تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بدأت أول مشروع بـ 6 آلاف ريال وكان معرضي غرفة داخل منزلنا


صقر الجنوب
03/09/2005, 02:37 PM
آمنة إسماعيل : بدأت أول مشروع بـ 6 آلاف ريال وكان معرضي غرفة داخل منزلنا
خديجة مريشد
03/09/2005

قناعتها بفكرة رفض شراء الملابس الداخلية النسائية من الباعة الرجال جعلتها تبدأ حياتها الاستثمارية قبل 15 عاما، من غرفة صغيرة داخل منزلها المتواضع بسبب عدم امتلاكها مبلغا تستطيع به افتتاح محل، حيث سافرت إلى معارفها في مدينة دبي لاستيراد بضاعتها الأولى في حين لم يكن يتعدى زبائنها آنذاك أفراد الأسرة والأصحاب وبعد ثلاث سنوات من الاشتراك في (البازارات) فتحت أول محل تجاري نسائي مخصص لبيع الملابس النسائية الداخلية، تبعها افتتاح محلين آخرين حتى وصلت للعالمية من خلال حضور المؤتمرات وعرض منتجاتها، كما أنها في طريقها لتدشين مصنعها الأول للأزياء في مدينة دبي.
آمنة إسماعيل صاحبة مجموعة ''رهيد للأزياء'' تحدثت عن تجربتها مع الاستثمار في الحوار الذي أجرته معها ''المرأة العاملة''.. فإلى التفاصيل:

كيف كانت بدايتك في أول مشروع استثماري؟
ما دفعني إلى وضع قدماي على عتبة الاستثمار هي فكرة رفض بيع الملابس النسائية الداخلية من قبل الباعة الرجال، التي ظلت تراودني فترة حتى عقدت العزم فعليا على وضع خطوات أولى من أجل إنشاء محل نسائي متخصص في بيع هذا النوع من الملابس النسائية، وكان ذلك في عام 1989 الذي سافرت فيه إلى معرض دبي التجاري motex واستوردت من خلاله طلبية بمبلغ يقل عن الألف جنيه استرليني (ما يقارب ستة آلاف ريال سعودي) من قبل شركة إنجليزية مشهورة في صناعة الملابس الداخلية ولأنه لم يكن لدي رأسمال كبير أستطيع به أن أفتتح محلا تجاريا مباشرة اضطررت إلى عرض بضاعتي على الأقارب والأصحاب، لكنني شيئا فشيئا طورت طريقة عرضي وقمت بتجهيز إحدى الغرف الصغيرة في منزلي بعدد من الطاولات التي عرضت فيها الدفعة الثانية من طلبية الملابس التي استوردتها من دبي ثم بدأ الناس ـ ولله الحمد ـ يتجهون نحو منزلي لشراء تلك البضائع في حين تمثلت الخطوة الثالثة من أولى خطوات استثماري في عرض منتجاتي من خلال البازارات التي تتمثل وظيفتها في عرض منتجات المستثمرين من خلال مساحة معينة مقابل مبلغ مالي، حيث يقام ذلك العرض في الجمعيات والمنشآت التجارية ومكثت في اتباع تلك الطريقة قبل أن أفتتح أول محل لي في مركز الخياط التجاري لمدة قاربت السنتين أو الثلاث.

هل هناك معوقات واجهتك عندما بدأت في تدشين أول محل تجاري لك؟
قصتي مع تخطي معوقات أنظمة البلدية بدأت منذ أن بدأت بالتفكير جديا في فتح أول محل تجاري لي في مركز الخياط وفي الحين الذي ذهبت فيه مع زوجة صاحب المركز ورفيقتي (اعتماد كعكي) للاطلاع على المحل الذي بلغت مساحته 75 مترا مربعا وبقيمة 75 ألف ريال وعندما وقع اختياري عليه طلبت من البلدية رخصة لفتح المحل رفضوا الطلب مباشرة كون المحل باسمي وكان يمنع قبل 15 سنة أن تمتلك المرأة محلا تجاريا ولم يكن لدي حينها سوى حل وحيد لأخذ هذه الموافقة وهي تحوير اسم المحل إلى مشغل نسائي وما إن انتهيت من هذه المشكلة إلا وقابلتني أخرى تمثلت في شرط البلدية الذي يفيد بمنع افتتاح مشاغل نسائية على شارع رئيسي واقتصار افتتاحها في مواقع بعيدة عن الأنظار لكنني لم أستطع حينها تطبيق هذا الشرط لأن نجاح أي مشروع تجاري مرتبط باختيار موقع مناسب يقبل الناس عليه بسهولة حتى انتهيت من افتتاح محل نسائي خاص للسيدات.

كيف كان إقبال النساء على المحل كونك من أوائل السعوديات اللواتي قمن بافتتاح محل نسائي مغلق وخاص ببيع الملابس النسائية الداخلية؟
كان إقبال السيدات يتزايد يوما بعد يوم كما أن هناك مواقف رسمت السعادة على وجهي ودعمتني معنويا من السيدات والرجال على حد سواء، ومن تلك المواقف زيارة أحد الرجال لتفقد نوع البضائع التي أقوم ببيعها وما إن انتهى من جولته التفقدية إلا ودعا لي بالتوفيق في هذا المشروع الناجح الذي سهل على النساء السعوديات شراء الملابس الداخلية بخصوصية تامة دون وقوعهن في الإحراج مع الباعة الرجال.

