صقر الجنوب
22/09/2005, 12:44 PM
بناتنا غير!
http://www.alarabiya.net/img/pix_hi_fade.gifhttp://www.alarabiya.net/img/pix_low_fade.gifhttp://www.alarabiya.net/img/spc.gif
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/09/22/0801251.jpghttp://www.alarabiya.net/img/spc.gif
نادين البدير
تعقيباً على مقالي السابق (سعوديون وعذراوات) تأمل بسمة (قارئة من السعودية) في أن تتم مناقشة الموضوع على أعلى المستويات. "سؤال أتمنى أن أجد له إجابة، إذا سافرت امرأة عزباء أو مطلقة إلى الخارج للدراسة أو للعلاج أو مرافقة ولي أمرها وخافت على نفسها من الفتنة فهل يحق لها الزواج أياً كان نوعه؟"
لا يا بسمة لا يحق لها ذلك، فمن يخشى على الرجال من الحرام لا يعترف بأن المرأة قد تقع في ذلك الحرام...
رسالة أخرى من السعودية (مجاهد.ع) يقول:
في عهد عمر بن الخطاب كانت المرأة محور الاهتمام، فقد كان عمر لا يحبذ أن يغيب الرجل عن امرأته أكثر من 6 أشهر رغم أن زوجها في القتال، فلماذا لا نستفتي عن وضع المرأة التي يغيب عنها زوجها لفترات طويلة بحجة الدراسة أو العمل وقد وجد له متنفساً يوافق الدين ويحفظ الأسرة في زواج مؤقت أو مسيار، السؤال هنا: ألا يجد أحد متنفسا للمرأة يوافق دينها ويحفظ لها أسرتها؟.
لا يا مجاهد، ليس هناك متنفس للمرأة، وإذا كان عمر عادلا فليس كل الناس عمر. خيانة عظمى يا مجاهد أن تبحث المرأة عن بديل لزوجها في غيابه، الواجب أن تلزم بيتها وتصون نفسها بينما يسرح هو باحثاً عن بدائل لها. فمن يخشى على الرجال من الحرام لا يعترف بأن المرأة قد تقع في ذلك الحرام...
هناك انهماك واضح بالبحث عن أطر دينية تضفي الشرعية على الخيانة الزوجية، وهناك محاولات التفاف على الدين وعلى قانون الإنسانية وعلى قدسية الزواج. وهناك صمت جماعي معجب بل ومفتون بتلك المحاولات، لذا فبدلا من أن يثور بوجهها ترك لها الحبل على الغارب.
يكمل مجاهد.ع: "نلاحظ أن بعض الفقهاء يقبلون الخلاف فيما بينهم في مسألة زواج المسيار بين محرم ومحلل، ويقبلون الخلاف بينهم في الزواج من الخارج مع تبييت نية الطلاق، ولا يقبلون الخلاف في حرمة الغناء وفي كشف الوجه، رغم أن الخلاف في المسألة الأولى متعلق مباشرة بأعراض بنات المسلمين وفي الثانية متعلق بجماليات الاستماع والنظر... كما أجد أحدهم يحرم سفر المرأة بغير محرم لأنها مسلمة ثم أجده استقدم خادمة إندونيسية مسلمة أتت بدون محرم! فشريعته تجيز للإندونيسية ما لا تجيز لبنات جنسه بحكم أنهن لسن من نسائه"، يختم مجاهد رسالته "بعض المنظرين يفسرون فتاوى رجالات الدين وفق الوضع الاقتصادي قياسا على منح المرأة حقوقها في الغرب عقب الحرب العالمية التي اضطرتهم لطلب المعونة من المرأة في المصانع الحربية ليتم الاعتراف بها بعد ذلك، أرجو ألا نضطر لنفس الظروف".
أما القارئ موفق.ن (من السعودية أيضاً) فقد روى ما حدث له مع أحد أئمة المساجد الذي نادى في إحدى خطب الجمعة بضرورة إخراج "الكفار" من جزيرة العرب. ثم تحدث في الجمعة التي تلتها عن عدم تعريض نسائنا على الذكور حتى في الحالات القصوى. وجاء حديثه في الجمعة الثالثة عن عدم إدخال نسائنا وأخواتنا لكليات الطب ومعاهد التمريض، وأنه لو كان هناك رجل يغار على عرضه لما أقحم أهله في هذا المنزلق الخطير. "استوقفته بعد الصلاة وأخبرته بخطبه الثلاث، فكيف نعالج زوجاتنا وبناتنا إذا مرضن، قال لي الإمام يطببنهن نساء مسلمات، فسألته كيف نقبل بعمل نساء مسلمات مع ذكور وفيه من المفاسد ما فيه بحسب قولك. فقال: لا.. غير السعوديات نعمل لهن نظاما يقيهن من الوقوع في الرذيلة، فقلت له: إذن من الأولى أن يكون هذا النظام لبناتنا، وبالتالي يطببن نساءنا وأخواتنا. فأجاب: لا.. نحن نساؤنا لا نقبل أن نعرضهن لمثل هذه المواقف".
