صقر الجنوب
12/01/2014, 01:33 AM
"السياحة" أعطتها أولوية في إعادة تأهيلها وتنميتها
"ذي عين الأثرية".. طبيعة خلابة وحضارة تاريخية على سفوح "السراوات"
جبل من المرمر الأبيض وقد زينت سفحه عدد من المباني المبنية من الحجر وبشكل متناسق وكأنما هي جزء لا يتجزأ من ذلك الجبل. وتطل تلك المباني على مدرجات زراعية غناء وماء جار على مدار العام، تلك هي قرية ذي عين الأثرية.
على سفوح جبال السراوات باتجاه الغرب المطلة على وادي راش في محافظة المخواة تقع قرية ذي عين الأثرية، على طريق الملك فهد (عقبة الباحة) المؤدي إلى محافظة المخواة على بعد 25 كيلو مترا تقريباً من مدينة الباحة، وتتكون القرية القديمة من خمسة أجزاء رئيسة هي مباني القرية القديمة بما فيها المسجد، المدرجات الزراعية، عين الماء الجاري، المطلات الخاصة بالقرية، والمساحات المحيطة بالقرية.
يشير بناء القرية وبعض النقوش الموجودة عليها إلى حضارة قامت في هذه المنطقة، يقول عدد من كبار السن في القرية إنهم لا يتذكرون تحديداً متى أنشئت هذه القرية ولكنهم ولدوا وعاشوا في هذه القرية، والبعض منهم يذكر أن هناك ثلاثة مبان فقط من مباني القرية بنيت خلال فترة حياتهم في القرية، وبقية المباني وجدت منذ القدم. وقد هجر الأهالي مباني القرية القديمة منذ ما يقارب الـ 20 سنة وانتقلوا للعيش في المباني الحديثة في الجهة المقابلة للقرية. ولكن ما يلفت النظر هو استمرار الأهالي في العمل في مزارعهم الواقعة بالقرب من القرية القديمة وإنتاج المنتجات الزراعية المحلية.
مباني القرية ومسجدها
يتكون الجزء الرئيس للقرية من عدد من المنازل يصل عددها إلى 49 منزلاً تقف شامخة متراصة على سفح الجبل في طراز معماري مميز يكون مع جبل المرمر لوحة فنية ومنظرا بانوراميا رائعا، وتختلف ارتفاعات هذه المباني من مبنى إلى آخر. فهناك تسعة مبان تتكون دور واحد وتسعة عشر مبنى من دورين وأحد عشر مبنى من ثلاثة أدوار وبقية المباني وعددها عشرة مبان تتكون من أربعة أدوار. ويوجد في أعلى القرية حصن لأغراض المراقبة والحماية. وتصطف المباني على سفح الجبل لتكون ثلاثة مستويات فمجموعة من المباني تتركز في قمة الجبل، والبعض تقع في منتصف الجبل، بينما معظم المباني تقع في الجزء الأسفل من الجبل ويفصل بين هذه المستويات تشكيلات صخرية جميلة، كما حددت الطرق والممرات التي يسلكها الأهالي بين منازل القرية ومستوياتها المختلفة.
ويوجد مسجد القرية في الجزء الأسفل من القرية وقد روعي في اختيار موقع المسجد عدة عوامل أهمها توسط الموقع بين القرية والمزارع، مما يمكن المزارعين من الصلاة في المسجد أثناء تأدية أعمالهم خلال اليوم. كما روعي أن يكون في أول القرية باتجاه المزارع ليكون في استقبال عابري السبيل الذين يمرون بالقرية في أوقات متأخرة، وقد أوجدت غرفة صغيرة ملحقة بالمسجد، لكي تستخدم من قبل عابري السبيل للمبيت.
