تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمريكي سام


صوت العقل
21/09/2005, 10:37 PM
حينما تسمى المغامرة بالحياة هواية .. ويكون خوض الأخطار فنا وغاية .. فإننا ولاشك أمام ضرب من الجنون !!

تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة بين الفينة والأخرى بأخبار المغامرين وأحوالهم .. فهذا مغامر مجنون يعشق الأفاعي والسموم!!

يدّعي حبها وصداقتها !!

يزعم عدم مبالاته بلدغاتها وتجريحها !!

استمر يعلن ويصرّح عن استعداده ليأخذ نصيبه من السموم .. فكانت النتيجة موت محتوم !!

جنون وأي جنون !!

وبعد هذا الجنون .. ما قولكم في شعوب حذت حذو ذلك المغامر المجهول ؟!!

استقدمت الأفاعي وأطلقتها .. فرسمت بدورها الخطط وأنجزتها !!

صار بيدها زمام الأمور .. فمضت تنفث السموم !!

بلا رقيب .. ولا حسيب !!

ولكن مهلا .. أين الشعوب ؟‍!!

فئة قليلة عارضت .. انتصرت لدينها فقاومت ..

كأني أسمع صرخات من غيور .. يحشد الجمهور .. ولكن ضاع صوته مع زحمة الحضور في ظل تعاليهم والغرور ..

أين البقية ؟!!

بسهولة اختفت ؟!! أو تراها انصهرت ؟!!

أظنها ألفت تلك الأفاعي أو راقت لها تلك السموم !!

فباتت - بعد إستقلالها السياسي المزعوم - مكبلة بقيود إستعمار جديد !!

عفوا .. فقد لا يروق هذا الحديث لفدائيي الأفاعي .. لذا لأقل باتت الموزع الوحيد والوكيل المعتمد لتلك الأفاعي بعد أن تبنت تلك السموم !!

غالبية الأمريكيين .. ليسو سوى أفاعي بشرية سامة ..

بالأمس فقط - ولأول مرة - رأت عيني أمريكي سام يغيّر جلده ..

وسمعت أذني فحيح كلماته ..

واشتم أنفي رائحة الحقد الدفين والخبث العظيم يفوح من تساؤلاته ..

ينفث سموم الشك والتضليل .. محاولا زعزعة اليقين .. وما أكثر المنخدعين !!

أفاعي تحيك للشعوب الشباك .. يغتر بها الشباب .. فيسيروا بخطى حثيثة نحو الهلاك ..

قد يكون من المنخدعين .. أحد الوالدين أو الأقربين !!

فبدل أن يهدي طفله قرآنا .. يقدمه إلى تلك الأفاعي قربانا !!

بحجة التتلمذ والتعليم .. وأخذ قواعد اللغة والتمكين ..

يتلوث ذلك الطفل البرئ .. ويغدو فريسة لذلك الثعبان الدنئ ..

يتقن الطفل اللغة الإنجليزية .. مهداة مع مزيج من أسس وأفكار غربية .. ليكون بعدها أكبر ضحية ..

تتسمم العقول .. ليعقبها موت بطئ للقلوب ..

والنتيجة ..

أفاعي حرة طليقة .. وأمم مشتتة الفكر حبيسة ..

تدفع الشعوب الثمن .. محاولة أن تنتصر ..

تدفع ثمن الضعف والهوان .. ثمن الذل والانكسار .. ثمن الرق والرضوخ والخضوع ..

حينما ترى شباب الغد بلا هوية ولا دين ..

حائر تاهه ضائع في متاهات الحياة .. لا يعرف أين السبيل ..

جيل هزيل .. إلا من هدى الله إلى الصراط المستقيم ..

ترى .. هل ستكون لهذه الشعوب نفس مصير مغامرنا المجهول مع الأفاعي والسموم ؟!!

هل ستسمح لها بالتمادي والتجريح ؟!!

هل ستقف مكتوفة الأيدي تتجرع السموم بحب أو قبول ؟!!

هل تناضـل ؟!! أم تراها ستقاوم بتخاذل ؟!!

هل ستتألم بصمت ثم ترفع راية الإستسلام ؟!!

هل ستعلن الحرب لتنذر الأفاعي بالفناء والدمار ؟!!

أترك لكم الإختيار ..