إذاً الطب مقترن بالرذيلة عند ذلك الإمام، وهي رذيلة لا يجب على المسلمات السعوديات ممارستها إنما تمارسها المسلمات غير السعوديات! بعض أئمتنا يتفوهون بالمآسي.
لم تعد مسألة العفة والشرف والرذيلة في نظر البعض تتحدد في إطار من الدين أو العرف بل من الجغرافيا. وعليه فكل تحريم وكل عائق وكل كلمة (لا) هي موجهة للنساء اللواتي ينتمين إلى المنطقة الواقعة بين ساحل الخليج والبحر الأحمر وحدود الشمال والجنوب، أما النساء خارج تلك الحدود فهن مسلمات تنقصهن السعودة لتسري عليهن الفتاوى التحريمية.
هذا الإمام وغيره كثيرون، يرفض تعريض المرأة السعودية لمهنة الطب التي يستهجنها ويرضاها على غير السعودية، وذلك المفتي يحرم سفر المرأة السعودية دون محرم ثم يستقدم إلى منزله من أقاصي الأرض عاملة بلا محرم، وأولئك الرجال يتزوجون بطرق ملتوية باسم الدين (كالزواج بنية الطلاق، وزواج المتعة، والمسيار، أو غيرها) في أي بقعة تطأها أقدامهم، بعدها يحرمون تزويج إحدى بناتهم أو أخواتهم بذات الطريقة. لو تسألهم جميعا سيقولون كما قال إمام المسجد: بناتنا غير، بناتنا سعوديات. أهي علامة جودة؟.
ثم يهيم رجل في علاقات عديدة مع النساء يظن نفسه كازانوفا، وحين تسأله عن أخته سيقول لك: أختي غير، محال أن تخطئ مثلهن، أليست أخته ببشر؟ أليست عرضة لأن تهيم، أن تخالف العرف، أن يخدعها أحدهم بسهولة لأن الرجل المسؤول عنها كان منشغلاً منصرفاً عن صقلها وبناء قوتها؟ لماذا يظن البعض أن (بناتنا) غير؟. ولماذا لا يعترف من يمسك بزمام الولاية بأن (حريمه) قد يقعن في الحرام يوما.
* نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية
http://www.alarabiya.net/img/pix_hi_fade.gifhttp://www.alarabiya.net/img/pix_low_fade.gifhttp://www.alarabiya.net/img/spc.gif
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/09/22/0801251.jpghttp://www.alarabiya.net/img/spc.gif
نادين البدير
تعقيباً على مقالي السابق (سعوديون وعذراوات) تأمل بسمة (قارئة من السعودية) في أن تتم مناقشة الموضوع على أعلى المستويات. "سؤال أتمنى أن أجد له إجابة، إذا سافرت امرأة عزباء أو مطلقة إلى الخارج للدراسة أو للعلاج أو مرافقة ولي أمرها وخافت على نفسها من الفتنة فهل يحق لها الزواج أياً كان نوعه؟"
لا يا بسمة لا يحق لها ذلك، فمن يخشى على الرجال من الحرام لا يعترف بأن المرأة قد تقع في ذلك الحرام...
رسالة أخرى من السعودية (مجاهد.ع) يقول:
في عهد عمر بن الخطاب كانت المرأة محور الاهتمام، فقد كان عمر لا يحبذ أن يغيب الرجل عن امرأته أكثر من 6 أشهر رغم أن زوجها في القتال، فلماذا لا نستفتي عن وضع المرأة التي يغيب عنها زوجها لفترات طويلة بحجة الدراسة أو العمل وقد وجد له متنفساً يوافق الدين ويحفظ الأسرة في زواج مؤقت أو مسيار، السؤال هنا: ألا يجد أحد متنفسا للمرأة يوافق دينها ويحفظ لها أسرتها؟.
لا يا مجاهد، ليس هناك متنفس للمرأة، وإذا كان عمر عادلا فليس كل الناس عمر. خيانة عظمى يا مجاهد أن تبحث المرأة عن بديل لزوجها في غيابه، الواجب أن تلزم بيتها وتصون نفسها بينما يسرح هو باحثاً عن بدائل لها. فمن يخشى على الرجال من الحرام لا يعترف بأن المرأة قد تقع في ذلك الحرام...
هناك انهماك واضح بالبحث عن أطر دينية تضفي الشرعية على الخيانة الزوجية، وهناك محاولات التفاف على الدين وعلى قانون الإنسانية وعلى قدسية الزواج. وهناك صمت جماعي معجب بل ومفتون بتلك المحاولات، لذا فبدلا من أن يثور بوجهها ترك لها الحبل على الغارب.
