وصية والدٍ لولده

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رزقه الله بولدٍ وبنتين وعندما دنا اجله طلب ابنه وقال يا بني سأوصيك بوصية احرص على العمل بها قال الابن بأذن الله فقال :

لا تكون صديقاً للوالي او رئيس الشرطة ، ولا تخبر بسرّك النساء ، ولا تزوج اختك البخيل ، وأبن لك في كل وادٍ حصن 0

بعد ايام توفى ذلك الرجل وقام الابن يتذكر وصية والده وقال في نفسه سأقوم بمخالفة الوصية لانظر نتائج مخالفتها واعرف مقصد والدي من هذه الوصية 0

فبدأ بتوطيد العلاقة مع الوالي ورئيس الشرطة حتى اصبح صديقا لهما يحرصان على تواجده في مجالسهما باستمرار 0

ثم زوج احدى شقيقتيه برجل بخيل والاخرى برجل كريم 0

وتعمد ان لا يتخذ اصدقاء من خارج المحيطين به 0

وبعد ان عمل ذلك شاهد عند الوالي نعامة يحرص الوالي على العناية بها والحرص عليها ويعتبرها من الاشياء الثمينة لديه فقام الرجل وسرقها واخفاها في مكانٍ بعيد عن الانظار ثم اخذ خروفاً وذبحه وطبخ من لحمه واخذ من اللحم واعطاه امه وقال يا امي هذا لحم من لحم نعامة الوالي حبيت ان تأكلي منه ولكن احرصي لاتخبرين بهذا الامر احد فأنا سرقت النعامة لأنني احببت ان آكل من لحمها واطعمك منه فقالت لن اخبر احد 0

ثم بعد ان ذهب اخذت من اللحم الذي اعطاها ابنها وذهبت الى زوجة رئيس الشرطة وقالت لها انتي صديقتي واحب ان اطعمك من هذا اللحم الذي احضره ابني وهو من لحم نعامة الوالي سرقها ابني وقال لي لا اخبر احد بذلك ولكنك صديقتي وانتي مثل اختي ولم اخبر احد غيرك فلا تخبرين بهذا احد0

قالت المرأة اطمئني فلما ذهبت المرأة قامت زوجة رئيس الشرطة واخبرت زوجها بما حدث فذهب رئيس الشرطة الى الوالي وقال له لقد عرفنا سارق نعامتكم الغالية علينا جميعا وننتظر توجيهاتكم الكريمة لكي نقبض عليه0 فقال اقبضوا عليه حالاً 0

فلما ذهب افراد الشرطة الى مكان ذلك الرجل الذي كان صديقا للوالي ورئيس الشرطة لم يجدوه في بيته وسألوا عنه ولم يعلموا الى اين ذهب0

لقد ذهب الى زوج شقيقته البخيل وقال له لقد اخطأت في تصرفي وسرقت نعامة الوالي وذبحتها وطلب مني الوالي مائة بعير عوضاً في تلك النعامة وانا لا املك شيء واردت منك المساعدة بما تستطيع وقد كان هذا البخيل يملك الكثير من الابل والغتم والمال فقال والله الان ما عندي الا هذا التيس وكان التيس هزيل ومن اسوأ الغنم ، خذه واعطه الوالي مع مايتيسر لك 0

اخذه الرجل وذهب الى زوج شقيقته الاخر وهو كريم فقص عليه كما قص على البخيل فقال له نم واستريح ولا تحمل هم هذا ستتيسر امورك بأذن الله فقام الرجل وامر زوجته بأن تصنع له مائة عقال (عقال يعقل بها الجمل ) وطلب منها قبل اذان الفجر تكون جاهزة 0 اما هو فذهب الى اعلى الجبل وجمع حطب كثير واشعل النار فيه واطلق اعيرة نارية من بندقيته وكانت هذه الطريقة اشارة لطلب النجدة من كل من يشاهد النار ويسمع صوت اطلاق النار فهرع جماعة الرجل جميعهم واخبرهم بأن شقيق زوجته حصل عليه مشكلة ومطلوب منه مائة بعير ويريد منهم جميعا المساعدة فقالوا نحن مائة رجل سيحضر لك كل واحد منا بعير قبل اذان الفجر 0

