الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات




مقالات الكاتبه **ثريا الشهري

كتاب ومقالات


إضافة رد
#1  
قديم 04/02/2007, 11:41 AM
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
مشهور âيه ôîًَىà
 عضويتي » 245
 تسجيلي » Feb 2005
 آخر حضور » 28/02/2014 (09:03 AM)
مشآركاتي » 6,236
 نقآطي » 10000
 معدل التقييم » مشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond repute
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي مقالات الكاتبه **ثريا الشهري



امرأة سعودية...أعجبتني

تقدم وسائل الإعلام الغربية الرجل العربي على أنه صاحب فكرة «الحريم»، مع أن مفهوم الحريم الامبراطوري قد عرف عند الإغريق والرومان قبل 700 عام على ظهور الإسلام، بهندسة معمارية فصلت بين الجنسين في الأماكن والمواقع، غير انتشار ظاهرة الرقيق عند الرومان، وعليه، يكون من الإجحاف وصم العرب بآباء الحريم وهم الذين لم يخترعوه، وإن كانوا ولطمعهم بما تمتع به جيرانهم من البيزنطيين، قد استوردوا نظام الحريم الذي وافق هواهم وترفهم، ولكن بمحاكاة أضافت قوانين تجديدية لاسيما مساواة الجارية وحقوقها إن أنجبت ولدها من رجل حر، الأمر الذي خالف عرف الإغريق والرومان الذين كانوا لا يعترفون بأبنائهم من الإماء، وظلوا إلى يومنا يعانون من دوامة التمييز العنصري، لنلمس المفارقة بين الإغريق الذين صاغوا الديمقراطية الغربية، في الوقت الذي مارسوا فيه الاسترقاق بأشكاله، وبين العرب الذين تمايزوا بموقفهم المناهض للعبودية بفضل مبادئ الإسلام. الغريب في الأمر أن صورة نساء الحريم في لوحات الفنانين الغرب حامت حول الأنثى المحظية المستسلمة لمجيء سيدها، في تصور لا يتلاءم مع كتابات المؤرخين العرب عن امرأتهم التي وصفت بالذكاء والحكمة والتعطش للسلطة، فالاسترقاق والأسر في الحريم لم يكن مرادفاً للاسترخاء والخضوع في البيئة العربية، وكم من نساء تخطين حدود الحريم ومارسن السياسة أكثر مما كانت تسمح به تقاليدهن! وهنا لنا وقفة مع الأميرة لولوة الفيصل ابنة الملك فيصل بن عبد العزيز الذي اتخذ قراره يوماً بإلغاء الرق في السعودية والارتفاع بمكانة المرأة وتعليمها، إنها المرأة السعودية التي حضرت المنتدى الاقتصادي العالمي الأخير، وجاءت مقابلتها الفضائية الأسبوع الماضي من منتجع دافوس لتحيي من خلالها نساء وطنها بطلتها المحتشمة وكلامها الموزون عن دورها الإيجابي في العمل التعليمي، فلا يستكثر علينا التطلع لأمثالها من نساء السعودية وهي حفيدة موحد المملكة الملك عبد العزيز آل سعود وابنة رائد التضامن الإسلامي، وكم حفلت حكايات التاريخ والواقع بروايات استأثرت صويحباتها بالقلوب والسلطات بمؤهلات العقل والثقافة وحسن التدبير، فإن ترافقت بالحسن والحياء، فهي المرأة التي حجزت لنفسها مقعداً متقدماً في قطار الحياة، حتى وإن كان محيط قاطرتها لا يتعدى أسوار أسرتها؛ فنجاح الأنثى يقع في تفاصيل المطبخ وتربية النشء، تماماً كما يمر بإبداعات الفكر ودهاليز الحكم، ومن النساء وبدلا من كسر الحواجز، من قبلت بعالم الحريم، بإرادة فضلت التعامل مع العام انطلاقاً من الخاص، بلباس من الطيبة والهدوء وبوشاح من عزيمة لا تعرف اليأس، إنها الصور المتخيلة والمروية عن كثير من جداتنا، وأمهاتنا اللاتي أرضعْننا! ومع ذلك، هذا ما كان من نسائنا الأوائل اللائي كافحن للارتقاء بدرجات إضافية، وهو أيضاً ما كان يثير الزوابع أمام ظهور المرأة واختلاطها العلني، أما وقد دخلنا هذا القرن، بظروفه المعقدة ومغرياته المرهقة، فليس من المنطقي اختيار المجتمع لاستمرار الفصل في القوانين والوظائف بين جنسيه، فتستثمر طاقات جنس بمفرده (الرجال)، في مقابل بقاء وظيفة الإغراء المعهودة كاستراتيجية تعودت عليها النساء لانتزاع حقوقهن، ثم نفترض ضمناً ومع كل هذا الإرباك في ترتيب الأدوار اضطلاع الجميع بمهام بناء الوطن، كما وأنه ليس من المناسب كذلك مناداة المرأة بمساواة حقوقها مع الرجل، فإذا انخرطت في عملها، طالبت هذا الرجل بإعالتها والقيام بدوره التقليدي، لتضمن لنفسها مصدرين للدخل عوضاً عن مصدر واحد.

يحيا المرء في منظومة نظام اجتماعي له قوانينه المنظمة، وبالتالي فإن بوصلة توجيه الغرائز التي يمارسها الفرد هي التي تفيد هذا النظام أو تضر به وليس الشهوات بذاتها، ولهذا تجد المجتمع ينقسم في ضبط الغريزة الجنسية إلى طريقتين، الأولى ومنها احترام الضوابط الجنسية بتعميق داخلي للموانع الجنسية ضمن عملية التنشئة، والثانية وتلجأ إلى الاحتياطات الخارجية القائمة على التفرقة المجتمعية بين الجنسين، إما لعجز مسبق في ترسيخ الموانع الجنسية أو لتوجس مشحون ومنتظر من الجنس الآخر، والمستغرب أن مجتمعات الغرب تنتمي إلى الصنف الأول، بينما تدخل مجتمعاتنا في التصنيف الثاني، ونحن الذين لا هم لنا سوى الفصل الجنسي والحديث عن الشرف والسمعة والمحاذير والوسائل المشروعة، مع أن الثابت علمياً أن المرأة أقدر على التحكم في ميولها الجنسية من الرجل، فهل جاء فصل الجنسين لحماية الذكر؟! إن تعزيز وضع المرأة المعيشي كعضو منتج يلزمه تطوير لشعور «المسؤولية» عند الرجل، وليس تحكمه بذاته سوى آلية داخلية وحدود يفرضها الرجل على نفسه، ولكنه ولاعتياده على التملص من تلك الرقابة، فهو لا يريد السماح للمرأة بمزاحمته فيضطر للتعامل معها والتقليص من راحته رسمياً، ولتختفي النساء ونكتفي بخروج الرجال، فهل استقامت الدنيا؟ بوجود التناقض بين ضرورات الواقع وطموحاته، وبين الأفكار المعطلة المختزنة، يكون قدر المرء هو الألم والفوضى والالتباس، فعندما يقتصر مفهوم الرجولة وفي هذا الزمن على الاقتصاد والسياسة، والأنوثة على الفتنة والاستهلاك، فكيف للموازين ألا تختلط ونسق القيم الذي ساد قروناً لم يعد يستجيب لمتطلبات الحياة العصرية، ولم يخرج علينا نسق غيره يعوض سابقه! وكيف يمكن للمرأة الشعور بكيانها الإنساني حين يكون العمل (قيادة المرأة السعودية للسيارة مثلاً آخر) امتيازاً يمارسه الرجل عليها، والذي هو في الأساس «حق من حقوقها»، وكيف يمكن للمجتمع ألا يتلاعب بالتقسيم وهناك توزيع غير مساو للسلطة يربط بين مجموعتين، واحدة رجالية تملك النفوذ في صفها، وأخرى نسائية أضعف منها وعليها التبادل الاجتماعي مع العالم المنفصل عنها، لتتشكل علاقة صراع مبنية على توتر طرف واستسلام ثان، في ازدواجية تغرس انفصاما مركبا في الشخصية، ثم نتساءل عن غياب الديمقراطية في سلوكنا!

