صقر الجنوب
17/09/2005, 12:42 PM
هنادي الحكير لـ المرأة العاملة: توسيع نطاق التعليم عن بعد للمرأة ضرورة مع الانضمام للمنظمة العالمية
رانيا القرعاوي
17/09/2005
أكدت هنادي الحكير المديرة التنفيذية في قطاع التدريب الخاص ، والحاصلة على درجة الماجستير في إدارة نظم معلومات الحاسب من جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة ودبلوم إدارة الشبكات والتجارة الإلكترونية، أن انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية سيعزز الحاجة إلى تفعيل نظم وقوانين التعليم عن بعد.
وقالت في حوار مع ''المرأة العاملة'' إن إقبال المرأة السعودية على هذا النوع من التعليم، يتلاءم مع ظروف المجتمع، وطالبت بإنشاء مشروع وطني للتعليم والتدريب وإزالة العوائق التي تواجهه. وفيما يلي نص الحوار:
كيف تنظرين إلى مستقبل التعليم عن بعد في المملكة بعد الانضمام لمنظمة التجارة العالمية ؟
بعد الانضمام للمنظمة ستحدث تغييرات واسعة في مجال التعليم والتدريب، وسيحتاج سوق العمل المحلي إلى مهارات ومؤهلات جديدة وتخصصات حديثه تلبي حاجات السوق الجديدة. لذا فإن العملية التعليمية خضعت لإعادة نظر لتتواءم مع المتطلبات والتقنيات الحديثة مثل التعليم والتدريب الإلكتروني أو التعليم عن بعد، حيث بات ضروريا دخول مجالات هذا النوع من التعليم والتدريب باعتباره مجالا حيويا للتعلم على صعيد العالم لا يمكن تجاهل وجوده.
ما العوائق التي تواجه التعليم عن بعد في المملكة ؟
يعتبر التعليم والتدريب الإلكتروني في المملكة حديث التجربة، وهذا ما جعله يواجه بعض من المعوقات التي لابد من معالجتها لنجاح هذا النظام، فالتعليم عن بعد في المملكة يعاني من انخفاض المكانة الاجتماعية له، حيث يُعد تعليما ''من الدرجة الثانية''، يرتاده فقط من لم يقدر على ''امتلاك'' أشكال التعليم والتدريب التقليدي، وينبغي التخطيط لمحاربة هذه السمعة السيئة.
وتمثل ندرة المواد التعليمية والتدريبية الصالحة للتعليم والتدريب عن بعد باللغة العربية مشكلة خاصة يتعين العمل على تلافيها تمهيدا للدخول القوي في هذا المضمار، إضافة إلى أن تطوير المناهج المشوقة والفعالة في هذا النظام يعتبر عملية معقدة، ويجب أن تتم بواسطة فرق متكاملة تضم تربويين وخبراء في المواد والتقنيات ووسائط الاتصال المستخدمة.
كما أن من المعوقات التي تواجه مستخدمي هذا النظام، صعوبة ملائمة محيط الاتصال والزمن بين المرسل والمتلقي والتفاعل الوقتي بين الطرفين، وهذا يتطلب ضمانا لتوفير البنية التحتية والمعدات والبرمجيات وشبكات الاتصال من شبكة إنترنت سريعة وغيرها من المتطلبات اللازمة لإيصال هذا النوع من التعليم والتدريب إلى المناطق المختلفة في المملكة، وبخاصة النائية منها، والوصول إلى كافة شرائح المجتمع بحيث يدرس المتعلم في أي مكان في المملكة دون أي عقبات.
هل تعتبر مشاريع التعليم عن بعد مكلفة من الناحية المادية ؟
فيما يتعلق بمصاريف التأسيس، يعتمد ارتفاع التكلفة ذلك على تكاليف البنية التحتية والمعدات والبرمجيات. ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال تقدر تكلفة إنتاج الدقيقة الواحدة من برامج التلفزيون التعليمية الجيدة بنحو ثلاثة آلاف دولار.
ولضمان الاستفادة من التعليم والتدريب عن بعد يجب أن تكون من الاتساع والعمق بحيث تتحقق معادلة معقولة بين التكلفة والربح، وقد يزيد من التكلفة على المدى الطويل، التقدم السريع لكثرة المعدات والبرمجيات المستعملة في التعليم عن بعد.
