صقر الجنوب
15/09/2005, 12:05 PM
تنقله بعوضة تدعى "إيدز اجبتاي" أثناء النهار
تسجيل 600 إصابة بحمى الضنك بالسعودية أغلبها في جدة واكتشاف أول 3 حالات بالباحة
الدكتور الفيفي: الصحة والزراعة والبلدية تتحمل المسؤولية المشتركة في انتشار المرض
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-09-15/Pictures/1509.nat.p9.n3.jpg
الدكتور الفيفي
الرياض: منصور الحاتم
ارتفع عدد المصابين "بحمى الضنك" في السعودية إلى أكثر من 600 حالة سجلت معظمها في مدينة جدة, والتي تشير المعلومات الطبية إلى أن البعوضة الناقلة لفيروس المرض مستوطنة فيها بشكل أساسي منذ زمن، في حين اكتشف قبل شهر أول 3 حالات إصابة بالمرض في منطقة الباحة جنوب السعودية, والتي تعد أولى الحالات التي تسجل في هذه المنطقة منذ ظهور المرض, حيث أثبت التاريخ المرضي لهذه الحالات أن إصابتهم تمت أثناء تواجدهم بمدينة جدة خلال إجازة صيف هذا العام.
وبين استشاري الباطنية والأمراض المعدية الدكتور يحيى بن سالم الفيفي أن هذا المرض يعد من الأمراض الخطيرة التي يتم انتقالها إلى الإنسان بواسطة بعوضة تدعى "إيدز اجبتاي" أثناء النهار بخلاف مرض الملاريا والذي تنقله بعوضة "الإنوفولس" والتي تظهر أثناء الليل, مؤكدا أن هذا المرض لا ينتقل من شخص إلى آخر مباشرة بل لابد من انتقاله بواسطة البعوضة الحاملة للفيروس, مضيفا بأنه تم إجراء مسح شامل لمنطقة الباحة حسب إفادة المسؤول في صحة منطقة الباحة عن الأمراض الوبائية والذي أكد عدم وجود البعوضة الناقلة للمرض بالمنطقة.
وأشار الدكتور الفيفي إلى أنه يجب توعية المواطنين حول هذا المرض وأعراضه بصفة مستمرة خاصة في المدارس والجامعات محملا وزارة الصحة, والزراعة, والبلديات المسؤولية المشتركة حول مكافحة هذا المرض, وكيفية الوقاية منه, خاصة وأنه مستوطن بمدينة كبيرة كمدينة جدة, مشيرا إلى أنه في حال عدم معرفة المرض وتشخيصه في وقت مبكر فإنه قد يؤدي إلى الوفاة, كما أنه قد ينتشر في مناطق كثيرة من المملكة خاصة وأن المرض ذاته منتشر بصورة كبيرة في جمهورية اليمن والتي تربطها مع المملكة حدودا جغرافية كبيرة.
وذكر أن هذا المرض لا يزال مجهولا لدى الكثير من الأطباء وخاصة غير المتخصصين في الأمراض المعدية مما يسهم في اتساع رقعة الإصابة بهذا المرض نظرا لعدم وجود تشخيص مبكر له في العديد من المستشفيات التي تفتقر إلى أطباء وإمكانيات تشخيصية في الأمراض المعدية.
وعرف الفيفي المرض بأنه مرض فيروسي، تسببه مجموعة من الفيروسات تسمى فيروسات الضنكDengue viruses ( دينقي فيفار) والتي تنتقل عن طريق البعوض المسمى aedes aegypti (إيدز اجبتاي)، حيث تتكاثر هذه البعوضة في المياه المخزنة لأغراض الشرب أو السباحة، أو مياه الأمطار المحجوزة للزراعة، أو المتجمعة في الشوارع والطرقات أو الراكدة والمتبقية في الصفائح الفارغة، البراميل، الإطارات، وكذلك عند مكيفات الهواء وحول أحواض السباحة.
وبين أن حمى الضنك تنتشر في بعض الأحيان على شكل موجات وبائية epidemics، وتكون نسبة الإصابة السكانية في هذه الوبائيان مرتفعة، تصل مابين50 ـ 70% من مجموع السكان في المنطقة الموبوءة، مضيفا بأن لهذا المرض شكلين أولهما بسيط وهو الغالب ويشبه الزكام إلى حد كبير في بداياته، ثم تشتد الحمى حتى تصل درجة حرارة المريض إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، وتسبب اختلاجات وتشنجات في الأطفال convulsions، وتكون غالباً مترافقة مع الصداع، وخاصة في منطقة الجبهة، أو خلف محجر العينين، ثم تظهر الأعراض الأخرى فيما بعد وتتابع الأعراض على شكل آلام الظهر والمفاصل والعضلات، وفقدان الشهية، وفقدان الذوق، والغثيان والقيء والكسل العام، وبعد مرور يوم أو يومين يظهر طفح جلدي جديد، وينتشر في جميع أرجاء الجسم ما عدا الكفين والقدمين وفي اللحظة التي يظهر فيها هذا الطفح الثاني ترتفع الحمى من جديد لتعطي ما يسمى بالحمى ثنائية الأطوار biphasic fever، والتي تستمر عدة أيام ثم تنخفض من جديد ليدخل المصاب في مرحلة من الوهن العام أو الكآبة.
في حين يسمى النوع الثاني (بحمى الضنك النزيفي) وهو مرض خطير وربما قاتل، وتسببه نفس فيروسات الضنك أيضاً، إلا أنه لا يحصل في الإصابة الأولى للفيروس، بل يغلب أن يكون في إصابات ثانية لنفس الفيروس، أو بعد إصابة جديدة لفيروس ضنكي آخر غير الأول, وفي حال كانت الموجة الوبائية الأولية قد مرّت بسلام، فيجب أن ننتبه للموجات الوبائية القادمة، التي تكون أكثر خطورة من الموجة الأولى ولو بعد سنين، والتي تكثر فيها عادة حالات النزف المميت، حيث سجلت الذاكرة الطبية التاريخية حصول موجة وبائية لحمى الضنك النزيفية في كوبا، لسنة 1981، حيث راح ضحيتها مئات المرضى، وعندما دقق الأطباء في الأمر تبين لهم أن وباء 1981 القاتل والذي تسبب به فيروس الضنك نوع 2 dengue، كان قد سبقه وباء خفيف لفيروس dengue 1، في عام 1977.
وتتميز بدايات الشكل النزفي من حمى الضنك بأعراض وعلامات مشابهة للشكل البسيط من هذا المرض، أما الطور الثاني الخطير للمرض فيبدأ بعد مرور من (2 - 5 أيام)، حيث تتطور لدى المريض على شكل نزف بشكل سريع ومفاجئ.
وينتهي النوع الثاني للمرض بأحد شكلين إما التدهور المفضي إلى الموت لا سمح الله، وذلك حتمي إذا حدث نزف دماغي خطير أو التحسن والشفاء بإذن الله، وهنا يأتي دور الطبيب من خلال التدخل في الوقت المناسب ووضع المريض تحت المراقبة الطبية في المستشفى، وإعطائه السوائل المناسبة، ومكونات الدم اللازمة عند الحاجة،
وتخفض الحرارة العالية بالماء (كمادات) والباراسيتامول، ويمنع إعطاء الإسبرين والبر وفين وغيرهما من مميعات الدم لمنع المزيد من النزف.
تسجيل 600 إصابة بحمى الضنك بالسعودية أغلبها في جدة واكتشاف أول 3 حالات بالباحة
الدكتور الفيفي: الصحة والزراعة والبلدية تتحمل المسؤولية المشتركة في انتشار المرض
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-09-15/Pictures/1509.nat.p9.n3.jpg
الدكتور الفيفي
الرياض: منصور الحاتم
ارتفع عدد المصابين "بحمى الضنك" في السعودية إلى أكثر من 600 حالة سجلت معظمها في مدينة جدة, والتي تشير المعلومات الطبية إلى أن البعوضة الناقلة لفيروس المرض مستوطنة فيها بشكل أساسي منذ زمن، في حين اكتشف قبل شهر أول 3 حالات إصابة بالمرض في منطقة الباحة جنوب السعودية, والتي تعد أولى الحالات التي تسجل في هذه المنطقة منذ ظهور المرض, حيث أثبت التاريخ المرضي لهذه الحالات أن إصابتهم تمت أثناء تواجدهم بمدينة جدة خلال إجازة صيف هذا العام.
وبين استشاري الباطنية والأمراض المعدية الدكتور يحيى بن سالم الفيفي أن هذا المرض يعد من الأمراض الخطيرة التي يتم انتقالها إلى الإنسان بواسطة بعوضة تدعى "إيدز اجبتاي" أثناء النهار بخلاف مرض الملاريا والذي تنقله بعوضة "الإنوفولس" والتي تظهر أثناء الليل, مؤكدا أن هذا المرض لا ينتقل من شخص إلى آخر مباشرة بل لابد من انتقاله بواسطة البعوضة الحاملة للفيروس, مضيفا بأنه تم إجراء مسح شامل لمنطقة الباحة حسب إفادة المسؤول في صحة منطقة الباحة عن الأمراض الوبائية والذي أكد عدم وجود البعوضة الناقلة للمرض بالمنطقة.
وأشار الدكتور الفيفي إلى أنه يجب توعية المواطنين حول هذا المرض وأعراضه بصفة مستمرة خاصة في المدارس والجامعات محملا وزارة الصحة, والزراعة, والبلديات المسؤولية المشتركة حول مكافحة هذا المرض, وكيفية الوقاية منه, خاصة وأنه مستوطن بمدينة كبيرة كمدينة جدة, مشيرا إلى أنه في حال عدم معرفة المرض وتشخيصه في وقت مبكر فإنه قد يؤدي إلى الوفاة, كما أنه قد ينتشر في مناطق كثيرة من المملكة خاصة وأن المرض ذاته منتشر بصورة كبيرة في جمهورية اليمن والتي تربطها مع المملكة حدودا جغرافية كبيرة.
وذكر أن هذا المرض لا يزال مجهولا لدى الكثير من الأطباء وخاصة غير المتخصصين في الأمراض المعدية مما يسهم في اتساع رقعة الإصابة بهذا المرض نظرا لعدم وجود تشخيص مبكر له في العديد من المستشفيات التي تفتقر إلى أطباء وإمكانيات تشخيصية في الأمراض المعدية.
وعرف الفيفي المرض بأنه مرض فيروسي، تسببه مجموعة من الفيروسات تسمى فيروسات الضنكDengue viruses ( دينقي فيفار) والتي تنتقل عن طريق البعوض المسمى aedes aegypti (إيدز اجبتاي)، حيث تتكاثر هذه البعوضة في المياه المخزنة لأغراض الشرب أو السباحة، أو مياه الأمطار المحجوزة للزراعة، أو المتجمعة في الشوارع والطرقات أو الراكدة والمتبقية في الصفائح الفارغة، البراميل، الإطارات، وكذلك عند مكيفات الهواء وحول أحواض السباحة.
وبين أن حمى الضنك تنتشر في بعض الأحيان على شكل موجات وبائية epidemics، وتكون نسبة الإصابة السكانية في هذه الوبائيان مرتفعة، تصل مابين50 ـ 70% من مجموع السكان في المنطقة الموبوءة، مضيفا بأن لهذا المرض شكلين أولهما بسيط وهو الغالب ويشبه الزكام إلى حد كبير في بداياته، ثم تشتد الحمى حتى تصل درجة حرارة المريض إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، وتسبب اختلاجات وتشنجات في الأطفال convulsions، وتكون غالباً مترافقة مع الصداع، وخاصة في منطقة الجبهة، أو خلف محجر العينين، ثم تظهر الأعراض الأخرى فيما بعد وتتابع الأعراض على شكل آلام الظهر والمفاصل والعضلات، وفقدان الشهية، وفقدان الذوق، والغثيان والقيء والكسل العام، وبعد مرور يوم أو يومين يظهر طفح جلدي جديد، وينتشر في جميع أرجاء الجسم ما عدا الكفين والقدمين وفي اللحظة التي يظهر فيها هذا الطفح الثاني ترتفع الحمى من جديد لتعطي ما يسمى بالحمى ثنائية الأطوار biphasic fever، والتي تستمر عدة أيام ثم تنخفض من جديد ليدخل المصاب في مرحلة من الوهن العام أو الكآبة.
في حين يسمى النوع الثاني (بحمى الضنك النزيفي) وهو مرض خطير وربما قاتل، وتسببه نفس فيروسات الضنك أيضاً، إلا أنه لا يحصل في الإصابة الأولى للفيروس، بل يغلب أن يكون في إصابات ثانية لنفس الفيروس، أو بعد إصابة جديدة لفيروس ضنكي آخر غير الأول, وفي حال كانت الموجة الوبائية الأولية قد مرّت بسلام، فيجب أن ننتبه للموجات الوبائية القادمة، التي تكون أكثر خطورة من الموجة الأولى ولو بعد سنين، والتي تكثر فيها عادة حالات النزف المميت، حيث سجلت الذاكرة الطبية التاريخية حصول موجة وبائية لحمى الضنك النزيفية في كوبا، لسنة 1981، حيث راح ضحيتها مئات المرضى، وعندما دقق الأطباء في الأمر تبين لهم أن وباء 1981 القاتل والذي تسبب به فيروس الضنك نوع 2 dengue، كان قد سبقه وباء خفيف لفيروس dengue 1، في عام 1977.
وتتميز بدايات الشكل النزفي من حمى الضنك بأعراض وعلامات مشابهة للشكل البسيط من هذا المرض، أما الطور الثاني الخطير للمرض فيبدأ بعد مرور من (2 - 5 أيام)، حيث تتطور لدى المريض على شكل نزف بشكل سريع ومفاجئ.
وينتهي النوع الثاني للمرض بأحد شكلين إما التدهور المفضي إلى الموت لا سمح الله، وذلك حتمي إذا حدث نزف دماغي خطير أو التحسن والشفاء بإذن الله، وهنا يأتي دور الطبيب من خلال التدخل في الوقت المناسب ووضع المريض تحت المراقبة الطبية في المستشفى، وإعطائه السوائل المناسبة، ومكونات الدم اللازمة عند الحاجة،
وتخفض الحرارة العالية بالماء (كمادات) والباراسيتامول، ويمنع إعطاء الإسبرين والبر وفين وغيرهما من مميعات الدم لمنع المزيد من النزف.