كلمة أخيرة: علينا المرور بثورة ثقافية نراجع معها نظرتنا للكون ولهويتنا الجنسية، ولنبدأ بصناعة الأزياء والأفلام التي يمرح فيهما خيال الرجل واحتكاره لهما، ونموذجه المعتمد للمرأة ـ السلعة، أما القبول بإعادة توزيع السلطات المجتمعية فمعناه السيطرة على أمرين: العنف والغريزة الجنسية.



 توقيع : مشهور


رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها مشهور
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
صور: وزير النقل يباشر ميدانياً التحقّق من مسبّبات... محـليــــــــات 0 1247 21/12/2013 01:19 AM
صور: رجال الحرس الوطني ينفذون حرباً إفتراضية أمام... محـليــــــــات 0 1447 21/12/2013 12:42 AM
راتب الزوجة … أهو للزوجة وحدها؟ منتدى حواء 1 3178 21/12/2013 12:19 AM
عن ماذا تبحث الفتاه في شريك حياتها ؟ منتدى العرائيس 0 5117 21/12/2013 12:13 AM
تركي الفيصل ينفي لقاءه بمسولين اسرايلين في موناكو منتدى الاحداث السياسية والجريمة 0 1297 20/12/2013 11:12 PM

قديم 10/02/2007, 03:16 PM   #2
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

 عضويتي » 245
 تسجيلي » Feb 2005
 آخر حضور » 28/02/2014 (09:03 AM)
مشآركاتي » 6,236
 نقآطي » 10000
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي الملك عبد الله: دبلوماسية الصدق والأمانة **ثريا الشهري حفضك الله يابا متعب



الملك عبد الله: دبلوماسية الصدق والأمانة

يرى بعض الباحثين أن القائد الفرد الذي يصنع السياسة الخارجية ليس بعامل مؤثر في صنع تلك السياسة، وبالتالي لا ضرورة لدراسة أثره على سياسة بلده الخارجية، التي هي نتيجة لعوامل بنيوية تتعدى إمكانيات الشخص.

بيد أنه قول يعد موضع انتقاد معظم دارسي السياسة الخارجية، فالقائد ليس مجرد آلة منتجة للقرارات والسلوكيات التي صنعت من قبله أو من جهة قوى أخرى، أو أن الدور الذي يقوم به هو الذي يملي عليه اتباع سياسة معينة وحسب، إنما هو ركيزة محورية تعود بثقلها إلى خصائص القائد الشخصية ودوافعه الذاتية وبيئته النفسية، إلى أن تصل إلى تاريخه السياسي وخبراته، وكذا كاريزميته جماهيرياً، ومدى مرونة تجاوبه مع التحولات والمستجدات الخارجية، وثباته في نفس الوقت إزاء قناعاته المؤمن بها، والواقع أنه لا يمكن التسليم بهذه الانتقادات دون مناقشة بعضها على الأقل، وخصوصاً إذا تناولنا بحديثنا شخصية في حجم وقامة الملك عبد الله بن عبد العزيز.

صحيح أن القائد السياسي ممثل للمصالح والتصورات، ولكنه أيضاً فاعل نشيط في إصباغ التوجهات والطموحات معان محددة من خلال رؤيته لها، ووسائل تحقيقها. فالسياسة الأمريكية تجاه الاتحاد السوفيتي في عهد نيكسون (مثلا) كان اختلافها كبيراً عنها في عهد ريجان، رغم انتماء كليهما إلى الحزب السياسي نفسه، فالأول جعل من الانفراج المحور الرئيس لسياسته السوفيتية، أما الثاني فخالفه بميله إلى المواجهة الاستراتيجية العالمية، وكذا الأمر بالنسبة لسياسة الملك عبد الله، سواء في اختياره لمبادرة السلام العربية، أو حسمه للمواقف تجاه اللعبة اللبنانية، بموقفه المسؤول منها منذ بدايتها إلى اليوم، أو قراره الأخير في حل الإشكال الفلسطيني، فبالرغم من سياسة السعودية العامة التوافقية، إلا أن أسلوب تعاطيها كان يمكن له أن يأخذ شكلاً آخر فيما لو كان القائد شخصاً آخر، مع أن مبدأ التوافق واحد في كلا الحالتين، ذلك لأن الخصائص المتعلقة بشخصية الإنسان إنما تؤثر على طريقة تعامله مع السياسة الخارجية، والتي تنصرف إلى مجموعة الخصائص المرتبطة بالتكوين المعرفي والعاطفي والسلوكي للمرء، كأن يكون الفرد ذا شخصية تسلطية، أو يكون ميالاً إلى تبني الأفكار والحلول بتكيف قد يصل إلى حد الابتكار، غير الدوافع الذاتية المرتبطة بالحاجات الأساسية للإنسان والتي تتفاوت بين البشر، وتنعكس على التصرفات، كالدافع نحو القوة، أو الحاجة إلى الانتماء، أو الإنجاز، أو احترام الذات، أو حتى عمل الخير، وللتوضيح نقول إن الشخص الذي يميل إلى السيطرة أو ذاك الذي يعاني من الشعور بعدم الأمان، هو ذاته الذي يدافع عن سياسات خارجية تنطوي على استعمال العنف والتهديد باستعماله، كما أن ردود أفعال «العقل المنغلق»، تتصف بارتفاع مؤشر القلق النفسي لدى هذا الشخص، والذي عادة ما يكون السبب وراء اهتمامه بمصدر المعلومات أكثر من تعامله مع مضمونها، فتجده نادراً ما يستطيع صياغة سياسة خارجية متكاملة أو رشيدة، لرفضه أو عدم قدرته على تحليل البدائل المتاحة، وحصر نفسه في النظر إلى الأمور بعقلية تآمرية بقوالب معدة سلفاً، تقلل من استعداده لتقبل الحلول الوسطى، وتجنح به إلى التعصب القومي أو العدائي كأداة لتحقيق النجاح المزعوم لتعويض نقصه، بل وتأمره بقراءة التنازلات التي تقدمها الدول الأخرى على أنها علامات ضعف، وليست باقتراحات لتخفيف الاحتقان والتعقيد، وذلك كله بخلاف الشخص المنفتح على المجتمع والأصدقاء، والمرتاح في التعامل مع نفسه والعائلة، والذي يملك رصيداً من الأمان، حيث تجده أقرب ما يكون إلى السياسات الخارجية التي تنطوي على التعاون والتفاوض وإحلال السلام.

أما بالنسبة للبيئة النفسية للقائد والتحفظات الموجهة إليها على اعتبار أن مسألة تحليل السياسة الخارجية انطلاقاً من الظروف النفسية إنما تقلل من دور الإرادة الواعية للقائد في صنع السياسة، كما أنها تتجاهل قدرة الإنسان على التخلص من قيوده التي تفرضها عليه تصوراته السابقة، وعلى تشكيل استراتيجيات تتعدى ذاتيته، أقول إنه بالرغم من موضوعية هذا الطرح ومنطقيته، إلا أنه لا ينفي فضل التحليل النفسي في التحقق من شخصية القائد السياسي من خلال إقامة مقارنات إحصائية بين الوثائق والخطابات والمواقف التي عبر فيها عن مفاهيمه وانتفاضاته، فمن طرق معرفة ماهية الشخصية ملاحظة ما يقول صاحبها وكيف يقوله ولم يقوله! وهنا وللأمانة، لم أنظر يوماً في قسمات الملك عبد الله، ولم أستمع إليه في حديث إلا ولمست صدق الرجل العربي في تعابير وجهه ونبرات صوته، وإن كان عيب أغلب أهل الساسة التباين في أقوالهم وأفعالهم، بين علنهم وسرهم، فأعتقد جازمة أنها نظرية لا تنتمي إلى عالم الملك عبد الله، بل وكم من أحيان أتصوره وهو يعاتب أحدهم، وقد يشدد عليه لعدم التزامه بشيمة «الرجل عند كلمته»، والحق أنها من أهم الصفات التي على الرجل التقيد بها، بل وأكثرها راحة على الإطلاق له ولغيره وفي جميع مجالات الحياة، فهل هناك أجمل من الإنسان الصادق!

حين يشكل القائد السياسي آراء سلبية عن العدو، ويتبع في الوقت عينه سياسات دفاعية إزاءه، فإن هذا التصرف يكون بناء على التصور الذاتي (البيئة النفسية مرة أخرى) لتوازن القوى وفهم القائد لهذا التوازن وأبعاده، فإما أن تكون النتيجة في صالح العدو في حالة السياسات التعاونية أو الدفاعية نظراً لامتلاك هذا العدو لناصية القوة، أو أن تكون سياسات هجومية، وفي كلا الأسلوبين يخضع الأمر لمدى «إدراك» القائد ووعيه في تفسير المعطيات، وكم يكسب المجتمع الإقليمي والدولي حين يكون الحاكم عاقلاً ومتوازناً وحضارياً في اتخاذ القرارات!

كلمة أخيرة: الملك عبد الله بمصداقيته وإحساسه بالأمانة التي يحملها أصبح بالنسبة للعرب والمسلمين بمثابة الأب الذي يلجأ إليه الجميع حين تستعصي عليهم الحلول، وهذا الشعور بالأمان والاطمئنان أحوج ما نحتاجه وسط عالم أوشك على فقد عقله ونظامه. كلمة بعد الأخيرة: نريد أن نصلي في القدس، فهل يتحقق الحلم العربي


 
 توقيع : مشهور



رد مع اقتباس
قديم 10/02/2007, 03:21 PM   #3
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

 عضويتي » 245
 تسجيلي » Feb 2005
 آخر حضور » 28/02/2014 (09:03 AM)
مشآركاتي » 6,236
 نقآطي » 10000
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي امرأة سعودية...أعجبتني **ثريا الشهري



[align=center]امرأة سعودية...أعجبتنيامرأة سعودية...أعجبتني

تقدم وسائل الإعلام الغربية الرجل العربي على أنه صاحب فكرة «الحريم»، مع أن مفهوم الحريم الامبراطوري قد عرف عند الإغريق والرومان قبل 700 عام على ظهور الإسلام، بهندسة معمارية فصلت بين الجنسين في الأماكن والمواقع، غير انتشار ظاهرة الرقيق عند الرومان، وعليه، يكون من الإجحاف وصم العرب بآباء الحريم وهم الذين لم يخترعوه، وإن كانوا ولطمعهم بما تمتع به جيرانهم من البيزنطيين، قد استوردوا نظام الحريم الذي وافق هواهم وترفهم، ولكن بمحاكاة أضافت قوانين تجديدية لاسيما مساواة الجارية وحقوقها إن أنجبت ولدها من رجل حر، الأمر الذي خالف عرف الإغريق والرومان الذين كانوا لا يعترفون بأبنائهم من الإماء، وظلوا إلى يومنا يعانون من دوامة التمييز العنصري، لنلمس المفارقة بين الإغريق الذين صاغوا الديمقراطية الغربية، في الوقت الذي مارسوا فيه الاسترقاق بأشكاله، وبين العرب الذين تمايزوا بموقفهم المناهض للعبودية بفضل مبادئ الإسلام. الغريب في الأمر أن صورة نساء الحريم في لوحات الفنانين الغرب حامت حول الأنثى المحظية المستسلمة لمجيء سيدها، في تصور لا يتلاءم مع كتابات المؤرخين العرب عن امرأتهم التي وصفت بالذكاء والحكمة والتعطش للسلطة، فالاسترقاق والأسر في الحريم لم يكن مرادفاً للاسترخاء والخضوع في البيئة العربية، وكم من نساء تخطين حدود الحريم ومارسن السياسة أكثر مما كانت تسمح به تقاليدهن! وهنا لنا وقفة مع الأميرة لولوة الفيصل ابنة الملك فيصل بن عبد العزيز الذي اتخذ قراره يوماً بإلغاء الرق في السعودية والارتفاع بمكانة المرأة وتعليمها، إنها المرأة السعودية التي حضرت المنتدى الاقتصادي العالمي الأخير، وجاءت مقابلتها الفضائية الأسبوع الماضي من منتجع دافوس لتحيي من خلالها نساء وطنها بطلتها المحتشمة وكلامها الموزون عن دورها الإيجابي في العمل التعليمي، فلا يستكثر علينا التطلع لأمثالها من نساء السعودية وهي حفيدة موحد المملكة الملك عبد العزيز آل سعود وابنة رائد التضامن الإسلامي، وكم حفلت حكايات التاريخ والواقع بروايات استأثرت صويحباتها بالقلوب والسلطات بمؤهلات العقل والثقافة وحسن التدبير، فإن ترافقت بالحسن والحياء، فهي المرأة التي حجزت لنفسها مقعداً متقدماً في قطار الحياة، حتى وإن كان محيط قاطرتها لا يتعدى أسوار أسرتها؛ فنجاح الأنثى يقع في تفاصيل المطبخ وتربية النشء، تماماً كما يمر بإبداعات الفكر ودهاليز الحكم، ومن النساء وبدلا من كسر الحواجز، من قبلت بعالم الحريم، بإرادة فضلت التعامل مع العام انطلاقاً من الخاص، بلباس من الطيبة والهدوء وبوشاح من عزيمة لا تعرف اليأس، إنها الصور المتخيلة والمروية عن كثير من جداتنا، وأمهاتنا اللاتي أرضعْننا! ومع ذلك، هذا ما كان من نسائنا الأوائل اللائي كافحن للارتقاء بدرجات إضافية، وهو أيضاً ما كان يثير الزوابع أمام ظهور المرأة واختلاطها العلني، أما وقد دخلنا هذا القرن، بظروفه المعقدة ومغرياته المرهقة، فليس من المنطقي اختيار المجتمع لاستمرار الفصل في القوانين والوظائف بين جنسيه، فتستثمر طاقات جنس بمفرده (الرجال)، في مقابل بقاء وظيفة الإغراء المعهودة كاستراتيجية تعودت عليها النساء لانتزاع حقوقهن، ثم نفترض ضمناً ومع كل هذا الإرباك في ترتيب الأدوار اضطلاع الجميع بمهام بناء الوطن، كما وأنه ليس من المناسب كذلك مناداة المرأة بمساواة حقوقها مع الرجل، فإذا انخرطت في عملها، طالبت هذا الرجل بإعالتها والقيام بدوره التقليدي، لتضمن لنفسها مصدرين للدخل عوضاً عن مصدر واحد.

يحيا المرء في منظومة نظام اجتماعي له قوانينه المنظمة، وبالتالي فإن بوصلة توجيه الغرائز التي يمارسها الفرد هي التي تفيد هذا النظام أو تضر به وليس الشهوات بذاتها، ولهذا تجد المجتمع ينقسم في ضبط الغريزة الجنسية إلى طريقتين، الأولى ومنها احترام الضوابط الجنسية بتعميق داخلي للموانع الجنسية ضمن عملية التنشئة، والثانية وتلجأ إلى الاحتياطات الخارجية القائمة على التفرقة المجتمعية بين الجنسين، إما لعجز مسبق في ترسيخ الموانع الجنسية أو لتوجس مشحون ومنتظر من الجنس الآخر، والمستغرب أن مجتمعات الغرب تنتمي إلى الصنف الأول، بينما تدخل مجتمعاتنا في التصنيف الثاني، ونحن الذين لا هم لنا سوى الفصل الجنسي والحديث عن الشرف والسمعة والمحاذير والوسائل المشروعة، مع أن الثابت علمياً أن المرأة أقدر على التحكم في ميولها الجنسية من الرجل، فهل جاء فصل الجنسين لحماية الذكر؟! إن تعزيز وضع المرأة المعيشي كعضو منتج يلزمه تطوير لشعور «المسؤولية» عند الرجل، وليس تحكمه بذاته سوى آلية داخلية وحدود يفرضها الرجل على نفسه، ولكنه ولاعتياده على التملص من تلك الرقابة، فهو لا يريد السماح للمرأة بمزاحمته فيضطر للتعامل معها والتقليص من راحته رسمياً، ولتختفي النساء ونكتفي بخروج الرجال، فهل استقامت الدنيا؟ بوجود التناقض بين ضرورات الواقع وطموحاته، وبين الأفكار المعطلة المختزنة، يكون قدر المرء هو الألم والفوضى والالتباس، فعندما يقتصر مفهوم الرجولة وفي هذا الزمن على الاقتصاد والسياسة، والأنوثة على الفتنة والاستهلاك، فكيف للموازين ألا تختلط ونسق القيم الذي ساد قروناً لم يعد يستجيب لمتطلبات الحياة العصرية، ولم يخرج علينا نسق غيره يعوض سابقه! وكيف يمكن للمرأة الشعور بكيانها الإنساني حين يكون العمل (قيادة المرأة السعودية للسيارة مثلاً آخر) امتيازاً يمارسه الرجل عليها، والذي هو في الأساس «حق من حقوقها»، وكيف يمكن للمجتمع ألا يتلاعب بالتقسيم وهناك توزيع غير مساو للسلطة يربط بين مجموعتين، واحدة رجالية تملك النفوذ في صفها، وأخرى نسائية أضعف منها وعليها التبادل الاجتماعي مع العالم المنفصل عنها، لتتشكل علاقة صراع مبنية على توتر طرف واستسلام ثان، في ازدواجية تغرس انفصاما مركبا في الشخصية، ثم نتساءل عن غياب الديمقراطية في سلوكنا!

كلمة أخيرة: علينا المرور بثورة ثقافية نراجع معها نظرتنا للكون ولهويتنا الجنسية، ولنبدأ بصناعة الأزياء والأفلام التي يمرح فيهما خيال الرجل واحتكاره لهما، ونموذجه المعتمد للمرأة ـ السلعة، أما القبول بإعادة توزيع السلطات المجتمعية فمعناه السيطرة على أمرين: العنف والغريزة الجنسية.



]


 
 توقيع : مشهور


التعديل الأخير تم بواسطة مشهور ; 10/02/2007 الساعة 03:26 PM

رد مع اقتباس
قديم 23/04/2007, 02:19 AM   #4
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

 عضويتي » 245
 تسجيلي » Feb 2005
 آخر حضور » 28/02/2014 (09:03 AM)
مشآركاتي » 6,236
 نقآطي » 10000
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي من يصنع تاريخ الدول.. وكيف... ولم...؟! **ثريا الشهري



من يصنع تاريخ الدول.. وكيف... ولم...؟!

الشعوب لا تصنع وحدها تاريخها، فهي لا تحتشد بنفسها، ولكن لا بد لها من قائد يقودها، ينظم صفوفها، ويستنهض طاقاتها، فالأمم باقية على أية حال، بضعفها وقوتها، وما يفسر حدوث انتصاراتها هو ظهور الرجل الزعيم، وما يفسر انكسارها هو غياب هذا الزعيم، صحيح أن الشعوب هي التي تبني وتتحمل المشقة وتضطلع بالأعمال والتبعات، ولكن أعطني قائداً قادراً حاذقاً، أعطك شعباً فاعلا، فهي معادلة يختل توازنها بنقص كفاءة أحد طرفيها، والعلاقة بين دوري الزعيم وشعبه، لا محل فيها لتفاضل دور على الآخر، لأنها علاقة عضوية، الأمر الذي يفضي بنا إلى حقيقة لا تدع مجالا للشك في أن حسن اختيار الحاكم هو الطريق لصلاح البلاد وأهل البلاد، يقول خير الدين التونسي، قبل أكثر من مائة عام: «تكون سعادة الممالك وشقاؤها في أمورها الدنيوية بمقدار ما يتيسر لملوكها من العلم بكليات السياسة والقدرة على القيام بها، وبقدر ما لها من التنظيمات السياسية المؤسسة على العدل ومعرفتها واحترامها من رجالها المباشرين لها... أما توسيع دائرة العلوم والعرفان وتمهيد طرق الثروة من الزراعة والتجارة وترويج سائر الصناعات ونفي أسباب البطالة فيعزى إلى حسن الإمارة المتولد منه الأمن، المتولد منه الأمل، المتولد منه إتقان العمل».

تمتعت أثينا بجو من الحرية في المناقشة والجدال كان عجيباً بمقاييس ذاك العصر على الأقل، بيد أن المرء لا يستطيع أن يفكر من دون مادة لفكره، ومن ثم جاءت المعرفة في أعقاب فنون الكلام، فبرز سقراط وانتهى الأمر بإعدامه بتهمة تكدير عقول الناس، ولكن هذا التكدير استمر على الرغم من تنفيذ الحكم في صاحبه، إلى أن وصل إلينا وسمعنا به، ذلك أن سقراط أشعل فتيل رسالته في تلاميذه فواصلوا أداءها من بعده، فإذا لم ينجح التعليم في إيقاظ المتعلم وتحفيزه على تطوير ظروفه، وتدريبه على الفهم والاستنباط، وإدراك العلاقات بين الأشياء والأحداث، لا تكون العملية التعليمية قد آتت أكلها ولا يكون القائم بها معلماً، فتوعية العقول لا تكون بمجرد شرح الأحوال وتفسير الواقع، ولكن بالمحاورة للتبصر، وبممارسة النقد الذاتي بموضوعية، والتي يأتي منها تقبل الآخر والرأي الآخر، فكيف نتعرف على الرأي الصواب والأكثر صواباً؟! أليس بالموازنة بين الآراء المختلفة! وإطلاق الحرية للغير في معارضتنا هو الشرط الإضافي، الذي يمكّن الإنسان من اكتساب الثقة فيما يقول ويفعل..لماذا؟! لأنه بالمناقشة والدفاع عن أفكاره (كما قلنا بموضوعية) يكون باستطاعته أكثر وأكثر أن يصحح أخطاءه، فالتجربة وحدها لا تغني شيئاً، فلا بد من المناقشة لأنها تفسر معاني التجربة، وتكشف عدم دقة بعض فرضياتها والاقتراحات التي صاغتها، التي قد تكون غائبة عن صاحب التجربة نفسه.

يحتفي القرآن الكريم بمنهج التعليم الحواري لتربية العقل بحوالي 750 من آياته، فلم يكن غريباً على المسلمين اعتمادهم المنهج التجريبي في البحث العلمي، الذي قامت عليه النهضة العلمية الحديثة، بعد أن اقتبسه الغرب منّا، وما الشورى والدعوة إلى النظر والتفكّر إلا بعض من مكونات هذا المنهج الذي أغفله المسلمون إبان صراعاتهم فحلت عليهم الكارثة، حيث أضفت كل طائفة متنازعة قداسة دينية على مواقفها، وكأنها تنفي صفة الدين عن رأي الطائفة الأخرى، الذي كان على إثره احتدام التناحر، واعتناء التعليم بالعلوم النقلية الدينية بالأسلوب التلقيني، لتنسحب الطريقة لاحقاً حتى على العلوم العقلية غير الدينية، ثم التعليم بشكل عام، المشوار المظلم الذي انتهى بترويض العقول، ولكن بإتاحة الفرصة لغسلها أيضاً، ولم لا وثقافتنا الحياتية غالباً ما تستلهم العقل المسالم، الذي يفكر في إطار المألوف، فلا يصدم عرفاً أو عادة ولو كانت غير حميدة، ولا يعارض رأياً ذائعاً ولو كان فاسداً، وهو، وإن كان أدعى إلى الاستقرار المؤقت، غير أنه أبداً لا يؤدي إلى تطور أو تجديد، بل يفتح الباب لكل الأخطار.

ما من قوة حقيقية من دون علم وبحث علمي يولد القدرة على التقانة، وعندما حاول السلطان العثماني سليم الثالث منافسة الغرب في صناعة المدافع طلب التقانة، ولكن من دون نقل العلم الذي تقوم عليه هذه التقانة، فاقتصر الأمر على مجاراة الغرب لبعض الوقت لا أكثر، وهو الجهل الشائع الذي ما فتئت دولنا تقع فيه، والسؤال الأهم: ماذا نريد بالعلم المتفوق؟ هل نريد أن نكون أقوياء من دون عدل؟ فالأمويون كانوا أقوياء، ورقعة دولتهم كانت متسعة، ومع هذا فقد تقلصت في زمنهم كرامة الإنسان، وانكمش الدين في الضمائر وضاعت الأخلاق، والعباسيون كانوا من محبي العلم وازدهاره، ولكنهم نهبوا الأمة وتخاذلوا أمام الزحف المغولي الذي تصدى له المماليك، والعثمانيون لهم تاريخهم أيضاً في تعطيل الاستعمار حوالي الأربعة قرون، ولكن لو كانت المسألة قوة واستيلاء على أراض، لكان التتار أو إسرائيل العسكرية مثلا يحتذى، فالإسلام لا يحفل بالعلم والقوة إلا بمصاحبة العدل والحق، ويرى قوة العلم المجردة منهما ظلماً وطغياناً. كلمة قبل الأخيرة: تتفاوت درجات تأثير العلوم في الدفع الحضاري، فالعلوم التي تأتي بالإنجازات هي الرياضيات والكيمياء والفيزياء والفلك.... والتي مهدت السبيل إلى الثورة الميكانيكية ثم الصناعية، بينما العلوم الأخرى ـ على أهميتها النسبية ـ غير ذات تأثير مباشر في دفع عجلة الإبداع التقاني التي تقاس به مدنية الأمم وقوتها، كالعلوم الإنسانية التي ركز الاستعمار على حشو مدارسنا بها، كي يحول دون إحداث تقدم يفلت من قبضته. كلمة أخيرة: بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، اعترف عقلاؤها بأن هزيمتهم بدأت في المختبر، أما هزيمتنا فقد ولدت في البيت ثم المدرسة فالجامعة والمختبر والمصنع والحقل و... كلمة بعد الأخيرة: تشهد السعودية اليوم النهضة التي كانت تنتظرها، والمعيار الأساسي في تقييم تجربتها يكون في «نوعية» التاجر والسياسي والاقتصادي والعالِم والباحث والتقني والمهندس والمثقف والمبتكر والحرفي، وكل من يشارك في إعلاء قيمة العلم والعمل ونماء الوطن.


 
 توقيع : مشهور



رد مع اقتباس
قديم 23/04/2007, 12:55 PM   #5
نائبــــة الـمــراقــــب الـعــــام وعضوة مجلس الإدارة ( سابقا )


الصورة الرمزية أم رتيبة
أم رتيبة âيه ôîًَىà

 عضويتي » 5432
 تسجيلي » Jan 2007
 آخر حضور » 02/03/2008 (07:36 PM)
مشآركاتي » 4,977
 نقآطي » 100
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي



اقتباس :
ماذا نريد بالعلم المتفوق؟ هل نريد أن نكون أقوياء من دون عدل؟ فالأمويون كانوا أقوياء، ورقعة دولتهم كانت متسعة، ومع هذا فقد تقلصت في زمنهم كرامة الإنسان، وانكمش الدين في الضمائر وضاعت الأخلاق، والعباسيون كانوا من محبي العلم وازدهاره، ولكنهم نهبوا الأمة وتخاذلوا أمام الزحف المغولي الذي تصدى له المماليك، والعثمانيون لهم تاريخهم أيضاً في تعطيل الاستعمار حوالي الأربعة قرون، ولكن لو كانت المسألة قوة واستيلاء على أراض، لكان التتار أو إسرائيل العسكرية مثلا يحتذى،

أكتر من راااائعة المشاركة
بارك الله لك


 

رد مع اقتباس
قديم 06/05/2007, 04:43 PM   #6
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

 عضويتي » 245
 تسجيلي » Feb 2005
 آخر حضور » 28/02/2014 (09:03 AM)
مشآركاتي » 6,236
 نقآطي » 10000
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي نحن ودورة الحضارة **ثريا الشهري الشرق الاوسط



نحن ودورة الحضارة

الزمن في الحياة، يعني التغير كما يعني التقدم في العمر، ومثل الإنسان، نتصور أن للحضارة عمرها، تبدأ بالنشوء، لتصل إلى مرحلة النضج الحضاري، وبعدها تدخل في مرحلة الشيخوخة فيصيبها الضعف، مثلها في ذلك مثل دورة الإنسان، ولكن الاختلاف أنها لا تموت، لأنها ليست إنساناً بل مجموعة من الناس، فيتجدد شباب الحضارة مرة أخرى، لتنهض من جديد، وتصل إلى مرحلة نضج أخرى، ويلاحظ هنا أن الحضارة تعيش وتتجدد بأجيال متلاحقة تحمل الحضارة في عقلها الجمعي وتراكمها المعرفي، كما تحمل إمكاناتها وطاقاتها، وهذه السمة هي التي تُكسب الحضارة قدرتها على الاستمرار، كما تصبغها بطابعها التاريخي الدوري، ومن التراجع الحضاري إلى الصعود الحضاري، ومن التغير والتعاقب عبر المراحل، تأتي أجيال معبرة عن زمنها، لا الزمن الذي فاتها، واعية بالوضع المتردي الذي وصلت له الحضارة قبلها، لها رؤى تحاول أن تخرج بها من كبوتها، فتبدأ معها بالصعود الحضاري، وهنا يمكن أن تلتقي بالجيل السابق الذي يتعلق بالماضي الذي عاشه ويقف عنده، فننتهي بثلاثة أجيال: جيل يحمل عبء الكفاح والصعود الحضاري، وجيل لا يريد التزحزح عن قديمه، وجيل يأتي فيجد حالة حضارية متقدمة يصعب تجاوزها للأفضل، فيحافظ عليها هو الآخر حتى تجمد، فإذا اتجهنا بقياسنا إلى مؤشري التراجع والصعود الحضاري، والفجوة ما بينهما، يمكن أن نصل إلى نتيجة تؤكد أن المسافة الفاصلة بين الهبوط والصعود قد تضاءلت عن مثيلتها في الماضي، ومعناه أن التراجع الحضاري أصبح يحدث في حدود، وكذلك الصعود، وكأن التغير التاريخي الراهن، قد جعل من دورة الحياة الحضارية أكثر تركيزاً في مداها الزمني والحركي، وكلما كان قياس الفروق بين الحضارات قياساً نوعياً وليس كمياً، كلما وصلنا إلى هذه المحصلة، فإذا قسنا الفرق بين الحضارات مثلاً في القدرات المالية، أو الإمكانات العسكرية والاقتصادية والعلمية، سنصل إلى تسجيل مساحة للفروق أكبر من تلك التي نصل إليها إذا قسنا الفرق النوعي بين الحضارات في المعرفة والثقافة، فلم يعد الصعود لغزاً يتجاوز عقل الحضارة التي تعاني من التراجع، ولا أصبح التراجع حاداً لدرجة تصل معها الأمة إلى الغياب التاريخي عن المرحلة التي تليها، وهو ما يعود بفضله إلى وسائل الاتصال والتواصل المتطورة، مما سهل التعرف على الثقافات والبيئات الأخرى، وإذا صح تصورنا فإن اتجاه التاريخ المستقبلي، سوف يشهد مزيداً من التقارب بين الحد الأقصى للصعود والتراجع الحضاريين، والزمن المستغرق لكل مرحلة منهما، ولكن ذلك لا يعني تضاؤل الفرق تماماً حتى التلاشي، إنما يعني أن المساحة النسبية بين التقدم والتراجع تتغير، وستبقى بينهما مسافة محسوسة ولكنها أقصر مما تحققت في الماضي، كما لا يعني أيضاً أننا سنصل إلى الزمن الذي تصبح فيه كل الحضارات في حالة تقدم، أو في حالة تأخر، لأن ذلك ينافي الطبيعة الحية للحضارات ذات الأساس الإنساني، وإنما تتحرك الحضارة من موضع لآخر، وفي كل مرحلة تتحرك إلى نقطة أعلى من تلك التي وصلت إليها في حالة صعود سابقة في طور حضاري سابق، وبالتالي أيضاً، تصبح نقطة التراجع التي تصل إليها الحضارة أعلى من نقطة التراجع التي بلغتها في مراحل سابقة، وهذه الحركة اللولبية تشرح دورات الحضارة، لا بوصفها حالة تكرارية للمراحل الحضارية، وإنما بكونها حالات حضارية لا تتكرر، ويخطئ الإنسان كل الخطأ حين يحاول الوقوف في وجه التقدم إبقاء على الوضع الذي شهده بنفسه لأن التطور الراهن الذي يقاومه لن يشبه التقدم الذي عاصره هو إذا افترضنا أنه كان تقدماً أصلاً، إنما الملحوظة التي تستحق الذكر أن الحضارة في حالة تراجعها قادرة على المحافظة على حد أدنى من وجودها الحياتي، واستمرار هويتها على الخريطة العالمية، فها هو الشعب الفلسطيني ما زال موجوداً وبقوة، وهذا العراق صامد بكل ما يجري، والسودان باق بخلافاته (رأب صدعه مع تشاد بعد توقيع الجنادرية بالرياض تمهيداً لحل مشكلة دارفور) ولبنان بنزاعاته... هذا وقد يتصور البعض أن الحضارات يمكن لها أن تندثر فهل هذا صحيح؟! فالحضارة أولاً إنسان، ومنه الشعب أو الأمة، وهي أيضاً مكان، وفيه الأرض وعليه القيمة، وكلما استمر الإنسان في المكان، تستمر الحضارة معه، والقضاء على الحضارات بفعل العمل العدواني، لا يتحقق إلا بالإبادة الحضارية، التي هي في حقيقتها الإبادة الكاملة لشعب أو أمة، أي باختفاء الإنسان من المكان كما في التاريخ البدائي للبشرية.

فإذن، للدورة الحضارية ثلاثة أبعاد: الأول وهو حالة الحضارة من حيث الصعود والهبوط، والبعد الثاني ونعني به حالة الثوابت والمتغيرات في البناء الحضاري، والثالث ويتناول الزمن الذي لا يتوقف، والسؤال الثاني المهم: ما الذي يلعب الدور الرئيسي في تغيير دورة الحياة وتحديد مسارها إن فوق أو تحت؟! والجواب: إنه حجم التراكم المعرفي و«نوعيته»، وحجم الخبرة أيضاً، واللذان بإمكانهما اختصار الزمن وتلخيصه في نتائج تستفيد من الماضي خدمة للحاضر ولكن لا تعيد هذا الماضي حتى وإن ثبت نجاحه في زمنه، فلكل وقت ظروفه ومعطياته وأولوياته، مع الأخذ بالاعتبار الفارق بين الحضارات التي تقوم على المعتقد البشري الذي يغلب عليه الجدل وتعدد الآراء واختلافها، وبين الحضارات القائمة على المعتقد الديني الذي يمتلك نصاً يؤمن به الناس، ويقدم لهم القيم العليا... إنه المعتقد الديني الذي قد يتحول إلى أداة مغلقة تعيق الانتقال من حال إلى حال عبر المراحل الحضارية، ليصبح تغيراً في سياق محدد سلفاً من خرج عنه فكأنه خرج عن مجموعة القيم التي تؤمن بها الجماعة، وهنا يبدأ التذمر فالتمرد.

وبعد هذا كله نشهد الآن في العالم العربي، وأضرب مثلا بالسعودية، تغيراً أعلى في كافة المجالات لم يعتد عليه شعبها، وقد تجد من يقاومه، وقد تجد من يؤيده، ولكنه يظل في النهاية قانونا يحكم البناء الحضاري... إنها دورة حياة الحضارة في صعودها.


 
 توقيع : مشهور



رد مع اقتباس
قديم 13/05/2007, 04:20 PM   #7
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

 عضويتي » 245
 تسجيلي » Feb 2005
 آخر حضور » 28/02/2014 (09:03 AM)
مشآركاتي » 6,236
 نقآطي » 10000
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي في ذكرى تفجير المجمعات السكنية بالسعودية! **ثريا الشهري



في ذكرى تفجير المجمعات السكنية بالسعودية!

بليت السعودية بسلسلة من الحوادث الإرهابية بدأت بتفجير مجمعات سكنية في مدينة الرياض بتاريخ أسود يوافق موعد نشر هذا المقال، ولكن لأربع سنوات مضت، أي في 12/5/2003، ثم ما تبعها من حوادث إرهاب أخرى أعلنت معها حالة استنفار مجتمعي وحكومي تتساءل وتدافع في آن، وبهذه المناسبة وبمقابلة بعض ممن عاصروا تلك الأحداث، وهم اليوم على مشارف سنوات الشباب الغض، وللإجابة على السؤال: كيف يمكن لإنسان ما أن يصبح في لحظة إرهابياً؟ وجد أن أغلب من سئل لا يملك رؤى محددة لما حصل، بل كان من الملاحظ أن هناك خللا جليا في تكوين الهوية يصاحبه عدم ثقة في التمييز بين السلوك السوي وغير السوي، دع عنك، قلة الوعي وأسلوب التعاطي السطحي مع التحولات والأفكار.

وبناء عليه، قررت أن أحصر حديثي بالدور الإعلامي والنفسي في تفاقم البلاء الإرهابي، فالمعالجة الإعلامية غالباً ما تخرج بانفعالها عن التحليل العلمي الدقيق، فلا تتحرز مثلاً في ضبط مصطلحات كالغلو، والتطرف، أو حتى التحقق من مصادرها كمسمى الأصولية الذي هو ظاهرة مسيحية الأصل وبالذات بروتستانتية غير كاثوليكية، فضلاً عن الدور الذي يلعبه الإعلام في تضخيم شريحة المتأسلمين، فما يستقر في النفوس نتيجة الاستفاضة في الكلام عنهم، قد يصل بالشاب إلى الاعتقاد بأن بن لادن وأفواج قاعدته قدوة تحتذى، فنحن حين نتابع أحداث فيلم يكون الأبطال فيه هم الأشرار المطاردون، ثم يظهر لنا رجال الأمن في لقطات سريعة ليلقوا القبض عليهم، فهل سنتوجه بعواطفنا إلى الخارجين عن القانون أم إلى من لاحقهم!! للإجابة نقول: مع من انشغلنا بمتابعتهم على شقاوتهم، فالمسألة يتدخل فيها العامل النفسي فيلغي معه المنطق واختياره، وكذا الأمر إذا انتقلنا إلى مناظر قتل النساء والولدان والشيوخ في فلسطين أو العراق أو ...، فمع تكرار الصيغ الدموية تندلع الأحقاد ضد الغرب وأهله ومنتجاته وما يمت له بصلة، وخاصة بين البسطاء الذين لا يملكون من القدر الثقافي أو التعليمي غير تعاطفهم الذي لا يسلم من التزمّت، ولا يبقى من الصور المرئية سوى المطبوعة في الذهن لمنظر الرصاص الموجه إلى الإسلام.

ولا ننسى حكاية حجب المعلومات، فقد يكون القائم على الوسيلة الإعلامية معارضاً للوجهة المقابلة، فيسمح بتمرير آراء الخصوم، أو يعمد إلى الضبط الانتقائي مما يؤلب أصحاب النظرة الأخرى، ولو أعطي لكل من الأطراف مساحة للتعبير، فلربما كان فيه تخفيف من شحنة مكبوتة، بشكل منضبط ... وفي الوقت عينه إيضاح خواء بعض العقول، دون أن تصبح وسائل الإعلام منابر للآراء المغالية في العلن وبالمجان، وإلاّ سنكون كمن أراد الارتقاء بالصرح فهدمه، إنما المقصود أن يواجه المتأسلمون بمن لهم القدرة على مواجهتهم وأمام الملأ، بدلاً من حشو الانترنت والمطويات والمدونات بكل غث موظّف، فمن المهم التعرف على الوقائع والمناهج بصورتها وأحجامها بغير ابتسار أو تلوين.

وهنا يأتي دور الموضوعية، ونخص بها الفضائيات حيث اعتنائها بوتيرة الإثارة إما لأغراض مادية، أو للسيطرة على أفكار الآخرين أو تحويلها، مما يدفع بالتركيز إلى القضايا الساخنة للمزيد من الاستقطاب على حساب الوقت الكافي والمعالجة المحايدة لمواضيع ثانية أكثر أهمية ولكن أقل إشعاعاً، إنها الفضائيات التي ما أن تنتهي من الحديث عن الدين وسوء تقديره، حتى تنتقل إلى عرض آخر يعب بالتجاوزات الشرعية «المستفزة»، في مشاهد تحط من قيمة النساء في أزيائهن أو صورة أغانيهن، أو التقليد الأعمى لبرامج غربية ونقلها إلى العربية دون إضافة تعديلات تتناسب ومجتمعاتنا، فيزداد اللغو والبلبلة، ويرتبك الناس بين مؤيد ومعارض، وبين لا مبال ومتدين مغال، لا يستبعد بعد فترة أن يتحول بغلوه إلى التحرك العملي، سواء بالتنظير والهجوم الفكري، أو باستخدام السلاح وتكفير المجتمع بما فيه، فالإسفاف الإعلامي دائماً ما يكون ورقة رابحة في أيدي المؤلبين وأصحاب التنظيمات الحركية، يلوحون بها عند تجنيدهم لأعضاء جدد، أو للتدليل على مبررات لعنفهم.

تتشكل نفسية الإنسان بحسب التربية والظروف التي يتعرض لها، وقد تكون القابلية والاستعداد النفسي لدى البعض أكثر ميلاً للاعوجاج من غيرهم، إلاّ أنه لو هيئت لشخصية كهذه بيئة معقولة، فستساهم على الأقل في إبعاد صاحبها عن شبح الانحراف، حتى وإن لم توفق في جعله ناجحاً بالمعنى الاجتماعي المتعارف عليه، فالمهم ألا تخلق منه مجرماً، أما المحاكاة والإيحاء فهما من العوامل الرئيسية في بناء خلق متوازن، فما يقتبسه الطفل في سنوات عمره الأولى يكون من خلال محاكاته لوالديه ومعلميه ونحوهما، وكذا مع الإيحاء الذي يتقبله الطفل من الكبار والمحيطين به، وحيث أن النشاط الإرهابي عملية معقدة ومتشعبة، فيجب توخي الحذر في إطلاق نظريات عامة للربط بين علوم النفس والإرهاب من جهة، وبين التغيرات السياسية والاقتصادية ـ الاجتماعية من جهة أخرى، وعلى كل، وجد من واقع الدراسات أن هناك بعضا من خصائص مشتركة تميز المنخرطين في الأعمال الإرهابية، وتجتمع في التناقض الوجداني والفكري تجاه السلطة، وعدم القدرة على الاستبصار الذاتي أو تكوين رأي نقدي (قد تلتصق بميل عام نحو الخضوع) وهذه بالذات يلازمها تخبط في تحديد الهوية، ووجود مراحل من الشك وعدم اليقين لكثير من المفاهيم، أما الاعتقاد بالسحر والأفكار الشاذة، والفقدان العاطفي لتجارب تراكمية، فقد يتجه بصاحبه إلى تدمير ذاته داخلياً وخارجياً، وخاصة إذا توفرت له الأدوات المساعدة إن في قدر التعليم الضئيل الذي حصله، أو في استيعابه للأسلحة كأدوات للوله والعشق يقوده للانتماء إلى مجموعات تؤمن بقيم استخدامها.

كلمة أخيرة: من الخطر أن تتشوه صورة الأب في نظر أبنائه لأنه المرادف للسلطة، فإذا تشتتت حياة الأبناء نتيجة لتفكك أسري أو صراعات عائلية مستمرة، فالاحتمال الأكبر أن يتحولوا بغضبهم إلى شحنة غضب مصوّبة نحو والديهم (السلطة الأولى) والمجتمع (السلطة التالية) أو الحكومة (محاوله لقهر الخوف القديم من مهاجمة السلطة الأولى)، فتتكون مرحلة فاصلة في حياة الإنسان.

كلمة بعد الأخيرة: ليست العبرة في ضخامة «التطورات»، ولكن في مرونة التعامل مع التقدم بعقلية حيوية منفتحة على الإنجاز، فالبناء يبدأ بفكرة، والإرهاب يبدأ بفكرة... أيضاً.




التعليــقــــات
بهجت محمد على الغوالى، «مصر»، 12/05/2007
شكرا للكاتبة على مقالها الرائع في تحليل الاسباب التي تدفع الكثيرين الى تفريغ غضبهم بالصورة الخاطئة
ولعلي أود ان أضيف الى ما ذكرت سيادتكم من تخبط الاعلام ودور الجهل المؤثر ان الظلم ايضا بكل اشكاله من اهم اسباب الظلم من كل السلطات التي ذكرتها في مقالك وبالاخص سلطة الدولة عندما تظلم مواطنها بالا توفر له تعليما او فرصة عمل او اي فرصة يثبت فيها ذاته وتدفعه لبناء حياته وبالتالي المساهمه في بناء بلده.

فيصل المطيري، «فرنسا ميتروبولتان»، 12/05/2007
انه سؤال مهم جدا وخطير ان يتحول الانسان من شخص عادي الى شخص يحمل افكارا متطرفة والأخطر هو من يروج للأفكار المنحرفة لاقناع الشباب بها تحت غطاء الدين والدين بريئ منهم. ولابد من تحصين الشباب فكريا خاصة في المدارس والجامعات. ادعوا الله ان يحفظ المملكة وحكامها وشعبها من كل شر..

د . م . محمد مراد (مصرى مقيم بسويسرا)، «سويسرا»، 12/05/2007
اسباب التطرف عديدة وشائكة كما تفضلت بالايضاح، وأيا كانت الاسباب التي تؤدي لاستقطاب العناصر الارهابية وتدفعها للقتل والتدمير واشاعة الفوضى والرعب لابد من مواجهة الارهاب بكل الوسائل المشروعة ومناهضة الداعين اليه والمروجين لثقافة القتل والشهادة. تفجير المجمعات السكنية بالسعودية لم يكن وليد صدفة ويعكس شئنا ام ابينا عدم قدرة المسئولين عن أمن المجتمع على وضع برنامج عمل استباقي واستراتيجية بعيدة النظر تأخذ بالاعتبار معطيات الواقع السياسي الدولي وتأثيره على الفرد والمجتمع، ولا ينبغي ان تهمل الحكومات بأي حال من الاحوال أهمية فتح قنوات للحوار والمشاركة الفعالة القائمة على الوضوح والصراحة مع المجتمع، لان كسب ثقة الناس كفيلة برد الافكار التكفيرية ونبذ الفكر المتطرف، فعندما يدرك الناس مخاطر التهور وتعريض البلاد لويلات الحروب لن يتردد المواطن الشريف عن التفكير مرارا قبل ان يرتكب حماقة او يتسبب في كارثة انسانية.




ثريا الشهري
مقالات سابقة

نحن ودورة الحضارة

القذافي ورفع المصاحف ثانية

من يصنع تاريخ الدول.. وكيف... ولم...؟!

نجاتك في قول البصّري

قمة الرياض: لا عزلة للمرأة بعد اليوم

قالوا عن الإعلامية في مجلس الشورى السعودي؟!

فصل التوائم.. القصة التي سدت فراغاً

بلجيكا تطبع القرآن.. ونحن نطبع الرعب

السعودية: فجيعة الفرنسيين الأربعة

يوم المعلم العربي: أي ثمار للغرس؟

إبحث في مقالات الكتاب






 
 توقيع : مشهور



رد مع اقتباس
قديم 27/05/2007, 01:40 AM   #8
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

 عضويتي » 245
 تسجيلي » Feb 2005
 آخر حضور » 28/02/2014 (09:03 AM)
مشآركاتي » 6,236
 نقآطي » 10000
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي من هو قارئي؟! **ثريا الشهري



من هو قارئي؟!