قاموا جميعا باحضار مائة بعير وعندما استيقض الرجل لصلاة الفجر واذا امام بيت زوج اخته مائة بعير فقال له ماهذا يافلان قال هذا ماطلبه منك الوالي اذهب بها اليه واعطه فأخذ المائة جمل والتيس وذهب فوضعها في مكان آمن بعيد عن البلدة وذهب خلسة الى منزله واخذ كبشاً وذبحه دون علم زوجته وامه ووضعه في غرفة على سرير ووضع عليه اغطية وبعض القماش وذهب الى زوجته فقال لها تعالي انظري في الغرفة تلك ماذا ترين فقالت ما هذا فقال رجل قتلته واريد دفنه ولكن لا اريد ان يعلم بهذا احد وتعلمين ان الوالي يريد يقتلني لأجل النعامة ولو علم بقتلي لهذا الرجل سيطلب مني دفع غرامة لنعامته و يقتلني فلا اريد ان يعلم بهذا احد فقالت سمعا وطاعة0

ثم ذهبت الى زوجة الوالي وقالت لها جئت اليك واطلب منك المساعدة فقالت في ماذا قالت زوجي قتل رجل ووضعه في احدى غرف المنزل ولا اريد ان يعلم الوالي بذلك وتعلمين انه مطلوب في سرقة النعامة واخشى ان يقتله 0

قالت لاتخافي عليه فلما ذهبت المرأة ذهبت زوجة الوالي واخبرت زوجها فقام وطلب من رئيس الشرطة احضار ذلك السفاح باقصى سرعة فذهبوا واقتادوه واثناء ماهم في طريقهم الى الوالي اعترض طريقهم رجل فقال ماذا لديكم قالوا هذا فلان ابن فلان قتل رجل وسنذهب به الى الوالي فقال ذلك الرجل انتم مخطئون هو لم يقتل انا الذي قتل ذلك القتيل ووضعته في منزل هذا المسكين فأقتادوه هو ايضا وذهبوا بهما الى الوالي فلما مثلا امام الوالي قال الرجل الذي سرق النعامة ياسيدي سادلك على المكان الذي ذبحت فيه النعامة وارجو ان تذهب معي فذهب معه الوالي ورئيس الشرطة والرجل الذي ادعى انه هو القاتل والحرس 0
ذهب الجميع الى مكان النعامة واذا هي بخير لم تصب بأذى تفاجأ الوالي بذلك ولكن الرجل طلب منه ان يشاهد جثة المقتول فلما ذهب الجميع وابعد تلك الاغطية واذا بالقتيل ماهو الا خروف 0

فسأله الوالي لماذا فعلت هذا فقال هذه وصية والدي ولكن ارغب في معرفة هذا الرجل الذي ادعى انه هو القاتل وليس انا فقال الرجل انا صديقاً لوالدك ولما عرفت انك ابنه اردت ان اضحي بنفسي من اجل سلامتك 0
فبعد ذلك قال الوالي أأتني بالجمال التي عندك فلما احضرها حمّلها الوالي بانواع الارزاق وقال اذهب بها الى اهلها 0

فذهب بها الى زوج اخته الكريم وقال هذه الجمال وما عليها هي لك واما التيس فقام بوضع قليلا من الحبوب على ظهره وذهب به الى صاحبه وقص عليه القصة وقال اما فلان فقد اعطاني مائة بعير واعدتها اليه محملة بالارزاق وانت اعدت لك التيس محملا بما يستطيع حمله فقال لو اعلم انها ستنتهي على ما انتهت عليه لدفعت لك مائتي بعير 0

ثم عاد واتخذ له في كل مكان صديقا ليكون كصديق والده ذلك الذي اراد ان ينقذه ولينفذ وصية والده كما طلب منه 0


ارجو ان تعجبكم القصة ولكم اجمل
سلام من

بالتجربه تتعلم من الحياه

يسلموووووعلى القصه

[type=374877]شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر[/type]

همسة شوق

نعم........................
يبقى الالم في قلب من ذاق الجروح
حتى ولو كانت مجرد ذكريات

اشكر لك مرورك العطر

اخي جابر
اشكرك على المرور
بارك الله فيك

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

قصه رائعه

تسلم اخي