يكمل مجاهد.ع: "نلاحظ أن بعض الفقهاء يقبلون الخلاف فيما بينهم في مسألة زواج المسيار بين محرم ومحلل، ويقبلون الخلاف بينهم في الزواج من الخارج مع تبييت نية الطلاق، ولا يقبلون الخلاف في حرمة الغناء وفي كشف الوجه، رغم أن الخلاف في المسألة الأولى متعلق مباشرة بأعراض بنات المسلمين وفي الثانية متعلق بجماليات الاستماع والنظر... كما أجد أحدهم يحرم سفر المرأة بغير محرم لأنها مسلمة ثم أجده استقدم خادمة إندونيسية مسلمة أتت بدون محرم! فشريعته تجيز للإندونيسية ما لا تجيز لبنات جنسه بحكم أنهن لسن من نسائه"، يختم مجاهد رسالته "بعض المنظرين يفسرون فتاوى رجالات الدين وفق الوضع الاقتصادي قياسا على منح المرأة حقوقها في الغرب عقب الحرب العالمية التي اضطرتهم لطلب المعونة من المرأة في المصانع الحربية ليتم الاعتراف بها بعد ذلك، أرجو ألا نضطر لنفس الظروف".
أما القارئ موفق.ن (من السعودية أيضاً) فقد روى ما حدث له مع أحد أئمة المساجد الذي نادى في إحدى خطب الجمعة بضرورة إخراج "الكفار" من جزيرة العرب. ثم تحدث في الجمعة التي تلتها عن عدم تعريض نسائنا على الذكور حتى في الحالات القصوى. وجاء حديثه في الجمعة الثالثة عن عدم إدخال نسائنا وأخواتنا لكليات الطب ومعاهد التمريض، وأنه لو كان هناك رجل يغار على عرضه لما أقحم أهله في هذا المنزلق الخطير. "استوقفته بعد الصلاة وأخبرته بخطبه الثلاث، فكيف نعالج زوجاتنا وبناتنا إذا مرضن، قال لي الإمام يطببنهن نساء مسلمات، فسألته كيف نقبل بعمل نساء مسلمات مع ذكور وفيه من المفاسد ما فيه بحسب قولك. فقال: لا.. غير السعوديات نعمل لهن نظاما يقيهن من الوقوع في الرذيلة، فقلت له: إذن من الأولى أن يكون هذا النظام لبناتنا، وبالتالي يطببن نساءنا وأخواتنا. فأجاب: لا.. نحن نساؤنا لا نقبل أن نعرضهن لمثل هذه المواقف".
إذاً الطب مقترن بالرذيلة عند ذلك الإمام، وهي رذيلة لا يجب على المسلمات السعوديات ممارستها إنما تمارسها المسلمات غير السعوديات! بعض أئمتنا يتفوهون بالمآسي.
لم تعد مسألة العفة والشرف والرذيلة في نظر البعض تتحدد في إطار من الدين أو العرف بل من الجغرافيا. وعليه فكل تحريم وكل عائق وكل كلمة (لا) هي موجهة للنساء اللواتي ينتمين إلى المنطقة الواقعة بين ساحل الخليج والبحر الأحمر وحدود الشمال والجنوب، أما النساء خارج تلك الحدود فهن مسلمات تنقصهن السعودة لتسري عليهن الفتاوى التحريمية.
هذا الإمام وغيره كثيرون، يرفض تعريض المرأة السعودية لمهنة الطب التي يستهجنها ويرضاها على غير السعودية، وذلك المفتي يحرم سفر المرأة السعودية دون محرم ثم يستقدم إلى منزله من أقاصي الأرض عاملة بلا محرم، وأولئك الرجال يتزوجون بطرق ملتوية باسم الدين (كالزواج بنية الطلاق، وزواج المتعة، والمسيار، أو غيرها) في أي بقعة تطأها أقدامهم، بعدها يحرمون تزويج إحدى بناتهم أو أخواتهم بذات الطريقة. لو تسألهم جميعا سيقولون كما قال إمام المسجد: بناتنا غير، بناتنا سعوديات. أهي علامة جودة؟.
ثم يهيم رجل في علاقات عديدة مع النساء يظن نفسه كازانوفا، وحين تسأله عن أخته سيقول لك: أختي غير، محال أن تخطئ مثلهن، أليست أخته ببشر؟ أليست عرضة لأن تهيم، أن تخالف العرف، أن يخدعها أحدهم بسهولة لأن الرجل المسؤول عنها كان منشغلاً منصرفاً عن صقلها وبناء قوتها؟ لماذا يظن البعض أن (بناتنا) غير؟. ولماذا لا يعترف من يمسك بزمام الولاية بأن (حريمه) قد يقعن في الحرام يوما.
* نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية