الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات




فضل عشر ذي الحجه

الحج والعمرة


إضافة رد
#1  
قديم 28/08/2005, 03:10 PM
مراقبة ومسؤولة منتدى علم النفس و منتدى الثقافه والمعلومات العامه والأحداث السياسيه
rola âيه ôîًَىà
 عضويتي » 1065
 تسجيلي » Jul 2005
 آخر حضور » 28/01/2015 (04:41 AM)
مشآركاتي » 6,221
 نقآطي » 5000
 معدل التقييم » rola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond repute
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
فضل عشر ذي الحجه



فضل عشر ذي الحجة:
يتبين فضل عشر ذي الحجة بأمور ( ):
الأول: أن الله تعالى أقسم بها في كتابه، والإقسام بالشيء دليل على أهميته وجلالته. قال تعالى: ? والفجر. وليال عشر. والشفع والوتر ? (الفجر: 1-2). قال عدد من أهل العلم و: إنها عشر ذي الحجة. ورجحه بعض المحققين كابن كثير وابن جرير( )، واحتج بعضهم بحديث: " إن العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر " ( ).
الثاني: أن النبي ? شهد أنها أعظم أيام الدنيا، و أن العمل الصالح فيها أعظم من غيرها، وجاء في ذلك أحاديث كثيرة منها: حديث ابن عباس: « ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء » ( ). وحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي ? قال: « ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن، من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد » ( ).
والمراد في الحديثين: « أن كل يوم من أيام العشر أفضل من غيره من أيام السنة، سواء كان يوم جمعة أم لا. ويوم الجمعة فيه أفضل من الجمعة في غيره لاجتماع الفضلين فيه» ( ).
الثالث: أن أُمر فيها بكثرة التهليل والتكبير. كما في حديث عبد الله بن عمر المتقدم. وكما في قول الله عز وجل: ? ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ? (الحج: 28)، قال البخاري رحمه الله: (قال ابن عباس: أيام العشر)( ) . وهذا القول مروي عن جمع من المفسرين، ومنسوب لجمهور أهل العلم ( ).
الرابع: أن فيها يوم عرفة ويوم النحر.
ولهذين اليومين فضل عظيم، سيأتي مفصلاً.
ومما ورد في فضل عرفة حديث عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله ? قال: « ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء ؟ » رواه مسلم ( )، فهو يوم المغفرة والعتق، وصومه يكفر سنتين ( ).
وأما يوم النحر فقد قال فيه النبي ?: « أعظم الأيام عند الله تعالى، يوم النحر، ثم يوم القرّ » ( ).
الخامس: أنها مكان لاجتماع أمهات العبادة فيها، وهي: الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها ( )، وفضلها يعم الحاج وغيره.
السادس: أنها تساوي عشر رمضان في الفضل أو تقاسمها أو تفضل عليها.
قال ابن حبان إن العشر الأواخر من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة متساويان في الفضل، لتدافع النصوص( )، وحمل على هذا المعنى حديث: " شهران لا ينقصان: رمضان وذو الحجة" ( ) ، وذهب بعض المحققين إلى أنها تناصفها الفضل وتقاسمها المنزلة، فاعتبروا أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام رمضان، وليالي رمضان أفضل من ليالي ذي الحجة، ورأوا ذلك جمعاً بين النصوص الدالة على فضل كل منها، وممن رجح ذلك ابن القيم، وقال:" وبهذا التفصيل يزول الاشتباه. ويدل عليه: أن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلة القدر، وهي من الليالي. وعشر ذي الحجة إنما فضل باعتبار أيامه، إذ فيه يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية " ( ). بل ذهب بعض أهل العلم إلى أن عشر الحجة أفضل من عشر رمضان في الجملة، سوى ليلة القدر التي بين الله قدرها في كتابه صراحة( ).
والحاصل: أن هذه العشر إن لم تزد على العشر الأواخر من رمضان في الفضل والمنزلة، أو تشاطرها وتناصفها، فإنه تساويها وتماثلها. وكفى بهذا فضلاً.
فضل العمل الصالح فيها:
