظة، وربما تنتشر في كثير من مناطق المملكة، وهذه المشكلة تتلخص في عدم الاهتمام بالطرق من قبل الشركات التي تقوم بالصيانة الدورية للطرق، ونلمس أن عددا كبيرا من الشوارع تعاني من كثرة الحفر التي تنتشر في أجزاء مختلفة من الشارع . وهذه النقطة لم يقتصر وجودها في الشوارع الرئيسية التي ينبغي أن تكون على مستوى واحد ولا يوجد بها ما يعكر صفو سائقي السيارات . أما الشوارع الفرعية فحدث ولا حرج .. حيث تعيش معاناة غير عادية في مواجهتها للعدد الهائل من الحفر، والمطبات في أماكن متفرقة من تلك الطرق، هذا إلى جانب ما تعانيه هذه الشوارع من العشوائية في التخطيط، ومن عدم وجود اتجاه واحد لسير السيارات فيها، هذه المعاناة كلها تعود بآثار سيئة على المواطن، وعلى سلوكه، حيث إنها تؤدي به إلى أن يصبح صاحب سلوك غير حضاري في ظل عدم وجود تنظيم .

والسؤال المطروح : أين تذهب المبالغ المالية الخاصة بصيانة الطرق، ولماذا شركات صيانة الطرق تظل متقاعسة في أداء واجبها على أكمل وجه، هذه تساؤلات توجه للجهات المسؤولة عن هذه الشركات، وأين الرقابة على هذه الشركات؟

أما صالح عبد الله الشهري فقال: ليس من السهل عليك أن تسير في أي شارع من شوارع الطائف دون أن تواجه حفرة في ذلك الطريق، ونلمس أن الحفر الموجودة في الغالب ما تكون حفراً مفاجئة لا يعلم عنها المواطن شيئاً مما يؤدي إلى سقوط سيارته المفاجئ بها، هذا ما يدعو الكثيرين إلى الحرص على عدم اقتناء سيارة جديدة، أما أصحاب السيارات الجديدة فهم يعانون معاناة قاسية في هذا الخصوص فقد تتعرض سياراتهم للتلف المفاجئ بسبب المستوى الرديء الذي تعيشه الطرق لدينا.المشكلة الأخرى التي يجب أن نتحدث عنها وهي الأوقات التي تقوم فيها شركات الصيانة بعمل صيانة للطرق غاية في السوء حيث إنها لا تقدم على عمليات الكشط وإعادة السفلتة سوى في عز أشهر الصيف عندما تكون الطائف مكتظة بالزوار وتعاني زحاماً شديداً، وهذا ما يجعل المعاناة أكبر من حيث الزحام على سكان الطائف وزوارها فلماذا لا يكون لديهم وقت أفضل من هذا الوقت يتم اختياره لتنفيذ مشروعاتهم هذه

فيما يقول عبد الله الجبري إن المعاناة لا تقتصر على اختيار وقت الصيانة بقدر ما تتجاوز ذلك إلا أن الصيانة لا تكون في مستوى جيد، بل إن شركات الصيانة دائماً وأبداً نجد أنها تترك الشارع وقد ارتفع فيه الجزء الذي تم به عمل صيانة، وهذه إشكالية، فلا يتمكنون بأي حال من الأحوال من إعادة الشارع كما كان فهذه مشكلة لا نجدها ظاهرة في كثير من الدول بل إنها موجودة لدينا بشكل بارز .

ماذا يحدث في الباحة ؟

وفي الباحة يقول غرم الله حسن الزهراني، من أهالي قرية رباع بمحافظة المندق: لا أنسى ذلك اليوم الذي بدأ العمل فيه بعقبة الملك خالد قبل عشر سنوات وعمت فيه الفرحة بوجود مثل هذا المشروع الذي يربط قرى السراة بقرى تهامة ويخدم الكثير من أبناء تلك القرى ويخفف عنهم الكثير من عناء التنقل وسرعة الوصول إلى الباحة أو العكس ولكن مع الأسف الشديد لم تكتمل الفرحة .. فطول العقبة 20 كيلومتراً تقريباً وما تم تنفيذه خلال تلك السنوات لا يتجاوز ثلاثة كيلو مترات برغم التخطيط غير السليم للعقبة أصلاً بالإضافة إلى الشركة المنفذة للمشروع متهالكة واكبر شاهد على ذلك تلك الآليات القديمة التي تستخدم في تنفيذ العقبة أعتقد أن ما تم يعتبر نوعاً من العبث مع الأسف الشديد.

