صقر الجنوب
28/09/2005, 10:20 AM
عتاولة) كنز الاحلام اصطادوا (210 ) آلاف ريال في لمح البصر ابن الشرقية ابتلع طعم الـ3,5 ملايين ريال على الساحل الغربي
عدنان الشبراوي (جدة) -تصوير: احمد بابكير
مبروك.. ربحت ثلاثة ملايين ونصف المليون ريال.. رسالة تلقاها مواطن عبر الجوال. صدقها بخياله.. وان أبى ما تبقى من عقله ان يعترف بها.. سأل نفسه هل تخطئ رسائل الجوالات واجاب بنفسه.. لن تخطئ.. فهي التكنولوجيا الصادقة..التصق المواطن بجواله وسبح في بحور من الاحلام وعلى شاطئ الدمام.. القى بهمومه السوداء.. وطرق ينتظر.. يردد (وان غدا لناظره قريب).. وفي الغد اتاه اليقين.. رن الهاتف وجاءه صوت (انسان) بعدما ظن احيانا ان الرسالة التي تلقاها من (العالم الآخر)!! هنأوه على الفوز بالجائزة, استسلم لكلماتهم, ولم يسأل اي جائزة ولا كيف جاءت, ولا حتى وصلت, ولا حتى من انا-المهم انني ربحت.. ليسألهم السؤال الوحيد الذي دار في عقله آنذاك.. كيف واين الاستسلام? وعدوه خيرا.. وطالبوه بالانتظار.. فالمبلغ كبير ويحتاج لتمهل لضمان توصيله الى مستحقه. (لا مانع من الانتظار).. بهذه العبارة جاء رده.. وان كانت نفسه تمانعه لكنه استسلم في النهاية للامر الواقع.
وبعد يوم.. تجدد الامل في نفس الصوت وعلى ذات النحو.. هل انت جاهز للاستلام?
اجابهم (بنعم) فحددوا له مكان التسليم على شاطئ البحر الاحمر.. هناك في جدة.. فطار قلبه وخاطره من اقصى الشرق الى اقصى الغرب ووصل الى عروس البحر الاحمر التي اعادت له ما فقده من احلام.. رغم ان مكالمته لم تنته معهم بعد.
وواصلوا في اغرائه سنسلمك صندوق كنز الاحلام.. لكن الامر يتطلب فقط توفير 210 آلاف ريال, قيمة رسوم الشحن والتوصيل من الخارج الى المملكة ولأن من الطبيعي ان يكون مبلغ كهذا يستحق رسوما كتلك, أيقن ان هؤلاء صادقون.
وقبل الموعد المحدد.. كان المواطن يداعب المياه على شاطئ جدة, ورافقه صديق عمره والذي يستحق ان يشاركه شرف حمل كنز الاحلام.
وفي المكان الموعود التقاهم.. كانوا خمسة اشخاص (افارقة) ممن امتلأت رقابهم (شحما) ويكاد لحم اكتافه يصل الى آذانهم, اما اياديهم فهي كالجدار يرتد اليك هواء يدك ان لمست احداها. لم يساوره الخوف.. فكنز مثل هذا يجب ان يحمله (عتاولة) كهؤلاء.
فسألوه ان كان وفر لهم الرسوم المطلوبة, اشار اليهم الى الحقيبة التي يحملها كتأكيد لنعم, فأجابوه باشارة اخرى حقيبة منتفخة كانت بحوزتهم, فكاد يسقط ارضا بعدما ابت ركبتاه الا ان ترقصا طربا. فتحوها امامه فسلمهم امواله لكنه انتفض وهو يشاهد حقيبتهم الممتلئة بأوراق سوداء.. هدأوه واقنعوه انه كان يجب طمس معالم الدولارات حتى يتمكنوا من ادخالها الى البلاد.. واعادة اظهار المبلغ لن تحتاج سوى دقائق بواسطة الزئبق الاحمر, (ولأن التجربة خير برهان), اخذوا بعض الاوراق ودخلوا الى دورة المياه بداعي غسلها لاعادتها الى طبيعتها وبحيلتهم اظهروا له 400 دولار.
عندها خُيل للمواطن صحة اموالهم وطالبهم بإظهار بقية الكنز, تمنعوا وطالبوه بمزيد من الاموال, طالبهم بقسط من التفكير استرد فيه عقله وقرر الانسحاب والغاء فكرة (الثراء) التي راودته, وطلب استرداد امواله لكنهم رفضوا.. فالطريق يجب ان يتواصل ومن القى نفسه في البحر اما ان يكمل السباحة او يتعرض للغرق, وصارحوه (لا اعادة للاموال) وعليك اكمال المبلغ المطلوب او تخسر ما دفعته, حصل منهم على مهلة لتدبير الاموال بعدما نجح في غسل عقله من بقايا الزئبق الاحمر. خرج من موقعهم وتوجه الى الاجهزة الامنية اخطرهم بكل التفاصيل ودعاهم الى انقاذه مما وقع فيه من نصب واحتيال. وبعد بحث وتقص نجح رجال الامن فجر امس في الوصول الى ثلاثة من الجناة بعد كمين محكم في احد الفنادق بجدة, وبعد ساعتين فقط سقط الآخران. وفي التحقيقات اتضح ان الخمسة نصابون نيجيريون وزعموا ان المبلغ ارسلوه الى بلادهم بعدما تقاسموه وتجري التحقيقات في محاولة لاعادة الاموال منهم, ويتوقع الكشف عن ضحايا لهذه العصابة.
وتابع عملية القبض عن المحتالين مدير شرطة جدة العميد مسفر الزحامي ومدير شعبة المباحث الجنائية العقيد حسن النفيعي, ورئيس شعبة غسيل الاموال بالمباحث الجنائية الرائد عبدالرحمن المالكي.