قال ابن رجب رحمه الله في كلامه على حديث ابن عباس- المتقدم- " وقد دل هذا الحديث على أن العمل في أيامه أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا، من غير استثناء شيء منها، وإذا كان أحب إلى الله فهو أفضل عنده. وقد ورد هذا الحديث بلفظ: « ما من أيام العمل فيها أحب من أيام العشر»، وروي بالشك في لفظه أحب أو أفضل0 وإذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها، صار العمل فيه-وإن كان مفضولاً- أفضل من العمل في غيره وإن كان فاضلاً ". ولم يستثن النبي ? إلا من عقر جواده، وأهريق دمه، وهو أفضل الناس درجة عند الله.
ثم قال:" وأما بقية أنواع الجهاد فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله عز وجل منها، وكذلك سائر الأعمال. وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره... " ( ).
والمقصود من التفضيل أن العمل في هذه الأيام العشر أفضل من عمل في عشرة أيام سواها، من أي شهر كان، فيكون تفضيلاً للعمل في كل يوم منه على العمل في كل يوم من أيام السنة غيره0 فإذا استغرق العمل أيام العشر كلها كان أفضل من الجهاد في عشرة أيام من غير العشر، وهكذا " ( ).
ويدل على هذا لفظ ابن حبان: " ما من أيام أفضل من أيام عشر ذي الحجة"، قال: فقال رجل: يا رسول الله، هن أفضل أم عدتهن جهاداً في سبيل الله؟ قال: « هنّ أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله... » الحديث( )، أي العمل الصالح -غير الجهاد- في يوم من العشر هو أفضل من الجهاد في يوم من أيام السنة الأخرى. واعتبار العدد في هذا اللفظ ظاهر. والله أعلم.
ولا يلزم من تفضيل العمل فيها أن صيام أيامها أفضل من صيام عشر رمضان؛ لأن" صوم الفرض أفضل من النفل بلا تردد، وحينئذٍ فيكون المراد أن ما فعل في العشر من فرض فهو أفضل مما فعل في عشر غيره من فرض، فقد تضاعف صلواته المكتوبة على صلوات عشر رمضان، وما فعل فيه من نفل فهو أفضل مما فعل في غيره من نفل" ( ).
مسألة: يلزم من تفضيل العمل في العشر: كون الحج أفضل من الجهاد، مع أنه وقع في حديث أبي هريرة تفضيل الجهاد على الحج ( ). وفي حديث أبي ذر: الإيمان والجهاد، وفي حديث ابن مسعود: الصلاة ثم بر الوالدين ثم الجهاد ( ). وأمثال هذا كثير في أحاديث الفضائل.
وللعلماء في الجواب على هذا قولان:
الأول: أن اختلاف ذلك باختلاف الأحوال واحتياج السائلين والمخاطبين، فذكر ما لم يعلمه السائل والمخاطبون، وترك ما علموه.
الثاني: أنه يجوز أن يكون المراد: ِمنْ أفضل الأعمال كذا، أو: من خيرها كذا، ونحو ذلك، فحذفت (مِنْ) وهي مرادة كما يقال فلان أعقل الناس، والمراد: أنه من أعقلهم، ومنه حديث: «خيركم خيركم لأهله »، ومن المعلوم أنه لا يصير بذلك خير الناس.
فإن قيل: لم قدم الجهاد - في حديث أبي هريرة- على الحج، مع أنه ركن؟
فالجواب: لأن نفع الحج قاصر غالباً، ونفع الجهاد متعد غالباً0 أو قدمه حيث كان فرض عين، ووقوعه فرض عين في عهده ? متكرر؛ للزومه في مصلحة إقامة دعائم الإسلام، ومحاربة أعدائه وإظهار أمره.. فعلى هذا كان أهم من الحج، فقدمه لذلك ( ).
وبعد: فإن تفضيل العمل في هذه العشرة المباركة من أعظم منن الله تعالى، كما أن فيه جبراً للنفوس المتشوقة للحج ولا تطيقه كل عام، قال ابن رجب:" لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنيناً إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادراً على مشاهدته في كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركاً بين السائرين والقاعدين، فمن عجز عن الحج في كل عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد..." ( ).
فينبغي لمن وفقه الله فعرف فضل هذه الأيام أن يجتهد اجتهاداً عظيماً. وليس بكثير عليه أن يتقلل فيها من أشغال الدنيا ما استطاع، ويقتصر من ذلك على الواجب، فإنما هي أيام ما أسرع انقضاءها0 فقد كان السلف رحمهم الله يجتهدون في العبادة كل أيامهم، فما ظنك بحالهم في هذه العشر؟.
أنواع العمل الصالح في أيام العشر:
الأول: التوبة النصوح:
وهي الرجوع إلى الله تعالى، مما يكرهه ظاهراً وباطناً، إلى ما يحبه ظاهراً وباطناً.
وما يتاب منه يشمل: ترك الواجبات، وفعل المحرمات.
وهي واجبة على المسلم حين يقع في أي معصية، في أي وقت كان؛ لأنه لا يدري في أي لحظة يموت، ثم إن السيئات يجر بعضها بعضا،ً والمعاصي تكون غليظة ويزداد عقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان. قال النووي رحمه الله(ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها صحت توبته -عند أهل الحق- من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي، وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة، وإجماع الأمة على وجوب التوبة) ( ).