أما محمد جمعان - أحد أهالي قرية الصدر - فقال: لم تتوقف معاناتنا مع عقبة الملك خالد بسبب بطء العمل وتعطيل مصالح المواطنين بل أصبحت تشكل تهديدا وخطراً كبيرين علينا وعلى أبنائنا وممتلكاتنا الخاصة نحن أهالي القرى التي تمر بجوارها العقبة .

ويصف بخيت محمد الزهراني الطرق بأنها مأساة، ففي الوقت الذي كنا ننتظر أن تسهم هذه العقبة في تطوير وتقدم القرى إذا الحال يتبدل حتى أصبحنا اليوم مشتتين فقد تركنا منازلنا وأراضينا التي تنتج البن والفواكه والخضروات بسبب الإهمال في تنفيذ العقبة وأبناؤنا وبناتنا يتجرعون مرارة تلك المعاناة مع صبح كل يوم وهم متوجهون لمدارسهم . من جانبه يقول عبد الخالق أحمد الغامدي إن الطرق في منطقة الباحة سواء ما يتعلق بالطرق التي تتبع البلديات أو إدارة النقل تحتاج إلى صيانة وقائية باستمرار وإلا ماذا يعني أن الطرق لا تبقى سوى أشهر قليلة حتى تتآكل.

أما المواطن يعن الله الغامدي: من يرى الطرق في منطقة الباحة يصاب بالحزن الشديد كيف تتحول هذه الطرق التي تمت سفلتتها قبل فترة وجيزة إلى حفر ومطبات. نحن نريد إجابة عاجلة من المسؤولين حول ذلك ونتمنى أن يحاسب المتسبب في رداءة الطرق في المنطقة. ويوافقه الرأي عطية بن علي الزهراني مضيفا أن الطرق الزراعية هي الأكثر تضررا حيث عدم وجود الأكتاف القوية التي تمنع انجراف التربة أو انقطاع الإسفلت وهنا يجب على الجهات ذات العلاقة أن تقوم بعمل صيانة دورية .ويرى بخيت الغامدي أن الطرق في محافظة العقيق تحتاج إلى صيانة وقائية وقد كشفت الأمطار الأخيرة رداءة هذه الطريق وسوء الإسفلت بها حيث جرفت هذه الأمطار الطرق المؤدية إلى القرى والهجر كطريق كرا وكذلك جرب والجعبة .

ضحايا طرق عسير

أما في منطقة عسير فقال جبران ال فردان إن الطريق الذي يربط محافظات خميس مشيط باحد رفيدة وسراة عبيده وظهران الجنوب هو طريق دولى ومهم ويربط هذه المحافظات بدولة اليمن ويلاحظ عليه ازدحام شديد جدا في ظل عدم وجود صيانة مستمرة له . كما توجد به منعطفات خطرة جدا علاوة على رداءة الطريق نفسه والغريب أن وزارة النقل قامت بصيانة طريق احد رفيده سراة عبيده دون إكمال المشروع في الوقت الذي لا يزال هذا الطريق يحصد المزيد من الأرواح نتيجة هبوط في بعض الأماكن . ويوجد على نفس الطريق جسور وعبارات غير محاطة بالسياج الحديدي أو صبات لمنع السيارات من السقوط فيها .

