تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحوار الصريح المحترم


الورّاق
02/05/2014, 12:27 AM
السلام عليكم

الصراحة ليست مقترنة بالوقاحة مع أن الكثير من الناس يقرنهما ببعض , فالصراحة فن , والصراحة هي تسمية الأشياء بأسمائها والتوجه إلى المقصود بدون التفاف ولا تلميح ولا تعريض , فالتلميح والطريقة الغير مباشرة لا تقدم حواراً مفيداً لذلك الصراحة دائما تحتاج شجاعة وتحتاج تمكناً وتأكداً من المعرفة والمعلومات والمنطق بل تدفع إلى ذلك .


الصراحة تعني القوة في الأخلاق وحتى الاعتذار والتراجع يحتاج إلى قوة , فالحوار الصريح المحترم الخالي من الالتفافات هو دليل على التوكل على الله والرضا بالنتائج , ومن فوائده العظيمة اختصار المجهود والوقت والكلام والطاقة والفهم أيضاً .


أعمارنا تُضيّعها قلة الصراحة , فلا تغيير حقيقي يأتي بدون صراحة ووضوح وحوار صريح , الحوار الصريح يختصر السنة في ساعة ويجعل الكلام عالقاً في الذهن ويأخذ حقه من الدراسة حتى بعد الابتعاد , الكلام الصريح يقطع المجال على الشكوك التي تتوه عن الأصل , ويريح الطرف الآخر في موضوع التحديد والفهم ويوقفه على القرار فقط .


الحوار الصريح إذا كان يتعلق بالشخص فهو يحتاج إلى كلمة (أنت) ، لا أن يلف ويدور ويشبه الحالة بحالة شخص آخر ..ومن ضمن هذا الحوار الصريح إذا كنت تخاف أن تكون قاسياً على الطرف الآخر , فهذا لن يكون، لأن هناك مشاعر جيدة له يجب أن تخرجها الصراحة من ضمن ما تخرج , فالصراحة لا تعني إبراز العيوب فقط دون المحاسن بل كليهما , حينها تقدم صورة واضحة عن رؤيتك للشخص , بل تقدم صورة واضحة ليس فقط عن الطرف الآخر بل وعنك أنت أيضا , فما أحوجنا للحوار الصريح الصادق المحترم الخالي من المداراة وتغيير الأشياء عن أسمائها وتحريف الكلام عن من يدور حوله .


فكرة تكبير موضوع الشخصنة لا يسمح بتقديم حوار صريح ومفيد , الاكتفاء بالعيوب فقط يثير النرفزة والأعصاب ويشوش على الفهم , لأنه ناقص بصراحة , الحوار الصريح المتكامل لا يثير الغضب بل يدفع إلى التقارب دائما ويزرع المحبة لأنه معتمد على الفضيلة ، ففيه فضيلة الشجاعة وتحمل مسؤولية الكلام وفيه الصدق وفيه التراجع وفيه القدرة على اكتشاف محاسن الآخرين وكذلك القدرة على اكتشاف أخطائهم وفيه دعوة مستمرة للتقارب , إذا هو ما نحتاج إليه .


صاحب هذا النوع من الحوار هو المريح دائما والجذاب دائما وهو الذي يترك أثراً في الآخرين وهو الأشجع والأصدق والأكثر احتراما للحقيقة والأكثر محافظة على وقت الآخرين أيضا , والأكثر توكلا على الله ورضا بما يأتيه والأبعد عن النفاق والمجاملة الزائدة , وقد يبدو خشناً لكنه هو الأنعم والأجمل , وقالوا قديما : (في الصراحة راحة) .

أما البذاءة والوقاحة فليست من الصراحة , لأنها ليست هي حقيقة ما يحسه الشخص , وغالبا ما يفعلها المهزوم وفاقد الحيلة , ولو كان صريحاً لقال : إني مهزوم وفاقد الحيلة . إذاً الوقح غير صريح لأنه يستعير الوقاحة للتعويض عن انفعاله وضيق حيلته , الصريح هو من يعبر عما يحسه فعلاً بأدق تعبير (أو بأدق تعريف) والدقة بحد ذاتها ليست إلا جمالاً , ودائما نسمع عبارة (هات من الآخر) بعد الملل من التمهيدات غير المفيدة والمتوهة، فنحن في عصر السرعة ! والصراحة المحترمة هي سرعة وجودة في التواصل .

زهراني زهران
02/05/2014, 11:34 AM
و
عليكم
السلام
ورحمة الله تعالى وبركاته


معنى الصراحة
في اللغة: الوضوح، والخلوص من الالتواء.
وفي الاصطلاح: إظهار الشخص ما تنطوي عليه نفسه من غير تحريف ولا مواربة؛ بحيث تكون أفكاره واضحةً جليةً، وبحيث توافق أفعالُه أقوالَه

زهراني زهران
02/05/2014, 11:36 AM
الصراحة ليست خطأ، بل قد تكون فضيلة أحيانا كثيرة..