إلا أنه من الملاحظ أن التقنية مع الوقت تقل أسعارها وهو ما سيساهم في تخفيض التكلفة على المنشآت الجادة في انتهاج نظم التعليم الالكتروني، كما أن العلاقة بين تكلفة التعليم والتدريب وعدد المستخدمين تعد علاقة عكسية، بمعنى أنه كلما زاد عدد المتعلمين المستخدمين للتعليم عن بعد كلما قلت تكاليفه والعكس صحيح. وهذا ما يجعل تكاليف هذا النظام معقولة مقارنة بأنظمة التدريب التقليدي.
ما القوانين المطلوبة لحماية المقدمين والمتلقين في هذا القطاع؟
أهم القوانين المطلوبة، اعتراف المؤسسات المشرفة على التعليم والتدريب والتوظيف بخريجي برامجه، كما أنه من الأهمية بمكان وضع أنظمة واضحة وحوافز تشجيعية لبيئة النظام التي تشجع المرسل والمتلقي والمستخدمين على حد سواء، حيث أنه غالبا ما يواجه المعلمين والمدربين في النظام صعوبات في الاستجابة والتفاعل معه بسبب عدم وضوح الأنظمة المتعلقة بهذا القطاع، وبشكل خاص فيما يتعلق بجزئية ضمان الحقوق الفكرية لمطوري المواد الإلكترونية.
كما يجب أن تراعى الجودة بحيث يتم تأسيس مركز خاص لـ ''متابعة الجودة'' يعنى بضمان الجودة النوعية لجميع ما يتعلق بمجلات هذا النظام التعليمي والتدريبي، إضافة إلى ضمان الخصوصية والسرية وأمن المعلومات للحيلولة دون اختراق المواد التعليمية المستخدمة في التعليم عن بعد، أو تسرب الامتحانات عن طريق مخترقين الأنظمة غير الشرعيين الـ Hackers. ويكون ذلك باستخدام أنظمة حماية قويه من تقنيات التشفير والترميز.
وأيضا هناك ضرورة لأن يكون هناك تكاتف وتعاون بين المؤسسات التعليمية والتدريبية الحكومية والخاصة والجامعات والمكتبات والوزارات المعنية بالتعليم والتدريب لإنشاء مشروع وطني لإيجاد شبكة للتعليم والتدريب، بحيث يشمل المشروع مكتبه إفتراضيه تحت مسمى ''المكتبة الإلكترونية المفتوحة'' لتكون جزء أساسيا من متطلبات التعليم عن بعد، وتربط بالجهات المشار إليها آنفاً في جميع مناطق المملكة، وتضمن حصول المتعلم على المعلومة التي يحتاجها أياً كان موقعه الجغرافي. ومن الأفضل أن تكون محتويات تلك المكتبة باللغتين العربية والإنجليزية ومتصلة بشبكة عالمية حتى يتم استخدامها محلياً ودولياً. كما يجب خلق تعاون فعال بين جميع تلك الجهات لتبادل المقررات الإلكترونية التعليمية والتدريبية.
هل تعتقدين أن حجم التكنولوجيا والاتصال المتوافرة حاليا في المملكة يساهم في تيسير التعليم عن بعد؟
المملكة كدولة متسارعة في النمو وتتمتع بقوة اقتصادية وإقليمية كبيرة، مؤهلة لبناء أنظمة تعليم عن بعد متطورة خاصة في ظل الانفتاح في سوق الاتصالات الذي تشهده البلاد حاليا مع دخول شركة اتحاد الاتصالات وتطوير شركة الاتصالات السعودية لخدماتها والمنافسة التي ستشهد انخفاضا في أسعار الاتصالات وجودة تنعكس على خدمات الاتصال.
ما فرص قبول المجتمع النسائي نظام التعليم والتدريب عن بعد ؟
فرص كبيرة أمام المرأة في هذا المجال، وهذا ما لمسته من نساء في المجتمع السعودي بمختلف الشرائح، فهو وسيلة لإتاحة الفرصة لتعليم شرائح مختلفة خاصة النساء اللاتي يجدن في هذا التعليم ملاذا لبناء شخصيتهن الثقافية والاجتماعية، حيث يتيح لهن التعليم عن بعد فرصة التوفيق بين العلم والعمل والزواج المبكر للفتيات، كما يتلاءم هذا النوع من التعليم مع الوضع المادي للكثير من الشرائح خصوصاً من التي لم تسمح لها ظروفها الخاصة بمواصلة الدراسة المنتظمة والتفرغ لها.
كذلك يوفر التعليم عن بعد فرصة ممتازة للفئات النسائية الراغبة في تطوير عطائها في ادوار اجتماعية مختلفة، أو في ادوار مهنية مثل: العاملات في ميادين الخدمات العامة الاجتماعية والتعليمية والصحية.