قال تعالى:? يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير ? (التحريم: 8).
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى أن النصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:
الأول: تعميم جميع الذنوب واستغراقها؛ بحيث لا تدع ذنباً إلا تناولته0
الثاني: إجماع العزم والصدق بكليته عليها؛ بحيث لا يبقى عنده تردد ولاانتظار0
الثالث: التخلص من الشوائب والعلل القادحة في إخلاصه، ووقوع توبته لمحض الخوف من الله وخشيته. ثم قال: (ولاريب أن هذه التوبة تستلزم الاستغفار وتتضمنه، وتمحو جميع الذنوب، وهي أكمل ما يكون من التوبة)( ).
ويشترط للتوبة عموماً شروط خمسة:
1- أن تكون خالصة لله عز وجل، لم يحمل عليها رياء ولا سمعة، ولا جلب مصلحة ولا دفع مفسدة في النفس أو الأهل أو المال أو غيره. قال تعالى:? فاعبد الله مخلصاً له الدين ? (الزمر: 2).
2- الندم على الذنب، والتحسر والتأسف على ما فات. وفي الحديث(الندم توبة) ( )، فلابد من تأثر القلب وتألمه بما صنع من الذنوب.
3- الإقلاع عن الذنب: فإن تاب من ذنب وهو مقيم عليه: فهو مستهزئ بالله عز وجل.
فإذا كان الذنب في حق الله تعالى فإقلاعه عنه أن يتركه، وإذا كان في حق آدمي فإقلاعه عنه: أن يرده إلى صاحبه إن كان مالاً، وأن يستحله منه إن كان غير مال كالغيبة والقذف... ونحوهما.
4- العزم على أن لا يعود إلى المعصية في المستقبل. فإن عاد فإن توبته لا تنتقض، لكن يحتاج إلى توبة أخرى.
5- أن تكون في وقت القبول، وهو ما قبل الموت أو طلوع الشمس من مغربها، فإن كانت بعد فوات وقت القبول لم تنفع.
الثاني: أداء الحج والعمرة:
الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة، قال الله تعالى:? ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ? (آل عمران: 97). وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ? قال:« بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان » ( ).
أما العمرة، فالصحيح وجوبها؛ لأدلة منها:
1- حديث ابن عمر في سؤال جبريل للنبي ? عن الإسلام فقال: « الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج، وتعتمر، وتغتسل من الجنابة، وأن تتم الوضوء، وتصوم رمضان» ( ).
2- حديث عائشة قالت: قلت يا رسول الله: على النساء جهاد؟ قال: « نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة » ( ) وإذا ثبت ذلك في حق النساء فالرجال أولى.
فهذه وغيرها أدلة خاصة في العمرة، فلا تعارض بأحاديث عامة، كما لا تصح معارضتها بأحاديث ضعيفة مما احتج به القائلون بعدم الوجوب.
ودليل كون الحج مرة في العمر: حديث ابن عباس أن الأقرع بن حابس رضي الله عنه سأل النبي ? فقال: يا رسول الله: الحج كل سنة أو مرة واحدة ؟ قال: « بل مرة واحدة، فمن زاد فهو تطوع » ( ).
ولقد رغب النبي ? في هاتين العبادتين العظيمتين، وحث عليهما؛ لأن في ذلك تطهيراً للنفس من آثار الذنوب، ودنس المعاصي ليصبح المرء أهلاً لكرامة الله تعالى في الآخرة، فقال النبي ?: « من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه ». ( ). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ? قال: « العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة » ( ). والحج المبرور هو الحج الذي وفيت أحكامه، ووقع على أكمل الوجوه، الخالي من الآثام، والمحفوف بالصالحات والخيرات( ). فيجب على المسلم المبادرة والمسارعة حين يستطيع إليهما سبيلاً. قال النبي ?: (من أراد الحج فليتعجل؛ فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة) ( ).
ويستحب في حق من أدى الفريضة الإكثار منهما؛ لما ورد فيهما من عظيم الأجر، وجزيل الثواب، قال ?: « تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة » ( ).
والعمرة في العشر داخلة في عموم النص، ولذا قال ابن عمر: "لأن أعتمر في عشر ذي الحجة أحب إلي من أعتمر في العشرين" ( ). أي: عشر رمضان وعشر المحرم. لكن عمرة رمضان جاء النص بفضلها الخاص وأنها تعدل حجة، فكأنها أفضل.