في نظرك..هل المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية لها دور فعال في دعم المشاريع الاستثمارية الصغيرة والمتوسطة؟
يتفاوت مدى مساعدة بعض المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية عن بعضها البعض لكن يبقى على عاتق المؤسسات التعليمية المسؤولية الأكبر تجاة تبني مواهب الفتيات نظرا لامتلاء المدارس والجامعات بصاحبات تلك المواهب لكن للأسف لا تقوم تلك الجامعات بالذات بهذا الدور وبدلا من أن تقف بجانب الطالبات الموهوبات وتأخذ بأيديهن تقوم بإحباطهن.

هل هناك مواقف واجهتك جعلتك تتخذين هذا التصور عن الجامعات؟
نعم، كان لدي طالبة من طالبات الإدارة والاقتصاد تتميز في صناعة (البوتيفور) والحلويات بطريقة لذيذة للغاية فاقترحت عليها أن تستثمر هذه الموهبة من خلال الجامعة وتقوم بصناعة كميات كبيرة في المنزل وبيعها في مطعم الملحق في الجامعة على أن أقوم أنا بالحديث مع المديرة حول هذا الموضوع لكن للأسف لم أستطع إقناعها لأن أنظمة الكلية تمنع ذلك بينما تسبب ذلك الخبر في حالة إحباط للطالبة الموهوبة.

ما مشاريعك الاستثمارية التي قمت بتنفيذها أخيرا.. وهل لديك أخرى في طريقها للخروج إلى الضوء؟
بالنسبة لما نفذته من مشاريع استثمارية هي عرض أزيائي منذ بداية عام 2005، الذي أدى إلى انطلاقتي نحو العالمية من خلال المؤتمرات التي حضرتها كمؤتمر مصر للمرأة العالمية ومؤتمر إسبانيا الذي أقيم أخيرا في غرناطة، أما بالنسبة للمشاريع التي سأنفذها هي افتتاحي مصنع أزياء في مدينة دبي قريبا ـ إن شاء الله.

ألا ترين أن افتتاح المصنع في دبي يضيع فرص عمل كبيرة للخريجات والهاويات السعوديات كانت ستتاح لهن في حال كون المصنع في المملكة؟
لا شيء يعوق الاستثمار في دبي، وأول التسهيلات التجارية التي تجعلني أبدأ انطلاقة مصنعي الأول منها هي عقود عمل العمالة التي تستمر إلى ثلاث سنوات بدلا من سنتين كما أنني جربت أكثر من مرة فتح فرص عمل سعودية للفتيات في مجال الخياطة لكنه للأسف لا توجد معاهد خياطة متخصصة في السعودية تخرج السعوديات في جميع فنون الخياطة العالمية، وأنا على أتم استعداد لتبني أي موهبة فتاة في مجال تصميم الأزياء وسأقوم بتدريبها وتأهيلها.
هل هناك أسماء تنسبين إليها نجاحك ـ بعد الله ؟
جدي ووالدي محمد علي إسماعيل أحد مؤسسي أول غرفة تجارية صناعية في المملكة عام 1946 لهما الفضل بعد الله في وصولي إلى النجاح، حيث إنني أخذت قواعد التجارة والاستثمار منهما قبل أن أتخصص في دراسة قواعدهما في الجامعة.

أيعني ذلك أنه ليس لزوجك دور في نجاحك؟
لا.. بالعكس تماما فقد تشاركنا حلو الحياة ومرها سويا ولم يقف أبدا حائلا بيني وبين النجاح رغم واجباته وحقوقه علي فعندما تزوجته وعمري 15 عاما وسافرت بعدها إلى أمريكا برفقته ليكمل زوجي دراسته في الهندسة المعمارية في حين التحقت بمدارس الأطفال لدراسة اللغة الإنجليزية وبعد أن أكمل دراسته عدنا إلى أرضنا في حين بدأت رحلة كفاح أخرى لأنه كان أحد المسؤولين عن بناء الطريق الذي يصل الطائف بأبها وأتذكر حينها أنني كنت أرعى الغنم مع البدويات خلال انشغاله بعمله.

هل ورثت التجارة إلى أبنائك كما أورثها لك والدك؟
كنت اصطحب أبنائي برفقتي عند السفر لاستلام الطلبيات وزيارة الشركات والمعارض فقد كونت أنا وأبنائي الأربعة مجموعة متكاملة حتى أنني لم افتتح فرع (رهيد) الثاني في مركز جمجوم والذي يشغل ثلاثة أدوار والمتخصص في تصميم وبيع ملابس الأفراح إلا بعد تخصص ابني (فهد) مصمم أزياء من بريطانيا وتخرج ابنتي (رنا) من قسم الفنون التشكيلية، أما انطلاقة ''رهيد 3 '' في جدة مول فكانت بعد تخصص ابني (فادي) من قسم مالية شركات في حين تخصصت ابنتي الصغرى في التسويق.

ما النصيحة التي تقدمينها للمستثمرات الصغيرات؟
أنصح المستثمرة غير المسؤولة عن زوج وأبناء أن تبدأ استثمارها من المنزل لكيلا تتحمل مشاق إيجار المحل، بينما أنصح المستثمرة الأم المسؤولة عن بيت وأبناء بألا تتخلى عن بيتها كموقع لاستثمارها لكي تستطيع أن توفق بين منزلها وعملها على أكمل وجه وأنا متأكدة أن ذلك أنجح بالنسبة لها أو أن تكتفي بتربية أبنائها فهذا في حد ذاته عمل لا بد أن تكافأ عليه من بيت المال.