رانيا القرعاوي
17/09/2005
أكدت هنادي الحكير المديرة التنفيذية في قطاع التدريب الخاص ، والحاصلة على درجة الماجستير في إدارة نظم معلومات الحاسب من جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة ودبلوم إدارة الشبكات والتجارة الإلكترونية، أن انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية سيعزز الحاجة إلى تفعيل نظم وقوانين التعليم عن بعد.
وقالت في حوار مع ''المرأة العاملة'' إن إقبال المرأة السعودية على هذا النوع من التعليم، يتلاءم مع ظروف المجتمع، وطالبت بإنشاء مشروع وطني للتعليم والتدريب وإزالة العوائق التي تواجهه. وفيما يلي نص الحوار:
كيف تنظرين إلى مستقبل التعليم عن بعد في المملكة بعد الانضمام لمنظمة التجارة العالمية ؟
بعد الانضمام للمنظمة ستحدث تغييرات واسعة في مجال التعليم والتدريب، وسيحتاج سوق العمل المحلي إلى مهارات ومؤهلات جديدة وتخصصات حديثه تلبي حاجات السوق الجديدة. لذا فإن العملية التعليمية خضعت لإعادة نظر لتتواءم مع المتطلبات والتقنيات الحديثة مثل التعليم والتدريب الإلكتروني أو التعليم عن بعد، حيث بات ضروريا دخول مجالات هذا النوع من التعليم والتدريب باعتباره مجالا حيويا للتعلم على صعيد العالم لا يمكن تجاهل وجوده.
ما العوائق التي تواجه التعليم عن بعد في المملكة ؟
يعتبر التعليم والتدريب الإلكتروني في المملكة حديث التجربة، وهذا ما جعله يواجه بعض من المعوقات التي لابد من معالجتها لنجاح هذا النظام، فالتعليم عن بعد في المملكة يعاني من انخفاض المكانة الاجتماعية له، حيث يُعد تعليما ''من الدرجة الثانية''، يرتاده فقط من لم يقدر على ''امتلاك'' أشكال التعليم والتدريب التقليدي، وينبغي التخطيط لمحاربة هذه السمعة السيئة.
وتمثل ندرة المواد التعليمية والتدريبية الصالحة للتعليم والتدريب عن بعد باللغة العربية مشكلة خاصة يتعين العمل على تلافيها تمهيدا للدخول القوي في هذا المضمار، إضافة إلى أن تطوير المناهج المشوقة والفعالة في هذا النظام يعتبر عملية معقدة، ويجب أن تتم بواسطة فرق متكاملة تضم تربويين وخبراء في المواد والتقنيات ووسائط الاتصال المستخدمة.
كما أن من المعوقات التي تواجه مستخدمي هذا النظام، صعوبة ملائمة محيط الاتصال والزمن بين المرسل والمتلقي والتفاعل الوقتي بين الطرفين، وهذا يتطلب ضمانا لتوفير البنية التحتية والمعدات والبرمجيات وشبكات الاتصال من شبكة إنترنت سريعة وغيرها من المتطلبات اللازمة لإيصال هذا النوع من التعليم والتدريب إلى المناطق المختلفة في المملكة، وبخاصة النائية منها، والوصول إلى كافة شرائح المجتمع بحيث يدرس المتعلم في أي مكان في المملكة دون أي عقبات.
هل تعتبر مشاريع التعليم عن بعد مكلفة من الناحية المادية ؟
فيما يتعلق بمصاريف التأسيس، يعتمد ارتفاع التكلفة ذلك على تكاليف البنية التحتية والمعدات والبرمجيات. ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال تقدر تكلفة إنتاج الدقيقة الواحدة من برامج التلفزيون التعليمية الجيدة بنحو ثلاثة آلاف دولار.
ولضمان الاستفادة من التعليم والتدريب عن بعد يجب أن تكون من الاتساع والعمق بحيث تتحقق معادلة معقولة بين التكلفة والربح، وقد يزيد من التكلفة على المدى الطويل، التقدم السريع لكثرة المعدات والبرمجيات المستعملة في التعليم عن بعد.
إلا أنه من الملاحظ أن التقنية مع الوقت تقل أسعارها وهو ما سيساهم في تخفيض التكلفة على المنشآت الجادة في انتهاج نظم التعليم الالكتروني، كما أن العلاقة بين تكلفة التعليم والتدريب وعدد المستخدمين تعد علاقة عكسية، بمعنى أنه كلما زاد عدد المتعلمين المستخدمين للتعليم عن بعد كلما قلت تكاليفه والعكس صحيح. وهذا ما يجعل تكاليف هذا النظام معقولة مقارنة بأنظمة التدريب التقليدي.
ما القوانين المطلوبة لحماية المقدمين والمتلقين في هذا القطاع؟
أهم القوانين المطلوبة، اعتراف المؤسسات المشرفة على التعليم والتدريب والتوظيف بخريجي برامجه، كما أنه من الأهمية بمكان وضع أنظمة واضحة وحوافز تشجيعية لبيئة النظام التي تشجع المرسل والمتلقي والمستخدمين على حد سواء، حيث أنه غالبا ما يواجه المعلمين والمدربين في النظام صعوبات في الاستجابة والتفاعل معه بسبب عدم وضوح الأنظمة المتعلقة بهذا القطاع، وبشكل خاص فيما يتعلق بجزئية ضمان الحقوق الفكرية لمطوري المواد الإلكترونية.
كما يجب أن تراعى الجودة بحيث يتم تأسيس مركز خاص لـ ''متابعة الجودة'' يعنى بضمان الجودة النوعية لجميع ما يتعلق بمجلات هذا النظام التعليمي والتدريبي، إضافة إلى ضمان الخصوصية والسرية وأمن المعلومات للحيلولة دون اختراق المواد التعليمية المستخدمة في التعليم عن بعد، أو تسرب الامتحانات عن طريق مخترقين الأنظمة غير الشرعيين الـ Hackers. ويكون ذلك باستخدام أنظمة حماية قويه من تقنيات التشفير والترميز.
وأيضا هناك ضرورة لأن يكون هناك تكاتف وتعاون بين المؤسسات التعليمية والتدريبية الحكومية والخاصة والجامعات والمكتبات والوزارات المعنية بالتعليم والتدريب لإنشاء مشروع وطني لإيجاد شبكة للتعليم والتدريب، بحيث يشمل المشروع مكتبه إفتراضيه تحت مسمى ''المكتبة الإلكترونية المفتوحة'' لتكون جزء أساسيا من متطلبات التعليم عن بعد، وتربط بالجهات المشار إليها آنفاً في جميع مناطق المملكة، وتضمن حصول المتعلم على المعلومة التي يحتاجها أياً كان موقعه الجغرافي. ومن الأفضل أن تكون محتويات تلك المكتبة باللغتين العربية والإنجليزية ومتصلة بشبكة عالمية حتى يتم استخدامها محلياً ودولياً. كما يجب خلق تعاون فعال بين جميع تلك الجهات لتبادل المقررات الإلكترونية التعليمية والتدريبية.
هل تعتقدين أن حجم التكنولوجيا والاتصال المتوافرة حاليا في المملكة يساهم في تيسير التعليم عن بعد؟
المملكة كدولة متسارعة في النمو وتتمتع بقوة اقتصادية وإقليمية كبيرة، مؤهلة لبناء أنظمة تعليم عن بعد متطورة خاصة في ظل الانفتاح في سوق الاتصالات الذي تشهده البلاد حاليا مع دخول شركة اتحاد الاتصالات وتطوير شركة الاتصالات السعودية لخدماتها والمنافسة التي ستشهد انخفاضا في أسعار الاتصالات وجودة تنعكس على خدمات الاتصال.
ما فرص قبول المجتمع النسائي نظام التعليم والتدريب عن بعد ؟
فرص كبيرة أمام المرأة في هذا المجال، وهذا ما لمسته من نساء في المجتمع السعودي بمختلف الشرائح، فهو وسيلة لإتاحة الفرصة لتعليم شرائح مختلفة خاصة النساء اللاتي يجدن في هذا التعليم ملاذا لبناء شخصيتهن الثقافية والاجتماعية، حيث يتيح لهن التعليم عن بعد فرصة التوفيق بين العلم والعمل والزواج المبكر للفتيات، كما يتلاءم هذا النوع من التعليم مع الوضع المادي للكثير من الشرائح خصوصاً من التي لم تسمح لها ظروفها الخاصة بمواصلة الدراسة المنتظمة والتفرغ لها.
كذلك يوفر التعليم عن بعد فرصة ممتازة للفئات النسائية الراغبة في تطوير عطائها في ادوار اجتماعية مختلفة، أو في ادوار مهنية مثل: العاملات في ميادين الخدمات العامة الاجتماعية والتعليمية والصحية.