وأكد محمد الوادعى - أحد سكان مركز وادى بن هشبل - أن طريق الوادي الذي يربط بين الخميس والرياض عن طريق بيشة يشهد المزيد من الحوادث المروعة وقد قامت وزارة النقل بتوسعة المدخل من الجهة الصناعية الجديدة لكن الوزارة لم تكمل المشروع ليضيق الطريق حتى أصبح مسارا واحدا . وأشار سعد عوض بن رمثه إلى أن طريق تندحة لا يزال ينتظر عطف المسؤول من توسعه وإنارة . وقد حدثت هناك عدة حوادث مفجعة ومؤلمة نتيجة رداءة وضيق الطريق . وتساءل : اين دور وزارة النقل لتحسين مثل هذه الطرق الهامة ؟. ولماذا لا يوجد هناك تنسيق ما بين الأجهزة الأمنية التي تحضر الحوادث وبين الطرق ؟.من جانبه أكد المواطن محمد بن نغموش القحطانى أن هذه الطرق المتهالكة هي السبب الوحيد في وقوع الحوادث المرورية في اغلب الأماكن بمنطقة عسير كافة ولعل طريق العسران بنى بشر اكبر شاهد على ذلك وقد تم تعديله ما يقارب خمس مرات ولا يزال كما هو عليه وحضرت لجنة بهذا الخصوص ولم نر جديدا .فيما طالب عيسى الوائلى، أحد سكان تهامة عسير، بدراسة طريق عقبة ضلع الذى شهد العديد من الحوادث المروعة .

وكان آخرها كارثة السيول الأخيرة التي ذهب ضحيتها 27 شخصا ويؤكد ان الأمر يحتاج الى إعادة فتح ملف طريق هذه العقبة المنكوب .ويصف سعيد الشهرانى حال طريق العمارة الذي يربط بين الخميس وقرى العمارة وقال إنه ضيق ورديء وإنه على مدار اكثر من 10 سنوات والسكان يطالبون وزارة النقل بازدواجية الطريق لكن دون جدوى . ولم يتوقف مسلسل الموت على الطرق في عسير فالألم مستمر وهى إرادة الله جل وعلا ولا راد لقضائه .وعن حوادث نقل المعلمات والطالبات يقول سويلم القحطانى، أحد سكان العرين، إن الطريق هو الهم الوحيد للسكان فطريق العرين ضيق جدا وتوجد به منعطفات خطرة. وهنا نتذكر الحادث المروع الذي أودى بحياة طالبة وإصابة زميلاتها في حادث نقل طالبات على الطريق نظرا لعدم وجود وسائل السلامة عليه او توسعته. وتساءل: اين مشروعات النقل على ارض الواقع؟

واقترح المواطن سعيد مصلح تشكيل لجنة سرية لمتابعة ما ينفذ من مشروعات الطرق والوقوف أمام المناطق التي تكثر بها الحوادث المرورية ثم ان مشروعات تصريف السيول تصرف عليها مبالغ طائلة جدا كل عام فلماذا لا توضع مشاريع طويلة الأجل للمستقبل .

ماذا يحدث في الباحة ؟

وفي الباحة يقول غرم الله حسن الزهراني، من أهالي قرية رباع بمحافظة المندق: لا أنسى ذلك اليوم الذي بدأ العمل فيه بعقبة الملك خالد قبل عشر سنوات وعمت فيه الفرحة بوجود مثل هذا المشروع الذي يربط قرى السراة بقرى تهامة ويخدم الكثير من أبناء تلك القرى ويخفف عنهم الكثير من عناء التنقل وسرعة الوصول إلى الباحة أو العكس ولكن مع الأسف الشديد لم تكتمل الفرحة .. فطول العقبة 20 كيلومتراً تقريباً وما تم تنفيذه خلال تلك السنوات لا يتجاوز ثلاثة كيلو مترات برغم التخطيط غير السليم للعقبة أصلاً بالإضافة إلى الشركة المنفذة للمشروع متهالكة واكبر شاهد على ذلك تلك الآليات القديمة التي تستخدم في تنفيذ العقبة أعتقد أن ما تم يعتبر نوعاً من العبث مع الأسف
لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا يوجد من يهتم بذالك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

شكرا على مرورك يالمجهر وغرم الله لخ منا التحية