صقر الجنوب
23/01/2014, 11:31 AM
الشركة المنتجة لـ «عكاظ»: هدفنا تقليل الخيانة
تطبيق لكشف ستر الأزواج
خالد عباس طاشكندي (جدة)
على الرغم من حداثة تطبيق يسمح للأزواج بالمراقبة الإلكترونية لكل خطوات يقوم بها الطرف الآخر، والذي لم يتم تنزيله إلا مع الأيام الأولى من يناير الجاري، إلا أن قرابة 100 ألف شخص حول العالم، سارعوا بتحميل الإصدار الأخير من هذا التطبيق، الأمر الذي فتح الكثير من علامات الاستفهام حول أهمية التطبيق وفائدته للأزواج، وما إذا كان فخ يمكن أن ينهي العلاقات الزوجية.
ودفعت قضايا المشكلات الاجتماعية والأسرية حول العالم، خبراء التقنية والجهات المنتجة للتطبيقات الإلكترونية والبرمجيات الخاصة بالأجهزة اللوحية والهواتف الذكية لإنتاج أعداد كبيرة من التطبيقات التي تتطرق لطرح حلول إلكترونية مبتكرة للتعامل بشكل أو بآخر مع بعض من هذه القضايا، رافعين حسب تصورهم شعار «الشفافية»، إلا أنه يسقط حسب رؤية الخبراء والمختصين الثقة بين الزوجين.
وعلى خلاف العديد من التطبيقات الإلكترونية التي تساعد أحد الزوجين بالتنصت على الآخر ومشاهدة الرسائل النصية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي والاستماع للمكالمات ومشاهدة محتويات البريد الإلكتروني، جاء تطبيق حمل اسم «كبل تراكر» كنموذج مغاير وبفكر مختلف وآلية مبتكرة اعتمدت على مكاشفة الطرفين والسماح لهما بالاشتراك في مشاهدة نشاطاتهم في الشبكة العنكبوتية والاطلاع الكامل على الرسائل النصية والبريدية وحساب الفيسبوك والصور الملتقطة من الهاتف الذكي ومزايا أخرى متعددة، وكل ما يتطلب في هذا التطبيق هو موافقة الزوجين على التحميل المزدوج للتطبيق على أجهزتهما، وبالتالي يتمكن كل طرف لاحقا أن يطلع على تقارير كاملة عن تفاصيل دقيقة حول بيانات جهاز الطرف الآخر، واستخداماتهم لأجهزتهما الذكية على مدار الساعة، هذا بالإضافة إلى تعقب مواقعهم عن طريق نظام تعقب الأماكن (GPS).
لكن التطبيق الذي يضع موافقة الطرف الآخر كشرط على البدء في تنفيذه، غفل عن إمكانية سرقة أي طرف لجهاز الطرف الآخر وتمرير الموافقة الإلكترونية من نفس الجهاز، مما يتيح له المراقبة دون موافقة الشريك الآخر ودون علمه بما تم من خلفه.
والملفت للنظر أن التطبيق أضيفت له ميزة تعقب موقع الطرفين وتوثيق تاريخ تحركاتهم خلال اليوم، بالإضافة إلى نسخة تجريبية تسمح بالاطلاع على رسالة نصية وبريدية ومكالمة هاتفية واحدة يوميا ولمدة محدودة.
لكن شركة «BetterTomorrow Apps» المنتجة للتطبيق، حاولت تبرير الخطوة، مؤكدة لـ«عكاظ» عبر البريد الإلكتروني بأن التطبيق يهدف إلى تعزيز الثقة والشفافية بين الأزواج, والحد من خطر الخيانة، وكذلك الحد من السلوك بالغيرة. إلا أن الاستشاري الأسري وأخصائي علم النفس الإكلينكي الدكتور حاتم الغامدي، اعتبر هذا النوع من التطبيقات الإلكترونية قد يأتي بنتائج عكسية تماما عما هدف إليه، ويتسبب في زيادة درجة القلق والمشاكل بين الزوجين. وأوضح أن الحياة الزوجية في الأصل من المفترض أن تكون قائمة على ثقة متبادلة بين الزوجين، وإذا انتفى هذا الشرط انتفت معه أشياء كثيرة جدا، والإنسان في حدود علمه لا يعلم إلا ما يرى، والعلاقة الزوجية تكشفها المشاعر والأحاسيس وأسلوب التعامل، وإذا قام أحدهما بأي عمل مناف يهدم هذه العلاقة فسوف يعود عليه. وأضاف الدكتور الغامدي: إن الإنسان بطبعه يحتاج إلى جزء من الخصوصية التي لا يطلع عليها أحد سوى هو والله سبحانه وتعالى، وهذه الخصوصية قد لا يكون في أساسها أو في تفسيرها أنها غير سوية أو شروع في خيانة زوجية، وأرى أن الحياة الزوجية أكبر وأجل من المراقبة والتنصت بين الزوجين، ويجب أن تبنى هذه العلاقة على الثقة والاحترام لا على التجسس، ويجب أن لا نمانع في أن تكون هناك مساحة محدودة من الخصوصية لكلا الشريكين وتحترم من قبل الطرفين.
وأوضح أن التطبيق الإلكتروني الذي يكشف لكلا الطرفين كامل تفاصيل محادثاتهما واستخداماتهما للفيسبوك والرسائل والإنترنت وما إلى ذلك لا يعزز الثقة كما يظن البعض، حيث قد يزيد من التساؤلات والاستفسارات والظنون وسوء الفهم حول بعض محادثاتنا الشخصية مع الأصدقاء والأقارب والزملاء، ويجب أن تكون لنا أسوة في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)، فقد تكثر تساؤلات غير المنطقية وعدم فهم وإدراك وإلمام لخلفيات مسبقة لبعض النقاشات إلى نشوب خلافات لا منطق لها.
وأضافت الشركة المنتجة بأن فكرة التطبيق جاءت بعد أن انتشرت سلسلة من التطبيقات التي تقوم بالتنصت بين الأزواج، ولكن هذه التطبيقات لا تستطيع تفعيلها إلا بخداع أحد الطرفين لتثبيت شفرة رابط التطبيق على جهاز الطرف الآخر دون علمه بطريقة أو بأخرى عن طريق إرسال روابط إلكترونية لتحميل التطبيق حتى يتمكن أحد الطرفين من إكمال مشروع تنصته على الطرف الآخر سواء عن طريق التنصت على المكالمات أو مشاهدة محتويات البريد الإلكتروني والرسائل النصية وحسابات شبكات التواصل الاجتماعي، وهي طريقة تبدو غير نظامية إلى حد ما، ولذلك انبثقت فكرة التطبيق.
وأشارت إلى أن التطبيق حصل على تقييم مميز من قبل المستخدمين، وذلك بسبب إضافة العديد من المزايا الجديدة في الإصدار الأخير والتي منها أرشيف للمكالمات الهاتفية تخزن مع اسم المتصل وتاريخ الاتصال، كما بإمكان الشريكين الاطلاع على كامل تفاصيل استخدامات الفيسبوك، والاطلاع على الرسائل المحذوفة، بالإضافة إلى تطوير سرعة تحديد الموقع المكاني لكل طرف.
تطبيق لكشف ستر الأزواج
خالد عباس طاشكندي (جدة)
على الرغم من حداثة تطبيق يسمح للأزواج بالمراقبة الإلكترونية لكل خطوات يقوم بها الطرف الآخر، والذي لم يتم تنزيله إلا مع الأيام الأولى من يناير الجاري، إلا أن قرابة 100 ألف شخص حول العالم، سارعوا بتحميل الإصدار الأخير من هذا التطبيق، الأمر الذي فتح الكثير من علامات الاستفهام حول أهمية التطبيق وفائدته للأزواج، وما إذا كان فخ يمكن أن ينهي العلاقات الزوجية.
ودفعت قضايا المشكلات الاجتماعية والأسرية حول العالم، خبراء التقنية والجهات المنتجة للتطبيقات الإلكترونية والبرمجيات الخاصة بالأجهزة اللوحية والهواتف الذكية لإنتاج أعداد كبيرة من التطبيقات التي تتطرق لطرح حلول إلكترونية مبتكرة للتعامل بشكل أو بآخر مع بعض من هذه القضايا، رافعين حسب تصورهم شعار «الشفافية»، إلا أنه يسقط حسب رؤية الخبراء والمختصين الثقة بين الزوجين.
وعلى خلاف العديد من التطبيقات الإلكترونية التي تساعد أحد الزوجين بالتنصت على الآخر ومشاهدة الرسائل النصية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي والاستماع للمكالمات ومشاهدة محتويات البريد الإلكتروني، جاء تطبيق حمل اسم «كبل تراكر» كنموذج مغاير وبفكر مختلف وآلية مبتكرة اعتمدت على مكاشفة الطرفين والسماح لهما بالاشتراك في مشاهدة نشاطاتهم في الشبكة العنكبوتية والاطلاع الكامل على الرسائل النصية والبريدية وحساب الفيسبوك والصور الملتقطة من الهاتف الذكي ومزايا أخرى متعددة، وكل ما يتطلب في هذا التطبيق هو موافقة الزوجين على التحميل المزدوج للتطبيق على أجهزتهما، وبالتالي يتمكن كل طرف لاحقا أن يطلع على تقارير كاملة عن تفاصيل دقيقة حول بيانات جهاز الطرف الآخر، واستخداماتهم لأجهزتهما الذكية على مدار الساعة، هذا بالإضافة إلى تعقب مواقعهم عن طريق نظام تعقب الأماكن (GPS).
لكن التطبيق الذي يضع موافقة الطرف الآخر كشرط على البدء في تنفيذه، غفل عن إمكانية سرقة أي طرف لجهاز الطرف الآخر وتمرير الموافقة الإلكترونية من نفس الجهاز، مما يتيح له المراقبة دون موافقة الشريك الآخر ودون علمه بما تم من خلفه.
والملفت للنظر أن التطبيق أضيفت له ميزة تعقب موقع الطرفين وتوثيق تاريخ تحركاتهم خلال اليوم، بالإضافة إلى نسخة تجريبية تسمح بالاطلاع على رسالة نصية وبريدية ومكالمة هاتفية واحدة يوميا ولمدة محدودة.
لكن شركة «BetterTomorrow Apps» المنتجة للتطبيق، حاولت تبرير الخطوة، مؤكدة لـ«عكاظ» عبر البريد الإلكتروني بأن التطبيق يهدف إلى تعزيز الثقة والشفافية بين الأزواج, والحد من خطر الخيانة، وكذلك الحد من السلوك بالغيرة. إلا أن الاستشاري الأسري وأخصائي علم النفس الإكلينكي الدكتور حاتم الغامدي، اعتبر هذا النوع من التطبيقات الإلكترونية قد يأتي بنتائج عكسية تماما عما هدف إليه، ويتسبب في زيادة درجة القلق والمشاكل بين الزوجين. وأوضح أن الحياة الزوجية في الأصل من المفترض أن تكون قائمة على ثقة متبادلة بين الزوجين، وإذا انتفى هذا الشرط انتفت معه أشياء كثيرة جدا، والإنسان في حدود علمه لا يعلم إلا ما يرى، والعلاقة الزوجية تكشفها المشاعر والأحاسيس وأسلوب التعامل، وإذا قام أحدهما بأي عمل مناف يهدم هذه العلاقة فسوف يعود عليه. وأضاف الدكتور الغامدي: إن الإنسان بطبعه يحتاج إلى جزء من الخصوصية التي لا يطلع عليها أحد سوى هو والله سبحانه وتعالى، وهذه الخصوصية قد لا يكون في أساسها أو في تفسيرها أنها غير سوية أو شروع في خيانة زوجية، وأرى أن الحياة الزوجية أكبر وأجل من المراقبة والتنصت بين الزوجين، ويجب أن تبنى هذه العلاقة على الثقة والاحترام لا على التجسس، ويجب أن لا نمانع في أن تكون هناك مساحة محدودة من الخصوصية لكلا الشريكين وتحترم من قبل الطرفين.
وأوضح أن التطبيق الإلكتروني الذي يكشف لكلا الطرفين كامل تفاصيل محادثاتهما واستخداماتهما للفيسبوك والرسائل والإنترنت وما إلى ذلك لا يعزز الثقة كما يظن البعض، حيث قد يزيد من التساؤلات والاستفسارات والظنون وسوء الفهم حول بعض محادثاتنا الشخصية مع الأصدقاء والأقارب والزملاء، ويجب أن تكون لنا أسوة في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)، فقد تكثر تساؤلات غير المنطقية وعدم فهم وإدراك وإلمام لخلفيات مسبقة لبعض النقاشات إلى نشوب خلافات لا منطق لها.
وأضافت الشركة المنتجة بأن فكرة التطبيق جاءت بعد أن انتشرت سلسلة من التطبيقات التي تقوم بالتنصت بين الأزواج، ولكن هذه التطبيقات لا تستطيع تفعيلها إلا بخداع أحد الطرفين لتثبيت شفرة رابط التطبيق على جهاز الطرف الآخر دون علمه بطريقة أو بأخرى عن طريق إرسال روابط إلكترونية لتحميل التطبيق حتى يتمكن أحد الطرفين من إكمال مشروع تنصته على الطرف الآخر سواء عن طريق التنصت على المكالمات أو مشاهدة محتويات البريد الإلكتروني والرسائل النصية وحسابات شبكات التواصل الاجتماعي، وهي طريقة تبدو غير نظامية إلى حد ما، ولذلك انبثقت فكرة التطبيق.
وأشارت إلى أن التطبيق حصل على تقييم مميز من قبل المستخدمين، وذلك بسبب إضافة العديد من المزايا الجديدة في الإصدار الأخير والتي منها أرشيف للمكالمات الهاتفية تخزن مع اسم المتصل وتاريخ الاتصال، كما بإمكان الشريكين الاطلاع على كامل تفاصيل استخدامات الفيسبوك، والاطلاع على الرسائل المحذوفة، بالإضافة إلى تطوير سرعة تحديد الموقع المكاني لكل طرف.