بنيت مباني قرية ذي عين بالحجر بنظام الحوائط الحاملة المعروفة محلياً باسم (المداميك)، ويراوح عرض الحائط بين 70 و90 سنتمترا، وقد بنيت بطريقة احترافية عالية ودقة متناهية في الرص والبناء. وقد سقفت تلك المباني بخشب السدر وسندت بعض الأسقف للغرف الكبيرة بأعمدة يطلق عليها محلياً اسم (زافر) ويعلو خشب السدر رقائق من الحجر تعرف محلياً باسم (صلاة)، وغطيت الأحجار بالطين. تتوزع حجرات المبنى على الاستعمالات اليومية لأهل القرية، فالأدوار الأولى تخصص عادة للاستقبال والجلوس والأدوار العليا للنوم وتزيد خصوصية المسكن كلما يصعد للأعلى.
وعلى الرغم من قدم عمر القرية وهجر الأهالي لها إلى أن هناك عددا من المباني لا تزال متماسكة ومحتفظة بشكلها المعماري المميز، بينما هناك عدد من المباني المتهدمة بشكل جزئي والآخر المتهدم بشكل كامل وتمثل بعض الخطورة على مرتادي القرية.
المدرجات الزراعية في ذي عين
تطل القرية على واد مكون من عدد من المدرجات الزراعية، وهي الجزء الرئيسي الثاني بالقرية، فهذه المدرجات الزراعية هي مصدر عيش كثير من أهالي القرية قديماً وحتى يومنا هذا. وتبلغ المساحة الإجمالية لجميع المدرجات الزراعية في القرية ما يقارب 40 ألف متر مربع. وتتميز هذه المدرجات بإنتاج عدد من المنتجات المحلية. فأهالي القرية يزرعون الموز المحلي، ويتميز عن غيره بصغر الحجم واعتدال الطعم، ويعتمد عليه كثير من أهالي القرية كمصدر للدخل ويبلغ سعر الكيلوجرام الواحد عشرة ريالات. كما ينتج الأهالي نبات الكادي وهو نبات عطري ذو رائحة زكيه، ويراوح سعر الحبة الواحدة (عذق) بين 15 و20 ريالا. ولاكتمال باقة الزهور العطرية فإن أهالي القرية يزرعون الريحان ليتم بيعه مع الكادي. كما يقوم أهالي القرية بزراعة الليمون، وبعض النخيل.
العين الجارية والشلالات المائية
وما يشد الجميع لزيارة القرية هو التكامل الذي من الخالق سبحانه وتعالى على هذه القرية به والمتمثل في إيجاد مصدر ماء جار على مدار العام. ولا يعلم أهالي القرية منذ متى وهذا العطاء الإلهي يتدفق على قريتهم. ويمتد مجرى العين على مسافة 50 مترا قبل الوصول إلى بداية المزارع، وقد قام الأهالي بعمل قناة ذات منسوب متوازن يحافظ على انسياب الماء بشكل متوازن. وقبل الوصل للمزارع هناك شلال صغير بارتفاع متر ونصف يضفى على المكان رونقا خاصا وطبيعة ساحرة. كما أن الأهالي قد قاموا ببناء "مسطبة" من الحجارة تمر المياه الجارية من تحتها في تصميم معماري فني رائع. هذه المسطبة كانت تستخدم من الأهالي للالتقاء والاجتماع لحل مشكلات المزارع وتوزيع المياه ومشكلات القرية ككل.
ولتوزيع مياه العين على المزارع قانون خاص تم وضعه من قبل أهالي القرية منذ القدم، ومازال يعمل به حتى الآن مع اختلاف بسيط في وسيلة حساب الزمن. فقد وضع أهالي القرية قانون توزيع مياه العين معتمدين على النجوم والأنواء، بينما يستخدمون في هذه الأيام الساعات الحديثة ونظام الـ 24 ساعة. ويبدأ الدور في الحصول على الماء وهو ما يعرف محلياً "بالطوف" الساعة 12 ليلاً ويشمل "الطوف" عددا من المزارع تم تقسيمها بعناية حسب مساحات تلك المزارع ويستمر لمدة 24 ساعة. وينتظر المزارع لمدة 12 يوماً حتى يحصل على دوره مرة ثانية.
المطلات والساحات
وللقرية مطلات ونقاط مشاهدة رائعة أهمهما هو المطل الواقع في مدخل القرية والذي يمكن الزائر من رؤية المكان بشكل بانورامي رائع تكون فيه القرية مع جبل المرمر مع المزارع صورة جميلة وجاذبة، وهناك نقطة مشاهدة أخرى من أعلى قمة القرية ومنها يمكن رؤية أسطح المنازل والمزارع إضافة إلى وادي راش القريب من القرية.
كما أن هناك مساحات واسعة وجميلة محيطة بالقرية ويمكن تطويرها بما يتناسب وتنمية المكان ليصبح متكاملاً ويوفر الخدمات الأساسية للزوار.
أهالي القرية انتقلوا للعيش في منازل حديثة منذ ما يقرب الـ 20 عاماً وهذه المنازل بالقرب من القرية القديمة، وقد وفرت لهم جميع الخدمات الأساسية من شبكة مياه وكهرباء وسفلتة وإنارة. وكثير منهم مازال يهتم بمزارعه في القرية القديمة ويحافظ على الحصول على حصته من مياه العين لسقيا مزرعته. ويقوم أهالي القرية ببيع ما ينتجونه من مزارعهم كمورد دخل لهم يعيلون به أنفسهم وعائلاتهم.
الأهمية السياحية للقرية
ولأهمية القرية من الناحية السياحية بالنسبة لمنطقة الباحة فقد أولت الهيئة العليا للسياحة اهتماماً خاصاً بها، وأعطيت أولوية في إعادة تأهيلها وتنميتها ضمن مشروع تنمية القرى التراثية الذي تتبناه الهيئة.
وقد أفاد الدكتور محمد بن تركي ملة المدير التنفيذي لجهاز تنمية السياحة في منطقة الباحة، أن قرية ذي عين الأثرية تعد أحد أهم الموارد الثقافية في المنطقة وستكون بإذن الله أحد أهم الموارد الاقتصادية بالنسبة لأهالي القرية والمجتمع المحلي ككل. وأضاف الدكتور ملة أن الهيئة تعمل على تأهيل القرية وتنميتها اقتصادياً وعمرانياً وثقافياً بأسلوب مستدام يحافظ على تراثها ويجعلها مورداً اقتصادياً وموفراً لفرص العمل لأهالي القرية بالذات، ووعاء للحرف والصناعات التقليدية. إضافة إلى جعل قرية ذي عين وجهة سياحية متكاملة بها جميع الخدمات الأساسية التي تهم الزائر للقرية، وستكون الأولوية بشكل أساسي في العمل بالقرية هي لأبناء القرية. وأشار الدكتور محمد تركي إلى أن الهيئة قد بدأت بالفعل في تأهيل القرية وقد تم إغلاق القرية للبدء في العمل بناء على توجيهات كل من الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود وكيل إمارة منطقة الباحة ورئيس مجلس التنمية السياحية في منطقة الباحة والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة.
وأكد المدير التنفيذي لجهاز الباحة أن هذه هي المرحلة الأولى للمشروع وهنك مراحل أخرى، ونعمل بشراكة كاملة مع جميع شركاء التنمية السياحية في المنطقة وعلى رأسهم أمانة المنطقة وإدارة الطرق والنقل ووزارة الشؤون الاجتماعي والمجتمع المحلي الذين يسهمون جميعاً في دفع المشروع قدماً لتحقيق الفوائد المرجوة منه. ولفت سعادته إلى أن الهيئة لا تنظر إلى مدخول هذه الاستثمارات على الهيئة، وإنما تنظر إليها على أنها فرصه اقتصادية لخلق العديد من فرص العمل وجلب استثمارات جديدة تعود بالنفع على المجتمع المحلي وتوفر استثمارات إضافية لبلدية محافظة المخواة نظير ما تقدمه من خدمات للمشروع وأهل القرية.
"ذي عين الأثرية".. طبيعة خلابة وحضارة تاريخية على سفوح "السراوات"
جبل من المرمر الأبيض وقد زينت سفحه عدد من المباني المبنية من الحجر وبشكل متناسق وكأنما هي جزء لا يتجزأ من ذلك الجبل. وتطل تلك المباني على مدرجات زراعية غناء وماء جار على مدار العام، تلك هي قرية ذي عين الأثرية.
على سفوح جبال السراوات باتجاه الغرب المطلة على وادي راش في محافظة المخواة تقع قرية ذي عين الأثرية، على طريق الملك فهد (عقبة الباحة) المؤدي إلى محافظة المخواة على بعد 25 كيلو مترا تقريباً من مدينة الباحة، وتتكون القرية القديمة من خمسة أجزاء رئيسة هي مباني القرية القديمة بما فيها المسجد، المدرجات الزراعية، عين الماء الجاري، المطلات الخاصة بالقرية، والمساحات المحيطة بالقرية.
يشير بناء القرية وبعض النقوش الموجودة عليها إلى حضارة قامت في هذه المنطقة، يقول عدد من كبار السن في القرية إنهم لا يتذكرون تحديداً متى أنشئت هذه القرية ولكنهم ولدوا وعاشوا في هذه القرية، والبعض منهم يذكر أن هناك ثلاثة مبان فقط من مباني القرية بنيت خلال فترة حياتهم في القرية، وبقية المباني وجدت منذ القدم. وقد هجر الأهالي مباني القرية القديمة منذ ما يقارب الـ 20 سنة وانتقلوا للعيش في المباني الحديثة في الجهة المقابلة للقرية. ولكن ما يلفت النظر هو استمرار الأهالي في العمل في مزارعهم الواقعة بالقرب من القرية القديمة وإنتاج المنتجات الزراعية المحلية.
مباني القرية ومسجدها
يتكون الجزء الرئيس للقرية من عدد من المنازل يصل عددها إلى 49 منزلاً تقف شامخة متراصة على سفح الجبل في طراز معماري مميز يكون مع جبل المرمر لوحة فنية ومنظرا بانوراميا رائعا، وتختلف ارتفاعات هذه المباني من مبنى إلى آخر. فهناك تسعة مبان تتكون دور واحد وتسعة عشر مبنى من دورين وأحد عشر مبنى من ثلاثة أدوار وبقية المباني وعددها عشرة مبان تتكون من أربعة أدوار. ويوجد في أعلى القرية حصن لأغراض المراقبة والحماية. وتصطف المباني على سفح الجبل لتكون ثلاثة مستويات فمجموعة من المباني تتركز في قمة الجبل، والبعض تقع في منتصف الجبل، بينما معظم المباني تقع في الجزء الأسفل من الجبل ويفصل بين هذه المستويات تشكيلات صخرية جميلة، كما حددت الطرق والممرات التي يسلكها الأهالي بين منازل القرية ومستوياتها المختلفة.
ويوجد مسجد القرية في الجزء الأسفل من القرية وقد روعي في اختيار موقع المسجد عدة عوامل أهمها توسط الموقع بين القرية والمزارع، مما يمكن المزارعين من الصلاة في المسجد أثناء تأدية أعمالهم خلال اليوم. كما روعي أن يكون في أول القرية باتجاه المزارع ليكون في استقبال عابري السبيل الذين يمرون بالقرية في أوقات متأخرة، وقد أوجدت غرفة صغيرة ملحقة بالمسجد، لكي تستخدم من قبل عابري السبيل للمبيت.
بنيت مباني قرية ذي عين بالحجر بنظام الحوائط الحاملة المعروفة محلياً باسم (المداميك)، ويراوح عرض الحائط بين 70 و90 سنتمترا، وقد بنيت بطريقة احترافية عالية ودقة متناهية في الرص والبناء. وقد سقفت تلك المباني بخشب السدر وسندت بعض الأسقف للغرف الكبيرة بأعمدة يطلق عليها محلياً اسم (زافر) ويعلو خشب السدر رقائق من الحجر تعرف محلياً باسم (صلاة)، وغطيت الأحجار بالطين. تتوزع حجرات المبنى على الاستعمالات اليومية لأهل القرية، فالأدوار الأولى تخصص عادة للاستقبال والجلوس والأدوار العليا للنوم وتزيد خصوصية المسكن كلما يصعد للأعلى.
وعلى الرغم من قدم عمر القرية وهجر الأهالي لها إلى أن هناك عددا من المباني لا تزال متماسكة ومحتفظة بشكلها المعماري المميز، بينما هناك عدد من المباني المتهدمة بشكل جزئي والآخر المتهدم بشكل كامل وتمثل بعض الخطورة على مرتادي القرية.
المدرجات الزراعية في ذي عين
تطل القرية على واد مكون من عدد من المدرجات الزراعية، وهي الجزء الرئيسي الثاني بالقرية، فهذه المدرجات الزراعية هي مصدر عيش كثير من أهالي القرية قديماً وحتى يومنا هذا. وتبلغ المساحة الإجمالية لجميع المدرجات الزراعية في القرية ما يقارب 40 ألف متر مربع. وتتميز هذه المدرجات بإنتاج عدد من المنتجات المحلية. فأهالي القرية يزرعون الموز المحلي، ويتميز عن غيره بصغر الحجم واعتدال الطعم، ويعتمد عليه كثير من أهالي القرية كمصدر للدخل ويبلغ سعر الكيلوجرام الواحد عشرة ريالات. كما ينتج الأهالي نبات الكادي وهو نبات عطري ذو رائحة زكيه، ويراوح سعر الحبة الواحدة (عذق) بين 15 و20 ريالا. ولاكتمال باقة الزهور العطرية فإن أهالي القرية يزرعون الريحان ليتم بيعه مع الكادي. كما يقوم أهالي القرية بزراعة الليمون، وبعض النخيل.
العين الجارية والشلالات المائية
وما يشد الجميع لزيارة القرية هو التكامل الذي من الخالق سبحانه وتعالى على هذه القرية به والمتمثل في إيجاد مصدر ماء جار على مدار العام. ولا يعلم أهالي القرية منذ متى وهذا العطاء الإلهي يتدفق على قريتهم. ويمتد مجرى العين على مسافة 50 مترا قبل الوصول إلى بداية المزارع، وقد قام الأهالي بعمل قناة ذات منسوب متوازن يحافظ على انسياب الماء بشكل متوازن. وقبل الوصل للمزارع هناك شلال صغير بارتفاع متر ونصف يضفى على المكان رونقا خاصا وطبيعة ساحرة. كما أن الأهالي قد قاموا ببناء "مسطبة" من الحجارة تمر المياه الجارية من تحتها في تصميم معماري فني رائع. هذه المسطبة كانت تستخدم من الأهالي للالتقاء والاجتماع لحل مشكلات المزارع وتوزيع المياه ومشكلات القرية ككل.
ولتوزيع مياه العين على المزارع قانون خاص تم وضعه من قبل أهالي القرية منذ القدم، ومازال يعمل به حتى الآن مع اختلاف بسيط في وسيلة حساب الزمن. فقد وضع أهالي القرية قانون توزيع مياه العين معتمدين على النجوم والأنواء، بينما يستخدمون في هذه الأيام الساعات الحديثة ونظام الـ 24 ساعة. ويبدأ الدور في الحصول على الماء وهو ما يعرف محلياً "بالطوف" الساعة 12 ليلاً ويشمل "الطوف" عددا من المزارع تم تقسيمها بعناية حسب مساحات تلك المزارع ويستمر لمدة 24 ساعة. وينتظر المزارع لمدة 12 يوماً حتى يحصل على دوره مرة ثانية.