الثالث: المحافظة على الواجبات:
والمقصود أداؤها في أوقاتها، وإحسانها، بإتمامها على الصفة الشرعية الثابتة عن رسول الله ? ومراعاة سننها وآدابها. وهي أولى ما يشتغل به العبد في حياته كلها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: « إن الله قال: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ومايزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وماترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته » ( ).
قال الحافظ: " وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به: امتثال الأمر، واحترام الآمر وتعظيمه بالانقياد له، وإظهار عظمة الربوبية وذل العبودية، فكان التقرب بذلك أعظم العمل"( )
والمحافظة على الواجبات صفة من الصفات التي امتدح الله بها عباده المؤمنين، قال عز وجل: ? والذين هم على صلاتهم يحافظون ? (المعارج: 34). وتتأكد هذه المحافظة في هذه الأيام؛ لمحبة الله للعمل فيها، ومضاعفة الأجر.
الرابع: الإكثار من النوافل:
إن العمل الصالح محبوب لله تعالى في كل زمان ومكان، ويتأكد في هذه الأيام المباركة، وهذا يعني فضل العمل فيها، وعظم ثوابه. والعمل قد يكون ازدياداً مما كان يفعل في غير العشر، وقد يكون عملاً لما لم يكن يعمله من قبل، كقيام الليل مثلاً. وعلى العبد حينئذ أن يجعل ذلك فرصة للتعود على العمل في غير العشر، إذ المطلوب منه أن يجتهد في العشر وغيرها.
فعلى العبد الاجتهاد في عمارة وقته هذه العشر بطاعة الله تعالى من التوبة، والصلاة، و قراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، والإحسان إلى الناس، وأداء الحقوق، وغير ذلك من طرق الخير.
الخامس: الذكر:
وله مزية على غيره من الأعمال؛ للنص عليه في حديث ابن عمر: « فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ». وقال تعالى: ? ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام ? (الحج: 28). وجمهور العلماء على أن (الأيام المعلومات) هي هذه العشر. يذكر فيها المسلمون ربهم، أي: يحمدونه ويشكرونه على مارزقهم من بهيمة الأنعام، ويدخل فيه التكبير والتسمية على الأضحية والهدي( ).
السادس: التكبير:
يسن إظهار التكبير في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق وغيرها، يجهر به الرجال، وتسر به المرأة؛ إعلاناً بتعظيم الله تعالى0
وأما صيغة التكبير فلم يثبت فيها شيء مرفوع، وقد ورد عن الصحابة والتابعين عدة صيغ للتكبير، ومنها:
1- قول سلمان: "كبروا الله: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً ".
2- الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله0 والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد ( ).
والتكبير صار عند بعض الناس من السنن المهجورة، وهذه فرصة لكسب الأجر بإحياء هذه السنة، قال ?:
« من أحياء سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم
شيئاً » ( ).
وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ( )، والمراد: يتذكر الناس التكبير، فيكبرون بسبب تكبيرهما، والله أعلم.
والتكبير الجماعي بصوت واحد متوافق، أو تكبير شخص ترد خلفه مجموعة:من البدع التي ينبغي على المسلم الحريص على اتباع سنة النبي ? اجتنابها والبعد عنها، فخير الهدي هدي نبينا محمد ?، ولم يثبت عنه أنه كان يكبر مع الصحابة تكبيراً جماعياً، مع كونهم أحرص الناس على فعل الأفضل، وقد قال ?: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد » ( ). أما الجاهل بصفة التكبير فيجوز تلقينه حتى يتعلم.
ولا يصح أن يقال: إن التكبير الجماعي سبب لإحياء هذه السنة- سنة التكبير-، فإن الجهر بالتكبير نفسه إحياء للسنة دون أن يكون جماعياً. ومن أراد فعل السنة فإنه لا ينتظر فعل الناس لها، بل يكون أول الناس فعلاً لها ومبادرة إليها، فيقتدي به غيره. ثم إن من الملاحظ أن من يخجل من رفع صوته بالتكبير منفرداً فإن التكبير الجماعي لا يجرئه عليه- غالباً- ما لم يقم هو برفع صوته به وحده.
السابع: الصيام:
عن حفصة رضي الله عنها قالت: « أربع لم يكن يدعهن النبي ?: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة » ( ).والمقصود صيام التسع أو بعضها؛ لأن العيد لا يصام. قال النووي:
" صيامها مستحب استحباباً شديداً ".
وأما قول عائشة: "ما رأيت رسول الله ? صائماً في العشر"، وفي رواية: "لم يصم... " فهو:- كما ذكر النووي- متأول بـ " أنه لم يصمه لعارض من مرض أو غيرهما، أو أنها لم تره صائماً فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر"؛ لما ثبت من حديث حفصة ( )، فإن المثبت مقدم على النافي ( )، أو أنه كان متشاغلاً بما هو أهم من الصوم من الأعمال الصالحة، أو أنه خشي أن يفرض صومها على أمته.
ومما يؤكد مشروعية صيامها:أنه داخل في عموم قول النبي ?: « ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر..» ( )؛ لأنه عمل من الأعمال الصالحة المتأكدة؛ لفضله ومنزلته عند الله. عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: مرني بأمر آخذه عنك، قال: « عليك بالصوم فإنه لا مثل له »، وفي رواية للنسائي أن أبا أمامة قال: مرني بعمل ؟ فقال: « عليك بالصوم فإنه لا عدل له » فأعاد الطلب، فأعاد عليه قوله عليه الصلاة والسلام ( ).
وقضاء صوم رمضان فيه أفضل من غيره لمن دخل عليه ذو الحجة وعليه قضاء. وأفضل منه المبادرة بالقضاء -لمن لا عذر له-، فلا ينتظر عشر ذي الحجة ولا غيرها.
الثامن: الأضحية:
وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، بل من العلماء من قال بوجوبها ( )، مستدلاً بأمر الله نبيه في قوله: ? فصل لربك وانحر ? (الكوثر: 2). فيدخل في الآية صلاة العيد، ونحر الأضاحي، فكان النبي ? يحافظ عليها، قال ابن عمر رضي الله عنه: أقام النبي ? بالمدينة عشر سنين يضحي، أخرجه أحمد والترمذي ( ).
وعلى المضحي أن يجتنب الأخذ من شعره وظفره وجلده إذا دخل عشر ذي الحجة حتى يضحي. عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي r قال: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره)، وفي رواية: (حتى يضحي) ( ). ولعل من الحكمة في هذا النهي- والله أعلم- أنه لما كان المضحي مشاركاً للمحرم في بعض أعمال النسك، وهو الذبح كان من الحكمة أن يُعطى بعض أحكامه.
ومن أخذ من شعره أو ظفره أول العشر، لأنه لم ينوِ الأضحية، ثم نواها فإنه يمسك من حين نيته.
وهذا النهي يخص صاحب الأضحية، ولا يعم المضحى عنهم كالزوجة والأولاد، إلا إذا كان لأحدهم أضحية مستقلة، ولا يشمل النهي الوكيل، الذي توكل عن غيره، بل النهي يقصد به- على الصحيح- صاحب الأضحية فقط. ولا حرج على المضحي في غسل رأسه ودلكه ولو سقط منه شيء. ومن تعمد وأخذ شيئاً وجب عليه التوبة والاستغفار، ومن اضطر لشيء من ذلك، كما لو انكسر ظفره وتأذى به، جاز له قصه للحاجة.
التاسع: صلاة العيد:
وهي متأكدة جداً، وقال بعض أهل العلم بوجوبها. فعلى المسلم الحريص حضورها، وسماع الخطبة، وعليه تدبر الحكمة من شرعية هذا العيد، وأنه يوم شكر وعمل برّ، فلا يجعله يوم أشر وبطر،ولا يجعله موسم معصية وتوسع في المحرمات، كالأغاني، والملاهي، والمسكرات، ونحوها مما قد يكون سبباً لحبوط الأعمال الصالحة.




رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها rola
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
انخفاض ضغط الدم : أسباب وأعراض وعلاج انخفاض ضغط... منتدى الصحه والغذاء 0 1544 09/01/2014 07:35 AM
معلومات عن الجهاز المناعي منتدى الثقافة والمعلومات العامة والاحداث السياسية 2 3978 01/11/2013 06:33 AM
فضل صلاة الظهر وسننها الصلاة 14 11376 14/10/2013 05:52 PM
نص كلمة العاهل السعودي تعليقا على الأحداث في مصر منتدى الاحداث السياسية والجريمة 1 1506 16/08/2013 11:08 PM
بالفيديو.. الملك عبد الله: السعودية تقف شعبا... منتدى الاحداث السياسية والجريمة 1 1557 16/08/2013 10:58 PM

قديم 28/08/2005, 03:15 PM   #2
مشرف سابق


نبع الحنين ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

 عضويتي » 87
 تسجيلي » Dec 2004
 آخر حضور » 04/04/2023 (02:33 PM)
مشآركاتي » 2,527
 نقآطي » 10
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



جزاك الله خيراختي ..................

والله يعطيك العافيه ....................


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

الساعة الآن 11:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w