صقر الجنوب
30/01/2015, 10:30 PM
كدّ الفلس
http://www.okaz.com.sa/new/myfiles/authors/ali_alribai.jpg (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=1413)
علي بن محمد الرباعي
تربع سعيد العولمي صدر المجلس وروى قصة حماره الأثير (يعفورا) الذي كان يقطع به المسافات ويفتن به الكائنات وينسب إليه الفضل في ديمومة السلالة الحميرية في قريته والقرى المجاورة، ولم ينس فضل الثيران كونها وسيلة إنتاج، وقال سألت أبي: لماذا شريت الثور فأجاب لنسقي البرسيم، ولماذا تسقي البرسيم، فقال لنعلف الثور فرد سعيد «يا كد الفلس» فطرده الشيبة انتصارا لثوره وبرسيمه، وبعضنا مع الوظيفة يتقاطع مع المثل الشائع ( سوق صبيح) وصبيح وصف يطلق على الثور الأبيض كونه ما أن يصل الماء الذي يسهم في إخراجه من البئر إلى القف حتى يشفطه عن آخر قطرة، فما يأتي من راتب شهري يطير في غمضة عين، وصديقي أخته معلمة تقطع يوميا ٢٢٠كم ذهابا وإيابا وتتقاضى راتبا أربعة آلاف ريال تعطي السائق منها ١٥٠٠ ريال وتصل المدرسة منهكة وتعود لمنزلها مجهدة وبقية الراتب تصرفه على أدوية صداع وضغط وروماتيزم من خضخضة السيارة لجسدها الغض، ولست أدري لماذا لا تفكر وزارة التربية في وضع حلول ناجعة وعملية لمعلمات النائية منها أن تكون خدمة العام الواحد بعامين أو ثلاثة مع إنشاء موتيلات وفنادق صغيرة في الهجر والقرى البعيدة حتى لا يتحول الكد إلى فلس، عمنا سعيد هاتفني مهاتفة طويلة حكى لي فيها معاناته بدءا من شرائه يعفور وليس انتهاء بشفط الثور جمة البئر، وما مر به لا يقل عن معاناة معلمات النائية اليوم ومما قاله «إنه تعين مدرسا في بلدة بعيدة في الثمانينات وسكن في منزل أسرة سخيّة كانت تعتني به وبيعفوره وكانت تقع له حوادث كارثية» وسلامتكم.
http://www.okaz.com.sa/new/myfiles/authors/ali_alribai.jpg (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=1413)
علي بن محمد الرباعي
تربع سعيد العولمي صدر المجلس وروى قصة حماره الأثير (يعفورا) الذي كان يقطع به المسافات ويفتن به الكائنات وينسب إليه الفضل في ديمومة السلالة الحميرية في قريته والقرى المجاورة، ولم ينس فضل الثيران كونها وسيلة إنتاج، وقال سألت أبي: لماذا شريت الثور فأجاب لنسقي البرسيم، ولماذا تسقي البرسيم، فقال لنعلف الثور فرد سعيد «يا كد الفلس» فطرده الشيبة انتصارا لثوره وبرسيمه، وبعضنا مع الوظيفة يتقاطع مع المثل الشائع ( سوق صبيح) وصبيح وصف يطلق على الثور الأبيض كونه ما أن يصل الماء الذي يسهم في إخراجه من البئر إلى القف حتى يشفطه عن آخر قطرة، فما يأتي من راتب شهري يطير في غمضة عين، وصديقي أخته معلمة تقطع يوميا ٢٢٠كم ذهابا وإيابا وتتقاضى راتبا أربعة آلاف ريال تعطي السائق منها ١٥٠٠ ريال وتصل المدرسة منهكة وتعود لمنزلها مجهدة وبقية الراتب تصرفه على أدوية صداع وضغط وروماتيزم من خضخضة السيارة لجسدها الغض، ولست أدري لماذا لا تفكر وزارة التربية في وضع حلول ناجعة وعملية لمعلمات النائية منها أن تكون خدمة العام الواحد بعامين أو ثلاثة مع إنشاء موتيلات وفنادق صغيرة في الهجر والقرى البعيدة حتى لا يتحول الكد إلى فلس، عمنا سعيد هاتفني مهاتفة طويلة حكى لي فيها معاناته بدءا من شرائه يعفور وليس انتهاء بشفط الثور جمة البئر، وما مر به لا يقل عن معاناة معلمات النائية اليوم ومما قاله «إنه تعين مدرسا في بلدة بعيدة في الثمانينات وسكن في منزل أسرة سخيّة كانت تعتني به وبيعفوره وكانت تقع له حوادث كارثية» وسلامتكم.