المطلات والساحات
وللقرية مطلات ونقاط مشاهدة رائعة أهمهما هو المطل الواقع في مدخل القرية والذي يمكن الزائر من رؤية المكان بشكل بانورامي رائع تكون فيه القرية مع جبل المرمر مع المزارع صورة جميلة وجاذبة، وهناك نقطة مشاهدة أخرى من أعلى قمة القرية ومنها يمكن رؤية أسطح المنازل والمزارع إضافة إلى وادي راش القريب من القرية.
كما أن هناك مساحات واسعة وجميلة محيطة بالقرية ويمكن تطويرها بما يتناسب وتنمية المكان ليصبح متكاملاً ويوفر الخدمات الأساسية للزوار.
أهالي القرية انتقلوا للعيش في منازل حديثة منذ ما يقرب الـ 20 عاماً وهذه المنازل بالقرب من القرية القديمة، وقد وفرت لهم جميع الخدمات الأساسية من شبكة مياه وكهرباء وسفلتة وإنارة. وكثير منهم مازال يهتم بمزارعه في القرية القديمة ويحافظ على الحصول على حصته من مياه العين لسقيا مزرعته. ويقوم أهالي القرية ببيع ما ينتجونه من مزارعهم كمورد دخل لهم يعيلون به أنفسهم وعائلاتهم.
الأهمية السياحية للقرية
ولأهمية القرية من الناحية السياحية بالنسبة لمنطقة الباحة فقد أولت الهيئة العليا للسياحة اهتماماً خاصاً بها، وأعطيت أولوية في إعادة تأهيلها وتنميتها ضمن مشروع تنمية القرى التراثية الذي تتبناه الهيئة.
وقد أفاد الدكتور محمد بن تركي ملة المدير التنفيذي لجهاز تنمية السياحة في منطقة الباحة، أن قرية ذي عين الأثرية تعد أحد أهم الموارد الثقافية في المنطقة وستكون بإذن الله أحد أهم الموارد الاقتصادية بالنسبة لأهالي القرية والمجتمع المحلي ككل. وأضاف الدكتور ملة أن الهيئة تعمل على تأهيل القرية وتنميتها اقتصادياً وعمرانياً وثقافياً بأسلوب مستدام يحافظ على تراثها ويجعلها مورداً اقتصادياً وموفراً لفرص العمل لأهالي القرية بالذات، ووعاء للحرف والصناعات التقليدية. إضافة إلى جعل قرية ذي عين وجهة سياحية متكاملة بها جميع الخدمات الأساسية التي تهم الزائر للقرية، وستكون الأولوية بشكل أساسي في العمل بالقرية هي لأبناء القرية. وأشار الدكتور محمد تركي إلى أن الهيئة قد بدأت بالفعل في تأهيل القرية وقد تم إغلاق القرية للبدء في العمل بناء على توجيهات كل من الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود وكيل إمارة منطقة الباحة ورئيس مجلس التنمية السياحية في منطقة الباحة والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة.
وأكد المدير التنفيذي لجهاز الباحة أن هذه هي المرحلة الأولى للمشروع وهنك مراحل أخرى، ونعمل بشراكة كاملة مع جميع شركاء التنمية السياحية في المنطقة وعلى رأسهم أمانة المنطقة وإدارة الطرق والنقل ووزارة الشؤون الاجتماعي والمجتمع المحلي الذين يسهمون جميعاً في دفع المشروع قدماً لتحقيق الفوائد المرجوة منه. ولفت سعادته إلى أن الهيئة لا تنظر إلى مدخول هذه الاستثمارات على الهيئة، وإنما تنظر إليها على أنها فرصه اقتصادية لخلق العديد من فرص العمل وجلب استثمارات جديدة تعود بالنفع على المجتمع المحلي وتوفر استثمارات إضافية لبلدية محافظة المخواة نظير ما تقدمه من خدمات للمشروع وأهل القرية.