إنما المهم هو في أسلوبها وطريقتها وألفاظها، ومع من تكون، وكيف تكون؟

زهراني زهران
02/05/2014, 11:40 AM
والذي يتعب من صراحتنا، إنما يتعب من الأسلوب الذي نتكلم به أثناء صراحتنا معه. هل هو أسلوب لائق أم غير لائق؟ هل هو أسلوب جارح أو أسلوب قاسٍ؟ وهل يشمل اتهامًا أو توبيخًا؟ وهل هذا الاتهام فيه نوع أو لون من الظلم، كأن يعتمد على معلومات غير سليمة قد وصلت إلينا؟ وهل نحن نتكلم بروح المحبة أم بروح الهجوم والهدم؟ وهل نحن في صراحتنا نتدخل في ما لا يعنينا، ونتجرأ على ما هو ليس من اختصاصنا؟

زهراني زهران
02/05/2014, 11:46 AM
ويمكن
– في صراحتنا –

أن نراعي الأسلوب الذي نتكلم به
مع شخص أكبر منا سنًا أو مقامًا أو مركزًا.

لاشك أن الصراحة معه تختلف عن صراحتنا مع شخص
في نفس عمرنا ومركزنا. وتختلف عن صراحتنا مع صديق

توجد بيننا وبينه دالة. وتسمح هذه الدالة أن نستخدم معه ألفاظًا

لا نستطيع أن نستخدمها مع شخص كبير... إننا نستطيع مثلًا أن نقول

في صراحتنا مع صديق "أنت غلطان". ولكننا ربما لا نستطيع أن نقول

هذه العبارة لآبائناأو أعمامناأو أي شخص له مهابة في نظرنا.

إنما نستخدم تعبيرًا آخر
يكون فيه لون

من الأدب

والاستحياء...

زهراني زهران
02/05/2014, 11:54 AM
ولهذا

فإن الصراحة

يلزمها أدب المخاطبة:

فعلينا في صراحتنا أن نكون حريصين

على انتقاء الألفاظ بحيث نستخدم ألفاظًا وكلمات

نصل بها إلى أهدافنا، دون أن نهين من نكلمه أو نجرحه أو نسئ إليه،
لأن هذا غير لائق ولا يأتي بنتيجة سليمة... فهناك أشخاص -في صراحتهم-

يستخدمون ألفاظًا ويحاولون من خلالها أن يخفوا أخطاءهم تحت اسم الصراحة!
ويكون العيب ليس في صراحتهم، وإنما في عدم حرصهم على أدب التخاطب، وفي عدم اللياقة...
(http://St-Takla.org)

زهراني زهران
02/05/2014, 11:57 AM
كذلك

ينبغي أن تكون الصراحة

في حكمة، وبهدف روحي سليم...

فهل الهدف من صراحتنا هو التوبيخ والإهانة ومجرد النقد؟

أم الهدف هو تبليغ رسالة معينة؟ أم الهدف هو العتاب والتصالح؟

فإن كان الهدف سليمًا، تكون الوسيلة الموصلة إليه سليمة أيضًا وتأتى بنتيجة طيبة...

أقول هذا، لأن البعض يظنون أن هدف الصراحة هو توبيخ المخطئ أو من يظنون أنه مخطئ. حسب قول أحدهم مفتخرًا بصراحته:

"أنا إنسان صريح. أقول للأعور: "أنت أعور" في عينه.

فهل يا أخي إن قلت هذا للأعور، تكون قد كسبته أم خسرته؟! وهل في معايرتك له بأنه أعور، تكون صراحتك سببًا في إرجاع البصر إلى عينه العوراء؟! أم هي صراحة لمجرد التجريح والإهانة والإيذاء؟! وبلا فائدة تجنيها منها...

زهراني زهران
02/05/2014, 12:06 PM
إذن

مثل هذا الإنسان (الصريح)

يرى في الصراحة إثباتًا لجرأته!!

يرى نفسه شجاعًا في تطاوله على غيره!

فلو كانت صراحته مجرد مجال لإثبات الذات ، لا تكون حينئذ فضيلة بل خطيئة

إنه يتجرأ في الهجوم على الكبار. وكلما ازداد قدر الذي يهاجمه، ازدادت ثقته بنفسه،
واعتبر صراحته دفاعًا عن الحق، أو ما يتصور أنه حق! والمشكلة أن مثل هذا الشخص
يتطور من الموضوعية إلى النواحي الشخصية! ولا يحترس في استخدام الألفاظ، حتى يصل إلى ما يعتبر سبًا وقذفًا!!

ويظن أن هذا كله هو لون من حرية التعبير! غير أن حرية التعبير لن تكون حرية في التحقير أو في التشهير!!

زهراني زهران
02/05/2014, 12:10 PM
وهنا نشير إلى نوع من الصراحة،
هو الصراحة الظالمة.

كأن يتكلم إنسان في (صراحة)،

دون دراسة وافية لما يقوله،

وإنما اعتمادًا على بعض شائعات أو أقاويل

لا نصيب له فيها من الصحة. فيوجّه اتهامات قاسية تجرح المشاعر،
يقولها بدون تحقق، وبغير مبالاة لنفسية من يتهمه ظلمًا. ويدعى أن الدافع له هو الصراحة.

ولكنها صراحة

ظالمة...

زهراني زهران
02/05/2014, 12:19 PM
والكثير
قد يُدخل الصراحة

في موضوع العتاب:

والعتاب يكون مقبولًا ونافعًا،
إن كان الهدف منه هو التصالح وتنقية الأجواء،
وإن كان في محبة ومودة. كأن يبدأ بذكر محاسن الصديق ومواقفه الطيبة،
قبل أن يتعرض لنقطة العتاب. بهذا يكون أسلوبه مقبولًا ويصل به إلى نتيجة طيبة... (http://St-Takla.org)

غير أن البعض -باسم الصراحة وعدم المجاملة- يعاتب في عنف، وبألفاظ جارحة.

وكأنما ينتقم لنفسه أثناء العتاب. ويحط من شأن صديقه. فلا يقبل ذلك منه، ويرد عليه بالمثل،

ويشتعل الموقف. وينتهي هذا (العتاب الصريح) بتوسيع الهوة بينهما. وكما قال الشاعر:

ودَعْ العتاب فربّ شرٍّ كان أوله العتاب.

زهراني زهران
02/05/2014, 12:22 PM
أما

الصراحة

التي تصدر
من كبير إلى صغير:

فينبغي أن تسودها روح الحنو،

والرغبة في إفادته وليست السيطرة عليه.

وهكذا تكون في محبة وإقناع، وفي نصح وتعليم.

ولا تكون مجرد أحكام تصدر بتوبيخ وتعنيف، باسم الصراحة!

إن الصراحة عمومًا، من المفروض أن تمتزج بالأدب واللياقة،
سواء من كبير إلى صغير، أو من صغير إلى كبير...

حقًا، إن هناك

فرقًا بين الصراحة

وسلاطة اللسان!

زهراني زهران
02/05/2014, 12:32 PM
إن



الصراحة والوضوح
من شيم أصحاب النفوس الكبيرة


التي تحترم نفسها فتأبى عليها إلا القول بالحقيقة


والبُعد عن الألغاز والغموض؛ فأصحاب النفوس الكبيرة


فقط هم الذين لا يأبهون بالآخرين، فلا يضطرهم مركز


أو يُجبرهم سلطان على أن يقولوا غير الحقيقة في صراحة ووضوح.

فأصحاب النفوس الكبيرة والمتَّصفون بأخلاق الكبار لا يعترفون بالألغاز
في ألفاظهم، ويرفضون النفاق بأشكاله وألوانه، ولا يستخدمون التُقية أو التورية


في أحاديثهم، بل الصراحة والوضوح، والصفاء والنقاء، ولا شيء غيرهما.

زهراني زهران
02/05/2014, 12:34 PM
و
أصحاب
النفوس الكبيرة
هم كذلك المؤهلون
لتحمُّل صراحة محدثيهم،
ويُقدِّرون ذلك جيدًا، فلا يغضبون
ولا تتغير وجوههم، فيحملهم ذلك على معاداتهم
أو خصامهم ومقاطعتهم وتحديهم، أو مقابلة صراحتهم
بالتهكم عليهم والإساءة لهم؛ ذلك أن أصحاب النفوس الكبيرة
يجعلون من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قدوةً لهم؛ فلا يأبهون
أين موقع نفوسهم؛ فالأصل أن يكونوا على سنة نبيهم في تقبِّل صراحة الآخرين.

زهراني زهران
02/05/2014, 12:37 PM
ُروى
أن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
نسي فصلى ركعتين بدلاً من أربع،
فيقول له ذو اليدين- بكل أدب-: يا نبي الله..



أنسيت أم قُصرت؟. فقال- صلى الله عليه وسلم-:
"لم أنسَ ولم تُقصر".

عندئذ تدخَّل الصحابة الحاضرون بكل صراحة ووضوح


وفي أدب كامل أيضًا: "بل نسيت يا رسول الله"، فلم يتغير عليهم
رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أو يغضب لصراحتهم وقَالَ: "صَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ"،
فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ


وَكَبَّرَ، ثُمَّ وَضَعَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ" (صحيح البخاري- ح رقم: 5591).

زهراني زهران
02/05/2014, 12:42 PM
و
أعتذر
إن كنت
قد أخطأت الصواب
ولكم مني كل الود وباقة الورد

باقة ورد