يقول محمد البشير الإبراهيمي: «أيها الأعراب! هل فيكم بقايا من حرب أم محارب، دبت بينكم العقارب وأنتم أقارب، فتكدرت المشارب وتقوضت المضارب، وغاب المسدد في الرأي والمقارب»، أرى أنها مقدمة تتناسب وأحوال فلسطين والعراق ولبنان، بل ومع هذا الإصرار العجيب على الوحشية، والألم والتمزق قل لي ماذا بإمكانك أن تكتب لو كنت مكاني؟! فأنا إلى يومنا هذا وبالرغم من كل التصريحات والتحليلات اللانهائية لم أصل لتفسير يقنعني عن اقتتال فتح وحماس! وحتى اللحظة لا أعرف بالضبط لم يقتلع أهل العراق عيونهم بأيديهم! أما لبنان، فمساحة مقالي لا تكفي لحجز الأسئلة التي تخصه! ولا زالت الكتابات تدور وتحوم وتطير حول نفس المواضيع إلى أن تنشقنا الملل حتى النخاع، وكم سألت نفسي عن نوعية قارئي! فلا أظن أن الذي يفخخ نفسه من أولئك الذين يتناولون فطورهم على رائحة القهوة ومطالعات الصحف، حتى إذا قرأ مقالا أعجب بمنطقه وبمحكم استنتاجاته طوى الصحيفة جانباً، وأدار رقماً في هاتفه المحمول ليلغي العملية المفخخة، لأنه عثر على طرح مخالف لمبدأ التفخيخ فرضي به متراجعاً ومعترفاً بذنبه، ولا أعتقد أن المنظّر الذي يقف وراء حملات الإعلانات الدموية ويدرب المجندين على الموت ممن يقرأ الصحف، فإذا فعل لأن ورقة الصحيفة التي بين يديه وكان ملفوفاً بها سلاح أو حزمة ديناميت، أقول إذا وقع نظره بالصدفة على عنوان لمقال يستنكر الإرهاب والرعب ويحكي عن صرخات الثكالى وأطفالهن، نحّى أصابع الديناميت جانبا وقرأ بتمعن ثم شرد بفكره ليحلل ويستوعب، فقام من فوره ونفض عقله مما علق به وقرر أن يتخلى عن جنونه لأنه حرام، ولا أحسب أن أغلب من يفجرون أنفسهم يملكون رفاهية القراءة أو الكتابة من الأساس، أو بذكريات المعلمة الحنون التي كانت تكافئ تلاميذها على اجتهادهم برص النجوم الذهبية على دفاترهم! أجل، إنه سؤال محير، من هو قارئي؟!
من يدير آلة الموت؟ من يضغط على مفاتيح تشغيلها؟ فمهما كان مركزه، والجهاز الذي ينتمي إليه، فهو ليس بالشخص الذي يتأثر بما تتراشقه وسائل الإعلام، وكأني أراه وهو يتلذذ بارتباكنا ويستمتع بعذاباتنا ومحاولاتنا للفهم والتعايش، فيغمض عينيه منتشياً «ببطولاته عابرة المحيطات» التي شغلت الناس وشلت حركتهم، وهو قابع في مكانه يطل عليهم من فوقه، ويبتسم، ولا يجد غضاضة في أن يخرج عليهم ليشاركهم عويلهم وشجبهم، بل ويتوعد مهددهم، (وخصوصاً جزئية الشجب والتقبيح) فالمسرحية لا تكتمل من دون تلك الحبكة الدرامية، مع احتفاظه ومن معه بالطبع بحقوق التأليف والتنفيذ، والسؤال مرة أخرى: أهذا هو قارئي؟ أم يكون ذاك الذي ظن في عقله التمام فأغلق صندوقه على ثوبه المرفي البالي وأقسم ألا يجدده أو يسمح بتجديده، وكل من جدده أصدر حكمه عليه بالإلغاء الشفهي وعادة الفعلي، فأي تحجر أرجو تغييره بمقال؟

غير أن هناك الشق الآخر من القراء، شق قد يقرأ لك فيجد في بعضه راحة أو شفاء لما في خاطره، أو ينتهي من المقال فلا يندم على الدقائق التي قضاها بصحبتك، فهو إذن مثلك أو يقاربك في التفكير، وهذا النوع من القراء لا تبذل جهداً يذكر في توجهه، فلم يكن من مدمني السفك والسحق، فعالجته من إدمانه، ولم تنحرف بوصلته فعدلتها لمسارها، فلا عبرة بفضل كلماتك عليه، إنما هو وعاء قد غرف منه قبلك وازداد منه بعدك، ولو لم تكن أنت لكان غيرك، فالقارئ الذي يشبهك ويتجاوب معك لا يمثل تحدياً لفكرك ونهجك في طرح قناعاتك بتسلسل ومنطق وتدليل، ولكن قل لي ماذا يفعل الكاتب بالقارئ العنيد الذي يرى في تبني رأي مغاير تنازلا لا يسامح نفسه عليه؟ فهذا النوع من البشر مستعد للذهاب إلى أبعد مجاهل الجهل فيجهل فوق جهل الجاهلين حتى لا يقال أنه كان يجاهر بشيء، والآن يجاهر بغيره، ولا أدري كيف نتقدم وننتهي من طاحونة الغباء بهذه العقلية المتأخرة والمؤخّرة! ولا أدري وأنا المعنية بهذا القارئ بالذات، ماذا عليّ أن أسوق له من براهين لتزيل عنه الحرج ويقدم على خطوة التصحيح إن وجد فيما أقول وتبعاً للدين وعرف الأخلاق والثقافة الحسنة شيئاً أصوب وأفضل مما تخمر في عقله.

منطقتنا هي مهد الأديان السماوية، وفيها قامت الحضارات، فأين كمن الخلل حتى أضحينا أكثر الشعوب تصفية لدمائنا؟ هل هي جينات متعطشة للقتل تسري في عروقنا ونتوارثها! هل هي مناهج تعليمية وبيئات محلية شجعت على هذا المفهوم! فنحن لم نعر بالا للمقدس الديني مع أننا أكثر الناس تشدقاً به، ولم نحتفظ بما في المقدس البشري إلا بقدر ما يحقق أغراضنا منه، فكل مقدس ويكتسب مكانة مطلقة من خلال إيمان الناس به، والخطر كما أرى أننا على وشك الإيمان بمقدسنا البشري الذي يمجد الحرب والدمار وبأي نتيجة، إن لم نكن قد قدسناه بالفعل، وهي دائرة جهنمية لا يخرج منها من يقع بها، والأخطر من هذا، أنها دائرة تبدأ فتمتد وتحصد في طريقها باقي الشجر، فهل بإمكان كلمة أن توقف دبابة عن اقتلاع وردة؟ أتمنى...وليت الأمور تأتي بالتمني، فمن يقتل لا ينتظر مقالا إصلاحياً ليزعزعه، ومن يأمر القاتل بالقتل ليس من دعاة اقرأ، بل اقتل ولا تلتفت وراءك، ومن يموّل القاتل ومحرّضه من المستبعد أن يقلب حياته مقال يخالفه، ومع هذا فليس لنا سوى أن تستمر رسالتنا، على أمل أن تصل يوماً إلى أحدهم فتحدث في حياته فرقاً فيكف عنّا فساده، فمن أحيى نفساً فكأنه أحيى الناس جميعاً، وهكذا هي مهمة الكلمة.

كلمة أخيرة: ما أغربنا نحن العرب، نقطع أوصالنا ثم نتهم الأجنبي بتقطيعها، فإذا قطعنا الأجنبي اتهمنا أنفسنا بتقطيعها...فمتى تطهر أيدينا حتى نتعرف على الخائن منا ومنهم!


 
 توقيع : مشهور



رد مع اقتباس
قديم 27/05/2007, 10:28 AM   #9
نائبــــة الـمــراقــــب الـعــــام وعضوة مجلس الإدارة ( سابقا )


الصورة الرمزية أم رتيبة
أم رتيبة âيه ôîًَىà

 عضويتي » 5432
 تسجيلي » Jan 2007
 آخر حضور » 02/03/2008 (07:36 PM)
مشآركاتي » 4,977
 نقآطي » 100
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي





شكرا جزيلا لك
وجزاكـــ الله خيرا






 
 توقيع : أم رتيبة

لا اله إلا الله
محــمـد رسول الله
الحمد لله على نعمــة الاســلام وكفى بهــا نعمــة



رد مع اقتباس
قديم 28/05/2007, 08:06 PM   #10


الصورة الرمزية محبة الخير
محبة الخير âيه ôîًَىà

 عضويتي » 5457
 تسجيلي » Jan 2007
 آخر حضور » 08/09/2007 (02:48 AM)
مشآركاتي » 400
 نقآطي » 30
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا موضوع يستحق وقفات وو قفات
: ما أغربنا نحن العرب، نقطع أوصالنا ثم نتهم الأجنبي بتقطيعها، فإذا قطعنا الأجنبي اتهمنا أنفسنا بتقطيعها...فمتى تطهر أيدينا حتى نتعرف على الخائن منا ومنهم!


 
 توقيع : محبة الخير



رد مع اقتباس
إضافة رد


(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

الساعة الآن 06:13 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w