عدنان الشبراوي (جدة) -تصوير: احمد بابكير
مبروك.. ربحت ثلاثة ملايين ونصف المليون ريال.. رسالة تلقاها مواطن عبر الجوال. صدقها بخياله.. وان أبى ما تبقى من عقله ان يعترف بها.. سأل نفسه هل تخطئ رسائل الجوالات واجاب بنفسه.. لن تخطئ.. فهي التكنولوجيا الصادقة..التصق المواطن بجواله وسبح في بحور من الاحلام وعلى شاطئ الدمام.. القى بهمومه السوداء.. وطرق ينتظر.. يردد (وان غدا لناظره قريب).. وفي الغد اتاه اليقين.. رن الهاتف وجاءه صوت (انسان) بعدما ظن احيانا ان الرسالة التي تلقاها من (العالم الآخر)!! هنأوه على الفوز بالجائزة, استسلم لكلماتهم, ولم يسأل اي جائزة ولا كيف جاءت, ولا حتى وصلت, ولا حتى من انا-المهم انني ربحت.. ليسألهم السؤال الوحيد الذي دار في عقله آنذاك.. كيف واين الاستسلام? وعدوه خيرا.. وطالبوه بالانتظار.. فالمبلغ كبير ويحتاج لتمهل لضمان توصيله الى مستحقه. (لا مانع من الانتظار).. بهذه العبارة جاء رده.. وان كانت نفسه تمانعه لكنه استسلم في النهاية للامر الواقع.
وبعد يوم.. تجدد الامل في نفس الصوت وعلى ذات النحو.. هل انت جاهز للاستلام?
اجابهم (بنعم) فحددوا له مكان التسليم على شاطئ البحر الاحمر.. هناك في جدة.. فطار قلبه وخاطره من اقصى الشرق الى اقصى الغرب ووصل الى عروس البحر الاحمر التي اعادت له ما فقده من احلام.. رغم ان مكالمته لم تنته معهم بعد.
وواصلوا في اغرائه سنسلمك صندوق كنز الاحلام.. لكن الامر يتطلب فقط توفير 210 آلاف ريال, قيمة رسوم الشحن والتوصيل من الخارج الى المملكة ولأن من الطبيعي ان يكون مبلغ كهذا يستحق رسوما كتلك, أيقن ان هؤلاء صادقون.
وقبل الموعد المحدد.. كان المواطن يداعب المياه على شاطئ جدة, ورافقه صديق عمره والذي يستحق ان يشاركه شرف حمل كنز الاحلام.
وفي المكان الموعود التقاهم.. كانوا خمسة اشخاص (افارقة) ممن امتلأت رقابهم (شحما) ويكاد لحم اكتافه يصل الى آذانهم, اما اياديهم فهي كالجدار يرتد اليك هواء يدك ان لمست احداها. لم يساوره الخوف.. فكنز مثل هذا يجب ان يحمله (عتاولة) كهؤلاء.
فسألوه ان كان وفر لهم الرسوم المطلوبة, اشار اليهم الى الحقيبة التي يحملها كتأكيد لنعم, فأجابوه باشارة اخرى حقيبة منتفخة كانت بحوزتهم, فكاد يسقط ارضا بعدما ابت ركبتاه الا ان ترقصا طربا. فتحوها امامه فسلمهم امواله لكنه انتفض وهو يشاهد حقيبتهم الممتلئة بأوراق سوداء.. هدأوه واقنعوه انه كان يجب طمس معالم الدولارات حتى يتمكنوا من ادخالها الى البلاد.. واعادة اظهار المبلغ لن تحتاج سوى دقائق بواسطة الزئبق الاحمر, (ولأن التجربة خير برهان), اخذوا بعض الاوراق ودخلوا الى دورة المياه بداعي غسلها لاعادتها الى طبيعتها وبحيلتهم اظهروا له 400 دولار.
عندها خُيل للمواطن صحة اموالهم وطالبهم بإظهار بقية الكنز, تمنعوا وطالبوه بمزيد من الاموال, طالبهم بقسط من التفكير استرد فيه عقله وقرر الانسحاب والغاء فكرة (الثراء) التي راودته, وطلب استرداد امواله لكنهم رفضوا.. فالطريق يجب ان يتواصل ومن القى نفسه في البحر اما ان يكمل السباحة او يتعرض للغرق, وصارحوه (لا اعادة للاموال) وعليك اكمال المبلغ المطلوب او تخسر ما دفعته, حصل منهم على مهلة لتدبير الاموال بعدما نجح في غسل عقله من بقايا الزئبق الاحمر. خرج من موقعهم وتوجه الى الاجهزة الامنية اخطرهم بكل التفاصيل ودعاهم الى انقاذه مما وقع فيه من نصب واحتيال. وبعد بحث وتقص نجح رجال الامن فجر امس في الوصول الى ثلاثة من الجناة بعد كمين محكم في احد الفنادق بجدة, وبعد ساعتين فقط سقط الآخران. وفي التحقيقات اتضح ان الخمسة نصابون نيجيريون وزعموا ان المبلغ ارسلوه الى بلادهم بعدما تقاسموه وتجري التحقيقات في محاولة لاعادة الاموال منهم, ويتوقع الكشف عن ضحايا لهذه العصابة.
وتابع عملية القبض عن المحتالين مدير شرطة جدة العميد مسفر الزحامي ومدير شعبة المباحث الجنائية العقيد حسن النفيعي, ورئيس شعبة غسيل الاموال بالمباحث الجنائية الرائد عبدالرحمن المالكي.